نسخ القرءان الكريم لقصة أبرهة الأشرم (الحبشي) والفِيَلَة والكعبة الكاذبة
نسخ القرءان الكريم لقصة أبرهة الأشرم (الحبشي) والفِيَلَة والكعبة الكاذبة
بيان سورة الفيل من القرءان الكريم
1. المقدمة:
لقد حرَّف علماء وفقهاء الأمة الإسلامية وأئمة السلف عن سبق إصرار وترصد آيات سورة الفيل. وقالوا أنَّ سورة الفيل تتحدث عن قصة أبرهة الأشرم (الحبشي) وأصحاب الفيل وجيشه. وقالوا أنَّ أبرهة الأشرم أراد هو وجيشه "أصحاب الفيل" أن يهدم الكعبة، ولكنَّ الله حماها منهم، فأرسل عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فدمرهم.
إذا نظرنا في القرءان الكريم، نجد أنّ سورة الفيل ليس لها أية دعوة بهذه القصة الكاذبة الفاسقة المُفترية على الله عز وجل. إنَّ سورة الفيل هي سورة واضحة وبينة لدرجة أنها لا تسمح لأي إنسان كان بأن يُحرف فيها. وإنَّ تحريف هذه السورة هو أكبر دليل على أنَّ صُنّاع الأحاديث وهذا الدين الباطل (الّذي سموه بالدين الإسلامي كذبًا وافتراءً عليه) هم من المنافقين الكاذبين الفاسقين الكفرة الفجرة من الدرجة الأولى، وأنهم مردوا على الكذب والنفاق. من أجل ذلك وددت أن أخبركم عمَّا تقوله كتب التفاسير وقصص السيرة الباطلة عن هذه القصة، وعمَّا يقوله القرءان الكريم عنها.
2. تفسير سورة الفيل من كتب التراث والأحاديث والسيرة الفاسقة:
سُوۡرَةُ الفِیل
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ (١) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِى تَضۡلِيلٍ (٢) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ (٥).
يقولون في كتب التراث والتفاسير الخبيثة:
سورة الفيل تتحدث عن قصة أصحاب الفيل حين قصدوا هدم الكعبة المشرفة، فردَّ الله كيدهم في نحورهم، وحمى بيته من تسلطهم وطغيانهم، وأرسل على جيش أبرهة الأشرم وجنوده أضعف مخلوقاته، وهي الطير الّتي تحمل في أرجلها ومناقيرها حجارة من سجيل وهي حجارة من طين متحجر صغيرة، ولكنها أشد فتكًا وتدميرًا من الرصاصات القاتلة، حتى أهلكهم الله وأبادهم عن آخرهم، وكان ذلك الحدث التاريخي الهام، في عام ميلاد سيد الكائنات محمد بن عبد الله، سنة سبعين وخمسمائة ميلادية، وكان من أعظم الإرهاصات الدالة على صدق نُبُوَّتِهِ.
تفسيرالكفرة الفجرة الأنجاس لهذه السورة المأخوذة من القصص الآتية من مزبلة التاريخ القديمة:
- آية (1): أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ.
أي ألم يبلغك يا محمد وتعلم علمًا يقينًا كأنه مشاهد بالعين، ماذا صنع الله العظيم الكبير بأصحاب الفيل الذين قصدوا الاعتداء على البيت الحرام؟ قال المفسرون: روي أن أبرهة الأشرم ملك اليمن، بنى كنيسة بصنعاء وأراد أن يصرف إليها الحجيج، فجاء رجُلٌ من كنانة وتغوَّط فيها ليلاً ولطخ جدرانها بالنجاسة احتقارًا لها، فغضب أبرهة وحلف أن يهدم الكعبة، وجاء مكة بجيش كبير على أفيال، يتقدمهم فيل هو أعظم الفيلة، فلما وصل قريبًا من مكة فرّ أهلها إلى الجبال، خوفًا من جنده وجبروته، وأرسل الله تعالى على جيش أبرهة طيورًا سودًا، مع كل طائر ثلاثة أحجار، حجر في منقاره وحجران في رجليه، فرمتهم الطيور بالحجارة، فكان الحجر يدخل في رأس الرجل ويخرج من دبره فيرميه جثة هامدة، حتى أهلكهم الله ودمرهم عن آخرهم، وكانت قصتهم عبرة للمعتبرين، قال أبو السعود: وتعليق الرؤية بكيفية فعله جل وعلا ((كيف فعل)) لا بنفسه بأن يقال: ((ألم تر ما فعل ربك)) إلخ.. لتهويل الحادثة، والإيذان بوقوعها على كيفية هائلة، وهيئةٍ عجيبة دالة على عظم قدرة الله تعالى، وكمال علمه وحكمته وشرف رسوله فإن ذلك من الإرهاصات لما روي أن القصة وقعت في السنة التي ولد فيها النبي عليه الصلاة والسلام.
