مفهوم رمضان والصيام ظاهرًا وباطنًا في القرءان الكريم (1)
مفهوم رمضان والصيام ظاهرًا وباطنًا في القرءان الكريم (1)
1. أحاديث عن الصيام:
إخوتي وأخواتي الكرام، قبل أن أبدأ مقالتي هذه، أحببتُ أن أُعطيكم فكرة عمّا يُقال عن الصيام في كُتُب الأحاديث والسنة الباطلة، ككتابَي بُخاري ومُسلِم وغيرهما من كُتُب الأئمة والسلف. لذلك اخترتُ لكم مجموعة منها تذكرةً لكم، وأنا مُتأكِّد بأنَّ أكثركم قد سمع بتلك الأحاديث وتعلَّمها منذ الصِغر. وإنَّ تلك المجموعة من أحاديث الصيام المنقولة، نُقِلت بحجة أنها أحاديث صحيحة أتت عن الرسول محمد (صلوات الله عليه)، ومنه عن الله تبارك وتعالى، إفتراءً على الله عز وجل وعلى رسوله الأمين محمد الّذي هو بريءٌ منها إلى يوم القيامة.
تلك الأحاديث تقول:
1) قال الرسول: من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه (رواه الشيخان عن أبي هريرة).
2) قال الرسول: من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال، كان كصيام الدهر (رواه مسلم عن أبي أيوب الأنصاري).
3) قال الرسول: إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة، وغُلّقت أبواب النار، وصُفّدت الشياطين (رواه مسلم عن أبي هريرة).
4) قال الله عز وجل: كل عمل بن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي. الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه (رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة).
5) قال الرسول: الصيام جنّة وحصن حصين من النار (رواه أحمد عن أبي هريرة).
6) قال الرسول: ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر (إسناده حسن عن أنس بن مالك عن البيهقي).
7) قال الرسول: إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل، فقلت: نعم، قال: إنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين، ونَفِهَتْ له النفس، لا صام من صام الدهر، صوم ثلاثة أيام صوم الدهر كله، قلت: فإني أطيق أكثر من ذلك، قال: فصم صوم داود عليه السلام، كان يصوم يومًا، ويفطر يومًا (رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي ذر الغفاري). معنى (نَفِهَتْ) أي: تعبت، وكلَّت.
8) قال الرسول: من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا (متفق عليه عن أبي سعيد الخدري).
9) قال الرسول: إن في الجنة ثمانية أبواب، فيها بابا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم. يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد. ومن دخل فيه شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدًا (رواه البخاري عن سهل بن سعد وزاد النسائي).
10) قال الرسول: إن في الجنة غرفًا تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام (رواه الترمذي عن علي بن أبي طالب).
11) قال الرسول: الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان (رواه أحمد عن عبد الله بن عمرو).
12) قال الرسول: إن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا عليه السلام بخمس كلمات أن يعمل بهنّ، وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، فكاد أن يبطئ، فقال له عيسى: إنك قد أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهنّ، وأن تأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، فإما أن تبلغهنّ، وإما أبلغهنّ. فقال له: يا أخي! إني أخشى إن سبقتني أن أُعذّب أو يُخسف بي، قال: فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس، حتى امتلأ المسجد، وقعد على الشُرَف، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الله عز وجل أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهنّ وآمركم أن تعملوا بهنّ -وذكر منهنّ- وآمركم بالصيام، فإن مثل ذلك كمثل رجل معه صرّة من مسك في عصابة، كلهم يجد ريح المسك، وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك (رواه أحمد عن الحارث الأشعري).
13) قال الرسول: بينما أنا نائم، إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعيّ، فأتيا بي جبلاً وعرًا، فقالا: اصعد، فقلت: إني لا أطيقه، فقالا: إنا سنسهّله لك، فصعدتُ، حتى إذا كنت في سواء الجبل، إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار. ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلّقين بعراقيّبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دمًا، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلّة صومهم (رواه ابن خزيمة عن أبي أمامة الباهلي). و(الضَّبْع) هو الساعد من المرفق إلى الكتف.
14) قال الرسول: لا يزال الدين ظاهرًا ما عجّل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخّرون (رواه أبو داود عن أبي هريرة).
15) قال الرسول: لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن أغمي عليكم فاقدروا له (رواه مسلم عن مالك عن نافع عن ابن عمر).
16) قال الرسول: شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة (رواه عن خالد عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن أبيه).
17) قال الرسول: أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان وأنزلت التوراة لست مضت من رمضان وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان (عن الجامع الصغير عن الشيخ الألباني عن صحيح الجامع).
18) قال الرسول: أن قريشًا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه حتى فرض رمضان، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شاء فليصمه، ومن شاء أفطر (أخرجه البخاري).
