هل ألم، ألر، حم، ق... هي أحرف إعجاز في القرءان الكريم؟ (3)

Raed's picture
Author: Raed / Date: Sun, 04/10/2016 - 02:14 /

 

هل ألم، ألر، حم، ق... هي أحرف إعجاز في القرءان الكريم؟ (3)

 

9. كيف نستطيع أن نقنع الياباني أو الأمريكي أو الأوروبي أنَّ هذا القرءان هو كتاب سماوي ولا يستطيع أن يؤلفه بشر، مع العلم بأن هذا الياباني أو هذا الأمريكي أو هذا الأوروبي، أعجمي، ولا يعرف أي شيء عن اللغة العربية؟

الجواب هو: نستطيع أن نقنعهم من خلال جميع الأمثال والعبر والعلوم البينة والقيمة العظيمة الموجودة في سطور آياتِ القرءان الكريم. القرءان هو كتاب عظيم بأسلوبه اللغوي العربي الّذي من خلاله نستطيع كمؤمنين أن نتدبر وأن نفهم معاني آياته العظيمة. ونحن عندما نتدبر ونفهم تلك الآيات العظيمة (بلغتها العربية) بما تحويه من علوم وأمثال وعبر، نستطيع أن نناقش الياباني أو الأمريكي أو الأوروبي (بلغته الأم) في هذا العلم العظيم وما فيهِ من منطق وحكمة وأمثال وعبر وعلوم والّذي لا يستطيع لا الإنس ولا الجن بكامل قوة علمهم أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا. إنَّ ما يحتويه هذا القرءان من علوم وأمثال وعِبر هو كافٍ للياباني وللأمريكي وللأوروبي أن يخشع لهذا الكتاب عندما يسمع بعظمة علمِهِ، وأن يأخذه بعين الإعتبار وعلى محمل الجد، وأن يُثار فضوله ولو قليلاً لهذا العلم الهائِل العظيم بكل جوانِبِهِ والمنطق الّذي لم يسمع بِهِ سابقًا (لأنَّهُ قد حُرِّف). وبالتالي إلى تعلم اللغة العربية وبعدها التوجه لدراسة القرءان بلغته الأم.

نحن كمؤمنين لا نستطيع أن نترجم هذا القرءان، كما ذكرتُ لكم في المقالة السابقة. ولكننا كمؤمنين صادقين ومُخلصين ديننا لله، نستطيع أن نُترجم مفهوم آيات القرءان إلى لُغات أعجمية (أكرر أنَّ هذه هي فقط وظيفة المؤمن الصادق الأمين على كتاب الله). وعندما يصل هذا المفهوم إلى الناس، يستطيعون بعد ذلك أن يتعلموا لغة هذا الكتاب العظيم إذا كان لديهم اهتمام لمعرفة الخالق واكتشاف علمِهِ العظيم. تمامًا كما يفعل أكثر الناس في دراساتهم لعوم البيولوجيا أو الفيزياء أو الكيمياء أو الفلسفة أو الطب أو الهندسة أو الرياضيات أو غيرها من العلوم. فهم إذا أرادوا أن يدرسوا تلك العلوم ولديهم اهتمام بها ولكن ليس لديهم الإمكانيات لدراستها بلغتهم الأم في جامعات بلادهم، يسافرون إلى جامعات أعجمية مختلفة ويتعلمون لغة البلد الّذي سوف يقيمون فيه ويدرسون في جامعاته. نستطيع أن نرى من خلال ما ذكرت، أنَّهُ إذا كان لدى الناس اهتمامات أو مصالح، فهم  مُستعدون لدراسة لغة أخرى غير لغتهم حتّى لو كانت إنجليزية أو لاتينية أو فارسية أو يونانية أو يابانية أو كرشونية أو سنسكريتية أو غيرها، لكي يستطيعوا أن يتعلموا وأن يدرسوا ما يهمهم وما يناسبهم. وإذا استطاعوا أن يفعلوا ذلك، فمن المؤكد أنهم يستطيعون تعلم العربية لتعلم القرءان بهدف التوصل إلى معرفتِهِ.