- آية (2): أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِى تَضۡلِيلٍ۬.
أي ألم يهلكهم ويجعل مكرهم وسعيهم في تخريب الكعبة في ضياع وخسار؟!
- آية (3) و(4) و(5): وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ (٥).
((وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ)) أي وسلط عليهم من جنوده طيرًا أتتهم جماعات، متتابعة بعضًا في إثر بعض، وأحاطت بهم من كل ناحية ((تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ)) أي تقذفهم بحجارة صغيرة من طين متحجر، كأنها رصاصات ثاقبة لا تصل إلى أحد إلا قتلته ((فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ)) أي فجعلهم كورق الشجر الذي عصفت به الريح، وأكلته الدواب ثم راثته، فأهلكهم عن بكرة أبيهم، وهذه القصة تدل على كرامة الله للكعبة، وإنعامه على قريش بدفع العدو عنهم، فكان يجب عليهم أن يعبدوا الله ويشكروه على نعمائه، وفيها مع ذلك عجائب وغرائب من قدرة الله على الإنتقام من أعدائه، قال في البحر: كان صرف ذلك العدو العظيم عام مولده السعيد عليه السلام، إرهاصًا بنبوته إذ مجيء تلك الطيور على الوصف المنقول، من خوارق العادات والمعجزات المتقدمة بين أيدي الأنبياء عليهم السلام، وقد أهلكهم الله تعالى بأضعف جنوده وهي الطير التي ليست من عادتها أنها تقتل.
3. نقاش حول هذا التفسير الحقير والسافل والمنحط والوسخ:
عندما نقرأ قصة مماثلة كهذه القصة، كيف تستطيع عقولنا أن تُصدق بها؟ وكيف تستطيع نفوسنا أن تطمئن بها؟ وكيف تستطيع قلوبنا أن تؤمن بها؟
هناك عدة نقاط وردت في هذه القصة الباطلة أريد أن أناقشها وأضع حولها علامات استفهام، في مقالتي هذه:
1) النقطة الأولى: هذه القصة بتفاصيلها الكاملة ليس لها أي وجود في القرءان الكريم، ولم يذكر الله عز وجل لنا أي شيئ عنها في كتابه العزيز، ولم يرد ولا حتّى جزءٌ ضئيل منها في أي آية من آيات القرءان الحكيم ولا حتّى في آية واحدة من آياته. هذه "النقطة الأولى" هي أكثر من كافية لتدمير ومحو تلك القصة الباطلة.
2) النقطة الثانية: كيف يمكن أن يأمر الله عز وجل رسوله الأمين محمد عليه السلام أن يتعلم هذه القصة من مزبلة تاريخ قومه وءابآئه وعشيرته، وأن يستفتي قومه بها، وأن يلجئ إليها في حديثه عنها، وأن يستشهد بها، وأن يأخذ ويؤمن ويُصدق بها؟ وهو سُبحانه وتعالى الّذي أمره في القرءان الكريم بأن لا يتبع إلاّ وحي القرءان، وبأن لا يأخذ أي قصة إلاّ من قصص وحي القرءان، وبأن لا يؤمن إلاّ بحديث القرءان، وبأن لا يُصدق إلا بآيات القرءان، وبأن لا يلجئ في معرفة أي شيء أو أمر إلاّ للقرءان، وبأن لا يستفتي أحدًا أو يسأله في أي أمر أو شأن أو حَدَثْ إلاَّ القرءان، وبأن لا يأخذ غيب (ماضي أو مُستقبل) أي أمر أو حّدَث قد حدَثَ سابقًا وسوف يحدث لاحقًا إلاّ من وحي القرءان، كما أخبرنا تعالى في الآيات التالية:
سورة الأنعام
اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٦﴾.
سورة يونس
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴿١٠٩﴾.
سورة الأحزاب
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١﴾ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿٢﴾.
سورة الأعراف
اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾.
سورة يونس
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْءانٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥﴾.
سورة يوسف
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْءانَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴿٣﴾.
سورة يوسف
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١١١﴾.
سورة الجاثية
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾.
سورة الكهف
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿٢٧﴾.
سورة المائدة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْءانُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿١٠١﴾.
سورة الكهف
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾.
سورة آل عمران
ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٤٤﴾.
سورة هود
تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٤٩﴾.
سورة يوسف
ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۖ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ﴿١٠٢﴾.