19) قالت عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر جنبًا في رمضان من غير حلم، فيغتسل ويصوم (أخرجه البخاري).
20) إنّ رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحرِّيَها فليتحرَّها في السبع الأواخر (أخرجه البخاري في صلاة التراويح ومسلم في الصيام عن ابن عمر وعن عائشة).
21) قال الرسول: ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله.
22) فال الرسول: من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
23) قال الرسول: تسحَّروا فإن في السحور بركة.
24) عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبِّل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه أملكُكُم لأَرَبه.
25) قال الرسول: من مات وعليه صيام صام عنه وليه.
26) نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله!! قال: وأيكم مثلي؟! إني أبيت يطعمني ربي ويسقين، فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يومًا ثم يومًا، ثم رأوا الهلال فقال: لو تأخَّر لزدتكم كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا.
27) قال الرسول: من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجرِه غيرَ أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا.
28) قال الرسول: ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر.
29) قال الرسول: إنَّ لله تعالى عتقاء في كل يوم وليلة –يعني في رمضان– وإنَّ لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة.
30) قال الرسول: رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
2. تمهيد قبل الدخول في صلب الموضوع:
إنَّ جميع تلك الأحاديث المكتوبة عن الصيام لم تُذكر قطعِيًّا في القرءان الكريم، وأنا لا أريد أن أخوض فيها، ولا أن أُضيِّعَ عليكم الوقت في قراءتها، لأنها لا تستحق مِنّا ذلك، ولأنَّ القرءان الكريم هو كافٍ لإظهار حقيقة الصيام لي ولكم. ولكني ذكرتها لكي أطرح أمامكم سؤالاً طرحته أولاً على نفسي، وهو في غاية الأهمية: من أين جاؤوا بأقاويلهم وبجميع تلك الأحاديث عن الصيام مع تفاصيله، إذا لم يكن الله تعالى العليم قد ذكرها لهم في القرءان، ومنها قوله هذا: (قال الله عز وجل: كل عمل بن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي. الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه (رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة)؟ وهل هؤلآء أعلم بالصيام أم الله؟ وهل هُم الّذين يُعلمون الله بدينهم؟
سُوۡرَةُ الحُجرَات
قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِڪُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِى ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَىۡءٍ عَلِيمٌ (١٦).
وأين أخبرنا الله عز وجل في كتابه العزيز عن تلك الأحاديث الكاذبة الّتي ذكرتها لكم سابقًا كالسحور وليلة القدر والإفطار عند المغرب وغيد الفطر ورؤية الهلال وغيرها من أحاديث الصيام المنقولة؟ كل ما ذكرتهُ لكم، يُعطينا الدليل على أنَّ الصيام ومفهومه الّذي يُقيمه أكثر المُسلمين، ليس له أي دعوة بالصيام المذكور في القرءان الكريم. وأنَّ الصيام الّذي يُقيمه أكثر المسلمين هو من التراث، وهو ليس الصيام الّذي أمرنا الله تعالى به في كتابِهِ العزيز.
إذا أردنا معرفة أي أمر أَمَرَنا الله عز وجل به، فعلينا معرفته من خلال كتابه القرءان الكريم وليس من خلال كُتُب مكتوبة من بشر أمثالنا، لأنّ الأمر هو أمر الله وليس أمر البشر، ولذلك علينا أن نَتَّبِع فقط كلام الله عزَّ وجلَّ وإلاّ نسقط في الإشراك والضلالة. فإذا أردنا مثلاً أن نسأل عن كيفية صيام شهر رمضان فلا يجب علينا أن نسأل الأئِمَّة الجهلاء فيفتون لنا بما يشاؤون من أحاديث ومن شريعة كاذبة لا تَمُتُّ بِأي صلة لشريعة الله في القرءان الكريم، ولكن علينا أن نسأل القرءان العظيم لكي نجد الجواب الحق، لأنه هو وحده كلام الله وشريعته، ولذلك أنزله علينا وحفِظَهُ من أَيِّ تحريف.
سُوۡرَةُ المَائدة
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسۡـَٔلُواْ عَنۡ أَشۡيَآءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ وَإِن تَسۡـَٔلُواْ عَنۡہَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡہَاۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٠١) قَدۡ سَأَلَهَا قَوۡمٌ مِّن قَبۡلِڪُمۡ ثُمَّ أَصۡبَحُواْ بِہَا كَـٰفِرِينَ (١٠٢) مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِنۢ بَحِيرَةٍ وَلَا سَآٮِٕبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَـٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۖ وَأَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ (١٠٣) وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ قَالُواْ حَسۡبُنَا مَا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡـًٔا وَلَا يَہۡتَدُونَ (١٠٤) يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (١٠٥).