أريد أن أطرح سؤالاً في غاية الأهمية: كيف استطاع الرسول محمد والّذين آمنوا معه أن يبلغوا رسالة القرءان لجميع الأمم في جميع أقطار الأرض، على الرغم من لغته العربية وعلى الرغم من اختلاف ألسنة تلك الأمم؟ وكيف استطاع موسى وعيسى وجميع رُسُل الله مع المؤمنين في زمنهم أن يبلغوا كتاب التوراة والإنجيل وجميع الكتب السماوية السابقة بلغاتهم المختلفة ولجميع الأمم في جميع أنحاء الأرض، على الرغم من اختلاف ألسنة تلك الأمم؟

لقد أخبرنا الله عز وجل أنَّهُ يُرسل كل رسول بلسانِ قومِهِ (بلغةِ قومِه) ليُبيِّنَ لهم كما أخبرنا في آية 4 من سورة إبراهيم، فكيف استطاع إذًا هذا الرسول وقومه (في زمنهم) أن يُبلِّغوا رسالات الله إلى الصيني والهندوسي والياباني والأوروبي والفارسي والأفريقي واليوناني والتركي والروماني وغيرِهم؟

سُوۡرَةُ إبراهیم
وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمۡ‌ۖ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِى مَن يَشَآءُ‌ۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (٤).

ويا سبحان الله، إنَّ أكثر الناس يُسافرون ويتغرَّبون إلى بلدان أخرى كثيرة ويختلطون بأهلها ويتعلمون لغتهم ولغات أخرى كثيرة، إمّا بهدف العمل، أو بهدف تعلم ودراسة كتب مختلفة كثيرة (صناعة بشرية) بجميع أنواعها مهما كان نوع هذه الدراسة، أو بهدف الإقامة، أو بهدف الزواج، أو غيره. وهذا يُعتبر عند جميع الناس أمرًا طبيعيًّا جدًا وليس صعبًا أو مستحيلاً أو عجيبًا أو غريبًا. ولكن عندما يتعلق الأمر بدراسة وتعلم لغة القرءان الّذي هو كتاب إلآهي سماوي والّذي لا يُقارَن بأي كِتاب دُنيوي، فتصبح دراسته بلغته العربية أمرًا ليس طبيعيًّا، وصعبًا ومستحيلاً، ويُصبح هذا الأمر من العجائِب!!!

القرءان ذكرٌ للعالمين. وكل إنسان أعجمي يتعلم القرءان بلغته العربية يستطيع أن يعود إلى قومه ويبلغهم هذا القرءان. ونحن كمؤمنين نعيش في البلدان الغربية، علينا أن نُبلغ القرءان للغرب من خلال المفهوم الّذي تُبيِّنه آيات القرءان نفسها، وعلى الغرب بعد ذلك أن يُغيروا قبلتهم ويتَّجهوا إلى قبلة القرءان. وهذا تمامًا ما يفعله المؤمن العربي مع قومه العرب. فالمؤمن يبلغ القرءان لقومه من خلال المفهوم الّذي تُبيِّنُهُ آيات القرءان، وعلى قومه بعد ذلك أن يُغيروا قبلتهم ويتجهوا إلى قبلة القرءان.

أعزائي الكرام، المشكلة ليست في الياباني أو الأمريكي أو الأوروبي، بل هي في العرب أنفسهم. فالياباني أو الأمريكي أو الأوروبي إذا كان لديهم فعلاً اهتمام بالقرءان، فتأكدوا أنهم سوف يتعلمون لغته بكل اهتمام وحب وشغف من أجل دراسة هذا الكتاب العظيم. أمّا العربي، فعلى الرغم من لغته العربية واستطاعته القراءة والكتابة بالعربية، نجده إمّا يقرأ القرءان ولا يفقه منه شيئًا، وإمّا لا يقرأ القرءان ولا يهتم لأمرِهِ.

إذًا فالمسألة لا تتعلَّق بلغة القرءان، ولكنَّها متعلقة بكينونة هذا الكتاب العظيم. والمشكلة ليست في لغة القرءان، ولكن في ما تكنّ صدور هؤلآء الناس، وفي ما تُخفي وما تُعلِن من حجج باطلة وواهية بهدف الإسآءة لهذا الكتاب العظيم والتهرب من الإيمان بِهِ. وهذا أكبر حسرة عليهم وعار على وجوديَّتِهِم وإنسانيَّتِهِم.