3) النقطة الثالثة: لقد كان قوم الرسول محمد قبل ولآدته وقوم قُريش آنذاك يُشركون ويكفرون بالله ويعبدون من دونه ما لم يُنزل به سلطانًا، ويعبدون الأصنام كالآت والعُزَّى ومنواة وغيرها، ويدينون بدين غير دين الله. وكانت أصنامهم تلك موجودة في الكعبة والّتي يُسمونها بأنها بيت الله. فهل يُمكِن أن ينعم الله على قريش وأن يحميهم ويدافع عنهم ويدفع العدو عنهم وهم في الوقت نفسه يكفرون ويشركون به دينًا آخر غير دينه؟ وهل أعدآء الله هُم فقط أبرهة الأشرم وجيوشه، أم هُم أيضًا أهل قُريش الّذين كانوا يعبدون الأصنام ويظلون عاكفين عليها في الكعبة؟ وهل الكعبة بما فيها من أوثان تكون بيتًا لله؟ هل يوجد في بيت الله أصنام تُعبَد؟ وهل يحمي الله بيتًا توجد فيه أصنام تُعبَد؟ وهل يُعطي الله كرامة للكعبة الّتي كانت بيتًا ومقرًّا للإشراك ولعبادة الأوثان؟ وهو الّذي سُبحانه وتعالى قال لنا في الآيات التالية من سورة التوبة والجن:
سورة التوبة
مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ۚ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ﴿١٧﴾ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿١٨﴾ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾.
سورة التوبة
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿١٠٧﴾ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴿١٠٨﴾.
سورة الجن
وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴿١٨﴾ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴿١٩﴾.
سورة التوبة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٢٨﴾.
بعد جميع تلك الآيات البينات، لدينا كامل الحق بأن نُكمِل في تساؤلاتنا فنقول: كيف ينصر الله عز وجل الكعبة الّتي جعلوها بيتًا للإشراك ولعبادة الأوثان ومنعوا فيها عبادة الله؟ ولو أراد الله عز وجل كما يقولون أن ينصُر الكعبة ويحميها ويصرف العدو العظيم عنها عام مولد محمد السعيد إرهاصًا يدل على صدق نبوته، أليس من المنطقي أن يترك الله أبرهة يُدمر الكعبة مكان الكفر والإشراك وعبادة الأوثان ويبيدها عن بكرة أبيها، ويجعل محمدًا يبنيها من جديد كما بناها إبراهيم، فيُصبح هذا حدثًا تاريخيًا أعظم يدلنا أكثر على صدق نبوة محمد ويكون فيه عبرة عظيمة تُسهِّل بذلك مهمة الرسول محمد في تبليغ رسالة القرءان لأهل قريش، فيُصبح بذلك هذا الواجب الّذي أوجبه الله عليهم بأن يعبدوه ويشكروه على نعمائه واجبًا مفعولاً؟
4) النقطة الرابعة: لقد قالوا في تفسيرهم الباطل هذا أنَّ الحجارة من سجيل الّتي هي الحجارة الصغيرة من طين متحجر هي كأنها رصاصات ثاقبة وهي أشد فتكًا وتدميرًا من الرصاصات القاتلة، فهل أخبر أهل قريش محمدًا عن هذا الوصف بعد ولآدته؟ وهل محمد عليه السلام أخبر قومه وأهل قريش عن تلك الحجارة أنها تشبة الرصاصات الثاقبة وأنها أشد فتكًا وتدميرًا منها عند نزول وحي سورة الفيل عليه، أم أنَّ أهل قُريش هُم الّذين أعلموه بهذه القصة وفسروا له تلك الآيات من سورة الفيل؟ وهل الرصاص كان موجودًا عندهم في زمن ما قبل ميلاد الرسول ووقت مولده لكي يُذكر منذ قديم الزمان وفي ذلك الوقت ويُكتب عنهُ ويُتَرَّخْ في هذه القصة والّتي بدورها قد تُرِّخَت وأصبحت قصة من قصص التاريخ القديمة ومزبلتها؟
5) النقطة الخامسة: لقد قالوا في تفسيرهم ((فغضب أبرهة وحلف أن يهدم الكعبة، وجاء مكة بجيش كبير على أفيال، يتقدمهم فيل هو أعظم الفيلة)). لقد ذكروا في هذا الحديث ((أفيال)) بالجمع بقولهم ((وجاء مكة بجيش كبير على أفيال)). أمّا الله عز وجل فلم يذكر لنا إطلاقًا كلمة أفيال في هذه السورة فقال سورة الأفيال أو أصحاب الأفيال، بل ذكر لنا وبكل وضوح "سورة الفيل" و"أصحاب الفيل". هذا أكبر دليل على أنَّ قصة أبرهة والأفيال وهدم الكعبة هي قصة باطلة. ولِكَيْ يُثبِتوا (صناع الأحاديث والتفاسير الباطلة) صحة هذه القصة أنها مأخوذة من سورة الفيل، استخدموا كلمة فيل بالمُفرد بقولهم الكاذب أنه كان يتقدم جيشهم الكبير الّذي جاء على أفيال، فيلٌ من أعظم الفيلة، وهو الفيل المقصود والمذكور في سورة الفيل.