آية (101): "لَا تَسۡـَٔلُواْ عَنۡ أَشۡيَآءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ وَإِن تَسۡـَٔلُواْ عَنۡہَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ". هذه الآية تدلنا على أننا إذا أردنا أن نعلم أي علم أو أمر (مثلاً عن الصيام)، علينا أن نسأل عنه فقط القرءان، أي علينا أن نبحث عنه فقط في القرءان، أي علينا أن نأخذ علمه فقط من القرءان، أي علينا أن نأخذ جوابه فقط من القرءان، أي علينا أن نتَّبع فقط ما أنزل الله تعالى إلينا عن الصيام في القرءان، وأن لا نتبع ما وجدنا عليه آبآءَنا في كيفية وطريقة صيامهم، لأنهم كما قال تعالى عنهم في آية 104: "أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡـًٔا وَلَا يَہۡتَدُونَ".
بمعنىً أوضح:
آية (101): "يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسۡـَٔلُواْ عَنۡ أَشۡيَآءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ": أي لا تسألوا السلف الطالح والأئمة والمفتين والّذين يُسمون أنفسهم بعلماء وشيوخ الأمة الإسلامية عن أي شيء تريدون معرفته في دين الله، مثالاً لذلك موضوع الصيام، لأنهم إذا أعطوكم الجواب من خلال ظنِّهِم الباطل للصيام فسوف يكون هذا الجواب باطلاً، لأنهم لن يُعطوكم إيّاهُ من القرءان الكريم، بل سوف يُعطوكم إيّاهُ من كتب الأحاديث والتفاسير أي من كتب وحي السنة الكاذبة الّتي لم يُنزل الله تعالى بها من سلطان، وبالتالي سوف يُسِيئكم، أي سوف يودي بكم إلى الهلاك، أي إلى الخلود في جهنم.
آية (101): "وَإِن تَسۡـَٔلُواْ عَنۡہَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ": أي إسئلوا فقط القرءان الكريم، لأنَّهُ الكتاب الوحيد الّذي يَستطيع أن يُعطينا العلم الصحيح الحق (الصيام الصحيح)، وبالتالي الأجوبة الصحيحة على كل شيء نريد معرفته لأنَّها من عند الله العلي العليم، ولأنَّ الله عز وجل عندما أنزل كتابَهُ علينا وضع لنا في آياتِهِ جميع العلوم والأمثال والعِبر، ووضع لنا الأسئلة وأجوبتها، وفصَّل وبيَّنَ وفسَّرَ وأحكم لنا كل شيء وأمر نريد معرفته عن كيفية وسبب وماهية وجوديتنا والهدف منها، وعن سعيِنا وعملنا وجميع ما يتوجَّب علينا فِعلُهُ عملِيًّا في حياتنا لعبادته في هذه الأرض والهدف منهُ، وعن كيفية صيامنا والهدف منه، وعن كيفية وسبب وماهية موتنا والهدف منهُ، وعن كيفية وسبب وماهية بعثنا في أرض الآخرة والهدف منه.
آية (102): "قَدۡ سَأَلَهَا قَوۡمٌ مِّن قَبۡلِڪُمۡ ثُمَّ أَصۡبَحُواْ بِہَا كَـٰفِرِينَ": لأنَّ القوم الّذين من قبل كانوا قد سألوا عن تلك الأشياء من خلال دينهم الباطل، أي من خلال كتب ءابآئهم الأولين وسلفهم الطالح وأئِمتهم وعلماء دينهم الباطل، المُحرَّف والّذي يتبعونه، ولذلك فهم بدلاً من أن يأخذوا الأجوبة الصحيحة، أي العلم الصحيح والحق عن تلك الأشياء الّتي سألوا عنها كالصيام مثلاً، لكي يُصبحوا بها مؤمنين، أخذوا الأجوبة الباطلة، أي العلم الخاطئ والباطل من دين ءابآئهم وعشيرتهم وقومهم الباطل، ثُمَّ أصبحوا بهذا العلم الباطل كافرين.
آية (103): "مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِنۢ بَحِيرَةٍ وَلَا سَآٮِٕبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَـٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۖ وَأَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ": أي ما جعل الله من كتب أحاديث ولا شريعة ولا تفاسير ولا سنَّة ككتب الأحاديث والسنة والتفاسير والفقه الباطلة، ككتابَي بخاري ومُسلم وكتب الأئمَّة الأربعة وغيرهم. أي ما جعل الله من بخاري ولا مُسلِم ولا مالكي ولا شافعي ولا نووي ولا حنبلي ولا أبو هريرة ولا ولا ولا... أي ما نزَّل الله عز وجل لنا بها (أي بتلك الكُتُب) من سلطان، ولكنَّ الّذين كفروا يفترون على الله الكذبَ وأكثرهم لا يعقلون.
