المعنى الحقيقي "للوح المحفوظ" في سورة البروج من خلال أحسن الحديث

 

المعنى الحقيقي "للوح المحفوظ" في سورة البروج من خلال أحسن الحديث

 

* سُوۡرَةُ البُرُوج
بَلۡ هُوَ قُرۡءَانٌ مَّجِيدٌ (٢١) فِى لَوۡحٍ مَّحۡفُوظِۭ (٢٢).

السلام على من اتّبع اللوح المحفوظ (كتاب الله المكنون).

 

* سُوۡرَةُ البُرُوج
 بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ (١) وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡمَوۡعُودِ (٢) وَشَاهِدٍ وَمَشۡہُودٍ (٣) قُتِلَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡأُخۡدُودِ (٤) ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلۡوَقُودِ (٥) إِذۡ هُمۡ عَلَيۡہَا قُعُودٌ (٦) وَهُمۡ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ شُہُودٌ (٧) وَمَا نَقَمُواْ مِنۡہُمۡ إِلَّآ أَن يُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ (٨) ٱلَّذِى لَهُ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ‌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىۡءٍ شَہِيدٌ (٩) إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَتُوبُواْ فَلَهُمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمۡ عَذَابُ ٱلۡحَرِيقِ (١٠) إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُمۡ جَنَّـٰتٌ تَجۡرِى مِن تَحۡتِہَا ٱلۡأَنۡہَـٰرُ‌ ذَالِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِيرُ (١١) إِنَّ بَطۡشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (١٢) إِنَّهُ هُوَ يُبۡدِئُ وَيُعِيدُ (١٣) وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلۡوَدُودُ (١٤) ذُو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجِيدُ (١٥) فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (١٦) هَلۡ أَتَٮٰكَ حَدِيثُ ٱلۡجُنُودِ (١٧) فِرۡعَوۡنَ وَثَمُودَ (١٨) بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى تَكۡذِيبٍ (١٩) وَٱللَّهُ مِن وَرَآٮِٕہِم مُّحِيطُۢ (٢٠) بَلۡ هُوَ قُرۡءَانٌ مَّجِيدٌ (٢١) فِى لَوۡحٍ مَّحۡفُوظِۭ (٢٢).

(١): إذا ضربنا آيات سورة البروج ببعضها نجد أنَّ الله تعالى أخبرنا عن اليوم الموعود (الآخرة)... وعن قوم فرعون وثمود لذلك ختم هذه السورة بآية (٢١) و(٢٢): "بَلۡ هُوَ قُرۡءَانٌ مَّجِيدٌ (٢١) فِى لَوۡحٍ مَّحۡفُوظِۭ (٢٢)" لكي يُعْلِمُنا بأنَّ القرءان المجيد الذي يقرأ الرسالات السابقة التي فيها عن اليوم الموعود (الآخرة) وعن قوم فرعون وثمود (رسالة موسى وصالح عليهما السلام) محفوظ في لوحٍ محفوظ (كتاب مكنون).

 

(٢): الّلوح هو الصحيفة (الكتاب) بصيغة المُفرد، والألواح هي الصُّحُف (الكُتُب) في صيغة الجمع، كما قال الله تعالى في:

* سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
وَڪَتَبۡنَا لَهُ فِى ٱلۡأَلۡوَاحِ مِن ڪُلِّ شَىۡءٍ مَّوۡعِظَةً وَتَفۡصِيلاً لِّكُلِّ شَىۡءٍ فَخُذۡهَا بِقُوَّةٍ وَأۡمُرۡ قَوۡمَكَ يَأۡخُذُواْ بِأَحۡسَنِہَا‌ سَأُوْرِيكُمۡ دَارَ ٱلۡفَـٰسِقِينَ (١٤٥).

والدليل على أنَّ الألواح هي الصُحُف والكُتُب نجدها في:

* سُوۡرَةُ الاٴعلی
إِنَّ هَـٰذَا لَفِى ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ (١٨) صُحُفِ إِبۡرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ (١٩).

آية (١٩): "صحف إبراهيم وموسى" = كتب إبراهيم وموسى.

* سُوۡرَةُ الاٴنعَام
ثُمَّ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ تَمَامًا عَلَى ٱلَّذِىٓ أَحۡسَنَ وَتَفۡصِيلاً لِّكُلِّ شَىۡءٍ وَهُدًى وَرَحۡمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ يُؤۡمِنُونَ (١٥٤).

آية (١٤٥) من سورة الأعراف: "وَڪَتَبۡنَا لَهُ فِى ٱلۡأَلۡوَاحِ مِن ڪُلِّ شَىۡءٍ مَّوۡعِظَةً وَتَفۡصِيلاً لِّكُلِّ شَئ..." = آية (١٥٤) من سورة الأنعام: "ثُمَّ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ تَمَامًا عَلَى ٱلَّذِىٓ أَحۡسَنَ وَتَفۡصِيلاً لِّكُلِّ شَىۡءٍ...".

آية (١٤٥) من سورة الأعراف: "وَڪَتَبۡنَا لَهُ..... وَتَفۡصِيلاً لِّكُلِّ شَئ....." = آية (١٥٤) من سورة الأنعام: "ثُمَّ ءَاتَيۡنَا مُوسَى.... وَتَفۡصِيلاً لِّكُلِّ شَىۡءٍ.....".