6) النقطة السادسة: أنظروا لقولهم الوسِخ والنجس والبذيء هذا: ((قال المفسرون: روي أن أبرهة الأشرم ملك اليمن، بنى كنيسة بصنعاء وأراد أن يصرف إليها الحجيج، فجاء رجُلٌ من كنانة وتغوَّط فيها ليلاً ولطخ جدرانها بالنجاسة احتقارًا لها، فغضب أبرهة وحلف أن يهدم الكعبة)). أولاً، هل أبرهة الأشرم المزعوم هذا وهو ملِكٌ طويل عريض سوف يضع نفسه بموقف حرب طويلة عريضة ويأخذ فيلة وجيش طويل عريض بسبب رجل تغوَّط في كنيسة كما يزعمون؟ وهل الله عز وجل يوحي إلى رسوله محمد هذه السورة إذا كانت تتعلق بأمر له علاقة بالتغوُّط؟ ألا يستحون من أنفسهم ويخجلون؟ ألا يُقدرون الله وآياته؟
وأنظروا أيضًا لقولهم الفاجر والفاحش هذا: ((وأرسل الله تعالى على جيش أبرهة طيورًا سودًا، مع كل طائر ثلاثة أحجار، حجر في منقاره وحجران في رجليه، فرمتهم الطيور بالحجارة، فكان الحجر يدخل في رأس الرجل ويخرج من دبره فيرميه جثة هامدة)). أولاً، كيف علموا بدقة هذه التفاصيل؟ وثانيًا، كيف يتجرؤون على الله جل وعلا ويتطاولون عليه بوصفهم هذا ((أنّ الحجارة الّتي كانت ترميهم بها الطيور، كانت تدخل في رأس الرجل وتخرج من دُبُرِهِ)). من الّذي جعل هذا العذاب يقع عليهم بهذه الطريقة؟ بالتأكيد المقصود الأول والأخير من هذا الحديث هو الله ومشيئته، وسُبحانه وتعالى عمّا يصِفون.
إنَّ وصفهم هذا لما قام به الرجل من كنانة من عمل التغوُّط في الكنيسة بزعمهم، ولهذا النوع من العذاب الإلآهي الّذي فيه الحجر يدخل في رأس الرجل ويخرج من دُبُره أيضًا بزعمهم، لا يدُل إلاّ على أناس وسِخة ونجِسة وبذيئة النفوس والعقول والقلوب ومتدنية المستوى وسفيهة وسافلة ومُنحطة وليس فيها أي ذرة خشوع أو تقدير أو احترام لله تبارك وتعالى وآياتِهِ. وحاشى لله أن يذكر هذا النوع البذيء المُتدني من العذاب في كتابه الكريم. وحاشى لله أن يذكر لنا في آياته كلمة ((الدُبُرْ)) بالمعنى المقصود به كهذا الحديث البذيء والغير مُحترم. ولو أراد الله عز وجل أن يخبرنا عن أمر من الأمور الشخصية الحساسة فهو سُبحانه حريص كل الحرص على تبليغنا إيّاه بطريقة رفيعة راقية عالية المستوى لا بطريقة بذيئة ووسخة مُتدنية المستوى. أنظروا لعظمة الله ولأسلوبه المُحترم الرفيع المستوى الّذي وضعه لنا في آياته التالية:
سورة البقرة
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴿٢٢٢﴾ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢٢٣﴾.
سورة المائدة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٦﴾.
سورة البقرة
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٨٧﴾.
سورة يوسف
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٣﴾ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴿٢٤﴾ وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ۚ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٢٥﴾ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي ۚ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٢٦﴾ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٢٧﴾ فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴿٢٨﴾ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ﴿٢٩﴾.
سورة الأعراف
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿٨٠﴾ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴿٨١﴾ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴿٨٢﴾.
سورة النمل
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴿٥٤﴾ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴿٥٥﴾ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴿٥٦﴾.
سورة العنكبوت
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿٢٨﴾ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٢٩﴾ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ﴿٣٠﴾.
4. تفسير الله عز وجل لسورة الفيل من كتابه القرءان الكريم:
والآن بعد ما ذكرتُ لكم في أعلاه، تعالوا معي لنرى تفسير الله عز وجل لآيات سورة الفيل العظيمة.
سُوۡرَةُ الفِیل
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ (١) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِى تَضۡلِيلٍ (٢) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ (٥).
آية (1): أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ.
هناك سؤال يتوجب علينا أن نسأله عندما نقرأ هذه الآية: ما معنى الفيل، ومن هم أصحابه؟
الفيل جمع أفيال وفِيَلة وفُيول وهو الثقيل الخسيس. والخسيس هو الدنيء والرذِيل والسافل والحقير. والفيل هو أيضًا الخطئ والضعف والقُبح في الرأي. والفيالة هي ضُعف وقُبح الرأي. والفيل هو أيضًا حيوان من أضخم الحيوانات له خرطومٌ طويل.
