الرؤيا والمسجد الحرام والشجرة الملعونة في القرءان

 

الرؤيا والمسجد الحرام والشجرة الملعونة في القرءان

 

ما هو المعنى الحقيقي "للرؤيا، والمسجد الحرام" في آية (٢٧) من سورة الفتح؟
وما هي الشجرة الملعونة في القرءان في آية (٦٠) من سورة الإسراء؟

السلام على من اتَّبع رؤية الله جلَّ في علاه (القرءان الحكيم).

 

(١): المعنى الحقيقي للرؤيا والمسجد الحرام من خلال آية (٢٧) من سورة الفتح

* سُوۡرَةُ الفَتْح
لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّ‌ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ‌ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَالِكَ فَتۡحًا قَرِيبًا (٢٧) هُوَ ٱلَّذِىٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ‌ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًا (٢٨).

آية (٢٧): "لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق"، أي "لقد صدق الله رسوله العِلْم بالحق"، هذا العِلْم هو عِلْم الغيب لِما أراد الله تعالى أن يُخبر رسوله من خلال آياته عَمّا سوف يحدُث من قبل أن يحدُث، وإذا أكملنا الآية: "لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ‌ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَالِكَ فَتۡحًا قَرِيبًا"، نجد كيف أعطى الله تعالى لرسوله محمد عِلْم الغيب الّذي هو الرؤيا من خلال هذه الآية، وكيف أخبره عمَّا سوف يحدث من خلال وحي هذه الآية (الرؤيا).

وإذا تدبَّرنا قول الله تعال في آية (٢٧): "لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ‌"، نجد أنَّ "المسجد الحرام" هو الأرض الّتي يُسجد فيها فقط لله بنشر الإصلاح والعدل، ونجد أنَّ الله عزَّ وجلّ قد حرَّم الفساد فيها، لذلك سًمِّيَت الأرض بالمسجد الحرام، ونجد أنَّ: "مُحَلّقين رؤسكم ومُقصِّرين" لا تعني ما تقول كتب الأحاديث الباطلة أنه حَلْق شعر الرأس وتقصيره "مُحَلِّقين رؤوسكم" تعني بثقة وثبات من دون خوف، "ومُقصِّرين" تعني بتواضع وسلام، لذلك أكمل تعالى بقولِهِ: "لَا تَخَافُونَ‌".

والدليل على أنَّ المسجد الحرام هو الأرض الّتي يُسجد فيها لله والّتي هي مُحرمّ فيها الفساد نجده في قوله تعالى في الآية الّتي تليها آية (٢٨): "هُوَ ٱلَّذِىٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ‌"، في هذه الآية نرى بوضوح تام أن الله تعالى أرسل رسوله محمد عليه السلام بالقرءان كي يُظهره لجميع الناس في الأرض بهدف أن يكون الدين دينًا واحدًا للجميع، هذه الآية هي أكبر دليل على أنَّ المسجد الحرام في آية (٢٧) هو ليس الّذي في مكة.

إذا تدبَّرنا آية (٢٧)، نجد كيفية إعطاء الله عزَّ وجلْ لرسوله الأمين محمد عِلْم الغيب من خلال وحي هذه الآية، ففي هذه الآية يُنبّيئ الله تعالى رسوله محمد أنَّ الفتح، أي نشر رسالة القرءان في الأرض سوف يكون قريبًا، لذلك قال الله تعالى في آخر هذه الآية "فعَلِمَ ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحًا قريبًا"، وهذا أكبر دليل على أنَّ غَيْب الله وعِلْمه بما سوف يحدث عن أمر الفتح هو في الحقيقة حاضر بالنسبة للإله ولكنه غيبي بالنسبة للرسول والمؤمنين لأنه لم يحدث بعد، لذلك أعطى الله رسوله الأمين الرؤيا (عِلْم الغيب) الّتي هي وحي هذه الآية وأعلمه والمؤمنين من خلالها أنَّ الفتح سوف يحصل وسوف يكون قريبًا.

 

(٢): الشجرة الملعونة في القرءان من خلال آية (٦٠) من سورة الإسراء

إخوتي وأخواتي الأفاضل هناك مجموعة من الآيات تُثبت وتُبيّن لكم أنَّ رؤيا الشجرة الملعونة في القرءان هي نفسها شجرة الزقوم، وسوف ابدأ بسورة الإسراء:

* سُوۡرَةُ الإسرَاء
... وَمَا نُرۡسِلُ بِٱلۡأَيَـٰتِ إِلَّا تَخۡوِيفًا (٥٩) وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ‌ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡيَا ٱلَّتِىٓ أَرَيۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِى ٱلۡقُرۡءَانِ‌ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا طُغۡيَـٰنًا كَبِيرًا (٦٠).