آية (١٤٥) من سورة الأعراف: "..... وَتَفۡصِيلاً لِّكُلِّ شَئ....." = آية (١٥٤) من سورة الأنعام: "..... وَتَفۡصِيلاً لِّكُلِّ شَىۡءٍ.....".

الخلاصة: الألواح = الكتاب.

 

(٣): الّلوح المحفوظ هو كتاب الله المكنون الّذي لا أحد يستطيع أن يُحرِّف فيهِ، ولا أحد يستطيع أن يتلاعب بمعاني آياتِهِ، أي لا أحد يستطيع أن يمُسَّهُ بأيِّ سوء أو أذى، أي لا أحد يستطيع أن يأخذ عِلمهُ "إلاَّ المُطهَّرون" الّذين لا يُحرِّفون في معانيه أو يُأوِّلونَهُ على هواهُمْ، ولذلك حفظهُ الله تعالى بِقُوَّةْ وَعَظَمَة عِلمِهِ، وبآياتِهِ البيِّنات، وببيانِهِ، وتفصيلِهِ، وترتيلِهِ، وترابُط وتشابُهْ وإحكام آياتِهِ.

لذلك قال الله تعالى في:

* سُوۡرَةُ الواقِعَة
فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرۡءَانٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِى كِتَـٰبٍ مَّكۡنُونٍ (٧٨) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ (٧٩).

 

(٤): لقد حاولت جميع الأمم في السابق أن تُحرِّف بالكُتبْ الّي أنزلها الله تعالى على جميع أنبياءِهِ ورُسُلِهِ، وكانت كل أمَّة تُحرِّف بِكِتاب أنزله الله تعالى علىهم بواسطة رسول، كان الله تعالى يحفظ هذا الكِتاب الّذي حُرِّفْ بتنزيله مرَّة أخرى مع رسول آخر في كِتابٍ آخر، ولهذا فإنَّه قُرءان مجيد في لوحٍ محفوظ، لأنَّ الله تعالى حفظ جميع رِسالاتِهِ، أي كُتُبِهِ، أي شريعتِهِ الّتي أنزلها لجميع أنبياءِهِ ورُسُلِهِ في اللوح المحفوظ، كالتوراة والإنجيل وصُحُف إبراهيم ورسالات نوح وهود وصالح إلخ...

لذلك قال الله تعالى في:

* سُوۡرَةُ البَیّنَة
 بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأۡتِيَہُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (٢) فِيہَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣) وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡہُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ (٤) وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ‌ وَذَالِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ (٥) إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِينَ فِيہَآ‌ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ (٦) إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ (٧).

"صُّحفًا مُطهَّرَةْ فيها كُتُبٌ قيِّمَةْ": إذا كانت الصُّحُف المُطهرَّةْ تحتوي على كُتُبْ قيِّمَةْ فهذا يعني أنَّ الصُّحُفْ المُطهَّرة هِي الكُتُبْ القيِّمَة، "الكٌتٌبْ القيِّمة": هِيَ كُتُب الأنبياء والرُسُل ومن ضِمنِها التوراة والإنجيل، ولذلك بدأ الله تعالى آياتِهِ بحديثِهِ عن أهل الكِتاب والمُشركين، وإذا أكملنا قراءة جميع آيات سورة البيِّنة من آية (٤) إلى (٧) نجد أنَّ الله تعالى يُذكِّرُنا ويُذكِّرُهُمْ أنهم تفرَّقوا في السابق وكفروا بالتوراة والإنجيل، ولذلك أنزل إليهم التوراة والإنجيل مرَّةً ثانية وحفظهما في القرءان، إذًا فإنَّ القرءان هو الكُتُب القيِّمة، أي هو التوراة والإنجيل باللُّغة العربية، أي "بِلِسانٍ عربِيٍّ مُّبينْ"، إنَّ تلك الآيات تُبيِّنْ لنا ما قُلت، على أنَّ الله تعالى أنزل جميع الصُّحُف السابِقة من ضِمنها التوراة والإنجيل التي هي القرءان وحفظها في اللوح المحفوظ، تمامًا كقول الله تعالى: "بل هو قرءانٌ مجيد في لوحٍ محفوظ" أي آنَّ جميع الرسالات حُفِظَت في اللوح المحفوظ، أي في كتاب مكنون، إذًا فإنَّ القرءان المَجيد هو اللوحُ المحفوظ.

لذلك قال الله تعالى في:

* سُوۡرَةُ الحِجر
إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ (٩). 

أي نحن نزَّلنا الكتب السابقة وحفظناها في القرءان من بعد ما حُرِّفت.

* سُوۡرَةُ عَبَسَ
كَلَّآ إِنَّہَا تَذۡكِرَةٌ (١١) فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ (١٢) فِى صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (١٣) مَّرۡفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةِۭ (١٤) بِأَيۡدِى سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامِۭ بَرَرَةٍ (١٦).

 

(٥): في النهاية، أدعوا الله تعالى أن يجعلنا من الذين يقرأون لوحه المحفوظ (كتابه المكنون) فيتَّبعون أحسنه، ودمتم على الإيمان باللوح المحفوظ (الكتاب المكنون).

 

 

ما معنى قرءان - 2:1
حقيقة الإسلام من القرءان العظيم هو برنامج ينزل لأول مرة على ال يوتيوب. الهدف منه هو إظهار حقيقة الإسلام لجميع الفئات من الناس على اختلاف أدياتهم ومذاهبهم لم...

191 jan 29 2017