تبرأة الله عز وجل لنبِيِّهِ إسرائيل عليه السلام من قول الزور المُفتَرى عليه

 

تبرأة الله عز وجل لنبِيِّهِ إسرائيل عليه السلام من قول الزور المُفتَرى عليه

 

هذا القول الّذي صدر عن الّذي يُسمّي نفسَهُ "مسلم بدون مذهب" إفتراءً على الله تعالى وعلى رسولِهِ الأمين إسرائيل عليه السلآم.

السلام عليكِم

إنَّ هدفي من موضوعي هذا ليس مسألة شخصية بيني وبين "مسلم بدون مذهب"، ولكن هدفي كمؤمن يؤمن بآيات الله ويطبقها، هو نصرة الله عز وجل ورسولِهِ إسرائيل عليه السلام كما أمرني الله تعالى في آية ٢٥ من سورة الحديد:

سُوۡرَةُ الحَدید
لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَـٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ‌ۖ وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِيدَ فِيهِ بَأۡسٌ شَدِيدٌ وَمَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلۡغَيۡبِ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ (٢٥). 

 

انتبهوا إخوتي من هذا الدَّجال الّذي يُسمي نفسهُ "مسلم بدون مذهب" وهو يوهم الناس أنَّهُ مُتدبِّر جيد للقرءان وما هو بذلك. سوف أعطيكم مثلاً لتحريفه للقرءان وهو واحد من الأمثال الكثيرة. أنظروا ماذا قال في صفحتِهِ على شبكة النت الخاصة بِهِ: http://www.onlycoran.blogspot.dk/

يقول "مسلم بدون مذهب" في موضوع إسرائيل عليه السلام من خلآل تحريفه لآية 93 في سورة آل عمران ودليله الكاذب على قول الزور هذا هو آية 1 في سورة التحريم بزعمِهِ:

قال "مسلم بدون مذهب": "لكن هذا لا يبين سبب ربط بني إسرائيل بجريمة قتل إبن آدم لأخيه مما يحيلنا إلى الإحتمال الثاني أن آدم قد أنجب إبنه القاتل من إمرأة تنتمي لذرية إسرائيل فإستمر معه نسل إسرائيل وبالتالي كان الحكم موجها لأبنائه الذين حملوا نسل إسرائيل وينتمون في نفس الوقت لبني آدم، أو أن إبن آدم القاتل هو نفسه إسرائيل وأنجبه آدم مع إمرأة تنتمي لسلالة مختلفة عن سلالة آدم وزوجته التي دخلت معه الجنة وذريتهما لذلك نجد القرآن يفصل ذرية إسرائيل في الخطاب عن باقي ذرية آدم فحسب. بعض الروايات والأساطير اليهودية التلموذية فإن آدم قد تزوج من إمرأة تدعي ليليت قبل إمرأته التي إشتهرت في سيرة الأديان بإسم حواء وفي بعض الأحيان قد نجد في الأساطير جزء من الحقيقية وهذا الإحتمال يبقى الأقرب للواقع خصوصا عندما نعود للآية

كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (94).  سورة آل عمران

فهذه الأية توضح أولا أن إسرائيل ليس نبيا لأن الأنبياء لا يحرمون من تلقاء أنفسهم وحتى لو فعلوا فإن الله يمنعهم وينبههم كما حدث مع النبي محمد:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1).  سورة التحريم

 

إنَّ هدف هذا الّذي يسمي نفسهُ "مسلم بدون مذهب" من تحريف آيات القرءان، هو أن يُضِل الناس عن عِلم وعن سبق إصرار وترصُّد. فهو من خلال شرحِهِ للقرءان لا يوجد لديهِ أي خُشوع أو تقوى لله، لأنَّهُ ببساطة شديدة يظن أنَّ القرءان هو لُعبتُهُ يلعب بِهِ على هَواه من دون أن يكون لديه أدنى شعور أو إحساس بقيمة هذا الكتاب العظيم. إنَّ الإنسان الّذي لا يعلم عِلم القرءان يظنه مؤمنًا بسبب استخدامِهِ بمكر شديد لآيات الله البينات، ولكنه يُحرِّف في آيات الله على هواه ويُفسِّر الآيات بما يراهُ مُناسبًا لأفكارِهِ، بهدف التكبر على الله والضلآلة. نصيحة من أخ مؤمن لكم انتبهوا واحذروا مِنهُ، فمثلُهُ كمثل إبليس.

لقد قال: "إسرائيل عليه السلام هو ليس نبيًا لأنَّ الأنبياء لا يُحرمون من تلقاء أنفسهم وحتّى لو فعلوا فإنَّ الله يمنعهم وينبههم كما حدث مع النبي محمد".

وقال أيضًا: "أنَّ إبن آدم القاتل هو نفسُهُ إسرائيل وأنجبهُ آدم مع إمرأة تنتمي لسلآلة مختلفة عن سلآلة آدم وزوجته الّتي دخلت معه الجنة وذريتهما...".

وقال أيضًا: "وفي بعض الأحيان قد نجد في الأساطير جزء من الحقيقة وهذا الإحتمال يبقى الأقرب للواقع". 

