تفصيل وبيان سورة المسد من خلال آيات الله البيّنات

 

تفصيل وبيان سورة المسد من خلال آيات الله البيّنات

 

السلام عليكم.
إخوتي الكرام إذا أردنا أن نعلم من هو أبو لهب فعلينا العودة إلى القرءان الحكيم لا إلى الحديث الخبيث، وبذلك يتّضح لنا المعنى وتظهر حكمة الآية، رجاءً إخوتي الكرام تابعوا الآيات الّتي سوف أذكرها لكم بتمعنّ شديد.

* سُوۡرَةُ المَسَد
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
تَبَّتۡ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ (١) مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُ وَمَا ڪَسَبَ (٢) سَيَصۡلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (٣) وَٱمۡرَأتُهُ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ (٤) فِى جِيدِهَا حَبۡلٌ مِّن مَّسَدِۭ (٥).

هذه الآيات من سورة المسد تُفصِّل لنا من هو أبو لهب ومن هي إمرأتهُ، أبو لهب هو كل إنسان سوف يصلى النار الكبرى (لهب جهنم)، لذلك لقَّبهُ الله تعالى بأبي لهب.

من هو هذا الإنسان الّذي أعطاه الله عز وجل لقب "أبي لهب"؟
الجواب: هو كل إنسان قام بأعمال سيئة في هذه الأرض، ولذلك قال الله تعالى في آية (١): "تبّت يدا أبي لهبِ وتبّْ".

لأنَّ يديه هي المسؤولة عن أعماله السيِّئة، وأبو لهب هو كل إنسان متكبرّ ذو سلطة ومال، لذلك قال الله في آية (٢): "ما أغنى عنهُ ماله وما كسب".
لأنَّ ماله وما كسبهُ من هذا المال في حياته الدنيا، لن يُفيده في الآخرة ويُغنيهِ عن عذاب لهب نار جهنم، ولذلك قال الله في آية: (٣) و(٤) و(٥):
"أنَّهُ سيصلى نارًا ذات لهب"، وأنَّ امرأته سوف تكون حمّالة الحطب، وأنَّ في جيدِها حبلٌ من مسد"

إذًا من هي إمرأة أبي لهب أو كل إنسان سوف يصلى اللهب أو النار الحامية؟
الجواب هو: "جهنم"، لأنَّ جهنم هي إمرأتهُ الّتي سوف تُحيط بِهِ وتُلازِمُهُ بعذابها، وسوف يعيش معها وعندها، وسوف تكون كالزوجة المُحبَّة المُلازِمة الدائمة له إلى أبد الآبدين، وإنَّ إمرأة أبي لهب (أي جهنم) هي حمالة الحطب، وأبو لهب هو الّذي سوف يكون الحطب الّذي سوف تحمله جهنم وسوف تجعله وقودًا لها لكي تشتعل أكثر فأكثر وفي عنقها حبلٌ من مسد أي من حديد.

فتخيَّلوا الآن الصورة: الإنسان الكافر والمُشرك سوف يكون الحطب أي الوقود لإمرأته وسوف يُشعلها، وبالتالي سوف يكون جزءًا لا يتجزّأ من جهنم، فيصبح بذلك هو وجهنم (إمرأته) واحد لا ينفصلان عن بعضهما، ويُصبح بذلك المسد أي الحبل المُحكم الّذي هو مُحور من حديد الّذي في جيد، أي في عُنُق جهنم ملفوفٌ أيضًا في عُنُقِهِ، كما قال الله في آية (٢١) من سورة الحج: "ولهم مقامعُ من حديد".

ممكن أن يقول لي أيّ إنسان ما هذا الهراء، كيف يُمكن أن يُشبِّه الله جلّ في علاه جهنم بإمرأة أبي لهب؟
جوابي له وبحجّة مُحكمة من خلال آيات في سورة القارعة، فيها شبَّهَ الله أيضًا جهنم بأمّ أبي لهب الّذي سيصلى نارًا حامية (ذات لهب).