آية (104): "وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ قَالُواْ حَسۡبُنَا مَا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡـًٔا وَلَا يَہۡتَدُونَ": أي إذا قيل لهم، تعالوا إلى سُنَّةِ الله وإلى الرسول الحامل لِسُنَّةِ الله، أي إذا قيل لهم ءامنوا بدين الله وسُنَّتِهِ أي بما أنزل الله عز وجل في بالقرءان، وءامنوا بالرسول لأنَّهُ حامل لرسالة القرءان ولأنَّهُ عنده العلم فقط من القرءان، رفضوا اتباع دين الله وتولّوا عنهُ مُعرضين، و"قالوا حسبنا ما وجدنا عليه ءابآءنا"، أي حسبنا ما وجدنا عليه دين ءابآئنا من صيام. لذلك أجابهم الله عز وجل بقوله لهم: "أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡـًٔا وَلَا يَہۡتَدُونَ"، لأنَّ دين ءابآءهم وفيه صيام ءابآءهم هُو ليس من عند الله، وبالتالي هو دين الصيامٌ فيه وغيره باطل وكاذب ولا يوجد فيه أي عِلم صحيح أو حق ولا هداية، ولذلك فلن يستطيع ءابآءهم أن يُعطونهم الأجوبة الصحيحة عن أي شيء يسألونهم عنه أو عن الصيام، ولا أن يهدونهم إلى طريق الجنة، فهم أنفسهم "لا يعلمون شيئًا ولا يهتدون"، فكيف يستطيعون إذًا أن يَهدوا أزواجهم أو أبنائهم أو أهليهم أو جيرانهم أو أصحابهم أو عشيرتهم أو الآخرين إذا لم يكونوا هُم أصلاً يعلمون شيئًا، وإذا لم يكونوا هُم أصلاً مُهتدين؟ وهم بدلاً من أن يُعطونهم دين الحق، أي الصيام الّذي وضعه الله عز وجل لنا في القرءان الكريم، فسوف يُعطونهم صيامًا باطلاً ما نزَّل الله تعالى به من سُلطان، وبالتالي سوف يلبسون عليهم دينهم فيُردوهم في نار جهنم خالدين فيها أبدًا.
في هذه الآية الكريمة آية (104)، يُريد الله تعالى أن يَحُثَّنا على أن نسأل القرءان عن أي شيء نريد معرفته، وأن نتبع فقط ما أمرنا به وما قاله الرسول لنا وعمل بِهِ، من سُنَّة الله عز وجل في القرءان، لا ما قالتهُ كُتُب السنة والأحاديث (وحي السنة المزعوم)، لأنَّ الرسول محمد الأمين صلوات الله عليه لم يقُل إلاَّ القرءان ولم يعمل إلاَّ بالقرءان ولم يتَّبع إلاَّ سنة الله في القرءان، لأنَّهُ كان أمينًا على رسالة وسُنَّة الله عز وجل (القرءان الكريم) الّتي أنزلها وحيًا عليه، ومن ضمنها جميع رسالات وسُنن الله عز وجل الّتي أنزلها على جميع أنبيائه ورُسُلِهِ وحفظها في القرءان. في هذه الآية الكريمة، يريدنا الله تعالى أن لا نتبع الدين الّذي ورثناهُ عن ءابآئنا منذ الصِغَر، مثالاً لذلك الدين السني والدين الشيعي والدين الدرزي والدين الزردشتي وغيره من الأديان والأحزاب والمذاهب والطوائف المُتوارثة، وبالتالي أن لا نتَّبع الأحاديث والسنة المنقولة الّتي يُسمونَّها بالكذب سُنَّة مُحمد الّتي هو بريءٌ منها إلى يوم القيامة. من أجل ذلك ختم الله تعالى تلك الآيات البينات بنصيحة منه وضعها سُبحانه وتعالى لنا في آية 105، لكي يُعطينا بها القوة والصبر والثبات على دين الحق، بهدف التمسُّك بسنَّتِهِ أي بالقرءان وإقامته. "ومن يُعطي النصيحة الأفضل إلاَّ هوَ"؟ سُبحانه وتعالى عمّا يُشركون. هذه النصيحة تقول:
آية (105): "يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ".
3. مُقدِّمة المقالة:
لقد تعلّمنا منذ الصِغر أنَّ الصيام هو الإمساك أو الإمتناع عن الأكل والشرب ويكون وقت طلوع الفجر إلى غروب الشمس لمدة ثلاثين يومًا في شهر رمضان. ولقد أجمع الّذين يُسمون أنفسهم بعلماء الدين الإسلامي من مختلف الأحزاب والطوائف من سِنَّة إلى شيعة إلى غيرهم من الطوائف، بأنَّ الصيام هو الإمتناع عن الأكل والشرب وهو لله، وأننا إذا صمنا عن الأكل والشرب لله فسوف نأخذ "حسنات كثيرة"، وإنَّ امتناعنا عن الأكل والشرب يجعلنا نشعر مع الفقراء والمساكين والمحتاجين، ويجعلنا نتعامل مع بعضنا البعض في هذا الشهر بالمحبة والخير. كما تقول الأحاديث الكاذبة، منها هذا الحديث الّذي ذكرتُهُ لكم في البداية: (قال الله عز وجل: كل عمل بن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي. الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه (رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة).