نجد من خلال هذه الآية البينة أنَّ الله عز وجل قد أرى رسوله محمد مُسبقًا كيف فعل بأصحاب الفيل، ولذلك قال له: "أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ...". إذًا لقد رأى أي علِمَ محمد عليه السلام مُسبقًا كيف فعل ربّه بأصحاب الفيل. أين يُمكن أن يرى أو يعلم محمد كيف فعل ربّه بأصحاب الفيل؟ بالتأكيد من وحي آيات القرءان الكريم. هذه الآية تدلنا بل تؤكد لنا أنَّ الله عز وجل قد أنبأ محمدًا عليه السلام وحيًا من سُوَرْ أخرى من القرءان من هُم أصحاب الفيل وماذا فعل تعالى بهم ولماذا فعل بهم ما فعَل، من قبل أن يُنزِّل عليه هذه السورة (سورة الفيل). ولكن في نفس الوقت لم تقُل لنا هذه الآية أو توضح لنا من هُم أصحاب الفيل. إنَّ أسلوب الله عز وجل في هذه الآية وفي جميع آيات سورة الفيل هو في الحقيقة تذكرةً لرسوله محمد عليه السلام (وبالتالي لنا) عمّا أخبره سابقًا وأعلمه عنه عن أصحاب الفيل وعمّا فعله بهم ولماذا. وهنا نستطيع أن نطرح سؤالاً مهمًا جدًا: كيف نستطيع أن نعلم هوية أصحاب الفيل والسبب لِما فعله الله عز وجل بهم؟ الجواب نجده في آيات أخرى من القرءان الكريم، تمامًا كما وجده وعلمه محمد عليه السلام من خلال وحي آيات أخرى في القرءان الكريم. ولكن قبل أن نبحث عن الجواب أو بالأحرى عن تفسير هذه الآية في القرءان، وقبل أن نجد الجواب، عليَّ أن أُكمل معكم الآيات التالية من هذه السورة لكي تتضح الصورة أمامكم أكثر فأكثر.
آية (2): أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِى تَضۡلِيلٍ۬.
لقد أكمل الله عز وجل في هذه الآية حديثه لمحمد تذكِرةً منه لهُ عمّا أخبره سابقًا عن كيد أصحاب الفيل وعن كيف جعل كيدهم في تضليل. هذه الآية هي في الحقيقة إعلامًا من الله عز وجل أنَّه تعالى جعل كيد أصحاب الفيل في تضليل، أي أنَّهُ أوقف كيدهم ومنعهم من فعل هذا الكيد. كيف جعل الله عز وجل كيد أصحاب الفيل في تضليل؟ نجد الجواب في الآيات التالية، في آية (3) و(4) و(5)، وفي آيات أخرى في سُور القرءان. تلك الآيات الأخرى سوف آتي على ذكرها لكم لاحقًا، وهي سوف تكون بيانًا لنا لهوية أصحاب الفيل وتفصيلاً لما فعله الله عز وجل بهم.
كيف جعل الله كيدهم في تضليل؟ نجد الجواب في الآية التالية:
آية (3): وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ.
أبابيل تعني الفِرَقْ وهي جمع لا واحِدَ له. طير أبابيل تعني طيورًا متتابعة متجمّعة، كالحمام والبجع. الأُبُلَّة تعني القبيلة.
لقد جعل الله عز وجل كيد أصحاب الفيل في تضليل وذلك بإرسالِهِ عليهم طيرًا أبابيل أي طيورًا متتابعة متجمّعة. في هذه الآية الكريمة لم يُخبرنا الله عز وجل عن ماهية تلك الطير الأبابيل الّتي أرسلها عليهم.
لماذا أرسل عليهم طيرًا أبابيل؟ نجد الجواب في الآية التالية:
آية (4): تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ.
حجارة من سجيل هي الحجارة شديدة الصلابة كالطين اليابس.
لقد أرسل الله عز وجل على أصحاب الفيل طيرًا أبابيل لكي ترميهم بحجارة من سجيل، أي لكي ترميهم بحجارة من طين. وهذا كان عذابٌ من عند الله عقابًا لهم. ماذا حلَّ بهم بعد هذا العذاب؟ الجواب نجده في الآية التالية:
آية (5): فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ.
العصف هو ورق الزرع عصفت به الريح بشدّة. المأكول يعني المتآكل لأنَّ الدواب أو الحشرات قد أكلته أو أكلت بعضًا منه.
لقد أصبحوا بهذا العذاب كعصفٍ مأكول. والعصف المأكول يُعطينا صورة لما أصبحوا عليه، وهذا دليل على أنَّ الله عز وجل قد أهلكهم بعذابِهِ بهذه الحجارة من طين ولم يعد لهم أي وجود.