* سُوۡرَةُ القَارعَة
وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩) وَمَآ أَدۡرَٮٰكَ مَا هِيَهۡ (١٠) نَارٌ حَامِيَةُۢ (١١).

لقد قال تعالى في آية (٩): "وأمّه هاوية"
لأنها سوف تهوي بِهِ في الجحيم. وقال في آية (١٠) و(١١):
"وما أدراك ما هيه، نار حامية"
إذًا فأمّه الهاوية هي النار الحامية أي جهنم، وجهنم سوف تكون أم أبا لهب الّتي سوف تهوي بِهِ في نارها الحامية، وسوف تكون أيضًا إمرأته وأخته وخالته وعمته وجدّته وصاحبته وابنته وجارته.. وهذا هو منطق الإله، ومنطق الآيات وبيانها وتفصيلها وتشابهها وإحكامها.

من خلال ما ذكر الله تعالى في آياته البّينات في "سورة المسد" وفي "سورة القارعة"، نجد الدليل المُحكم الّذي يُعطينا المعنى لأبي لهب، ولإمرأته، ولأمّه، ولجهنم.

إنّ الله تعالى لم يذكر لنا أيّ شئ في كتابه العزيز عن قصَّة أبي لهب الّتي تتحدث عنها كتب الأحاديث والسيرة الباطلة، فمن أين جاء السلف الطالح بهذه القصة الخرافية؟

أمّا بالنسبة لإثبات معنى قول الله في آية (٤) و(٥) من سورة المسد: "وامرأته حمّالة الحطب، في جيدها حبلٌ من مسد"
نجد هذا المعنى، ونجد أيضًا دليلاً على محبة وعشق جهنم لأبي لهب، ونجد أنَّ أبا لهب هو الوقود، أي الحطب لجهنم في الآيات الّتالية:

* سُوۡرَةُ الهُمَزة
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
وَيۡلٌ لِّڪُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (١) ٱلَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (٢) يَحۡسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخۡلَدَهُ (٣) كَلَّا‌ۖ لَيُنۢبَذَنَّ فِى ٱلۡحُطَمَةِ (٤) وَمَآ أَدۡرَٮٰكَ مَا ٱلۡحُطَمَةُ (٥) نَارُ ٱللَّهِ ٱلۡمُوقَدَةُ (٦) ٱلَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى ٱلۡأَفۡـِٔدَةِ (٧) إِنَّہَا عَلَيۡہِم مُّؤۡصَدَةٌ (٨) فِى عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِۭ (٩).

* سُوۡرَةُ الحَجّ
هَـٰذَانِ خَصۡمَانِ ٱخۡتَصَمُواْ فِى رَبِّہِمۡ‌ۖ فَٱلَّذِينَ ڪَفَرُواْ قُطِّعَتۡ لَهُمۡ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوۡقِ رُءُوسِہِمُ ٱلۡحَمِيمُ (١٩) يُصۡهَرُ بِهِۦ مَا فِى بُطُونِہِمۡ وَٱلۡجُلُودُ (٢٠) وَلَهُم مَّقَـٰمِعُ مِنۡ حَدِيدٍ (٢١) ڪُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن يَخۡرُجُواْ مِنۡہَا مِنۡ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيہَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ (٢٢).

* سُوۡرَةُ الفُرقان
بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلسَّاعَةِ‌ۖ وَأَعۡتَدۡنَا لِمَن ڪَذَّبَ بِٱلسَّاعَةِ سَعِيرًا (١١) إِذَا رَأَتۡهُم مِّن مَّكَانِۭ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (١٢) وَإِذَآ أُلۡقُواْ مِنۡہَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوۡاْ هُنَالِكَ ثُبُورًا (١٣) لَّا تَدۡعُواْ ٱلۡيَوۡمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَٱدۡعُواْ ثُبُورًا ڪَثِيرًا (١٤).

* سُوۡرَةُ إبراهیم
وَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ يَوۡمَٮِٕذٍ مُّقَرَّنِينَ فِى ٱلۡأَصۡفَادِ (٤٩) سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغۡشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ (٥٠).