* أولاًّ: إنَّ جميع ما يأمرنا الله عز وجل به في القرءان الكريم هو من أجلنا وليس من أجلِهِ، وفيه مصلحة أولى وأخيرة لنا. فالله سٌبحانه وتعالى ليس بحاجة إلينا سُبحانه "هو الغني"، ولكننا نحن الّذين نحتاجه دومًا وأبدًا، لأننا نحنُ الفقراء إليهِ، كما قال تعالى لنا في الآيات التالية:
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِىُّ ٱلۡحَمِيدُ (١٥).
سُوۡرَةُ القَصَص
وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدۡيَنَ وَجَدَ عَلَيۡهِ أُمَّةً مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسۡقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمۡرَأَتَيۡنِ تَذُودَانِۖ قَالَ مَا خَطۡبُكُمَاۖ قَالَتَا لَا نَسۡقِى حَتَّىٰ يُصۡدِرَ ٱلرِّعَآءُۖ وَأَبُونَا شَيۡخٌ ڪَبِيرٌ (٢٣) فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰٓ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّى لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَىَّ مِنۡ خَيۡرٍ فَقِيرٌ (٢٤).
فكيف بعد تلك الآيات يكون الصيام لله؟ وماذا يستفيد الله من امتناعنا عن الأكل والشرب من أجلِهِ؟ وبماذا يُفيدنا امتناعنا عن الأكل والشرب؟ وكيف يكون هذا النوع من الصيام هو عبادة وتقوى لله؟ وكيف تكون أو تُترجم عبادتنا وتقوانا عندما نمتنع عن الأكل والشرب؟ وهل تظنون أنَّ الله عز وجل الرّزّاق الكريم يرزقنا الأكل والشرب وبعدها يمنعه عنّا ولو لثانية أو للحظة، وهو الّذي أمرنا في آياتِهِ أن نمشي في مناكب الأرض وأن نأكل من رزقِهِ حيثُ نشآءُ رغدًا ومن دون انقطاع؟ إقرأوا قوله تعالى في الآيات التالية:
سُوۡرَةُ المُلک
هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ذَلُولاً فَٱمۡشُواْ فِى مَنَاكِبِہَا وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِۦۖ وَإِلَيۡهِ ٱلنُّشُورُ (١٥).
سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَقُلۡنَا يَـٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ (٣٥).
سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَإِذۡ قُلۡنَا ٱدۡخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةَ فَڪُلُواْ مِنۡهَا حَيۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَدًا وَٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدًا وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطَـٰيَـٰكُمۡۚ وَسَنَزِيدُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (٥٨).
* ثانيًا: إذا نظرنا بواقعيَّة إلى ما نحن عليه في شهر رمضان، نجد أنّ تعاملنا مع بعضنا البعض هو أسوأ ما يكون عليه تحديدًا في هذا الشهر. فنحن خلال شهر رمضان نذمّ ونسبّ ونلعنُ بعضنا ونكْرَهُ ولا نطيقُ بعضنا ونغضب من بعضنا، وكُلُّ ذلك يحدث مِرارًا وتكرارًا في كُلَّ سنة يَأْتي فيها رمضان، فيحدث ذلك بين الأهل والأولاد، وبين الرجل وامرأته، وبين أفراد العائلة، وبين الجيران، وبين الأصحاب، وفي أماكن العمل خاصَّةً، وبين الناس عامَّةً، فلا نستطيع أن نشعر لا بأنفسنا ولا بغيرنا، فكيف إذًا سوف نشعر مع الفقراء والمساكين؟
* ثالثًا: نحن ننتظر وبفارغ الصَّبْر وقت الإفطار، وعندما يأتي نكون في كاملِ سعادتنا. كذلك نَحسب ونَعُدُّ أيام الصيام نتمنى أن تنتهي بِأسرع وقت ممكن فنكون بذلك في قمة سعادتنا، لدرجة أننا نحتفل بعد انتهاءه مباشرةً، ونُعيِّد ثلاثة أيام ونسمي هذا العيد بعيد الفِطر (أي الإفطار) فرحًا وسرورًا بانتهاء صيامنا وبإفطارنا.