وصدق الله جل وعلا في قوله عنهُم:

سُوۡرَةُ الاٴحزَاب
إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰواتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَہَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡہَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَـٰنُۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً (٧٢).

سُوۡرَةُ الجُمُعَة
مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَٮٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢا‌ۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ‌ۚ وَٱللَّهُ لَا يَہۡدِى ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ (٥).

سُوۡرَةُ عَبَسَ
قُتِلَ ٱلۡإِنسَـٰنُ مَآ أَكۡفَرَهُ (١٧) مِنۡ أَىِّ شَىۡءٍ خَلَقَهُ (١٨) مِن نُّطۡفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (١٩) ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ  (٢٠) ثُمَّ أَمَاتَهُ  فَأَقۡبَرَهُ (٢١) ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ (٢٢) كَلَّا لَمَّا يَقۡضِ مَآ أَمَرَهُ (٢٣) فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَـٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِۦۤ (٢٤) أَنَّا صَبَبۡنَا ٱلۡمَآءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقۡنَا ٱلۡأَرۡضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنۢبَتۡنَا فِيہَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضۡبًا (٢٨) وَزَيۡتُونًا وَنَخۡلاً (٢٩) وَحَدَآٮِٕقَ غُلۡبًا (٣٠) وَفَـٰكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَّتَـٰعًا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَـٰمِكُمۡ (٣٢).

سُوۡرَةُ القِیَامَة
بَلِ ٱلۡإِنسَـٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوۡ أَلۡقَىٰ مَعَاذِيرَهُ (١٥).

 

10. إذا كانت الآيات الّتي تبدأ بالأحرف الأبجدية هي أحرف إعجاز، فلماذا لم يُعلمنا الله تعالى عن ذلك في القرءان الكريم، عِلمًا بأنَّ الله تعالى قد فصّل لنا كل شيء فيه؟ وإذا لم يُرِد الله عز وجل أن يُعْلِمَنا عن سبب وجود تلك الأحرف، فمن المؤكد أنه يُخْبِرُنا في كتابه الكريم أنه لا يريد أن يُعلِمَنا عن هذا الأمر. فمثلاً لم يُرِدِ الله تعالى أن يُعْلِم "الضّالين المُكذِّبين" عن طبيعة نشأتهم يوم البعث، ولذلك أنزل الله تعالى لنا آية في سورة الواقعة وأخبرنا بهذا الأمر:

سُوۡرَةُ الواقِعَة
نَحۡنُ قَدَّرۡنَا بَيۡنَكُمُ ٱلۡمَوۡتَ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ (٦٠) عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ أَمۡثَـٰلَكُمۡ وَنُنشِئَكُمۡ فِى مَا لَا تَعۡلَمُونَ (٦١). 

وكذلك لم يُرِدِ الله عز وجل أن يُعلِم الإنسان (بسبب ضلآلته) عن سِرّ وكيفية خلق السماوات والأرض ولا عن سِرّ وكيفية خلق النفس، فأخبرنا بهذا في سورة الكهف:

سُوۡرَةُ الکهف
وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأَدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤ‌ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِى وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢ‌ۚ بِئۡسَ لِلظَّـٰلِمِينَ بَدَلاً (٥٠) مَّآ أَشۡہَدتُّہُمۡ خَلۡقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَا خَلۡقَ أَنفُسِہِمۡ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلۡمُضِلِّينَ عَضُدًا (٥١). 

وكذلك الأمر، لم يُرِدِ الله تعالى أن يُعلِمنا عن كيفية خلق الملآئِكة، فأخبرنا بهذا في سورة الزخرف:

سُوۡرَةُ الزّخرُف
وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَـٰدُ ٱلرَّحۡمَـٰنِ إِنَـٰثًا‌ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡ‌ۚ سَتُكۡتَبُ شَهَـٰدَتُہُمۡ وَيُسۡـَٔلُونَ (١٩).

