ماذا عن المثلية في كتاب الخالق عز وجل؟

 

 ماذا عن المثلية في كتاب الخالق عز وجل؟

 

(1): لقد سألني أحدهم سؤالاً بخصوص المثلية، قُال فيهِ:
الله سُبحانه وتعالى يصِف عَمل قوم لوط بأنّه لم يسبقهم أحدٌ من العالمين (الأعراف ٨٠). 

* سورة الأعراف
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80).

لكن هذا الكلام غير دقيق.
فأوّلاً: الشذوذ وجد من قبل سيدنا لوط بقرون وله شواهد في الحضارات القديمة.
ثانيًا: ليس موجود فقط لدي الانسان بل في باقي المخلوقات.
فلماذا يعذبهم الله بشيء خارج عن إرادتهم ولا يسبب ضررًا للغير (إن كان الشذوذ سبب العذاب وحده وأيضًا لا يعقل أن يوجد بلدة كل رجالها شواذ؟؟!).

 

(2): ردّي له كان كالتالي:
 هذا كان سؤالك لي، وأنا أعجب كثيرًا من طريقتك وأسلوبك في الطرح، لقد رأيتك تتكلم عن الله عزّ وجلّ من دون إعطائِهِ أي قيمة لألوهيَّتِهِ، وبطريقة لا تليق بعظمتِهِ، وفيها تجرّأ كبير عليه سُبحانه وتعالى، وأنا أقول لك بأنّ أسلوبك هذا في طرحك للسؤال لا يدلّ إلاّ على إنسان مُغرض لا يوجد لديه أي نوع من الخشوع لله جلّ وعلا أو لكتابه العزيز الّذي "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفِهِ"، ولا يدلّ إلاّ على عدم إيمان، وعلى شكّ وإلحاد وتكذيب وإنكار لما جاء به القرءان الكريم بخصوص قوم لوط.

 

(3): أنا لا أنكر عليك حرية السؤال لو كنت تريد فعلاً أن تصِل إلى معرفة الحقيقة، ولكنك من طريقة أسئلتك المغرضة لا تريد ذلك، فمعرفة الحقيقة لا تكون من خلال حكمك المُسبق على الله جلّ في عُلاه أو من خلال تشكُّيكِكَ في ما نصَّه في كتابهِ وإنكارك له، ولا تكون من خلال التكبرّ عليه بظنّك أنك أعلم منه.
 

(4): فأنت حين قُلتَ لي: ((لكن هذا الكلام غير دقيق))، فهل قولك هذا يدلّ على خشوع لله جلّ وعلا؟ 
وأنا أريد أن أطرح عليك سؤالاً: هل يصحّ أن تقول أنَّ قول الله تعالى خالي من الدقَّة؟
فلو كان كذلك لأصبح هذا القرءان الّذي هو قول الله مُشوّشًا ومُشوّهًا وناقصًا وغير بيِّن وغير مُفصّل، مِمّا ينفي ألوهيَّته، وحاشى لله أن يكون كلامه خالي من الدقّة، أو أن لا يكون إلآهًا.

وأنتَ حين قُلتَ لي: فأوّلاً: الشذوذ وجد من قبل سيدنا لوط بقرون وله شواهد في الحضارات القديمة. 
ثانيًا: ليس موجود فقط لدي الانسان بل في باقي المخلوقات.
فهل أنتَ أعلم من الله الخالق في تاريخ البشر ونفوسهم؟ 
وهل أنت أعلم منه في ما خلقه وأوجده أو في ما لم يخلقه؟

* سُوۡرَةُ المُلک
وَأَسِرُّواْ قَوۡلَكُمۡ أَوِ ٱجۡهَرُواْ بِهِۦۤ‌ۖ إِنَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ (١٣) أَلَا يَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ (١٤).

* سورة النحل
أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿١٧﴾.

* سورة الحجر
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴿٨٦﴾.

وأنت حين قُلت: فلماذا يعذبهم الله بشيء خارج عن إرادتهم ولا يسبب ضررًا للغير إن كان الشذوذ سبب العذاب وحده وأيضًا لا يعقل أن يوجد بلدة كل رجالها شواذ؟؟!

أليس هذا شكّ في الله ولوم وحُكم مُسبق عليه وتدخلّ في أمرِه وسنّتِهِ وكفر وإلحاد بِهِ؟
إقرأ ما قاله تعالى عنك في أدناه، في آيات سورة الحجرات:

* سورة الحجرات
قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٦﴾.

* سورة الحجرات
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١٤﴾ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴿١٥﴾.

* سورة الحجرات
يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٧﴾ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ  وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٨﴾.

