مفهوم الإستغفار الحقيقي من القرءان العظيم

 

مفهوم الإستغفار الحقيقي من القرءان العظيم

 

السلام عليكم

* سُوۡرَةُ المنَافِقون
وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ يَسۡتَغۡفِرۡ لَكُمۡ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوۡاْ رُءُوسَهُمۡ وَرَأَيۡتَهُمۡ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسۡتَكۡبِرُونَ (٥) سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ أَسۡتَغۡفَرۡتَ لَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ لَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَہۡدِى ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَـٰسِقِينَ (٦).

إذا قرأنا وتدبّرنا آية (٥) نجد البرهان على أنّ إستغفار الرسول عليه السلام للمنافقين هو بتبليغهم رسالة القرءان العظيم، لأنّه هو الكتاب الوحيد الذي يغفر الذنوب، أي هو الكتاب الوحيد الذي يجعل الإنسان يُبدّل سيّئاته حسنات، أي يهديه إلى طريق الحقّ، لذلك أكمل الله تعالى آية (٦) "إنّ الله لا يهدي القوم الفاسقين"

القرءان = الغفور = كتاب الإستغفار
الإستغفار بالمفهوم الشائع، أي بالكلام كالببغاء هو مفهوم باطل

* سُوۡرَةُ المنَافِقون
سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ أَسۡتَغۡفَرۡتَ لَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ لَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَہۡدِى ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَـٰسِقِينَ (٦).

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ (٦).

من خلال ربطنا الآيتين نجد البرهان الواضح أنّ معنى الإستغفار في آية (٦) من سورة المنافقون = الإنذار بواسطة كتاب الله في آية (٦) من سورة البقرة، أي تبليغ الكفّار مصيرهم من خلال القرءان الكريم إذا لم يتوبوا، لذلك قال الله جلّ في علاه في:

* سُوۡرَةُ النِّسَاء
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّـٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦ وَيُرِيدُ ٱلشَّيۡطَـٰنُ أَن يُضِلَّهُمۡ ضَلَـٰلاَۢ بَعِيدًا (٦٠) وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيۡتَ ٱلۡمُنَـٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (٦١) فَكَيۡفَ إِذَآ أَصَـٰبَتۡهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ جَآءُوكَ يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَـٰنًا وَتَوۡفِيقًا (٦٢) أُوْلَـٰٓٮِٕكَ ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ مَا فِى قُلُوبِہِمۡ فَأَعۡرِضۡ عَنۡہُمۡ وَعِظۡهُمۡ وَقُل لَّهُمۡ فِىٓ أَنفُسِہِمۡ قَوۡلاَۢ بَلِيغًا (٦٣).

آية (٦٣) "..... وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغًا"، القول البليغ = الإنذار بجهنّم

* سُوۡرَةُ إبراهیم
يَوۡمَ تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَـٰوَاتُ‌ۖ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلۡوَاحِدِ ٱلۡقَهَّارِ (٤٨) وَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ يَوۡمَٮِٕذٍ مُّقَرَّنِينَ فِى ٱلۡأَصۡفَادِ (٤٩) سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغۡشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ (٥٠) لِيَجۡزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفۡسٍ مَّا كَسَبَتۡ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ (٥١) هَـٰذَا بَلَـٰغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِۦ وَلِيَعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ (٥٢).

آية (٥٢) "هذا بلاغ للناس....." أي كل ما قاله الله تعالى من آية (٤٨) إلى آية (٥١) عن العذاب في الآخرة هو بلاغ للناس، لذلك أكمل الله تعالى آية (٥٢) "..... وليُنذروا به....."

* سُوۡرَةُ طٰه
فَأۡتِيَاهُ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِىٓ إِسۡرَاءِيلَ وَلَا تُعَذِّبۡہُمۡ‌ۖ قَدۡ جِئۡنَـٰكَ بِـَٔايَةٍ مِّن رَّبِّكَ‌ۖ وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلۡهُدَىٰٓ (٤٧).

* سُوۡرَةُ الزُّمَر
وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّہُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًا‌ۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَابُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُہَا سَلَـٰمٌ عَلَيۡڪُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَـٰلِدِينَ (٧٣).

* سُوۡرَةُ الاٴنفَال
وَإِذۡ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلۡحَقَّ مِنۡ عِندِكَ فَأَمۡطِرۡ عَلَيۡنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئۡتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٢) وَمَا ڪَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِيہِمۡ‌ۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ (٣٣).

