(9:9) حقيقة الحيواة. الموت والبعث
هذه هي الحلقة الثانية عن حقيقة البعث. يقول أئِمة الكفر والضلالة من خلال كتاب الباطِلَيْن والفاسِقَيْن بخاري ومسلم أنَّ كل إنسان مسلم ومن دون إستثناء سوف يرد النار قبل دخوله الجنة، ولقد قالوا في أحاديثهم الكاذبة أنَّهم سألوا محمدًا عن ورودِهِ هُو أيضًا جهنم بقولهم لهُ: "حتّى أنتَ يا رسول الله"؟ فأجابهم الرسول: "حتّى أنا". وقالوا أيضًا أنَّ كل مسلم سوف يتعذب قليلاً في جهنم ومن ثُمَّ يدخل الرسول محمد جهنم ويُخرجه منها ويضعه في الجنة، ويظل يدخل ويخرج لِكَيْ يُخرج قومه تدريجيًا من جهنم إلى الجنة إلى أن يُخرج من جهنم آخر إنسان مُسلم يقول أن لا إله إلاّ الله وأنَّ محمدًا رسول الله حتّى لو كان عملُهُ ملئ الأرض ذنوبًا. إنَّ كل إمام يدرس القرءان يعلم تمام اليقين من خلال آيات القرءان أنّه لا شفاعة لأحد إلاَّ لله وحده لا شريك له، وإنَّ جميع أئِمة الكفر ومن دون إستثناء يعلمون جيدًا من خلال دراستهم للقرءان أنَّ الإنسان الصالح يدخل الجنة ويخلد فيها، وأنَّ الإنسان الظالم يدخل جهنم ويخلد فيها، وعلى الرغم من ذلك أشركوا بالله شفاعة محمد أو شفاعة أهل البيت أو غيرهم من شفاعة الصحابة والأوليآء إلخ. وإنَّ جميع الأديان البشرية من دين مسيحي إلى يهودي إلى سني إلى شيعي إلى درزي إلى هندوسي إلى بوذي إلى زردشتي إلى إلى إلى... تقول من خلال دينها الباطل أنَّه سوف تكون الشفاعة لأمتها والخلاص من عذاب جهنم مهما فعلت هذه الأمة من سيِّئات.
إذا تدبرنا آيات القرءان نجد أنَّ جميع آيات القرءان تنفي لنا نفيًا قاطعًا شفاعة أحد إلاَّ الله، وأنَّ الله تعالى يشفع أي يُخل الجنة فقط للإنسان الّذي يؤمن بِهِ ويعمل الصالحات، وأنَّ الإنسان الظالم والمُجرم والفاسد والمُتكبر والّذي لا يُريد أن يتوب لن يشفع الله لهُ وسوف يُدخِلُهُ جهنم. سوف تجدون أيضًا من خلال آيات الله البينات أنَّ ورود النار هو دخولها والعذاب فيها والخلود فيها أبدًا، وأنَّ الإنسان الّذي لا يؤمن بالبعث الجسدي، والإنسان الظالم، والإنسان المُجرم، والإنسان المُتكبر، والإنسان الّذي يفعل السيئات هو الّذي سوف يرد النار ويخلد فيها حتّى ولو كان من أمة محمد وحتّى لو شهد قولاً أن لا إله إلاّ الله وأنَّ محمدًا رسول الله.
إنَّ أئِمة الكفر كتبوا أحاديث الشفاعة من خلال تحريفهم لآية 71 و72 في سورة مريم، وأنتم إذا تدبرتم تلك الآيات البينات تجدون أنَّه ليس لها أية دعوة بما يفترون، لأنها تؤكد لنا أنّ الظالمين والشياطين الأشرار هُم الّذين سوف يردون النار، أمّا الّذين اتّقوا فسوف يُنجيهم الله تعالى منها ولن يقربوها أبدًا، لأنَّ نجاة المؤمن تكون بإبعاده نهائِيًا عن جهنم. وسوف تجدون أيضًا آيات أخرى تثبت لكم ما ذكرت.
هذه الحلقة فيها رِسالة أولاً من الله تعالى وثانيًا مِنّي من خلال إيماني بالله تعالى، وهذه الرسالة مُوجهة إلى جميع الأمم على إختلاف أديانها ومذاهبها، وهي ليست فقط لأمة محمد. لذلك أرجو من كل إنسان يُؤمن بالشفاعة أو الخلاص، أن يُنصت لآيات الله البينات جيدًا لكي يستطيع أن يُحكِّمَ عقله ويَحكُم على الآخرة من خلال ما قاله الله تعالى لهُ وليس من خلال ما قالهُ دينُهُ لَهُ.
(سوف أُكمل موضوع البعث، وأختم حقيقة البعث، وأختم حلقات الحيواة، الموت والبعث في الحلقة العاشرة القادمة إن شآء الله. وهذه الحلقة مُقسمة إلى ثلآثة أجزاء).