 

11. في الختام، بما أن الله عز وجل لم يذكر لنا في آياته بأن تلك الأحرف هي أحرف إعجاز، فتُصبح بذلك آيات تلك الأحرف في القرءان الكريم آيات أحرف أبجدية بحتة متعلقة فقط باللغة العربية القرءانية كلغة عربية إلاهية وكآيةٍ من آيات الله في كتابه الكريم، وهدفها أن تُذكِّرَنا بأنَّ هذا القرءان لا يُفهم إلاّ بِلُغتِهِ العربية، وأنَّ هذا القرءان هو أم الكتاب أي النسخة الأصلية الإلآهية، وأنَّ جميع كُتُبِهِ ورسالآته السابقة أعاد تنزيلها في القرءان وحفظها من خلال حفظه للقرءان بِلُغتِهِ الأم، وأنَّ وجود تلك الأحرف الأبجدية في القرءان تمنع أن يُترجم القرءان إلى لُغة أخرى وبالتالي أن يُحرَّف فيُنسب لغير الله ورسولِهِ محمد الأمين، وأنَّ أساس هذا القرءان أو أساس لغة هذا القرءان هو لُغته العربية الّتي أُسِّست بواسطة ومن خلال تلك الأحرف الأبجدية.

إنَّ وجود تلك الأحرف الأبجدية كآيات في بداية سُور القرءان وكإسم من أسماء السُّور هو أكبر دليل وإثبات على أنَّ هذا القرءان هو كتاب إلآهي وليس كتابًا بشريًا. وإنَّ كل كتاب يقولون عنهُ بالكذِب أنَّهُ كتاب مُقدَّس أي أنَّهُ كتاب من عند الله إفتراءً على الله الكذب وعلى رُسُلِهِ، ككُتُب العهد القديم والعهد الجديد والتوراة المُحرَّفة والإسرائيلِيّات وغيرها، هي في الحقيقة ليست كُتُب إلآهِيَّة على الإطلاق. وإنَّ أكبر دليل وإثبات على ذلك هو عدم وجود آيات أحرف أبجديَّةْ فيها تدُلُّنا وتُثبِت لنا لغة تلك الكُتُب الأم الأصلِيَّة الصحيحة الّتي أُنزِلَت بها، ولذلك تجدون أنَّ تلك الكُتُب لها عديد من النسخات ومُترجمة إلى كثير من الّلغات من دون أن تجدوا النسخة الأصلية أي الّلغة الأصلية أو الّلغة الأم لهذا الكتاب من بين جميع تلك الّلغات. لذلك نحن لدينا كامل الحق أن نسأل بل أن نُشكِّك بجميع تلك الكُتُب المُفتراة على الله "إلاَّ القرءان الكريم" فنقول: "ما هي الّلغة الأصلية الأم الأعجمية لكتاب التوراة ولكتاب العهد القديم والعهد الجديد؟ وما هِيَ أحرفها الأبجدية الّتي كُتِبَت بواسطتها تلك الكُتُب والّتي كانت الأساس لجميع كلماتِها وآياتِها وسُورِها؟ وأين الإثبات على لُغة تلك الكُتُب الأصلية؟ فما يُدرينا ماذا كانت اللغة الأم لكل كتاب من تلك الكُتُب والّتي أُنزلت بها قبل تحريفها؟ فالله عز وجل سمّاها بالّلغة الأعجمية ولم يُفصِّل لنا أصلها أو فصلها أو نوعها؟

إذًا، كتاب الله لا يكون إلاَّ بوجود آيات أحرف أبجدية فيه كالقرءان الكريم. أمّا كتاب البشر فلا يكون إلاَّ بعدم وجود آيات أحرف أبجديَّة فيه ككتابَي العهد القديم والعهد الجديد والتوراة والإسرائيليات، وغيرها من الكُتُب الّتي قالوا بأنَّها كُتُب مُقدَّسة إفتراءً، بالكذب على الله وعلى ملآئِكتِهِ وعلى كُتُبِهِ وعلى أنبيائِهِ ورُسُلِهِ وعلى اليوم الآخر.

