حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (٣٣)

 

حقيقة الصلاة في كتاب الله العظيم (٣٣)

 

تفسير آيات من سورة الأحقاف من آية (٢٩) إلى (٣٢) من خلال أحسن التفسير (القرءان العظيم).

السلام على من قام إلى الصلاة (إلى كتاب الله) بإيمان صادق.

(١): * سُوۡرَةُ الاٴحقاف
وَإِذۡ صَرَفۡنَآ إِلَيۡكَ نَفَرًا مِّنَ ٱلۡجِنِّ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓاْ أَنصِتُواْ‌ فَلَمَّا قُضِىَ وَلَّوۡاْ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِينَ (٢٩) قَالُواْ يَـٰقَوۡمَنَآ إِنَّا سَمِعۡنَا ڪِتَـٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ يَہۡدِىٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسۡتَقِيمٍ (٣٠) يَـٰقَوۡمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِىَ ٱللَّهِ وَءَامِنُواْ بِهِۦ يَغۡفِرۡ لَڪُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُجِرۡكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٣١) وَمَن لَّا يُجِبۡ دَاعِىَ ٱللَّهِ فَلَيۡسَ بِمُعۡجِزٍ فِى ٱلۡأَرۡضِ وَلَيۡسَ لَهُ مِن دُونِهِۦۤ أَوۡلِيَآءُ‌ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ فِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ (٣٢).

إذا تدبَّرنا آيات سورة الأحقاف نجد دليلاً واضحًا على أنَّ الصلاة هي القرءان وأنَّ إقامة محمد عليه السلام الصلاة لقومه هي إقامة رسالة القرءان بهدف نشرها وتطبيقها في الأرض:

في آية (٢٩) نجد قول الله تعالى: "وَإِذۡ صَرَفۡنَآ إِلَيۡكَ نَفَرًا مِّنَ ٱلۡجِنِّ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓاْ أَنصِتُواْ‌..." هنا نجد كيف بعث الله تعالى برسل الجنّ من عُلماء اليهود لكي يتعلموا رسالة القرءان من الرسول محمد لكي يُبَلِّغوا رسالة القرءان إلى قومهم، وإذا أكملنا الآية: "... فَلَمَّا قُضِىَ وَلَّوۡاْ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِينَ" نجد أنه لمّا قُضِي القرءان، أي لمّا تعلَّموا القرءان "... ولّوا إلى قومهم مُنذرين" أي ذهبوا إلى قومهم لكي يُبلِّغوهم رسالة القرءان وينذرونهم به، وهذا يعني أنَّه عندما تعلَّم رُسُل الجن الصلاة ذهبوا إلى قومهم لكي يُقيموا الصلاة، في تلك الآية في سورة الأحقاف نجد تشابهًا كبيرًا بينها وبين آية (٩) و(١٠) في سورة الجمعة:

* سُوۡرَةُ الجُمُعَة
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَ‌ ذَالِكُمۡ خَيۡرٌ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (٩) فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِى ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ (١٠).

لقد أمر الله تعالى الّذين آمنوا بالسّعي لِذكرهِ، أي بالسعي لِتعلّم الصلاة من الرسول محمد عليه السلام في آية (٩) من سورة الجمعة بقوله: "يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ..." تمامًا كما بعث رُسُل الجن لكي يتعلَّموا القرءان من الرسول محمد عليه السلام في آية (٢٩) من سورة الأحقاف بقولِهِ: "وَإِذۡ صَرَفۡنَآ إِلَيۡكَ نَفَرًا مِّنَ ٱلۡجِنِّ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓاْ أَنصِتُواْ‌" وإنَّ قوله تعالى في آية (١٠) من سورة الجمعة: "فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِى ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ" هو تمامًا كقوله في آية (٢٩) من سورة الأحقاف: "... فَلَمَّا قُضِىَ وَلَّوۡاْ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِينَ" مِمّا يُعطينا الدليل القاطع على أنَّ الصلاة الّتي كان يُقيمها الرسول محمد عليه السلام هِي تبليغ رسالة القرءان، وأنَّ الهدف من تعلّم الصلاة، أي القرءان، هو إقامته، أي تبليغه وتطبيقه.

(٢): إذا قرأنا آية (٢٩) في سورة الأحقاف وآية (٢٠٤) في سورة الأعراف نجد تشابهًا كبيرًا بينهما:

* سُوۡرَةُ الاٴحقاف
وَإِذۡ صَرَفۡنَآ إِلَيۡكَ نَفَرًا مِّنَ ٱلۡجِنِّ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓاْ أَنصِتُواْ‌ فَلَمَّا قُضِىَ وَلَّوۡاْ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِينَ (٢٩).

* سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ (٢٠٤).

إذا تدبرنا تلك الآيتين نجد بأنَّ الله تعالى أمر الجنّ (علماء اليهود) في آية (٢٩) من سورة الأحقاف تمامًا كما أمرنا في آية (٢٠٤) من سورة الأعراف وإذا أكملنا آيات سورة الأحقاف من آية (٣٠) إلى (٣٢) نجد بشكل واضح كيف أقام رُسُل الجنّ (علماء اليهود) الصلاة لقومهم، أي كيف بلَّغوا القرءان لِقومِهِم.

* سُوۡرَةُ الاٴحقاف
قَالُواْ يَـٰقَوۡمَنَآ إِنَّا سَمِعۡنَا ڪِتَـٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ يَہۡدِىٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسۡتَقِيمٍ (٣٠) يَـٰقَوۡمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِىَ ٱللَّهِ وَءَامِنُواْ بِهِۦ يَغۡفِرۡ لَڪُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُجِرۡكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٣١) وَمَن لَّا يُجِبۡ دَاعِىَ ٱللَّهِ فَلَيۡسَ بِمُعۡجِزٍ فِى ٱلۡأَرۡضِ وَلَيۡسَ لَهُ مِن دُونِهِۦۤ أَوۡلِيَآءُ‌ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ فِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ (٣٢).

 

452 Sep 1 2018