* سُوۡرَةُ الصَّافات
أَذَالِكَ خَيۡرٌ نُّزُلاً أَمۡ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ (٦٢) إِنَّا جَعَلۡنَـٰهَا فِتۡنَةً لِّلظَّـٰلِمِينَ (٦٣) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخۡرُجُ فِىٓ أَصۡلِ ٱلۡجَحِيمِ (٦٤) طَلۡعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَـٰطِينِ (٦٥) فَإِنَّہُمۡ لَأَكِلُونَ مِنۡہَا فَمَالِـُٔونَ مِنۡہَا ٱلۡبُطُونَ (٦٦) ثُمَّ إِنَّ لَهُمۡ عَلَيۡہَا لَشَوۡبًا مِّنۡ حَمِيمٍ (٦٧) ثُمَّ إِنَّ مَرۡجِعَهُمۡ لَإِلَى ٱلۡجَحِيمِ (٦٨) إِنَّہُمۡ أَلۡفَوۡاْ ءَابَآءَهُمۡ ضَآلِّينَ (٦٩) فَهُمۡ عَلَىٰٓ ءَاثَـٰرِهِمۡ يُہۡرَعُونَ (٧٠) وَلَقَدۡ ضَلَّ قَبۡلَهُمۡ أَڪۡثَرُ ٱلۡأَوَّلِينَ (٧١) وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا فِيہِم مُّنذِرِينَ (٧٢) فَٱنظُرۡ ڪَيۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡمُنذَرِينَ (٧٣) إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ (٧٤).

آية (٦٠) من سورة الإسراء: "... وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡيَا ٱلَّتِىٓ أَرَيۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِى ٱلۡقُرۡءَانِ‌...". = آية (٦٢) و(٦٣) من سورة الصّفّات: "أَذَالِكَ خَيۡرٌ نُّزُلاً أَمۡ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ (٦٢) إِنَّا جَعَلۡنَـٰهَا فِتۡنَةً لِّلظَّـٰلِمِينَ".

فتنة الشجرة الملعونة في آية (٦٠) من سورة الإسراء = إنّا جعلناها فتنة للظالمين في آية (٦٣) من سورة الصّافّات.

الخلاصة كالتالي: الشجرة الملعونة في القرءان = شجرة الزقّوم.

* سُوۡرَةُ الدّخان
إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ ٱلۡأَثِيمِ (٤٤) كَٱلۡمُهۡلِ يَغۡلِى فِى ٱلۡبُطُونِ (٤٥) كَغَلۡىِ ٱلۡحَمِيمِ (٤٦) خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّواْ فَوۡقَ رَأۡسِهِۦ مِنۡ عَذَابِ ٱلۡحَمِيمِ (٤٨) ذُقۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡڪَرِيمُ (٤٩).

* سُوۡرَةُ الواقِعَة
ثُمَّ إِنَّكُمۡ أَيُّہَا ٱلضَّآلُّونَ ٱلۡمُكَذِّبُونَ (٥١) لَأَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ (٥٢) فَمَالِـُٔونَ مِنۡہَا ٱلۡبُطُونَ (٥٣) فَشَـٰرِبُونَ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡحَمِيمِ (٥٤) فَشَـٰرِبُونَ شُرۡبَ ٱلۡهِيمِ (٥٥) هَـٰذَا نُزُلُهُمۡ يَوۡمَ ٱلدِّينِ (٥٦).

في الختام أدعوا الله تعالى أن يهدينا إلى رؤيته العظيمة (القرءان الكريم).

 

https://www.youtube.com/watch?v=RJztkdEBWIg
https://www.youtube.com/watch?v=vKKH6vAGQpo
https://www.youtube.com/watch?v=2yehsC0heLg

أسطورة الإسراء و المعراج - 6:1
إن أسطورة الإسراء والمعراج هي أسطورة خيالية ولا تمت بأي صلة للواقع، وليس لها أية صلة بالله تعالى أو بجبريل أو بمحمد أو بالأنبياء أو بموسى (سلام على ال...
YOUTUBE.COM
LikeShow More Reactions
Comment
Share

195 feb 2 2017