 

(5): ولقد رأيت من خلال أسلوبك هذا في الطرح أنك لا تسأل لكي تتعلّم أو لكي تصل إلى معرفة الحق وقلبك مُطمئن بالإيمان، وأنا أرى أنك لم تأتِ الله بقلبٍ سليم، وإذا كنت لا تفهم آيات الله فهذا ليس ذنبُ الله، وهذا ليس إلاّ بسبب نقص لديك في العقل والفهم والمعرفة والقلب وليس بسبب عدم دقّة عند الله تعالى كما تقول، لذلك أرجوا منك أن لا تضع نقصك وخطئك في الفهم على الله وتلومه عليه.
 

(6): والآن سوف أعطيك الأجوبة على ما سألت تدمِّر تساؤلاتك هذه، من خلال آيات الله البيّنات.
. الجواب الأول:

* سورة العنكبوت
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿٢٨﴾ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٢٩﴾  قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ﴿٣٠﴾ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ ﴿٣١﴾ قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ۚ قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٣٢﴾ وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٣٣﴾ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ  ﴿٣٤﴾ وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿٣٥﴾.

* سورة الأعراف
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿٨٠﴾ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴿٨١﴾ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴿٨٢﴾ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٨٣﴾ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴿٨٤﴾.

لقد قال الله تعالى في آية (80) من سورة الأعراف وفي آية (28) من سورة العنكبوت:
"وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ"، لا لفريق أو لفئة أو لطائفة من قومِهِ، بل لجميع قومِهِ، هذا يدلّنا على أنَّ جميع قومه كانوا يأتون الفاحشة فعلاً أو قولاً (موافقين عليها وراضين بها في مجتمعهم)، لذلك أكمل قوله في تلك الآيتين: 

"مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ"، كدليل لنا على أنَّ جميع قوم لوط كانوا يأتون الفاحشة وموافقين عليها بالإجماع وكانت سارية ومتفشِّية في مجتمعهم، وهذا لم يكن قد حدث بعد أو وُجِد سابقًا في مجتمع بأكملِهِ قبل قوم لوط، والدليل الّذي لا ريب فيه، نجده في قول الله عزّ وجلّ في آية (35) و(36) من سورة الذاريات:

* سورة الذاريات
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿٣١﴾ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ﴿٣٢﴾ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ  ﴿٣٣﴾ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ﴿٣٤﴾ فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣٥﴾ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٦﴾.

إنَّ قول الله عزّ وجلّ في آية (35) و(36):
"فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، هو أكبر دليل على أنَّ جميع قوم لوط من دون استثناء (المجتمع بأكمله) كانوا غير مؤمنين وغير مُسلمين، أي كانوا فاسدين، وكانوا يأتون االفاحشة وقابلين بها وموافقين عليها، باستثناء بيت لوط عليه السلام، لذلك جعل الله عزّ وجلّ عاليها سافلها وأمطر عليهم حجارة من سجّيل وأهلكهم جميعًا وجعلهم كالعصف المأكول.

إنَّ ما ذكرت لك ينفي قولك الباطل الجاهل هذا: ((لا يعقل أن يوجد بلدة كل رجالها شواذ؟؟!)) وينفي أيضًا قولك المُغرض الكافر هذا: ((لكن هذا الكلام غير دقيق)).
أم تقول أنَّ ((هذا الكلام غير دقيق، وأنَّهُ لا يعقل أن يوجد بلدة كل رجالها شواذ؟؟!)) أأنتَ أعلم أم الله؟

* سورة البقرة
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿١٤٠﴾.

. الجواب الثاني:
* سورة النمل
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴿٥٤﴾ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴿٥٥﴾ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴿٥٦﴾  فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٥٧﴾ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ۖ فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ﴿٥٨﴾.

إنَّ قول الله تعالى في آية (54):
"أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ"، هو أكبر دليل على أنَّ قوم لوط لم يكونوا يفعلون هذه الفاحشة من دون إرادتهم، بل على العكس تمامًا، لقد كانوا يفعلون فعلتهم هذه على بصيرة، أي على علم ودراية وكامل معرفة، وكانوا يعلمون أنَّ ما يفعلونه هو خطأ كبير وفسق وفجور وسوء وعدم طهارة، أي كانوا يفعلونها عن سابق إصرار وترصُّد، ولذلك قال لهم لوط عليه السلام: "وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ".

وإنَّ قول لوط عليه السلام لهم في آية (55): "أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ" هو أكبر دليل على أنَّ إتيانهم للرجال من دون النساء هو شهوة، أي رغبة من أنفسهم وأنها ليست مرضًا عُضوِيًّا، مِمّا يدلّنا على مسؤليتهم المُطلقة لفعل هذا النوع من الفاحشة.

