ما هو المعنى الحقيقي للسَكَرْ في آية (٦٧) من سورة النَحْل، وهل الخَمْر مُحرّم في القرءان الكريم؟

 

ما هو المعنى الحقيقي للسَكَرْ في آية (٦٧) من سورة النَحْل، وهل الخَمْر مُحرّم في القرءان الكريم؟

 

* سُوۡرَةُ النّحل
وَمِن ثَمَرَاتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلۡأَعۡنَـٰبِ تَتَّخِذُونَ مِنۡهُ سَڪَرًا وَرِزۡقًا حَسَنًا‌ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَةً لِّقَوۡمٍ يَعۡقِلُونَ (٦٧).

ملاحظة هامة:
من لم تعجبه 
آية (٦٧) من سورة النَحْل فليتجرأّ وينسخها من القرءان الكريم.

السلام (الجنَّة) على من لم يؤمن بالناسخ والمنسوخ، واللعنة (جهنمّ) على من آمن به.

* سُوۡرَةُ الحَجّ
وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِىٍّ إِلَّآ إِذَا تَمَنَّىٰٓ أَلۡقَى ٱلشَّيۡطَـٰنُ فِىٓ أُمۡنِيَّتِهِۦ فَيَنسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلۡقِى ٱلشَّيۡطَـٰنُ ثُمَّ يُحۡڪِمُ ٱللَّهُ ءَايَـٰتِهِۦ‌ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٢) لِّيَجۡعَلَ مَا يُلۡقِى ٱلشَّيۡطَـٰنُ فِتۡنَةً لِّلَّذِينَ فِى قُلُوبِہِم مَّرَضٌ وَٱلۡقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمۡ‌ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَفِى شِقَاقِۭ بَعِيدٍ (٥٣) وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤۡمِنُواْ بِهِۦ فَتُخۡبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمۡ‌ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهَادِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ (٥٤) وَلَا يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى مِرۡيَةٍ مِّنۡهُ حَتَّىٰ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةً أَوۡ يَأۡتِيَهُمۡ عَذَابُ يَوۡمٍ عَقِيمٍ (٥٥).

 

(١): ما هو المعنى الحقيقي للسَكَرْ في سورة النَحْل؟
أرجوا منكم إخوتي وأخواتي الكرام أن تقرأوا تلك الآيات البيّنات بتدبرّ وتمعنّ شديد، وأرجوا منكم أيضًا أن تقارنوا وتربطوا آيات سورة النحل بآية (١٥) من سورة محمد:

* سُوۡرَةُ النّحل
وَٱللَّهُ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِہَآ‌ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَةً لِّقَوۡمٍ يَسۡمَعُونَ (٦٥) وَإِنَّ لَكُمۡ فِى ٱلۡأَنۡعَـٰمِ لَعِبۡرَةً نُّسۡقِيكُم مِّمَّا فِى بُطُونِهِۦ مِنۢ بَيۡنِ فَرۡثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآٮِٕغًا لِّلشَّـٰرِبِينَ (٦٦) وَمِن ثَمَرَاتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلۡأَعۡنَـٰبِ تَتَّخِذُونَ مِنۡهُ سَڪَرًا وَرِزۡقًا حَسَنًا‌ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَةً لِّقَوۡمٍ يَعۡقِلُونَ (٦٧) وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحۡلِ أَنِ ٱتَّخِذِى مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعۡرِشُونَ (٦٨) ثُمَّ كُلِى مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ فَٱسۡلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخۡرُجُ مِنۢ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِّلنَّاسِ‌ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَةً لِّقَوۡمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٦٩).

* سُوۡرَةُ محَمَّد
مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِى وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَ‌ فِيہَآ أَنۡہَـٰرٌ مِّن مَّآءٍ غَيۡرِ ءَاسِنٍ وَأَنۡہَـٰرٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمۡ يَتَغَيَّرۡ طَعۡمُهُ وَأَنۡہَـٰرٌ مِّنۡ خَمۡرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّـٰرِبِينَ وَأَنۡہَـٰرٌ مِّنۡ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمۡ فِيہَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ وَمَغۡفِرَةٌ مِّن رَّبِّہِمۡ‌ كَمَنۡ هُوَ خَـٰلِدٌ فِى ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمۡعَآءَهُمۡ (١٥).

