بيان معنى الآيات المحكمات والمتشابهات من القرءان الكريم

 

بيان معنى الآيات المحكمات والمتشابهات من القرءان الكريم

 

السلام عليكم.

* سُوۡرَةُ آل عِمرَان
هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۡهُ ءَايَـٰتٌ مُّحۡكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتٌ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦ‌ۗ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُ إِلَّا ٱللَّهُ‌ۗ وَٱلرَّاسِخُونَ فِى ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلٌّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَا‌ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ (٧) رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةً‌ۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ (٨) رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوۡمٍ۬ لَّا رَيۡبَ فِيهِ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ (٩).

"وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُ إِلَّا ٱللَّهُ‌" = الله وحدهُ سُبحانه الّذي يُفسِّر ويبين لنا المُتشابه والمُحكم في القرءان وليس أحدٌ غيره = لا يجب علينا أن نفهم المُتشابه والمُحكم إلاَّ من الله، أي من خلال عِلمِهِ، أي من خلال تفسيره وبيانه وتفصيله لآياته في القرءان، وليس من خلال علم الّذين في قلوبهم زيغ الّذين يأخذون ما تشابه من الآيات ويُحرفون بمعناها حسب أهواءهم، من دون أي دليل أو علم من الله، أي من دون أي دليل أو علم من آيات الله، كما يفعل أكثر الناس.

لذلك: "وَٱلرَّاسِخُونَ فِى ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلٌّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَا‌ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ"، لأنَّ الراسخين في العلم يؤمنون بالقرءان من خلال تفسير وبيان وتفصيل الله تعالى لآياتِهِ المحكمات والمتشابهات، ولذلك دعوا الله تعالى في آية 8 أن لا يزيغ قلوبهم بعد إذ هداهم، أي أن لا يُضلوا عن سبيله ويتبعون تفاسير الّذين في قلوبهم زيغ في المتشابِه، من بعد أن هداهم الله تعالى إلى علم هذا المتشابِه من القرءان، ومن بعد أن أخذوا مفهوم كل آيات القرءان محكم ومتشابه من الله تعالى وحده لا شريك له، وبعد أن قالوا:
"آمنّا بِهِ كُلٌّ من عندِ ربِّنا". تجدون الرابط لمعنى تلك الآيات في آية 118 و119 من سورة آل عمران:

* سُوۡرَةُ آل عِمرَان
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمۡ لَا يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَاهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِى صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُ‌ۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأَيَـٰتِ‌ۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ (١١٨) هَـٰٓأَنتُمۡ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَہُمۡ وَلَا يُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَـٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِ‌ۚ قُلۡ مُوتُواْ بِغَيۡظِكُمۡ‌ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ (١١٩).

"وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَـٰبِ كُلِّهِۦ" في آية (١١٩) من سورة آل عمران = "كُلٌّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَا" في آية 7 من سورة آل عمران.

"كُلٌّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَا" = "وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَـٰبِ كُلِّهِ" = وتؤمنون بالمحكم والمتشابه أنَّهُ من عند الله = المُحكم والمتشابه يُفسِّرُهُ الله = المُحكم والمتشابِه مُفسَّر في القرءان = كل علم في القرءان نستدل عليه من القرءان نفسه.
لذلك قال الله تعالى في:

* سُوۡرَةُ المَائدة
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسۡـَٔلُواْ عَنۡ أَشۡيَآءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ وَإِن تَسۡـَٔلُواْ عَنۡہَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡہَا‌ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٠١).

("وَإِن تَسۡـَٔلُواْ عَنۡہَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ" = نسأل فقط القرءان = نأخذ علم الآيات المحكمات والآيات المتشابهات فقط من القرءان = نأخذ علم الآيات المتشابهات والآيات المحكمات فقط من الله = كُلٌّ من عند ربِّنا = "وتؤمنون بالكتاب كُلِّهِ".

* سُوۡرَةُ هُود
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓر‌ۚ كِتَـٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَـٰتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١).

* سُوۡرَةُ الزُّمَر
ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَـٰبًا مُّتَشَـٰبِهًا مَّثَانِىَ تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّہُمۡ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ‌ۚ ذَالِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَہۡدِى بِهِۦ مَن يَشَآءُ‌ۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنۡ هَادٍ (٢٣).

القرءان هو مُتشابه وفي الوقت نفسِهِ مُحكم. وهذا يعني أنَّ القرءان هو كتابٌ مُتشابه بإحكامِهِ، ومُحكم بتشابُهِهِ.

والسلام على من اتبع الهُدى فقال: "آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَا".

124 November 14, 2016