(9:4b) حقيقة الحيواة. الموت والبعث
هذه هي الحلقة الأخيرة عن حقيقة الحيواة. في هذه الحلقة تجدون إثباتًا واضحًا من خلال آيات القرءان البينات أولاً، لوجودية الخالق، وثانيًا لسبب خلق السماوات والأرض وما بينهما ولجميع ما خلق الله تعالى لنا من نِعمِهِ ظاهرة وباطنة. لقد خلق الله تعالى وسخر كل شيء في هذه الأرض من أجل وجوديتنا بهدف إدخالنا الجنة، وإنَّ حياتنا في هذه الأرض هي بمثابة تمرين وتعليم لنا بهدف أن نتوب فيغفر الله لنا ويرحمنا فيدخلنا الجنة. وإذا تدبرتم آيات الله البينات وربطتم خلق الله تعالى ظاهرًا وباطنًا، تجدون الدليل القاطع لِسبب خلقنا في هذه الأرض. لقد أعطانا الله تعالى من خلال آيات الخلق معاني ظاهرة ومعاني باطنة، المعاني الظاهرة هي أشياء ملموسة ومُثبتة، كالماء الّذي نحتاجُهُ في حياتنا والشمس والقمر والنجوم والشجر والنبات والثمار إلخ، وخلقُ الله الظاهر لم يخلقه الله هكذا، فهو ضروريٌ لنا لأنَّ الله تعالى أراد أن يُعطينا من خلال الأشياء الحِسِّية والمُبرهنة علميًا والمرئِيَّة، المعاني الباطنة لكي نستطيع أن نأخذ منها العِبر والأمثال الّتي بواسطتها نستطيع أن نفهم سبب خلق الله تعالى لنا في هذه الأرض، أي سبب وجودية الحيواة، الموت والبعث، لكي نتعلم كيف نكون في أحسن تقويم في هذه الدنيا وفي الآخرة. إذًا فإنَّ جميع ما خلق الله تعالى لنا هو في الحقيقة رسالة موجهة منه لنا، ونحن إذا استطعنا قراءة وفهم باطن (مجاز) هذه الرسالة نجد الصورة أمامنا واضحة وجلية، ونجد الأدوات المدرسية والتعليمية الّتي تُعطينا المعرفة، فتوصلنا بذلك إلى معرفة الحقيقة كاملة، وبالتالي تحثنا وتؤدي بنا إلى تبديل سيِّئاتنا إلى حسنات. ويا للأسف، إنَّ أكثر الناس يعلمون ظاهر الخلق، ولكنهم عن باطِنِهِ غافلون.
عندما تُتابعون هذه الحلقة، تجدون خطوط حمراء وخطوط زرقاء: الخطوط الحمراء هي كناية عن آيات الخلق الظاهرة، والخطوط الزرقاء هي كناية عن الباطن، أي هي كناية عن سبب آيات الخلق الظاهرة، أي هي كناية عن سبب جميع ما خلق الله تعالى لنا والهدف من جميع هذا الخلق. لقد أرادنا الله تعالى من خلال آيات الخلق أن نتفكر ونعقِل ونتذكر ونرى ونتعلم، لكي نتوصل إلى معرفة سبب وجوديتنا في هذه الأرض، بهدف أن نتوب فيغفر الله لنا ويرحمنا. إذًا فإنَّ جميع آيات الخلق أعلمنا الله تعالى بها لكي ترشدنا إلى معرِفتِهِ، وبالتالي إلى معرفة أنفسنا ومعرفة الهدف من وجوديتنا.
(سوف أبدأ في الحلقة القادمة بحقيقة الموت بمشيئة الله تعالى).