إنَّ آيات سورة الفيل هي آياتٌ بينات، تُخبرنا أنَّ الله عز وجل يُذكِّر محمدًا عليه السلام كيف أرسل على أصحاب الفيل عذابًا من عنده بواسطة الطير الأبابيل فأهلكهم. ونحن لا نجد في تلك الآيات البينات أي تفصيل أو وصف أو بيان يتطابق مع كُتُب التفاسير الباطلة، كالتفسير الّذي ذكرته لكم في بداية مقالتي هذه.
5. من هم أصحاب الفيل في القرءان الكريم؟
إنَّ أي أمر ذكره الله عز وجل لرسوله محمد أو حدَّثهُ عنه من المؤكد أنَّهُ تعالى قد أخبرهُ عنه وفصَّلهُ وبيَّنه له في القرءان الكريم. إذًا فمن المؤكد أنَّ الله عز وجل قد بيَّنَ ماهية أصحاب الفيل وسبب عذابه لهم في القرءان الكريم. ونحن إذا بحثنا جيدًا وتفكرنا في هذا الأمر، نجد أننا قد سمعنا مرارًا وتكرارًا ومن دون أن ندري عن أصحاب الفيل وعن هذا العذاب الّذي عذبهم الله عز وجل به في سُور كثيرة من سُور القرءان، ونجد أنَّ الله عز وجل قد أخبرنا في تلك السُوَر عن هذا النوع من العذاب وفصَّلهُ لنا. إذا نظرنا قليلاً في هذا الأمر نتسائل، من هم الّذين عذبهم الله بحجارة من سجيل أو بحجارة من طين؟ الجواب نجده بكل سهولة ويُسر ووضوح وبيان وتفصيل من خلال جميع تلك السُور التالية، ومن خلال مقارنة كل سورة من تلك السُور بسورة الفيل على حِدَة:
سُوۡرَةُ الفِیل
أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ (١) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِى تَضۡلِيلٍ (٢) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ (٥).
سورة الأعراف
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿٨٠﴾ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴿٨١﴾ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴿٨٢﴾ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٨٣﴾ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴿٨٤﴾.
أَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ = قوم لوط = قَوْمٌ مُسْرِفُونَ = مُجْرِمِينَ.
كَيۡدَهم = أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ = مُجْرِمِينَ.
فِى تَضۡلِيلٍ، وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ، تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ = وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ.
سُوۡرَةُ الفِیل
أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ (١) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِى تَضۡلِيلٍ (٢) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ (٥).
سورة هود
وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴿٧٧﴾ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴿٧٨﴾ قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ﴿٧٩﴾ قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴿٨٠﴾ قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴿٨١﴾ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾.
أَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ = قوم لوط = يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ = الظالمين.
كَيۡدَهُمۡ = وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ = تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي = قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ = ظَّالِمِينَ.
وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ = وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا = قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ.
فِى تَضۡلِيلٍ، وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ، تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ = إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ، فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ.
سُوۡرَةُ الفِیل
أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ (١) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِى تَضۡلِيلٍ (٢) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ (٥).
سورة الحجر
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿٥٧﴾ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ﴿٥٨﴾ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥٩﴾ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٦٠﴾ فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ﴿٦١﴾ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ﴿٦٢﴾ قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٦٣﴾ وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿٦٤﴾ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ﴿٦٥﴾ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَٰلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَٰؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ ﴿٦٦﴾ وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٦٧﴾ قَالَ إِنَّ هَٰؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ ﴿٦٨﴾ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ ﴿٦٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴿٧٠﴾ قَالَ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴿٧١﴾ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿٧٢﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ﴿٧٣﴾ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ﴿٧٤﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ﴿٧٦﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾.
أَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ = قوم لوط = فِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ.
كَيۡدَهُمۡ = وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ = تَفْضَحُونِ = تُخْزُونِ = قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ = إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ.
وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ = فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ = قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ = فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ = قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ.
فِى تَضۡلِيلٍ، وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ، تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ = وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَٰلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَٰؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ، فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ، فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ...، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً...
سُوۡرَةُ الفِیل
أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ (١) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِى تَضۡلِيلٍ (٢) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ (٥).
سورة الأنبياء
وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ ۗ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ﴿٧٤﴾.
أَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ = قوم لوط = الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ = قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ.
كَيۡدَهُمۡ = الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ = قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ.
فِى تَضۡلِيلٍ، وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ، تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ = وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ.
سُوۡرَةُ الفِیل
أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ (١) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِى تَضۡلِيلٍ (٢) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ (٥).
سورة الشعراء
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٦٠﴾ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿١٦١﴾ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴿١٦٢﴾ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٦٣﴾ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦٤﴾ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿١٦٥﴾ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴿١٦٦﴾ قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴿١٦٧﴾ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ ﴿١٦٨﴾ رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ﴿١٦٩﴾ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿١٧٠﴾ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿١٧١﴾ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ ﴿١٧٢﴾ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ﴿١٧٣﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿١٧٤﴾ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿١٧٥﴾.
أَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ = قوم لوط = قَوْمٌ عَادُونَ.
