تفسير آية (٤٦) إلى آية (٥٣) في سورة القصص من خلال أحسن التفسير

 

تفسير آية (٤٦) إلى آية (٥٣) في سورة القصص من خلال أحسن التفسير

 

السلام على من اتَّبع أحسن القصص (القرءان العظيم).

* سورة القصص
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٤٦﴾ وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٧﴾ فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ ۚ أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ مِنْ قَبْلُ ۖ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ ﴿٤٨﴾ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٩﴾ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٠﴾ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٥١﴾ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾ وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾.

"وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ":
وَمَا كُنْتَ (وما كنتَ يا محمد بإرادتِكَ) بِجَانِبِ الطُّورِ (بجانب الجبل) إِذْ نَادَيْنَا (عندما ناديناك لكي نوحي إليك القرءان)، وَلَٰكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ (وَلَٰكِنْ نداؤنا هذا لك الغير إرادي ومن دون أن تدري أو تشعر، هو رحمةً من ربِّكَ) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (لِتُنْذِرَ يا محمد بوحي القرءان قَوْمًا بالنذير الّذي أَتَاهُمْ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ هذا النذير في رسالات وكُتُب الله السابقة الّتي أنزلها تعالى سابقًا عليهم).

هذه الآية هي أكبر دليل على أنَّ ما آتى الله تعالى قوم محمد "من نذير"، هو تمامًا ما آتى تعالى جميع الأقوام السابقة من قبل محمد "من نذير"، مِمّا يدلنا على أنَّ رسالات الله وشرائعه وكتبه ودينه واحد لجميع الأمم والأقوام ولجميع الناس، لذلك أكمل تعالى في الآية الّتي تليها بقوله فيها: "وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"، لكي يُعلمنا أنَّه بمجرد أن أوحى للرسول محمد بنفس النذير وبمجرد أن بعثه وأرسله إليهم لكي يُنذِرَهُم بِهِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ، لن يُصبِح لديهم أي عُذر في الآخرة "فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ". ولكنهم للأسف لم يؤمنوا بالحق (بالقرءان أنَّهُ التوراة) لمّا جاءهم، وطلبوا من محمد (كذبًا ونفاقًا وخداعًا) بأن يأتيهم بما أوتِيَ موسى (بالتوراة السابقة)، لقوله تعالى: "فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ".

ولكنَّ الله عزَّ وجلّ فضحهم وفضح كذِبهم ونفاقهم وخداعهم فأخبرنا عنهم أنهم كفروا بكتاب موسى الّذي آتاهُ الله تعالى لموسى من قبل عندما حرّفوهُ وأنهم كفروا به مرَّة أخرى عندما أنزله تعالى إليهم في القرءان ليُذكِّرهم بِهِ وكفروا أيضًا بالقرءان، بقوله عنهم: "أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ مِنْ قَبْلُ ۖ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ".

وأجابهم تعالى بقوله تحدِّيًا لهم: "قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"، وأكمل تعالى بقوله لمحمد: "فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"، وأكمل أيضًا بقوله لمحمد ولنا عنهم: "وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ"، وأيضًا بقولِهِ عن الّذين من قبلهم: "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ، وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ"، لكي يُعلِمهم ويُعلمنا أنَّ دينهم في السابق كان دين القرءان، وأنَّ التوراة هي القرءان، وأنَّ أقوامهم وأشياعهم كانوا من قبل مُسلِمين.

"... قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ": السِحران هُما التوراة والقرءان، ولقد كفروا بكِلَيْهِما.

"وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ":
وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ القول في القرءان الّذي هو كتب أنبياءهم ورسلهم السابقين (وفي هذه الآية كتاب موسى) لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ما نبّأهم به أنبياءهم ورسلهم السابقين من دينهم الحق الّذي أُنزِل إلي آبائهم وأمّتهم في السابق، لأنَّ دينهم كان قد حُرِّف واستُبدِل بدينٍ آخر باطل، إذًا جميع الرسالات واحدة، ودين الله وشرائعه واحدة لجميع الأمم والناس.

"الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ، وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ":
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ (وهم جميع الأنبياء والرُسُل والمؤمنين السابقين) مِنْ قَبْلِهِ (من قبل القرءان) هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (هُم بالقرءان يؤمنون) لأنهم إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ فسوف يعلمون تمام العلم أنَّهُ الحق من ربَِّهِم (أنَّ توراة موسى عليه السلام محفوظة فيه وأنَّ رسالة القرءان هي نفس رسالة التوراة).

فدين القرءان هو نفس دينهم الإسلام الّذي أُنزِلَ إليهم في السابق، لذلك أكمل الله تعالى بقوله: "وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ"، هذا يدلُّنا على أنَّ جميع كتب الله عزَّ وجلّ ورسالاته وشرائعه واحدة ودينه واحد لجميع الأمم والناس.

 

أسأل الله تعالى أن يهدينا إلى رسالاته وشرائعه وسننه ودينه الواحد الأحد (القرءان الكريم).

* سورة الشعراء
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٩٢﴾ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴿١٩٤﴾ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴿١٩٥﴾ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ﴿١٩٦﴾ أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿١٩٧﴾.

"وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِين".
"وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِين".
"وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِين".
"وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِين".
"وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِين".

 

 

ما معنى قرءان - 2:1

حقيقة الإسلام من القرءان العظيم هو برنامج ينزل لأول مرة على ال يوتيوب. الهدف منه هو إظهار حقيقة الإسلام لجميع الفئات من الناس على اختلاف أديانهم ومذاهبهم لم...

YOUTUBE.COM

183 jan 7 2017