آية (٦٥) من سورة النحل: "والله أنزل من السماء ماءً..." = آية (١٥) من سورة محمد: "... فيها أنهار من ماءٍ غير آسن...".

آية (٦٦) من سورة النحل: "... لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين" = آية (١٥) من سورة محمد: "... وأنهار من لبن لم يتغيرّ طعمه...".

آية (٦٧) من سورة النحل: "... تتخذون منه سكرًا..." = آية (١٥) من سورة محمد: "... وأنهار من خمر لذّة للشاربين...".

السَكَرْ = الخَمْر، لا جدال في آيات الله تعالى.

آية (٦٩) من سورة النحل: "... يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه..." = آية (١٥) من سورة محمد: "... وأنهار من عسل مصفّى...".

آيات واضحات مثل الشمس.

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتٍ تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ‌ ڪُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡہَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزۡقًا قَالُواْ هَـٰذَا ٱلَّذِى رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُ‌ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَـٰبِهًا وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمۡ فِيهَا خَـٰلِدُونَ (٢٥).

آية (٢٥) من سورة البقرة: "... ڪُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡہَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزۡقًا قَالُواْ هَـٰذَا ٱلَّذِى رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُ‌ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَـٰبِهًا..." = كلّما رُزقوا من الماء واللبن والخَمْر والعسل... في الجنّة، "قالوا هذا الذي رُزقنا من قبل" = الماء واللبن والسَكَرْ (الخَمْر) والعسل في الأرض.

"... وأُتوا به متشابهًا..." = الماء واللبن والخَمْر والعسل في الجنّة = الماء واللبن والسَكَرْ (الخَمْر) والعسل في الأرض، نفس الخيرات في الأرض = نفس الخيرات في الجنّة، لا جدال في آيات الله جلّ في علاه.

لقد فسّر الله تعالى معنى كلمة سكَرْ في سورة النحل من خلال آية (١٥) في سورة محمد على أنّها الخَمْر لكي لا يتجرأّ أحد أن يفسّرها من خلال كتب التراث الباطلة أو من خلال أهواءه.

القرءان العظيم يُفسرّ من خلال القرءان الكريم وليس بحاجة إلى كتب تفاسير باطلة كي تُفسّره.

* سُوۡرَةُ الفُرقان
وَلَا يَأۡتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئۡنَـٰكَ بِٱلۡحَقِّ وَأَحۡسَنَ تَفۡسِيرًا (٣٣).

(٢): هل الخَمْر مُحرّم في القرءان الكريم؟

* سُوۡرَةُ المَائدة
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَـٰمُ رِجۡسٌ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَـٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ (٩٠) إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَـٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَاوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِى ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِ‌ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَہُونَ (٩١).

متى يكون الخمر حرامًا؟
كل شئ أو أمْر يستخدمه الإنسان بإفراط وإسراف هو مُحرّم عند الله ورجس من عمل الشيطان، وكل شئ أو أمْر يؤدّي إلى ضرر وأذى للغير وللمجتمع وللنفس هو مُحرّم عند الله، وكل شئ أو أمر يؤثِّّر على عقل الإنسان وعلى نفسه ويجعله يفقد السيطرة هو مُحرّم عند الله. 
فمثلاً المال الذي أعطانا الله تعالى إيّاه، في حال استخدمناه بإفراط وإسراف وضرر للمجتمع يُصبح مالاً حرامًا لأنّه أُهلّ لغير الله به، أي لأنّه استُخدم لغير ما أمرنا الله تعالى به في كتابه، أمّا إذا استخدمناه كما أمرنا الله تعالى في كتابه العزيز يُصبح مالاً حلالاً.