في آية (٣٣) نجد البرهان الواضح، على أنّ الله تعالى لم يُعذّبهم أي سوف يُعطيهم فرصة ما دام الرسول عليه السلام يتلوا عليهم آياته، لذلك قال تعالى في آخر آية (٣٣) "..... وما كان الله مُعذّبهم وهم يستغفرون"، "وهم يستغفرون"، أي وهم يأخذون علم القرءان من الرسول الأمين لكي يتوبوا.

إنّ آية (٣٣) تنسخ المفهوم الشائع لمعنى الإستغفار الذي تعلّمناه من أئمّة الكفر والضلالة.

* سُوۡرَةُ النِّسَاء
وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ‌ۚ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (٦٤).

"...... استغفر لهم الرسول....." أي بلّغهم الرسالة اي علّمهم القرءان العظيم، لذلك أكمل الله تعالى الآية بقوله: "..... لوجدوا الله توّابًا رحيمًا"، أي لوجدوا القرءان العظيم توّابًا رحيمًا، لأنّ القرءان العظيم هو كتاب التوبة والرحمة وهو الذي يغفر الذنوب جميعًا، نجد البرهان والرابط في:

* سُوۡرَةُ التّحْریم
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَيُدۡخِلَڪُمۡ جَنَّـٰتٍ تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ يَوۡمَ لَا يُخۡزِى ٱللَّهُ ٱلنَّبِىَّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمۡ يَسۡعَىٰ بَيۡنَ أَيۡدِيہِمۡ وَبِأَيۡمَـٰنِہِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآ‌ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ ڪُلِّ شَىۡءٍ قَدِيرٌ (٨).

"يا أيّها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا...." أي آمنوا بالقرءان العظيم ولا تكفروا به، لذلك أكمل الله تعالى الآية: "... عسى ربّكم أن يُكفِرّ عنكم سيّئاتكم..."، لأنّ القرءان الكريم هو الذي يُكفّر عنّا سيّئاتنا إذا أقمناه أي إذا طبّقناه في حياتنا.

* سُوۡرَةُ آل عِمرَان
وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَہُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ (١٣٥).

"... ذكروا الله..." أي ذكروا القرءان. أي اتّبعوه وعملوا به.
"... فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلاّ الله..."، أي تراجعوا عن أعمالهم السيّئة واتّبعوا القرءان العظيم، لأنّه هو الذي يغفر الذنوب.

* سورة الأنبياء
وَمَآ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا رَحۡمَةً لِّلۡعَـٰلَمِينَ (١٠٧).

"... إلاّ رحمة للعالمين"، لأنّ القرءان العظيم هو رحمة للعالمين وليس محمد شخصيًّا، نجد البرهان في سورة النحل وسورة العنكبوت

* سُوۡرَةُ النّحل
وَيَوۡمَ نَبۡعَثُ فِى كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيۡهِم مِّنۡ أَنفُسِہِمۡ‌ۖ وَجِئۡنَا بِكَ شَہِيدًا عَلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِ‌ۚ وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ تِبۡيَـٰنًا لِّكُلِّ شَىۡءٍ وَهُدًى وَرَحۡمَةً وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ (٨٩).

* سُوۡرَةُ العَنکبوت
وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَـٰتٌ مِّن رَّبِّهِۦ‌ۖ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأَيَـٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۟ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (٥٠) أَوَلَمۡ يَكۡفِهِمۡ أَنَّآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡڪِتَـٰبَ يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ‌ۚ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَرَحۡمَةً وَذِڪۡرَىٰ لِقَوۡمٍ يُؤۡمِنُونَ (٥١).

* سُوۡرَةُ الزُّمَر
قُلۡ يَـٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًا‌ۚ إِنَّهُ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ (٥٣).

"... إنّ الله يغفر الذنوب جميعًا إنّه هو الغفور الرحيم"، أي إنّ القرءان الكريم يغفر جميع ذنوبنا، ولكن بشرط أساسيّ إذا بدّلنا سيّئاتنا حسنات، والبرهان والرابط نجده في:

* سُوۡرَةُ الفُرقان
وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَ‌ۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَالِكَ يَلۡقَ أَثَامًا (٦٨) يُضَـٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا (٦٩) إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَـٰلِحًا فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَـٰتٍ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (٧٠).

 

كفانا تفاسير سطحيّة وسخيفة لا تليق بقدر وقدرة رب العالمين، الاستغفار لا يكون باللسان كالببغاء، ولكن يكون باتّباع كتاب الله والعمل به.

وفي الختام، بإيماننا بالقرءان الكريم والعمل به يغفر الله تعالى ذنوبنا
ودمتم على الإيمان بالقرءان الكريم، صلوات الله وبركاته عليكم.

115 November 14, 2016