بيان سورة القمر من آية (٤٣) إلى (٥٣) من خلال أحسن القول

 

بيان سورة القمر من آية (٤٣) إلى (٥٣) من خلال أحسن القول

 

السلام على من أخذ عبرة من آيات سورة القمر.

* سورة القمر
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ﴿٩﴾ ..... أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَٰئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ ﴿٤٣﴾ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ ﴿٤٤﴾ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴿٤٥﴾ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ ﴿٤٦﴾ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴿٤٧﴾ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ﴿٤٨﴾ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴿٤٩﴾ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ﴿٥٠﴾ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴿٥١﴾ وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ ﴿٥٢﴾ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ﴿٥٣﴾.
 

إذا تدبّرنا تلك الآيات البيّنات في سورة القمر، نجد أنَّ الله تعالى يُريد أن يُعلمنا في آية (٤٣) أنّهُ لا يوجد فرق عندَهُ بين كُفّار قوم محمد وكفار الأقوام السابقة، لقد استهزأ الله تعالى في آية (٤٣) و(٤٤) بكفار قوم محمد.

أولاً: لأنَّ قوم محمد أو غيرهم من الأحزاب يظنّون أنَّ لهُم برآءةٌ في الزُبُر، أي يظنّون أنَّهُ سوف تكونُ لهُم الشفاعة والخلاص لأنّها مكتوبة في كُتُبِهِم الباطلة ودينِهم الباطل.

وثانيًا: لأنَّ كُفّار قوم محمد يظنّون أنهُم جميعهُم مُنتصِرْ، أي يظنّون أنّهم سوف ينتصرون جميعًا على الله فلن يقدر الله أن يُعذِّبهم في الآخرة، إمّا لأنّهم بظنّهم لا يوجد آخرة وحساب ولن يُبعثوا بجسدهم لكي يتعذبّوا في جهنم، أو لأنّهم أقوى من الله ولذلك لا وجود لله، لأنّهم هُم الآلهة وهُم الأقوياء وسوف ينتصرون على الله في النهاية.

لذلك استهزأ الله تعالى بجميع هؤلآء من كُفّار قوم محمد وأوضح لهم الأمر من خلال تلك الآيات وبيَّنَ لهم مؤكِّدًا لهُم أنَّ كُفّار قوم الرسول مُحمد هُمْ تمامًا ككُفّار الأقوام السابقة الّذين ذكرهم الله تعالى لهم في هذه السورة وهُمْ ليسوا أفضل منهُم ولا يختلفون عنهم في شيء، فكفار قوم محمد عند الله هُمْ تمامًا ككفار قوم نوح، وقوم عاد، وقوم ثمود، وقوم لوط، وقوم فرعون، لا فرق بينهم، وعذاب الّذين كفروا وظلموا وأشركوا من قوم أو أمّة محمد، هو تمامًا كعذاب الّذين كفروا وظلموا وأشركوا من الأقوام أو الأمم السابقة، وكما أهلك الله تعالى وعذّب أشياعهُم، أي الأمم السابقة فهو تعالى يستطيع أن يُهلِك ويُعذبّ شيعة أو أمّة أو قوم محمد تمامًا مثل أشيآعهم.

إنَّ تلك الآيات تنطبق أولاً على أمّة محمد، وثانيًا على كل أمّة تظنّ أنَّها الأمّة المُفضّلة عند الله وأنّها سوف تدخل الجنة بشفاعة وخلاص رسولها أو غيرِهِ من البشر.

إنَّ هذه الآيات في سورة القمر وجميع آيات سورة القمر من آية (١) إلى (٥٥) هي عبرة للدين المسيحي بجميع طوائِفِهِ وأحزابِهِ، وعبرة للدين السنّي، والشيعي، والدرزي الباطل، وعبرة للدين اليهوي بجميع طوائِفِهِ وأحزابِهِ، وعبرة للدين الهندوسي، والبوذي، والزردشتي، والدارويني، والعلماني الملحد، إلخ، من الأديان الباطلة، أي من القوانين البشرية الباطلة الموجودة في هذه الأرض، ولقد أجاب الله تعالى أمّة محمد وخاصّةً الدين السنّي، والشيعي، والدرزي الّذين يعتقدون "أنَّ لهم براءةٌ في الزُبُر وأنهُم جميعٌ مُنتصِرْ"، وأجاب أيضًا جميع تلك الأمم والأديان الباطلة الّتي ذكرتها لكم والّذين يعتقدون أيضًا "أنَّ لهُم براءةٌ في الزُبُرْ وأنهُم جميعٌ مُنتصِر" بقولِهِ لهُم في آية (٤٥) إلى (٥٣).

* سورة القمر
سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴿٤٥﴾ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ ﴿٤٦﴾ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴿٤٧﴾ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ﴿٤٨﴾ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴿٤٩﴾ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ﴿٥٠﴾ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴿٥١﴾ وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ ﴿٥٢﴾ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ﴿٥٣﴾.

في الختام، أدعوا الله تعالى أن يجعلنا من الذين لا يريدون علوًّا في الأرض ولا فسادًا.

* سورة القصص
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٨٣﴾.

163 Dec 2, 2016