تأويل آية (١٠٣) من سورة النساء: "... إنَّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا" من خلال أحسن التأويل

 

تأويل آية (١٠٣) من سورة النساء: "... إنَّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا" من خلال أحسن التأويل

 

* سُوۡرَةُ النِّسَاء
فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡڪُرُواْ ٱللَّهَ قِيَـٰمًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِڪُمۡ‌ فَإِذَا ٱطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ‌ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَـٰبًا مَّوۡقُوتًا (١٠٣).

السلام على من أقام الصلاة الحقيقية (الكتاب الموقوت) ونبذ الصلاة الحركية.
 

(١): إخوتي وأخواتي الكِرام، لقد عاهدت الله تعالى أن أُبيِّن حقيقة الإسلام من القرءان من خلال معرفتي للعلم الّذي علَّمني الله تعالى إيّاه من كتابِهِ العزيز بهدف إظهار الحقّ (القرءان الكريم) ومحوا الباطل (السنَّة العملية والقولية).

* سُوۡرَةُ الاٴحزَاب
مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَـٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِ‌ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُ وَمِنۡہُم مَّن يَنتَظِرُ‌ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلاً (٢٣).

* سُوۡرَةُ الفَتْح
إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَيۡدِيہِمۡ‌ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ‌ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِمَا عَـٰهَدَ عَلَيۡهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمًا (١٠).

* سُوۡرَةُ الرّعد
أَفَمَن يَعۡلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ كَمَنۡ هُوَ أَعۡمَىٰٓ‌ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ (١٩) ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ ٱلۡمِيثَـٰقَ (٢٠) وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦۤ أَن يُوصَلَ وَيَخۡشَوۡنَ رَبَّہُمۡ وَيَخَافُونَ سُوٓءَ ٱلۡحِسَابِ (٢١) وَٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّہِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ (٢٢) جَنَّـٰتُ عَدۡنٍ يَدۡخُلُونَہَا وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآٮِٕہِمۡ وَأَزۡوَاجِهِمۡ وَذُرِّيَّـٰتِہِمۡ‌ وَٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةُ يَدۡخُلُونَ عَلَيۡہِم مِّن كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَـٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡ‌ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ (٢٤).

* سُوۡرَةُ الإسرَاء
وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَـٰطِلُ‌ إِنَّ ٱلۡبَـٰطِلَ كَانَ زَهُوقًا (٨١).

* سُوۡرَةُ سَبَأ
قُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَمَا يُبۡدِئُ ٱلۡبَـٰطِلُ وَمَا يُعِيدُ (٤٩).

 

(٢): * سُوۡرَةُ النِّسَاء
فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡڪُرُواْ ٱللَّهَ قِيَـٰمًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِڪُمۡ‌ فَإِذَا ٱطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ‌ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَـٰبًا مَّوۡقُوتًا (١٠٣).

الكتاب الموقوت هو الفرض، أي القانون الّذي فرضه الله تعالى علينا في كل آية من آياتِهِ الكريمة، إذًا فهو القرءان، نجد الدليل في سورة القصص والأحزاب.

* سُوۡرَةُ القَصَص
إِنَّ ٱلَّذِى فَرَضَ عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ قُل رَّبِّىٓ أَعۡلَمُ مَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ وَمَنۡ هُوَ فِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ (٨٥) وَمَا كُنتَ تَرۡجُوٓاْ أَن يُلۡقَىٰٓ إِلَيۡكَ ٱلۡڪِتَـٰبُ إِلَّا رَحۡمَةً مِّن رَّبِّكَ‌ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلۡكَـٰفِرِينَ (٨٦).

إخواني الكِرام من فضلكم تدبَّروا جيدًا آية (٨٥) و(٨٦) واضربوهنَّ ببعضهنَّ.

إِنَّ ٱلَّذِى فَرَضَ عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ..... (٨٥) وَمَا كُنتَ تَرۡجُوٓاْ أَن يُلۡقَىٰٓ إِلَيۡكَ ٱلۡڪِتَـٰبُ..... (٨٦).
..... فَرَضَ..... ٱلۡقُرۡءَانَ..... (٨٥) ..... ٱلۡڪِتَـٰبُ..... (٨٦).

* سُوۡرَةُ الاٴحزَاب
مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ مِنۡ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُۖ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِى ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرًا مَّقۡدُورًا (٣٨).

 

(٣): الموقوت هو المُقدَّرْ، أي هو الّذي قدَّرهُ الله تعالى، أي فرضه علينا، أي قضى وحَكَمَ بِهِ علينا، أي سوف يحدُث لنا ويُطبَّق علينا في الدنيا وفي الآخرة، بمعنىً أصح، لقد خلقنا الله تعالى في هذه الأرض وَوَضع لنا أمره، أي قانونه من خلال آياتِهِ وأمرنا أن نُقيمه، أي نُطبِّقه، أي نعمل بِهِ في حياتنا، وأَمْر الله أو قانونه هو مفروض أو مُقدَّر على الّذي يُريد أن يأخذ ويعمل بِه في حياته الدنيا، وهذا الفرض أو القانون سوف يُقضى ويُحكم بِهِ، أي سوف يُطبَّق على الجميع في الآخرة (على المؤمن وعلى الكافر) فيكون أيضًا موقوتًا في الآخرة.