* سُوۡرَةُ یسٓ
إِنَّا جَعَلۡنَا فِىٓ أَعۡنَـٰقِهِمۡ أَغۡلَـٰلاً فَهِىَ إِلَى ٱلۡأَذۡقَانِ فَهُم مُّقۡمَحُونَ (٨).

* سُوۡرَةُ الرّعد
وَإِن تَعۡجَبۡ فَعَجَبٌ قَوۡلُهُمۡ أَءِذَا كُنَّا تُرَابًا أَءِنَّا لَفِى خَلۡقٍ جَدِيدٍ‌ۗ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّہِمۡ‌ۖ وَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ ٱلۡأَغۡلَـٰلُ فِىٓ أَعۡنَاقِهِمۡ‌ۖ وَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِ‌ۖ هُمۡ فِيہَا خَـٰلِدُونَ (٥).

* سُوۡرَةُ الشُّعَرَاء
لَعَلَّكَ بَـٰخِعٌ نَّفۡسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ (٣) إِن نَّشَأۡ نُنَزِّلۡ عَلَيۡہِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ءَايَةً فَظَلَّتۡ أَعۡنَـٰقُهُمۡ لَهَا خَـٰضِعِينَ (٤).

* سُوۡرَةُ غَافر
ٱلَّذِينَ ڪَذَّبُواْ بِٱلۡڪِتَـٰبِ وَبِمَآ أَرۡسَلۡنَا بِهِۦ رُسُلَنَاۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ (٧٠) إِذِ ٱلۡأَغۡلَـٰلُ فِىٓ أَعۡنَـٰقِهِمۡ وَٱلسَّلَـٰسِلُ يُسۡحَبُونَ (٧١) فِى ٱلۡحَمِيمِ ثُمَّ فِى ٱلنَّارِ يُسۡجَرُونَ (٧٢).

* سُوۡرَةُ قٓ
يَوۡمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمۡتَلَأۡتِ وَتَقُولُ هَلۡ مِن مَّزِيدٍ (٣٠).

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَإِن ڪُنتُمۡ فِى رَيۡبٍ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِينَ (٢٣) فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِى وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ‌ۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَـٰفِرِينَ (٢٤).

* سُوۡرَةُ الاٴنبیَاء
إِنَّڪُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمۡ لَهَا وَارِدُونَ (٩٨) لَوۡ كَانَ هَـٰٓؤُلَآءِ ءَالِهَةً مَّا وَرَدُوهَا‌ۖ وَڪُلٌّ فِيہَا خَـٰلِدُونَ (٩٩) لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمۡ فِيهَا لَا يَسۡمَعُونَ (١٠٠).

* سُوۡرَةُ الجنّ
وَأَمَّا ٱلۡقَـٰسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (١٥) وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَـٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسۡقَيۡنَـٰهُم مَّآءً غَدَقًا (١٦) لِّنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِ‌ۚ وَمَن يُعۡرِضۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِۦ يَسۡلُكۡهُ عَذَابًا صَعَدًا (١٧).

* سُوۡرَةُ المُلک
وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّہِمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَ‌ۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ (٦) إِذَآ أُلۡقُواْ فِيہَا سَمِعُواْ لَهَا شَہِيقًا وَهِىَ تَفُورُ (٧) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ ٱلۡغَيۡظِ‌ۖ كُلَّمَآ أُلۡقِىَ فِيہَا فَوۡجٌ سَأَلَهُمۡ خَزَنَتُہَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَذِيرٌ (٨) قَالُواْ بَلَىٰ قَدۡ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبۡنَا وَقُلۡنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَىۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِى ضَلَـٰلٍ كَبِيرٍ (٩) وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِىٓ أَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِيرِ (١٠) فَٱعۡتَرَفُواْ بِذَنۢبِہِمۡ فَسُحۡقًا لِّأَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِيرِ (١١).

أدعوا الله تعالى أن يُبعدنا عن إمرأة أبي لهب، وأن يُدخلنا برحمته (أي بجنّته) في عباده الصالحين.

131 November 14, 2016