* رابعًا: إذا نظرنا في أسعار السوق المحلية من موادٍّ غِذائِيَّة وغيرها، نجد ويا للعجب والصُّدفة أن أسعار السِّلع الغذائِيَّة وغيرها من السِّلَع التجارية ترتفع إرتفاعًا ملحوظًا (ضعف الأسعار أو أكثر) في شهر رمضان الَّذي من المفترض أن يكون شهر بَركَة وكَرَم ورحمة، وليس شهر اسْتِغْلال وغشّْ ونقمة. يقولون كذبًا بِأنَّ الحَجّْ "عبادة وتجارة"، فهل أصبح رمضان هو أيضًا "عبادة وتجارة"؟
بعد ما ذكرته تتوقَّفُنا أسئِلَة عديدة، وهي: إذا كان صيامنا هو فعلاً صيامٌ عن الطعام والشراب، فلماذا أكثر الناس الّذين يصومون يكون صيامهم صعبًا و"لا طاقة لهم بِهِ"؟ لِماذا نشعر بالسعادة بِانتِهائِهِ؟ لِماذا نستخدم النوم وقت صِيامنا كوسيلة لِمرور الوقت؟ لِماذا نشعر بالكره والبغضاء والغضب ولا نشعر بالسعادة إلاَّ وقت الإفطار؟ لماذا لا نحب أن نذهب إلى العمل وقت صيامنا وخاصَّةً في البلدان الحارّة؟ لماذا تصيبنا أوجاع الرأس والغثيان وأمراض أخرى؟
وكذلك تتوقفنا أسئِلَةٌ من نوعٍ آخر: لماذا كُلُّ مسلم يعيش في بلد مختلف عن غيره عليه أن يصوم ساعات مختلفة عن غيره من المسلمين (أكثر أو أقَّل)، وهل هذا عَدل من الله؟ وماذا لو كان المسلم يعيش مثلاً في القطب الشمالي وصادف قدوم رمضان في الصيف، فهل يستطيع أن يبقى بلا طعام وبلا شراب لمدّة 20 ساعة بينما غيره من المسلمين يصومون 10 ساعات لأنهم يعيشون مثلاً في القطب الجنوبي؟ وماذا عن المُسلِم الّذي يعيش في بلاد أقصى الشمال وفيها النهار متواصِل لمدة 6 أشهر والّيل متواصل لمدة 6 أشهر، فمتى سيصوم هذا المُسلِم، وكم ساعة سيصوم؟ وهل الشعور مع الفقراء والمساكين يكون بمنع أنفسنا عن الأكل والشرب لعدة ساعات من اليوم ونحن نعلم مُسبَقًا بأننا سوف نأكل في آخر النهار وقت غروب الشمس، أم أنَّهُ يكون بمساعدة وفدآء هؤلاء الفقراء والمساكين بإطعامهم؟ وهل يكون الشعور مع الفقراء والمساكين بأن نأكل في كل وجبة أصناف كثيرة وعديدة ومتنوعة من الطعام وغيرنا يتضوَّر جوعًا، أم أنَّه يكون بإطعام هؤلاء الفقراء والمساكين؟ ولماذا نأخذ أجرًا إذا فطَّرنا صائِمًا كما يقول الحديث: (من فطَّر صائما كان له مثلُ أجرِه غيرَ أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا)، أليس الأولى لنا أن نُطعِم مِسكينًا؟
4. ما معنى كلمة صيام ورمضان؟
إذا نظرنا لُغويًّا في كلمة صيام نجد أنها تأتي من فعل صام. والصوم يعني الإمساك أو الإمتناع عن الفعل. وصام يعني أمسكَ أو امتنع عن الفعل. والصيام هو الإمساك أو الإمتناع عن الفعل.
و إذا نظرنا لُغويًّا في كلمة رمضان نجد أنها تأتي من فِعْل رَمَضَ. ورمض رمضًا النهار يعني إشتدَّ حرُّهُ. و الرَّمضاء تعني شدَّة الحر، أو الأرض الحامِية من شدَّة حرّْ الشمس.
إذًا فإنَّ شهر رمضان هو شهر الصيف عند العَرَب، وسُمِّيَ بذلكَ لشِدَّة حرارة الشمس فيه، وهو الشهر أو الوقت الّذي فيهِ أَنزَلَ الله تعالى القرءان على رسولِهِ الأمين محمد عليه السلام، وإنَّ هذا النُزول في هذا الوقت من الصيف الحّار كان عبرة للنبي حتى يُخرِجُهُ من الظلُمات (أي من عذاب نار جهنم) إلى النور (أي إلى الجنة)، ولِكَيْ يكون أيضًا عبرة لقوم الرسول ولكل إنسان أراد الله تعالى أن يُخرِجَهُ من عذاب نار جهنم إلى الجنة، ولذلك قال الله تعالى في الآيات التالية:
سُوۡرَةُ آل عِمرَان
وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءً فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦۤ إِخۡوَانًا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡہَاۗ كَذَالِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَـٰتِهِۦلَعَلَّكُمۡ تَہۡتَدُونَ (١٠٣).
