المفهوم الحقيقي للشريعة من خلال شَرْع الله

 

المفهوم الحقيقي للشريعة من خلال شَرْع الله

 

السلام على من اتّبع شريعة الله (القرءان المُبين).

(١): * سورة الجاثية
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿١٦﴾ وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ ۖ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿١٧﴾ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٨﴾ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۖ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ﴿١٩﴾ هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٢٠﴾.

الشريعة هي شريعة الله عزّ وجلّ، وهي الكتاب والنبوّة والبيّناتٌ من الأمر والحُكْم الّذي أَمَرَ وحَكَمَ الله تعالى به وأنزله لجميع الأمم السابقة كبني إسرآءيل، فآتاهم تلك الشريعة أو تلك البيّنات وبيّنها لهم في الكتاب من خلال بيّنات (آيات) هذا الكتاب.

وهذا الحُكْم وهذه البيّنات من الأمر وهذه الشريعة من الأمر جعل الله تعالى محمد عليها بإعادة تنزيلها عليه وحيًا في القرءان الكريم لكي يتَّبعها، إذًا الشريعة هي الحُكْم وهي البيّنات، وهي الشريعة وبيّنات من الأمر، أي هي شريعة من أمر الله وحُكْمِه الّتي كانت في جميع كتبه السابقة وحفظها في القرءان الكريم.

* سورة الشورى
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ﴿١٣﴾.

الشَرْع هو شَرْع الله عزّ وجلّ الواحد شاء من شاء وأبى من أبى، وهو دين الله الواحد، أي قانونه الّذي شَرّعَهُ لجميع أنبيائه ورُسُله ووصّاهم به وأعاد تشريعه مرة أخرى لمحمد الأمين في القرءان الكريم.

* سورة المائدة
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾.

الشريعة هي شِرْعَة الله عزّ وجلّ ومنهاجه وحُكْمه الواحد الأحد الّذي أنزله تعالى لجميع الأمم وجعله لكل أمّة منهم لكي يتّبعونه ويحكُموا به فيعملوا به فيُصبحوا بذلك أمّة واحدة، أي يُصبحوا بذلك يتّبعون شريعة ومنهاجًا وحكمًا واحدًا.

هذه الشريعة أو هذا المنهاج هو الحُكْم الّذي أنزله الله تعالى في الكتب السابقة ثمّ أنزله لاحقًا إلى محمد لكي يحكم بِهِ في الكتاب والّذي هو القرءان الكريم، إذًا الشريعة والمنهاج والحُكْم هو شريعة ومنهاج وحُكْم القرءان الكريم.

 

(٢): في الختام، شريعة وأحاديث السلف الطالح وأئمّة الكفر والإشراك والفسوق والعصيان (الزبد) ستنفد، وشريعة الله جلّ في علاه (الماء) ستبقى غصْبًا عن رؤوس الأبالسة والشياطين.

* سورة الرعد
أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ﴿١٧﴾.

"... فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً..." = فأمّا الأحاديث الخبيثة والسنّة العملية والقولية ستذهب جُفاءً، باي باي يا حلوين (باللهجة اللبنانية).

"... وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ..." = وأمَّا القرءان الكريم فيمكث في الأرض، أي سيبقى.

* سورة النحل
وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٩٤﴾ وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٩٥﴾ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ ۖ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾.

"مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ..." = شريعتكم وأحاديثكم الخبيثة أيّها الجاهلون (أئمّة الإجرام) ستزول في مزبلة التاريخ.

"... وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ..." = القرءان العظيم سيبقى في الأرض رغمًا عن أُنوفكم أيّها الأبالسة والشياطين.

 

أدعوا الله تعالى أن يُثبّتنا على شريعته ومنهاجه وحكمه (القرءان الكريم).

 

166 25 dec,2016