(3) عدم التفرقة بين الأنبياء والرسل
هذه الحلقة هي الحلقة الثالثة من حلقات حقيقة الإسلام من القرءان. موضوعها هو عن عدم التفرقة بين الأنبياء والرسل، أي عن عدم التفرقة في الرسالات أي كتب الله الّتي أنزلها على جميع أنبيائه ورُسُلِهِ. أي عن عدم التفرقة في كتاب الله. فلا وجود لأديان ومذاهب وطوائف، لأن كتاب الله واحد، ودين الله واحد، وشريعة الله واحدة، وسنة الله واحدة، وقول الله واحد، وحديث الله واحد لجميع أنبياءه ورسله. والّذي يُفرِّق في دين الله ويؤمن بوجود أديان، يكون بذلك يُفرِّق في دين الله، مما يؤدي به إلى التفرقة بين الأنبياء والرّسل، وبالتالي إلى التفرقة بين الأمم. والتفرقة بين الأمم تؤدي إلى التكبر والكره والبغضاء والأنانية والفساد والقتل والظلم، إلخ ... إنَّ الدين عند الله الإسلام منذ أن بدأ الله عز وجل خلق الإنسان، من أوّل الخلق إلى آخِرِهِ. وهذا الدين أنزله الله سُبحانه وتعالى على جميع أنبيائِهِ ورُسُلِهِ وعلى جميع الأمم السابقة واللاحقة، ولذلك فهو دين جميع الناس وليس دينًا مُحتكرًا لفئة معينة فقط من الناس كالعرب مثلاً أو كأمة محمد، لأنَّه ليس فقط دين العرب أو دين محمد، ولكنه دين إبراهيم وعيسى وموسى وجميع أنبياء الله ورُسًلِهِ وجميع الأمم السابقة واللاحقة، ولذلك سمّاهُ الله عز وجل بدين الإسلام، لأنَّهُ دين الإيمان بالله والعمل الصالح الّذي يُعطي جميع الأمم السلام في هذه الأرض، وبالتالي السلام في أرض الجنة في الآخرة. والقرءان الكريم هو ليس فقط كتاب محمد ولكنه كتاب إبراهيم وعيسى وموسى وجميع أنبياء الله ورُسُلِهِ (سلامٌ على جميع المُرسلين)، ولذلك سمّاهُ الله عز وجل بالقرءان الكريم، لأنه يقرأ ويضُم ويجمع ويحفظ جميع رسالات الله ويُصدِّق بها ويأتمن عليها، ولقد أنزله الله تعالى كافَّةً للناس، من أوّل خلق الإنسان إلى آخِرِهِ. وبما أنَّ الله عز وجل هو إلآهٌ واحد، فهذا يؤكد بل يُثبت لنا أنَّه سُبحانه وتعالى أمرنا بدين وقانون واحد، وبشريعة وسنة واحدة، فالإلآه الواحد لا يأمر إلاَّ بدينٍ واحد. وللأسف فإنَّ السبب فيما يحصل في هذه الأرض من ظلم وفساد وسفك دماء وتكبر ونفوذ وسيطرة وسلطة وتملك هو وجود أديان (آلهة وقوانين) كثيرة مختلفة وباطلة غير دين وقانون الله سبحانه وتعالى. الدليل على ذلك هو مجموع الآيات البينات من القرءان العظيم الّتي ستجدونها من خلال متابعتكم لهذه الحلقة.
عدم التفرقة بين الأنبياء والرسل 10