 

12. سوف أختم مقالتي هذه بتلك الآيات البينات التالية:

سُوۡرَةُ الحِجر
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ

الٓر‌ۚ تِلۡكَ ءَايَـٰتُ ٱلۡڪِتَـٰبِ وَقُرۡءَانٍ مُّبِينٍ (١) رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ ڪَفَرُواْ لَوۡ كَانُواْ مُسۡلِمِينَ (٢) ذَرۡهُمۡ يَأۡڪُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلۡهِهِمُ ٱلۡأَمَلُ‌ۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ (٣) وَمَآ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَّعۡلُومٌ (٤) مَّا تَسۡبِقُ مِنۡ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ (٥) وَقَالُواْ يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِى نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلذِّكۡرُ إِنَّكَ لَمَجۡنُونٌ (٦) لَّوۡ مَا تَأۡتِينَا بِٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ (٧) مَا نُنَزِّلُ ٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَمَا كَانُوٓاْ إِذًا مُّنظَرِينَ (٨) إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ (٩) وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِى شِيَعِ ٱلۡأَوَّلِينَ (١٠) وَمَا يَأۡتِيہِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَہۡزِءُونَ (١١) كَذَالِكَ نَسۡلُكُهُ فِى قُلُوبِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ (١٢) لَا يُؤۡمِنُونَ بِهِۦ‌ۖ وَقَدۡ خَلَتۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِينَ (١٣) وَلَوۡ فَتَحۡنَا عَلَيۡہِم بَابًا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعۡرُجُونَ (١٤) لَقَالُوٓاْ إِنَّمَا سُكِّرَتۡ أَبۡصَـٰرُنَا بَلۡ نَحۡنُ قَوۡمٌ  مَّسۡحُورُونَ (١٥).

آية 9: "إنّا نحنُ نزَّلنا الذِّكرَ وإنّا لهُ لحافظون": لقد نزَّلَ الله عز وجل الذِّكرَ في السابق على الأمم السابقة كالتوراة والإنجيل وجميع كُتُبِهِ، وحفظها في القرءان من خلال حِفظِهِ للقرءان بلغتِهِ العربية الأم وفيه آيات الأحرف الأبجديَّة كـ(ألم، وألر، ويس، وكهيعص، وص، وق). ولقد حفظ الله عز وجل جميع رسالآتِهِ في القرءان لأنها حُرِّفت عبر الزمن واختُلِف فيها، ولذلك حفظها الله عز وجل في القرءان، بحِفظِهِ للقرءان وفيهِ جميع رسالات أنبيائِهِ ورُسُلِهِ، رحمةً مِنهُ للعالمين وللناسِ أجمعين.

سُوۡرَةُ البَیّنَة
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ

لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأۡتِيَہُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (٢) فِيہَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣) وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡہُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ (٤) وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ‌ۚ وَذَالِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ (٥).

سُوۡرَةُ الاٴعلی
إِنَّ هَـٰذَا لَفِى ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ (١٨) صُحُفِ إِبۡرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ (١٩).

سُوۡرَةُ النّجْم
هَـٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلۡأُولَىٰٓ (٥٦).

سُوۡرَةُ النَّمل
إِنَّ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِىٓ إِسۡرَآءِيلَ أَڪۡثَرَ ٱلَّذِى هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ (٧٦).

لقد اختلف بنو إسرآئيل في السابِق في التوراة بتحريفها، ولذلك أنزل الله تعالى هذا القرءان "لِكَيْ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِىٓ إِسۡرَآءِيلَ أَڪۡثَرَ ٱلَّذِى هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ"، لأنَّه يحتوي على التوراة الأُمّْ أي التوراة الأصل أي التوراة الصحيحة الّتي تُبيِّن لهُم دينهم الحق وتمحو دينهم الباطِل (اختلافاتهم وتفرقهم في الدين). هذه الآية هي أكبر دليل على أنَّ القرءان هو التوراة باللغة العربية، ولذلك فهو "يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِىٓ إِسۡرَآءِيلَ أَڪۡثَرَ ٱلَّذِى هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ".

 

والسلام عليكم 

3 Jan 06, 2016