بيان آية (٨) و(٩) من سورة التكوير من خلال أحسن البيان 

 

بيان "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩)" من سورة التكوير من خلال أحسن البيان 

 

* سُوۡرَةُ التّکویر
وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩).

السلام (الجنَّة) على النفس المُطمئنّة، واللعنة (جهنمّ) على النفس الموءُودة.

 

(١): * سُوۡرَةُ التّکویر
وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩).

آية (٨) و(٩): "وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُودَةُ سُٮِٕلَتۡ بِأَىِّ ذَنۢبٍ قُتِلَتۡ": أي النفس التي كانت موءُودة في الحياة الدنيا، أي النفس التي كانت ميتة في الحياة الدنيا، أي الإنسان الكافر، والمشرك، والضالّ، و.و. الذي أعرض عن ذكر الله واتَّبع أديانًا ومذاهب أرضية باطلة وسعى في الأرض فسادًا، سيُسأل في الآخرة عن ذنبه الأثيم وعمله السيء الذي اقترفه، أي سيُحاسب على أفعاله السيئة.

إنَّ آية (٨) ليس لها أيّة علاقة بالأسطورة الشيطانية التي تتحدث عن دَفْن البنات الصغار أحياءً، هذا أكبر كَذِبْ وأكبر جَهلْ ابتدعه جهلاء وأموات الأمَّة الإسلامية على كتاب الله جلَّ في علاه.

النفس الموءودة هي: نفس كل إنسان أعرض عن ذِكْر الله (كتاب الله) واتَّبع دينًا باطلاً، وعلومًا غير مُثبتة، وتفسيرًا خارج آيات الله، من أجل التكبرّ، والشهرة، وحبّ الذات (الأنا-EGO)، وسعى في الأرض ليُهلك الحَرْث والنَسْل، ولم يُرد وبكامل إرادته أن يتوب إلى الله توبةً نصوحًا، كالسلف الطالح، وأموات الأمَّة الإسلامية من أئمَّة الدين السنّي، والشيعي، والدرزي الباطل، والذين يُسمّون أنفسهم بالتنويريين (أصحاب عدد ١٩) و(أصحاب اللاترادف)، وأحبار الدين اليهودي الباطل، ورهبان الدين المسيحي الباطل، والمُلحدين من أتباع نظرية داروين وغيرهم، ومُجرمي الديانة الماسونية، وجميع الأديان والمذاهب الأرضية، والعلوم الباطلة.

كيف ستُسأل الطفلة التي دُفنت حيَّة على أعمالها، ما لِهؤلاء المُفسِّرين المُتكبِّرين والفاسقين لا يكادون يفقهون قولاً؟

البرهان على أنَّ النفس الموءُودة، أي النفس الميتة هي الإنسان الأصَمّ، والأعمى، والأبكم، أي الإنسان الكافر نجده في:

* سُوۡرَةُ النَّمل
إِنَّكَ لَا تُسۡمِعُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَلَا تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوۡاْ مُدۡبِرِينَ (٨٠) وَمَآ أَنتَ بِہَـٰدِى ٱلۡعُمۡىِ عَن ضَلَـٰلَتِهِمۡ‌ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَـٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ (٨١).

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ (٦) خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡ‌ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَـٰرِهِمۡ غِشَـٰوَةٌ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٧).

* سُوۡرَةُ فَاطِر
وَمَا يَسۡتَوِى ٱلۡأَحۡيَآءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَاتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُسۡمِعُ مَن يَشَآءُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُسۡمِعٍ مَّن فِى ٱلۡقُبُورِ (٢٢).

* سُوۡرَةُ آل عِمرَان
وَرَسُولاً إِلَىٰ بَنِىٓ إِسۡرَاءِيلَ أَنِّى قَدۡ جِئۡتُكُم بِـَٔايَةٍ مِّن رَّبِّڪُمۡ‌..... وَأُحۡىِ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ‌..... (٤٩).

"... وَأُحۡىِ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِ ٱللهَّ...": أي أهدي الإنسان الضالّ بإذن الله، لأنَّ كتاب الله تعالى هو الكتاب الوحيد الذى يُحي، أي الذي يهدي إلى نور الحق، نجد الدليل في آية (٢٤) من سورة الأنفال، وفي آية (١٢٢) من سورة الأنعام، وفي آية (٣١) و(٣٢) من سورة يونس.

* سُوۡرَةُ الاٴنفَال
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا يُحۡيِيڪُمۡ‌ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ وَأَنَّهُ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ (٢٤).

* سُوۡرَةُ الاٴنعَام
أَوَمَن كَانَ مَيۡتًا فَأَحۡيَيۡنَـٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُ نُورًا يَمۡشِى بِهِۦ فِى ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِى ٱلظُّلُمَـٰتِ لَيۡسَ بِخَارِجٍ مِّنۡہَا‌ كَذَالِكَ زُيِّنَ لِلۡكَـٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (١٢٢).

* سُوۡرَةُ یُونس
قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَـٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَىَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَىِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ‌ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ‌ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٣١) فَذَالِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلۡحَقُّ‌ فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَـٰلُ‌ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ (٣٢).

 

(٢): لقد فسَّر جهلاء وأموات الأمَّة الإسلامية آية (٨) من سورة التكوير من خلال أحاديثهم الفاسقة ومن خلال تحريف أية (٥٨) و(٥٩) من سورة النَحْل عن مواضعها.

* سُوۡرَةُ النّحل
وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُ مُسۡوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (٥٨) يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ مِن سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦۤ‌ أَيُمۡسِكُهۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ يَدُسُّهۥ فِى ٱلتُّرَابِ‌ أَلَا سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ (٥٩).

