- 3884 reads
لماذا قال الله تعالى للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة
سؤال يطرحه أكثر الناس ويجادلون به من خلال فلسفتهم السفسطائية الخاصة بهم.
لماذا خلق الله تعالى الإنسان، أي لماذا قال الله تعالى للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة؟
* سورة الكهف
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْءانِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴿٥٤﴾.
السلام على من آمن بوجود الخالق وسجد لكتابه، أي خضع لقانونه، أي عَبَدَ الله حقَّ عبادته، أي عمِلَ الصالحات، أي أقام الصلاة.
إخوتي وأخواتي الأفاضل الجواب هيِّن جدَّاً ولا يحتاج إلى ضرب أخماس بأسداس وفلسفة الفلاسفة السفسطائيَّة السخيفة، سبحان الخالق على عظمة كتابه، وسأكتفي بآية واحدة عظيمة من خلال سورة البقرة لكي أنهي هذا الجدال العقيم.
أرجو منكم إخواني الكِرام أن تُركِّزوا على آية (٢٨) من سورة البقرة.
* سورة البقرة
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾.
"... فَأَحْيَاكُمْ...": أي أعطانا الوجودية.
"... ثُمَّ يُحْيِيكُمْ...": أي سيُعطينا جلَّ في علاه الخلود في الآخرة.
لذلك قال نعالى في بداية الآية: "كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا...": أي لم نكن شيئًا مذكورًا، والبرهان نجده في آية (١) من سورة الإنسان.
* سورة الإنسان
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴿١﴾.
سبحانه وتعالى كيف أكمل الله تعالى آية (٢٨) بآية (٢٩) و(٣٠):
* سورة البقرة
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٢٩﴾ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً..... ﴿٣٠﴾
وآيات أخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى.
بإختصار شديد لقد خلقنا الله عزّ وجل لإعطائنا الحياة (الوجوديَّة) في هذه الأرض، أي في هذه الجنَّة المؤقَّتة من أجل أن نتَّبع كتابه ونتقاسم رزقه بهدف نشر الخير والإصلاح والإبتعاد عن الظلم والفساد، لكي نطهرّ أنفسنا ونفوز بأرض جنة الخُلْد في الآخرة (الخلود)، أي في يوم القيامة.
مُختصر مُفيد لقد خَلَقَنا الرحمان الرحيم من أجل إعطائنا الوجوديَّة والخلود.
إخوتي وأخواتي الكِرام الحمد لله الذي هدانا لحكمته ونوره وعِلْمِه وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا، ودمتم على الإيمان بكتاب الله العظيم.
205 ,march 1 2017