سُوۡرَةُ التّوبَة
فَرِحَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ بِمَقۡعَدِهِمۡ خِلَـٰفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوٓاْ أَن يُجَـٰهِدُواْ بِأَمۡوَالِهِمۡ وَأَنفُسِہِمۡ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِى ٱلۡحَرِّۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ (٨١).
سُوۡرَةُ التّوبَة
أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡيَـٰنَهُ ۥعَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَانٍ خَيۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡيَـٰنَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَٱنۡہَارَ بِهِۦ فِى نَارِ جَهَنَّمَۗ وَٱللَّهُ لَا يَہۡدِى ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ (١٠٩).
بعد كل ما ذَكَرته لكم أعلاه، تعالوا معًا الآن نقرأ في آيات الله عزّ وجلَّ من القرءان العظيم حتى نستطيع أن نفهم ماهية صيام شهر رمضان المبارك.
5. سوف أبدأ بتبيان مفهوم رمضان والصيام من آيات في سورة البقرة:
سُوۡرَةُ البَقَرَة
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡڪُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِڪُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ (١٨٣) أَيَّامًا مَّعۡدُودَاتٍۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدۡيَةٌ طَعَامُ مِسۡكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرًا فَهُوَ خَيۡرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٌ لَّڪُمۡۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (١٨٤) شَہۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَہِدَ مِنكُمُ ٱلشَّہۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن ڪَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِڪُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِڪُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُڪۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُڪَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَٮٰكُمۡ وَلَعَلَّڪُمۡ تَشۡكُرُونَ (١٨٥) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِى وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ (١٨٦) أُحِلَّ لَڪُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآٮِٕكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٌ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّڪُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَڪُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٔـٰنَ بَـٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا ڪَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَـٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَـٰكِفُونَ فِى ٱلۡمَسَـٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَالِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَـٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ (١٨٧).
سُوۡرَةُ البَقَرَة
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡڪُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِڪُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ (١٨٣).
آية 183 من سورة البقرة: في هذه الآية الكريمة نجد بأنَّ الصيام كُتِبَ علينا في القرءان الكريم تمامًا كما كُتِبَ على الّذين من قبلِنا في التوراة والإنجيل وصحف إبراهيم ورِسالات نوح وفي جميع الكتب السماوية الّتي أنزلها الله تعالى سابقًا وحفظها لاحقًا في القرءان. وهذا أكبر دليل على أن طريقة الصيام لجميع الأُمم واحدة، مِمّا يدلُّنا على أن شريعة الله كانت وما زالت واحدة لجميع البشر. إذًا يُعلِمُنا الله تعالى من خلال هذه الآية الكريمة أنَّ الصِيام قد كُتِبَ علينا تمامًا كما كُتِبَ على الّذين من قبلِنا لكَيْ يُعرِّفُنا أنَّ دينه وقانونه واحِدٌ لِجميع الأمم. فكما كتبَهُ تعالى (أي فَرَضَهُ ووضع قانونه) علينا في القرءان، كَتَبَهُ (أي فرضَهُ ووضع قانونه) أيضًا على جميع الأمم السابقة الّتي أتت قبلنا في الكِتاب الّذي أنزلَهُ على جميع أنبِياءِهِ ورسُلِهِ في السابق. ولقد أكمل الله تعالى هذه الآية بِقولِهِ: "لعلَّكُمْ تتقون"، مِمّا يدلنا على أنَّ الصِيام الّذي فرضهُ الله تعالى علينا هو بِهدف أن نتَّقي الله (والتّقوى تعني مخافة الله والعمل بطاعتِهِ)، أي بهدف أن نخاف الله ونعمل بما خلقنا من أجلِهِ، أي لِكي نُطيعه ونسجد له بما يأمُرُنا بِهِ في كِتابِهِ العزيز. يعني، لِكي نُقيم الصلواة ونؤتي الزكواة.
وإذا قرأتم آية 21 من سورة البقرة، تجدون تشابهًا كبيرًا بينها وبين آية 183 من سورة البقرة:
سُوۡرَةُ البَقَرَة
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ (٢١).
سُوۡرَةُ البَقَرَة
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡڪُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِڪُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ (١٨٣).
إذًا فالصِيام هو عِبادة الله، وعبادة الله كما ذكرت في حلقاتي السابقة -منها حلقة حقيقة الصلواة: الإيمان بالله والعمل الصالح (7:7)- هي الإيمان بالله والعمل الصالح، أي هي الإحسان إلى الفقير والبِرّْ والعدل وغيرها من الأعمال الصالحة، ولذلك قال الله تعالى في آية 186 من سورة البقرة.
سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِى وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ (١٨٦).
إذًا فإنَّ الصِيام هو الإيمان بالله والإستجابة لَهُ بِما يأمُرُنا بِهِ في القرءان من فعل الخير والإحسان والبِرّْ والعدل.