كَيۡدَهُمۡ = أَلَا تَتَّقُونَ = أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ، وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ، قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ = لِعَمَلِكُمْ.
فِى تَضۡلِيلٍ، وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ، تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ = إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ، ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ، وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً.
سُوۡرَةُ الفِیل
أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ (١) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِى تَضۡلِيلٍ (٢) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ (٥).
سورة النمل
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴿٥٤﴾ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴿٥٥﴾ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴿٥٦﴾ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٥٧﴾ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ﴿٥٨﴾.
أَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ = قوم لوط = يأْتُونَ الْفَاحِشَةَ = قَوْمٌ يَجهَلُونَ.
كَيۡدَهُمۡ = أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ، أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ، فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ.
فِى تَضۡلِيلٍ، وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ، تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ = وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ.
سُوۡرَةُ الفِیل
أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ (١) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِى تَضۡلِيلٍ (٢) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ (٥).
سورة العنكبوت
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿٢٨﴾ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٢٩﴾ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ﴿٣٠﴾ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٣٢﴾ وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٣٣﴾ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿٣٤﴾ وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿٣٥﴾.
أَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ = قوم لوط = قَوْمِ مُفْسِدِينَ = ظَالِمِينَ.
كَيۡدَهُمۡ = إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ، أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ = الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ = ظَالِمِينَ.
وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ = وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ = وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا.
فِى تَضۡلِيلٍ، وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ، تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ = إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ، وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً.
سُوۡرَةُ الفِیل
أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ (١) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِى تَضۡلِيلٍ (٢) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ (٥).
سورة الصافات
وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٣﴾ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿١٣٤﴾ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿١٣٥﴾ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ ﴿١٣٦﴾ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ ﴿١٣٧﴾ وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٣٨﴾.
أَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ = قوم لوط.
كَيۡدَهُمۡ فِى تَضۡلِيلٍ، وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ، تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ = إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ، ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ.
سُوۡرَةُ الفِیل
أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ (١) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِى تَضۡلِيلٍ (٢) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ (٥).
سورة القمر
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ ﴿٣٣﴾ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ ۖ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ﴿٣٤﴾ نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ ﴿٣٥﴾ وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ ﴿٣٦﴾ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿٣٧﴾ وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ ﴿٣٨﴾ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿٣٩﴾ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴿٤٠﴾.
أَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ = قوم لوط.
كَيۡدَهُمۡ = وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ.
فِى تَضۡلِيلٍ، وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ، تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ = إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا، وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ = فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ، وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ، فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ = وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذِّكْرِ.
سُوۡرَةُ الفِیل
أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ (١) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِى تَضۡلِيلٍ (٢) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ (٥).
سورة الذاريات
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٤﴾ ... ﴿٣٠﴾ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿٣١﴾ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ﴿٣٢﴾ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ ﴿٣٣﴾ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ﴿٣٤﴾ فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣٥﴾ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٦﴾ وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٣٧﴾.
أَصۡحَـٰبِ ٱلۡفِيلِ = قوم لوط = قَوْمٍ مُجْرِمِينَ = مُسْرِفِينَ.
كَيۡدَهُمۡ = قَوْمٍ مُجْرِمِينَ = مُسْرِفِينَ.
وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ = ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ = الْمُرْسَلُونَ، قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا = لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ = فَأَخْرَجْنَا = فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا = وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً.
فِى تَضۡلِيلٍ، وَأَرۡسَلَ عَلَيۡہِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ، تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٍ مَّأۡڪُولِۭ = لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ، مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ = وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً.
6. ملاحظة في غاية الأهمية:
للأسف إنّ أكثر الناس يُلقِّبون المثليين خطئًا ومن دون أن يعلموا بإسم رسول الله لوط الأمين عليه السلام بقولهم عنهم أنهم لوطيين (أو لوطي بالمفرد). وكذلك يُلقبون أيضًا عملهم الخبيث والفاحش بالّلواط. وأنا أقول لهم بأن ينتبهوا كثيرًا من هذا الأمر، لأنَّ فيه إفتراءً وكذبًا على الرسول لوط عليه السلام وفيه ظُلمٌ لهُ وكُفرٌ بالله. وأقول لهم أيضًا، بأنَّه لا يوجد هناك أي وجه للشبه ما بين لوط وقومه، لأنَّ الفارق كبير جدًا ما بين لوط النبي الرسول زكي النفس وطاهر العقل والقلب والجسد، وما بين قوم لوط سيّئي النفوس وخبيثي العقول والقلوب والأجساد، لذلك فأنا أدعو كل إنسان أخطئ في الّلفظ سابقًا أن يُبدِّل هذا الخطئ بعد أن جاءهُ الحق، وعفا الله عمّا سَلَف.