إنَّ قوله هذا هو كفر بالله، وتحريف لآيات الله، والمُزايدة على الله، وهو لم يكتفِ بهذا فحسب، بل أراد أن يُشوِّه سُمعة نبي الله إسرائيل عليه السلآم بوصفِهِ لهُ أنَّهُ مُجرم قاتل، وأنَّهُ ليس بنبي. سؤالي لهُ هو: ما هو دليله في القرءان؟ من أين جآء بقوله هذا؟ وما هو إثباتُهُ من القرءان على ما قاله؟ وفي أية آية ذكر الله تعالى لنا أنَّ إسرائيل هو إبن آدم القاتل وأنَّهُ ليس بنبي؟ ومن أين جآء بقصة آدم وبجميع تلك المعلومات الأخرى الّتي ذكرها عن آدم وزوجه وأين دليله من القرءان الكريم؟.

إخوتي الكرام، أنظروا ماذا قال الله تعالى عن إسرائيل عليه السلام وكيف وصفهُ وبرَّأهُ في القرءان الكريم: 

* سُوۡرَةُ مَریَم
أُوْلَـٰٓٮِٕكَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡہِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبۡرَاهِيمَ وَإِسۡرَاءِيلَ وَمِمَّنۡ هَدَيۡنَا وَٱجۡتَبَيۡنَآ‌ۚ إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَـٰتُ ٱلرَّحۡمَـٰنِ خَرُّواْ سُجَّدًا وَبُكِيًّا (٥٨). 

تجدون في آية ٥٨ من سورة مريم أنَّ مكانة إسرائيل عليه السلام هي في نفس مكانة آدم ونوح وإبراهيم = إسرائيل عليه السلآم هو نبي وفي نفس مرتبة آدم المؤمن ونوح وإبراهيم، سلآم على جميع المرسلين. 

* سُوۡرَةُ آل عِمرَان
كُلُّ ٱلطَّعَامِ ڪَانَ حِلاًّ لِّبَنِىٓ إِسۡرَاءِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسۡرَاءِيلُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ مِن قَبۡلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوۡرَٮٰةُ‌ۗ قُلۡ فَأۡتُواْ بِٱلتَّوۡرَٮٰةِ فَٱتۡلُوهَآ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِينَ (٩٣) فَمَنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ مِنۢ بَعۡدِ ذَالِكَ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ (٩٤) قُلۡ صَدَقَ ٱللَّهُ‌ۗ فَٱتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبۡرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ (٩٥). 

لقد حرَّفَ هذا الّذي يُسمّي نفسهُ "مُسلم بدون مذهب" معنى آية ٩٣ في سورة آل عمران. وإنَّ كل إنسان عاقل مُتدبر جيد للقرءان ومؤمن قلبه بالله يستطيع أن يكشف تحريف "مسلم بدون مذهب" لمعنى هذه الآية من خلال الآية الّتي تليها (آية ٩٤ و٩٥)، ويستطيع أن يرى وبكل وضوح أنَّ بني إسرائيل افتروا الكذب على الله وعلى لسان نبِيِّهِم إسرائيل من خلال دينهم الباطل الّذي ابتدعوهُ بحجة أنَّ نبيهم إسرائيل أمرهم بهذا الدين (الإشراك) بوحي من الله، فقالوا في آية ٩٣ أنَّ ما أحلَّهُ إسرائيل على نفسه هو حلآل عليهم وما حرَّمهُ على نفسه هو حرآم عليهم إفترآءً عليه، ولكنَّ القرءان الكريم برَّأ نبيَّهُ إسرائيل عليه السلام من الإفتراءات الكاذبة الّتي دُبِّرَتْ من قومِهِ من خلآل هذه الآيات البينات. وهذه الآيات هي أيضًا عبرة لنا لكي لا نفتري الكذب على نبينا محمد عليه السلام من خلآل كتب أحاديث وسنة ووحي كاذب بقولنا أنَّ ما أحلَّهُ محمد هو حلآل وما حرَّمهُ محمد هو حرام إفتراءً عليه، كما فعل بني إسرائيل بنبيهم إسرائيل عليه السلام.

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَـٰنَ‌ۖ وَمَا ڪَفَرَ سُلَيۡمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَڪَيۡنِ بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَ‌ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٌ فَلَا تَكۡفُرۡ‌ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦ‌ۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ‌ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ‌ۚ وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَٮٰهُ مَا لَهُ فِى ٱلۡأَخِرَةِ مِنۡ خَلَـٰقٍ۬‌ۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦۤ أَنفُسَهُمۡ‌ۚ لَوۡ ڪَانُواْ يَعۡلَمُونَ (١٠٢). 

إنَّ آية ١٠٢ من سورة البقرة هي متشابهة في المعنى والمضمون مع آية ٩٣ و٩٤ و٩٥ من سورة آل عمران: إنَّ ما فعله بنو إسرائيل بنبيهم سليمان عليه السلام في آية ١٠٢ من سورة البقرة، هو تمامًا ما فعلوه في السابق بنبيهم إسرائيل عليه السلام في آية ٩٣ في سورة آل عمران. 

انتبهوا انتبهوا انتبهوا...

200 feb 18 2017