6. إذا تدبرنا آية 184 من سورة البقرة:
سورة البقرة
أَيَّامًا مَّعۡدُودَاتٍۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهۥ فِدۡيَةٌ طَعَامُ مِسۡكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرًا فَهُوَ خَيۡرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٌ لَّڪُمۡۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (١٨٤)
في هذه الآية البينة (آية 184) نجد أنَّ من كان مريضًا أو على سفر فعليه أن يصوم في أيام أُخر، لِأنَّه لا يستطيع إقامة الصيام بسبب مرضه أو سفره. ولقد عرَّفَ الله تعالى لنا الصِيام بِقولِهِ فيها: "وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدۡيَةٌ طَعَامُ مِسۡكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرًا فَهُوَ خَيۡرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٌ لَّڪُمۡۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ"، وهذا يدلنا أنَّ "الّذينَ يُطيقونَهُ" أي يَقْدِرونَ عليهِ، أي يَستَطيعون إقامة الصِّيام علَيهِم أن يَعطوا فِدْيَةً طعام مسكين، أي أن يتطوَّعوا فيفدوا بإطعام مسكين، أي أن يُطعِموا مِسكينًا. وإذا أراد أحدهم أن يتطوَّع خيرًا، أي أن يُطعِم مسكينًا، فيكون ذلك خيرًا لَهُ عند رَبِّهِ وأعظم أجرًا، ولذلك أكمل الله تعالى تلك الآية بِقَولِهِ "وأن تصوموا خيرٌ لكُم إن كُنتُم تعلَمون" لأنَّ إطعامَنا لِلمِسكين هو خَيرٌ لنا لِأنَّهُ عمل تطوُّعي من الإنسان للخَير والإحسان وفيهِ إصلاح، فيكونُ سببًا لِطهارة أنفُسنا فَيُكْتَبْ لنا بِهِ عَمَلاً صالِحًا.
ماذا نفهم من هذا؟ في الحقيقة إن مسألة الصِّيام بسيطة جدًّا وجلِيَّة في تلك الآية الكريمة. ما فقط نستطيع أن نفهمه لُغوِيًّا هو أنَّ الَّذي يُطيق الصِّيام أي الّذي يستطيع أن يصوم فَعَلَيهِ أن يتطوع ويفدي بإطعام مِسكين، إذًا نستطيع أن نُعرِّف الصيام من خلال هذه الآية البينة كالتالي:
الصِّيام = فدية طعام مسكين
مع الملاحظة الهامة: أنَّ فِعل طاق في اللُّغة العربية يعني قَدِرَ، والطاقة تأتي من القدرة، وطاق الشَّيء يعني قَدِرَ عليهِ، وطاق الصِّيام يعني قَدِرَ عليهِ، والقدرة هي الإستطاعة على فعل أمر ما.
نحن نعلم أنَّ ما نقوله من خلال تلك الآية هو مُفاجئة لكثيرٍ من الناس، ولكن المفاجئة ليس سببها ما قالته تلك الآية الكريمة، ولكن سببها هو ما تعلَّمناه من ءابآءِنا من مفهوم خاطئ للصِّيام وما اعتدنا أن نفعله في صيامنا. وإنَّ السبب الرئيسيّْ لهذه المفاجئة هو الأئِمَّة وكتب الأحاديث والشريعة والتفاسير الكاذبة الّتي فيها استُبدِلَتْ كلمة "يُطيقونَهُ" بكلمة "لا يُطيقونَهُ". لِذلك جرت العادة المُتَّبعة عند أكثر الناس على أنَّ الّذي لا يستطيع الصِّيام عن الأكل والشرب لسبب أو لآخر فعليه أن يفدي بإطعام مِسكين بَدَلاً عن صِيامِهِ.
لقد حرّفوا هذه الآية وقالوا في تفاسيرهم الباطلة "أنَّ الّذين يُطيقونه" هُم "الّذين لا يُطيقونه". وإذا كانت كلمة "يطيقونه" تعني "لا يطيقونه" بزعم جهلاء الدين، فماذا تعني إذًا كلمة "لا طاقة لنا" في الآيات الييِّنات التالية من سورة البقرة؟
سُوۡرَةُ البَقَرَة
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيڪُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّى وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُ مِنِّىٓ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ فَشَرِبُواْ مِنۡهُ إِلَّا قَلِيلاً مِّنۡهُمۡۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَـٰقُواْ ٱللَّهِ ڪَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةً ڪَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ (٢٤٩).
سُوۡرَةُ البَقَرَة
لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡہَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرًا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَٮٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡڪَـٰفِرِينَ (٢٨٦).
7. تكملة هذا الموضوع (رمضان والصيام) تجدونه في هذا الرابط بعنوان: مفهوم رمضان والصيام ظاهرًا وباطنًا في القرءان الكريم (2)
13 Mar 19, 2016