* سُوۡرَةُ النَّمل
إِنَّ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِىٓ إِسۡرَاءِيلَ أَڪۡثَرَ ٱلَّذِى هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ (٧٦) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحۡمَةٌ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ (٧٧) إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِى بَيۡنَہُم بِحُكۡمِهِۦ‌ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ (٧٨) فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ‌ إِنَّكَ عَلَى ٱلۡحَقِّ ٱلۡمُبِينِ (٧٩).

* سُوۡرَةُ یُونس
وَلَقَدۡ بَوَّأۡنَا بَنِىٓ إِسۡرَاءِيلَ مُبَوَّأَ صِدۡقٍ وَرَزَقۡنَـٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَـٰتِ فَمَا ٱخۡتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ‌ إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِى بَيۡنَہُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ (٩٣).

* سُوۡرَةُ غَافر
رَفِيعُ ٱلدَّرَجَـٰتِ ذُو ٱلۡعَرۡشِ يُلۡقِى ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ لِيُنذِرَ يَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ (١٥) يَوۡمَ هُم بَـٰرِزُونَۖ لَا يَخۡفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنۡہُمۡ شَىۡءٌ لِّمَنِ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡيَوۡمَۖ لِلَّهِ ٱلۡوَاحِدِ ٱلۡقَهَّارِ (١٦) ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا ڪَسَبَتۡۚ لَا ظُلۡمَ ٱلۡيَوۡمَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ (١٧) وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡأَزِفَةِ إِذِ ٱلۡقُلُوبُ لَدَى ٱلۡحَنَاجِرِ كَـٰظِمِينَۚ مَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (١٨) يَعۡلَمُ خَآٮِٕنَةَ ٱلۡأَعۡيُنِ وَمَا تُخۡفِى ٱلصُّدُورُ (١٩) وَٱللَّهُ يَقۡضِى بِٱلۡحَقِّۖ وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَقۡضُونَ بِشَىۡءٍۗ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (٢٠).

 

(٤): نحن لا نستطيع أن نفصل بين أمْر الله وحُكمهُ في الحياة الدنيا وأمْره وحُكمهُ في الآخرة، فكلاهما مربوطٌ بعضه ببعض، لأنَّ الهدف من حياتنا في الأرض هو حياتنا في الآخرة، والهدف من وجوديَّتنا في الأرض هو وجوديتنا في الآخرة. وقانون الله، أي دين الله، أي القرءان، حَكَمَ الله تعالى بِهِ علينا في الدنيا وسوف يُظهِرُ لنا حُكمهُ في الآخرة.

لذلك أعطى الله تعالى قانونه، أي أنزل حُكمَهُ وفَرَضَهُ على كلِّ أُمَّة في هذه الأرض، وهذا الحُكْم سوف يكون أيضًا فَرْضًا على كلِّ أمَّةٍ في الآخرة، أي سوف يُحْكَم بِهِ على جميع الأمم في الآخرة، والكتاب الموقوت، أي الفرض، أي القانون الّذي وضعه الله تعالى لنا والّذي سوف يَقضي ويحكم بِهِ علينا في الآخرة، ولذلك هذا الكتاب الموقوت له وقتٌ معلوم.

* سُوۡرَةُ الزُّمَر
وَنُفِخَ فِى ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَن فِى ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُ‌ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٌ يَنظُرُونَ (٦٨) وَأَشۡرَقَتِ ٱلۡأَرۡضُ بِنُورِ رَبِّہَا وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ وَجِاْىٓءَ بِٱلنَّبِيِّـۧنَ وَٱلشُّہَدَآءِ وَقُضِىَ بَيۡنَہُم بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٍ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا يَفۡعَلُونَ (٧٠).

* سُوۡرَةُ الکهف
وَيَوۡمَ نُسَيِّرُ ٱلۡجِبَالَ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ بَارِزَةً وَحَشَرۡنَـٰهُمۡ فَلَمۡ نُغَادِرۡ مِنۡہُمۡ أَحَدًا (٤٧) وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدۡ جِئۡتُمُونَا كَمَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةِۭ‌ بَلۡ زَعَمۡتُمۡ أَلَّن نَّجۡعَلَ لَكُم مَّوۡعِدًا (٤٨) وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَـٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلۡڪِتَـٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَٮٰهَا‌ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا‌ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (٤٩).

* سُوۡرَةُ الجَاثیَة
وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدۡعَىٰٓ إِلَىٰ كِتَـٰبِہَا ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (٢٨) هَـٰذَا كِتَـٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيۡكُم بِٱلۡحَقِّ‌ إِنَّا كُنَّا نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (٢٩).

خلاصة الموضوع:
نستطيع أن نقول بأنَّ الكتاب الموقوت هو الفرض المفروض، أي هو الأمر المحكوم بِهِ، وهو أمْر الله أو قانونه الّذي أنزله علينا في حياتنا الدنيا.

أدعوا الله تعالى أن يجعلنا من الذين يتدبَّرون كتابه الموقوت (القرءان الحكيم).

 

190 jan 28 2017