إذًا فإنّ كل شئ أو أمْر نعمل به من خلال ما أمرنا الله تعالى في القرءان يكون حلالاً، وهذا يعني أنّه عندما يقول الله تعالى لنا في آية (٩٠) من سورة المائدة أنّ الخَمْر هو "رجس من عمل الشيطان" وأنّه علينا "اجتنابه" أي الابتعاد عنه فعلينا أن نمتثل لأمر هذه الآية وأن نبتعد عن الخَمْرإذا كنّا سوف نفرط ونسرف فيه لأنّه سوف يُصبح رجس من عمل الشيطان.

وعندما يقول الله تعالى في آية (٤٣) من سورة النساء "لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون" فعلينا الإمتثال والطاعة لأمر هذه الآية، فلا نقرب القرءان ونحن سكارى، أي فاقدي العقل، ليس فاقدي العقل بالمعنى المجازي فقط (كاتّباع الشهوات أو كاتّباع الأديان الباطلة إلخ....) ولكن أيضا بمعنى فقدان العقل الظاهري بسبب شرب الكحول لأنّه إذا استخدمه الإنسان بإفراط وإسراف فسوف يؤدّي به إلى ارتكاب الإثم، لذلك أمرنا الله تعالى في آية (١٢٠) من سورة الأنعام بقوله لنا:

* سُوۡرَةُ الاٴنعَام
وَذَرُواْ ظَـٰهِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡسِبُونَ ٱلۡإِثۡمَ سَيُجۡزَوۡنَ بِمَا كَانُواْ يَقۡتَرِفُونَ (١٢٠).

متى يُصبح الخَمْر حلالاً؟
الجواب: يُصبح حلالاً عندما نمتثل لما أمرنا الله تعالى به في آية (٦٧) من سورة النحل:

* سُوۡرَةُ النّحل
وَمِن ثَمَرَاتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلۡأَعۡنَـٰبِ تَتَّخِذُونَ مِنۡهُ سَڪَرًا وَرِزۡقًا حَسَنًا‌ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَةً لِّقَوۡمٍ يَعۡقِلُونَ (٦٧).

إذًا عندما نستخدم ثمرات النخيل والأعناب إلخ... بهدف الرزق الحسن وليس بهدف الرزق السئ يُصبح حلالاً، وعندما نستخدم ثمرات النخيل والأعناب ونصنع منه سَكَرًا، أي خَمْر ويكون استخدام الخَمْر بعقل وحكمة يُصبح الخَمْر حلالاً.

إذًا فهذه الآية أحلّها الله تعالى فقط للإنسان العاقل الذي يشرب الخَمْر من دون إفراط أو إسراف أو فقدان للعقل والسيطرة على النفس، لذلك ختم الله تعالى هذه الآية بقوله:
"... إنّ في ذلك لآية لقوم يعقلون"

نجد في آية (٦٧) من سورة النحل أنّ الله تعالى أحلّ لنا الخَمْرالذي يُستخرج فقط من الثمار مثلاً كثمرات النخيل والأعناب إلخ... أي النبيذ.

(٣): في الختام كل إنسان يؤمن بالله ويتلوا القرءان حقّ تلاوته لا يسمح ولا يقبل أن يؤثّر الخَمْر على عقله ولا أن يقرب الصلاة، أي القرءان وهو سكران أو فاقد العقل والإدراك والوعي.

وكل إنسان أيضًا يؤمن بالله ويتلوا القرءان حقّ تلاوته يجتنب، أي يبتعد عن الخَمْر، أي لا يُفرط أو يُسرف في شرب الخَمْر، وإذا أفرط وأسرف في شربه سوف يُصبح رجس من عمل الشيطان، أي سوف يؤدّي به إلى ارتكاب الآثام والمعاصي، وسوف يؤدّي به أيضًا إلى أن يقول على الله ما لا يعلم من دون عقل وحكمة، وسوف يَصُدُّه عن ذِكْر الله.

حفظكم الله ورعاكم، ودمتم على التمسكّ والإيمان فقط بالقرءان الحكيم.

* سُوۡرَةُ النّحل
وَمِن ثَمَرَاتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلۡأَعۡنَـٰبِ تَتَّخِذُونَ مِنۡهُ سَڪَرًا وَرِزۡقًا حَسَنًا‌ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَةً لِّقَوۡمٍ يَعۡقِلُونَ (٦٧).

 

199 feb 17 2017