وإنَّ جواب قومه له: "أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ"، هو أكبر دليل على أنّهم يعلمون تمام اليقين أنَّ إتيانهم لهذا النوع من الفاحشة (للرجال شهوة من دون النساء) هو غير أخلاقي ولا يوجد فيه تزكية للنفس، مِمّا يدلّنا على أنّهم يفعلون هذه الفاحشة بكامل إرادتهم، وليس من دون إرادتهم لسبب مرض بيولوجي في الخلق ليس لهم يدٌ فيه أو ذنب.

وإنَّ عذاب الله تعالى للقوم بأكمله (نساءً ورجالاً وأولادًا) يدلّنا على أنَّ هذه الفاحشة (المنكر) كانت مرضًا في نفوس جميع هؤلاء القوم متفشِّيًا بين الرجال والنساء والأولاد، وإنَّ عذاب الله تعالى لإمرأة لوط يدلّنا على أنَّ إمرأة لوط عليه السلام خانت لوط عليه السلام ووقفت في صف قومها ضده ووافقت على فعلهم للمنكر، ولذلك أصبحت واحدة منهم إمّا فعلاً أو قبولاً لفعلهم.

والله عزّ وجلّ لم يُخبرنا عنها إلاّ أمرين: الأول أنه أرسل عليها عذابًا كقومها، والثاني أنها خانت زوجها، وإنَّ خيانتها لزوجها وجعلها تبقى مع قومها وتعذيب الله لها مع قومها لا يدلنا إلاّ على أنَّ خيانتها تلك من المؤكد أنها كانت لها علاقة بفعلهم لهذا النوع من الفاحشة، فكانت تلك الخيانة بمثابة إعراضًا منها وعدم قبول لما أُرسل الله عز وجل به لوطًا عليه السلام إلى قومه ووقوفًا ضِدّ ما جاء به. أي من المؤكد أنها كانت لها علاقة بما نهى لوط عليه السلام قومه عنه من إتيان الرجل شهوة من دون النساء، ومن المؤكد أنها كانت لها علاقة بحث زوجها لوط قومه على التوبة وطهارة أنفسهم، ومن المؤكد أنها كانت وقوفًا في صفّ قومها لِما كانوا يفعلونه من فحشاء ومنكر وقبولها بهما في قرارة نفسها (إمّا فعلاً أو قولاً) ودفاعًا عنهُما ضدّ قول الله عز وجل وضدّ رسوله الأمين لوط عليه السلام (زوجها). ولقد أنبأنا الله عزّ وجلّ عن خيانتها لزوجها لوط عليه السلام في آية (10) من سورة التحريم:

* سورة التحريم
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴿١٠﴾.

ولو لم يكن الله تعالى علاّم الغيوب وما تُخفي الأنفس والصدور يعلم أنَّهم يفعلون الفاحشة عن إرادة كاملة، ولو لم يكن تعالى يعلم أنهم يستطيعون التوقف عن إتيان الرجال شهوةً من دون النساء إذا أرادوا ذلك، ولولم يكن الله تعالى يعلم أنهم يستطيعون أن يُبدلوا سيِّئاتهم حسنات ويتوبوا ويمتنعوا عن هذا المنكر، ولولم يكن الله تعالى يعلم أنهم يستطيعون نفسيًا وجسديًا إتيان النساء بدلاً من الرجال ويقدرون على هذا الأمر، لما كان أعطاهم الفرصة للتوبة ولطهارة أنفسهم بإرساله إليهم رسولهم لوطًا لكي ينهاهم عنها، ولما كان عذبهم بعد أن أعطاهم تلك الفرصة للتوبة ولطهارة أنفسهم.

وإنَّ قصة لوط وقومه الّتي قصّها الله عزّ وجلّ في كثير من آيات القرءان، هي أكبر دليل على أنَّ فعلتهم هذه لهذا النوع من الفاحشة كانت مرضًا وهوىً نفسيًا ولم تكن نقصًا أو مرضًا بيولوجيًا، وأنَّ هذا المرض كان متفشّيًا فيهم بملإ إرادتهم لا من دونها، لدرجة أنّ هذا الهوى النفسي كان سكرةً لهم وعمىً عليهم، لقوله تعالى في آية (72) من سورة الحجر:

* سورة الحجر
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿٥٧﴾ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ﴿٥٨﴾ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥٩﴾ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ﴿٦٠﴾ فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ﴿٦١﴾ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ﴿٦٢﴾ قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٦٣﴾ وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿٦٤﴾ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ﴿٦٥﴾ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَٰلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَٰؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ ﴿٦٦﴾ وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٦٧﴾ قَالَ إِنَّ هَٰؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ ﴿٦٨﴾ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ ﴿٦٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴿٧٠﴾ قَالَ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴿٧١﴾ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿٧٢﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ﴿٧٣﴾ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ﴿٧٤﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ﴿٧٦﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾.