تعالوا معًا إخوتي وأخواتي الكِرام نتدبرّ آية (٥٨) و(٥٩) من سورة النَحْل.

آية (٥٨): "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُ مُسۡوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ": أي إذا بُشِّر الرجل أنَّ امرأته أنجبت أُنثى بعِلّمِ الله، تشاءم وانزعج جدًا وخشِيَ الناس، أي خشِيَ مجتمعه لأنََّّ أُمنيته هي أن تنجب امرأته ذكرًا لكي يحمل اسمه ويفتخر به أمام مجتمعه.

آية (٥٩): "يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ مِن سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِ": أي يستحي من مجتمعه لأنَّ امرأته أنجبت أُنثى، ولأنَّ مجتمعه مجتمع ذكوري وليس فقط مجتمعه ولكن كل المجتمعات في العالم مجتمعات ذكورية وإلى زمننا هذا.

آية (٥٩): "... أَيُمۡسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ...": أي أَيُمسك الخبر الذي بُشِّر به على مَضَض، أي بصعوبة، وهذا الخبر هو تبشيره بأُنثى.

آية (٥٩): "... أَمۡ يَدُسُّهۥ فِى ٱلتُّرَابِ‌...": أم يتجاهله كُلِّيًَّا، أي لا يريد التحدث أبدًا عن خبر تبشيره بولادة بِنْت (أُنثى).

إنَّ آية (٨) ليس لها أيّة علاقة بالأسطورة الشيطانية التي تتحدث عن دَفْن البنات الصغار أحياءً، هذا أكبر كَذِبْ وأكبر جَهلْ ابتدعه جهلاء وأموات الأمَّة الإسلامية على كتاب الله جلَّ في علاه.

* سُوۡرَةُ الحَدید
ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٌ وَلَهۡوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٌ فِى ٱلۡأَمۡوَالِ وَٱلۡأَوۡلَـٰدِ‌ كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَہِيجُ فَتَرَٮٰهُ مُصۡفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَـٰمًا وَفِى ٱلۡأَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغۡفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَانٌ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَـٰعُ ٱلۡغُرُورِ (٢٠).

كل رجل يكره أن تَلِدَ امرأته أُنثى فهو كافر ومُشرك لأنَّه أعرض عن ذكر الله ولم يؤمن بما قاله تعالى في آية (٤٩) و(٥٠) من سورة الشورى.

* سُوۡرَةُ الشّوریٰ
لِّلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ‌ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ‌ يَہَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَـٰثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ (٤٩) أَوۡ يُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانًا وَإِنَـٰثًا وَيَجۡعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًا‌ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٥٠).

 

(٣): وختامًا.

* سُوۡرَةُ الزُّمَر
أَن تَقُولَ نَفۡسٌ يَـٰحَسۡرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِى جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّـٰخِرِينَ (٥٦) أَوۡ تَقُولَ لَوۡ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَٮٰنِى لَڪُنتُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ (٥٧) أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِى ڪَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (٥٨) بَلَىٰ قَدۡ جَآءَتۡكَ ءَايَـٰتِى فَكَذَّبۡتَ بِہَا وَٱسۡتَكۡبَرۡتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِينَ (٥٩) وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسۡوَدَّةٌ‌ أَلَيۡسَ فِى جَهَنَّمَ مَثۡوًى لِّلۡمُتَكَبِّرِينَ (٦٠).

النفس في آيات سورة الزُمر هي الموءُودة، أي النفس الميِّتة، أي الإنسان الكافر والمُشرك الذي كذَّب بآيات الله.

* سُوۡرَةُ الفَجر
يَـٰٓأَيَّتُہَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَٮِٕنَّةُ (٢٧) ٱرۡجِعِىٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرۡضِيَّةً (٢٨) فَٱدۡخُلِى فِى عِبَـٰدِى (٢٩) وَٱدۡخُلِى جَنَّتِى (٣٠).

النفس المُطمئنَّة في آية (٢٧) من سورة الفجر هي النفس التي صدقَّت بكتاب الله، أي الإنسان المُسلم المؤمن.

* سُوۡرَةُ القَلَم
أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ (٣٥).

نجد في أية (٣٥) أنَّ الإنسان المُسلِم هو عَكْس الإنسان المُجرم، أي النفس الموءُودة هي عَكْس النفس المُطمئنَّة.

* سُوۡرَةُ یُونس
وَجَـٰوَزۡنَا بِبَنِىٓ إِسۡرَاءِيلَ ٱلۡبَحۡرَ فَأَتۡبَعَهُمۡ فِرۡعَوۡنُ وَجُنُودُهُ بَغۡيًا وَعَدۡوًا‌ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَدۡرَڪَهُ ٱلۡغَرَقُ قَالَ ءَامَنتُ أَنَّهُ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا ٱلَّذِىٓ ءَامَنَتۡ بِهِۦ بَنُوٓاْ إِسۡرَاءِيلَ وَأَنَا۟ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ (٩٠) ءَآلۡـَٔـٰنَ وَقَدۡ عَصَيۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ (٩١).

إذا ربطنا آية (٩٠) بآية (٩١) نجد بأنَّ المُفسِد هو عَكْس المُسلِم، أي النفس الموءُودة هي عَكْس النفس المُطمئنَّة.

 

في الختام كل إنسان يتَّبع كتاب الله فقط ستكون نفسه مُطمئنَّة في الدنيا والآخرة وسيكون مصيره الجنَّة، وكل إنسان أشرك بكتاب الله ستكون نفسه موءُودة في الدنيا والآخرة وسيكون مصيره جهنمّ.

194 feb 1 2017