7. في الختام:
بعد أن رأينا تفسير الله عز وجل في سورة الفيل، وبعد أن رأينا كما رأى محمد عليه السلام كيف فعل ربُّنا بأصحاب الفيل من وحي هذا القرءان، نستطيع أن نتوصل إلى نتيجة واحدة فقط لا ثانِيَ لها، وهي أنَّ أصحاب الفيل هُم قوم لوط. ولقد لقَّبهم الله عز وجل بأصحاب الفيل كناية عن إجرامهم وفسوقهم وجهلهم وإسرافهم وظلمهم وفسادهم وعدائهم وفعلهم للسيئات والخبائث وإقامتهم الفاحشة. وأنَّ الطير الأبابيل الّتي أرسلها الله عز وجل عليهم هِيَ رُسُله وجنوده الملآئكة. ونحن إذا تفكرنا قليلاً بهذه الحجارة من سجيل أو من طين صلب يابس الّتي رمتهم بها الملآئكة نستطيع أن نستنتج أنها كناية عن حجارة بُركانية كربونية آتية من البراكين المُشتعلة والمُتفجرة والّتي عذبتهم بها الملآئكة بأمرٍ من الله عز وجل، لأنَّ عذاب الله لأهل القرى (كقوم نوح وعاد وثمود وقوم شعيب وفرعون وقومه وقارون وسبأ... إلخ) الّذي أخبرنا تعالى عنه في القرءان الكريم يكون بواسطة كوارث في الطبيعة مُفتعلة بمشيئته تعالى، فيكون عذابهم إمّا بالزلازل أو بالصواعق والبرق والرعد أو بالزوابع أو بالأعاصير أو بالريح الصرصر أو بالتسونامي أو بالطوفان أو بغيرِهِ من الكوارث الطبيعية، إذًا فمن الطبيعي والمنطقي أن يكون عذاب قوم لوط (الحجارة من سجيل) بالبراكين. وإذا سرنا في الأرض (بالمعنى الظاهر) كما أمرنا الله عز وجل ونظرنا كيف كان عاقبة المُكذِّبين الّذين من قبل والّذين هُم من نفس صنف قوم لوط، نجد آثارًا باقية لهم تدلنا على طريقة العذاب الّذي عذبهم الله عز وجل وعذب كل قرية أمثالهم به، مثالاً لذلك مدينة بومباي الإيطالية الّتي عذّبها الله بالبراكين المتفجرة الّتي أمطرت عليهم ورمتهم بالحمى وبالحجارة الطينية البركانية الكربونية الشديدة الصلابة. ولقد أخبرنا تعالى أنَّه بمشيئته يستطيع إذا أراد أن يُعذب كل قرية مُماثلة لقرية قوم لوط بنفس طريقة العذاب الّتي عذبها لقوم لوط كما أخبرنا تعالى في آية 83 من سورة هود. وأخبرنا أيضًا أنَّ هذا العذاب بحجارة من سجيل هو آية أو عبرة لعذابه في الدنيا ولعذابه أيضًا في الآخرة كما أخبرنا تعالى في السُور التالية:
سورة هود
فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾.
حجارة من سجيل منضود تعني حجارة من طين مضمومة بعضها إلى بعض متّسِقة، أو مركومة ومرصَّفة.
إنَّ قول الله عز وجل في آية 83: "وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ" يدلنا على أنَّ الحجارة من سجيل الّتي عذب الله عز وجل بها قوم لوط هي ليست بعيدة من الظالمين، وهذا يعني أنَّ هذا النوع من العذاب سوف يكون قريبًا من الظالمين، أي أنَّ كل قرية ظلمت كقوم لوط (أصحاب الفيل) سوف يكون هذا العذاب قريبًا منها.
سورة الحجر
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ﴿٧٣﴾ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ﴿٧٤﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ﴿٧٦﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾.
سورة الشعراء
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ﴿١٧٣﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿١٧٤﴾.
سورة العنكبوت
إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿٣٤﴾ وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿٣٥﴾.
سورة القمر
وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ ﴿٣٨﴾ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿٣٩﴾ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴿٤٠﴾.
سورة الذاريات
... إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ﴿٣٢﴾ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ ﴿٣٣﴾ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ﴿٣٤﴾ ... ﴿٣٦﴾ وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٣٧﴾.
8. في النهاية:
إنَّ تفسير الله عز وجل وبيانه في سورة الفيل هو كافٍ وحده أن ينسخ ويُهلِك ويُدمِّر هذه القصة الكاذبة قصة أبرهة الأشرم والكعبة بحجارة من سِجيل فيُبيدها عن بكرة أبيها ويجعلها كعصفٍ مأكول. وإنَّ جميع الآيات الّتي ذكرها القرءان والّتي تقُصُّ علينا ما حدث مع قوم لوط هي أكثر من كافية لتُفسِّر وتُبيِّن لنا سورة الفيل فتُرينا كيف فعل ربُّنا بأصحاب الفيل وماهية الطير الأبابيل والحجارة من سجّيل.
والسلام عليكم
28 Jun 18, 2016