 

(7): لقد نعتهم الله عزّ وجلّ في آياته أنهم يأتون الفاحشة والمنكر، وأنهم قوم مجرمين، وأنهم مسرفين، وأنهم يجهلون، وأنهم قوم مُنكرون، وأنهم يمترون، وأنهم في سكرتهم يعمهون، وأنهم يعملون السيئات، وأنهم ظالمين، وأنهم قوم وأنهم فاسقين، وأنهم قوم عادون، وأنهم لا يتقون... هذا يدلّنا بل يؤكد لنا أنّ إتيانهم لهذا النوع من الفاحشة كان عملاً سيِّئًا قاموا به وكان شرًا من شرور أنفسهم، أي عملاً شيطانيًا بحتًا، لذلك عذبهم الله عزّ وجلّ في الدنيا وسوف يعذبهم في الآخرة.
 

(8): إنَّ ما ذكرته لك في جوابي الثاني هذا، يُدمِّر قولك وإتهامك الباطل لله (سبحانه وتعالى عمّا تصِف)، والّذي قلت فيه: ((فلماذا يعذبهم الله بشيء خارج عن إرادتهم ولا يسبب ضررًا للغير (ان كان الشذوذ سبب العذاب وحده))، وإنَّ قولك هذا فيه تكبرّ على الله وكفر وإشراك وإلحاد كبير بِهِ.

وإنَّ قولك: ((ولا يسبب ضررًا للغير)) هو أكبر فسوق.
هل تظن يا هذا أنّ انتشار هذا النوع من الفاحشة والمنكر وتفشّيه في المجتمعات لا يسبب ضررًا على تلك المجتمعات؟!

وهل ترى فعلاً في قرارة نفسِك أنَّ ما فعله قوم لوط وما زالوا يفعلوه أمثالهم حتّى يومنا هذا هو عمل أخلاقي ولا يُسبب ضررًا على المجتمع  في حال اعترف بِهِ من قِبل المجتمع وأصبح أمرًا مقبولاً وعاديًا ومسموح بِهِ على الملئ ومنتشر بين الكبار والصغار ويُدرَّس في المدارس والجامعات وفي مادة التربية المدنية؟!

وهل إذا كان لك أولاد، تقبل وتسمح بأن يأتي ذكورك منهم الرجال شهوةً من دون النساء، أو أن تأتي بناتك منهم النساء شهوةً من دون الرجال؟ ما رأيك في هذا؟

وأنا أقول لك صدقًا أني أستغرب وأعجب كثيرًا من ظنك هذا وأشك، وأسأل نفسي سؤالاً مهمًا: 
لماذا تدافع بهذا الشكل عن قوم لوط وعن "المثلية"؟
ولماذا تدافع بالذات عن هذا النوع من الفحشاء والمنكر، إتيان الرجال شهوةً من دون النساء؟!

 

(9): في الختام، لقد دمَّرت آيات الله عزّ وجلّ جميع أقاويلك وأسئلتك المُغرضة والباطلة، وإنَّ جميع أقاويلك هذه على الله سُبحانه وتعالى وفيها اتهاماتك الباطلة له قد أخرجت أضغانك، ولقد فَضَحَتك في ذلك آيات الله عزّ وجلّ وبيَّنت لي ما تُخفي في نفسك وما في صدرك، وبيّنت كفرك بالله عزّ وجلّ وإشراكك وإلحادك بِهِ، والحمد لله، سوف يبقى هذا القرءان حسرةً في قلبك وفي قلب كل إنسان مثلك يسمح لنفسه بأن يتطاول على الله جلّ في عُلاه.
وأنا في الحقيقة أشك في إسلامك...

لذلك إقرأ الآيات البيّنات التالية، وهي موجّهة من الله عزّ وجلّ لك ولأمثالك من المسيحيين أو الملحدين أو العلمانيين أو ذوي الأديان الباطلة بجميع أنواعها وأشكالها:

* سورة الحاقة
وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٤٨﴾ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ﴿٤٩﴾ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠﴾ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ﴿٥١﴾.

* سورة محمد
إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ۙ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ﴿٢٥﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ۖ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ﴿٢٦﴾ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴿٢٧﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴿٢٨﴾ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ﴿٢٩﴾ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ﴿٣٠﴾.

* سورة غافر
وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴿١٩﴾ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿٢٠﴾ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ﴿٢١﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢٢﴾.

* سورة يونس
قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﴿٣٤﴾ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿٣٥﴾ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ  ﴿٣٦﴾ وَمَا كَانَ هَٰذَا الْقُرْءانُ أَنْ يُفْتَرَىٰ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٧﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴿٣٩﴾ وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ ۚ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ ﴿٤٠﴾ وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ۖ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٤١﴾ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٤٤﴾.

والسلام على من اتّبع الهدى (قصة قوم لوط الّتي هي الحق من ربنا)، والعذاب على من كذّب وتولّى (عن هذا الحق).

* سورة الكهف
وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴿٣٠﴾.

193 jan 30 2017