حقيقة الحياة والموت والبعث

 

حقيقة الحياة والموت والبعث 

 

السلام على المؤمنين والمؤمنات فقط بكتاب الله جلّ في علاه.

قبل ان أبيّن حقيقة الحيواة والموت والبعث من القرءان الكريم سوف أبدأ هذه المقالة كمُقدِّمة لهذا الموضوع، أرجوا من عزيزي القارئ أن يُتابع كُل كلمة سوف أذكرها لأهمّيةّ هذا الموضوع.

(١): الموت!!!... كلمة تُرعب القلوب وتقشعرُّ منها الأبدان وترفضها العقول، ولكنه حقيقة تحدث أمام أعيُنِنا في كُل لحظة، لا نستطيع تجنبَهُ ولا الهروبَ منه، إنه قدر الإنسان لا مَحال.

ولكن لماذا هذا الخوف من الموت؟
هل لأنّ الموت مجهول للإنسان لأنّ الإنسان ليس لديه دليل مادّي ملموس أو تجربة مُسبقة لهذا الحدث؟
أم لأنّهُ في شكٍّ ممّا سوف يحدث له في القبر؟
أم لأنَّهُ يخافُ من ما بعد الموت؟
أم لأنَّهُ يخافُ من الآخرة؟

السؤال هو: هل هناك عذاب في القبر؟
هل هناك جنّة أو عذاب في الآخرة؟

وإذا كان هناك عذاب في الآخرة فهل سيكون بالجسد أم بالنفس؟
أم أنَّ وجودية الإنسان تُفنى بالموت؟

تساؤلات كثيرة طرحها الإنسان عبر الأزمان والعصور ولم يجد لها أجوبة واضحة، وما زال في شكٍّ وخوفٍ منها بسبب وجود الأديان المُختلفة الّتي تُعطي أجوبة مُختلفة واحتمالات كثيرة وغير مؤكَّدة لتلك التساؤلات الكثيرة.

لقد أثبت الله تعالى وفَصَّلَ لنا في جميع كُتُبِهِ الّتي أنزلها على جميع أنبيآءِهِ ورُسُلِهِ حقيقة الحياة الموت والبعث، ولكِن هذا الإثبات والتفصيل لم يتناسب مع أهواء الإنسان فمحا دين الله الحق، وحرَّف المعنى الحقيقي للحياة والموت والبعث، وصنع آخِرة تتناسب مع أهواءِهِ من خلال أديان باطلة لِكي يُبدِّل ويُبطِل حُكْم الله تعالى في الآخرة بهدف أن يهرُب من عذاب جهنم.

 

(٢): لقد ذكر الله تعالى لنا في جميع رسالاته عن البعث من أجل الخلود إمّا في الجنة وإمّا في جهنم، فلو أخبرنا الله تعالى مثلاً أنه لا وجود لجهنم ولكن فقط للجنة مهما فعل الإنسان من شرّ في الأرض ومهما كان هذا الإنسان ظالمًا أو فاسدًا، فسوف نجد جميع الأمم من أوّل الخلق إلى آخِرِهِ يدخلون في دين الله أفواجًا، ولكن وجود العذاب الجسدي في جهنم كان حُجةً للإنسان لعدم إيمانه بالله وحده، أي بكتابه وحده، فأدّى بِهِ إلى التكذيب بدين الله وإلى صناعة واتّباع أديان بحجّة أنها من عندِ الله تتناسب مع أهوائه لكي يهرب من عذاب جهنم، ويهرب من تحمُّلِهِ مسؤولية أعماله السَّيِئة، فيُتيح بذلك الفرصة لنفسه أن يفعل ما يشآء في الأرض دون أن يُحاسب على تلك الأعمال، مما أدّى بِهِ إلى التكبرّ على الله، وإلى الكفر والإشراك بِهِ، وإلى التفرقة والاختلافات، وإلى الظلم والفساد، وإلى العداوة والبغضاء لأخيه الإنسان.

وهذه العداوة والبغضاء ألقاها الله تعالى في قلوب أكثر الناس والأمم بسبب عدم اتّباعهم لدين الله الحق، وبسبب تَفْرِقتهم بين أديانهم الباطلة، لذلك نجد أنَّ تلك العداوة والبغضاء موجودة بين جميع الأديان والمذاهب الأرضية الباطلة، ونجد بأنَّ كل دين أو مذهب يكره الدين والمذهب الآخر.

فمثلاً السنّي يكره الشيعي والعكس صحيح، والعلويّ يكره السنّي والعكس صحيح، والدرزي يكره الماروني والعكس صحيح، والكاثوليكي يكره الأرثوذوكسي والبروتستانتي والعكس صحيح، والدين الإسلامي الباطل، أي الدين الذي ابتدعهُ أئِمّة الكُفر والإشراك والّذي لم يُنَزِلّ الله تعالى بِهِ من سلطان يكره الدين المسيحي واليهودي الباطل والعكس صحيح، والدين اليهودي الباطل يكره الدين المسيحي الباطل والعكس صحيح، إلخ...، ولذلك قال الله تعالى عنهم في سورة المائدة آية (٦٤)، و في سورة المائدة آية (١٤)، و في سورة البقرة آية (١١٣).

* سورة المائدة
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿٦٤﴾.

* سورة المائدة
وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴿١٤﴾.

* سورة البقرة
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿١١٣﴾.

آية (١١٣) من سورة البقرة: "الّذين لا يعلمون"، هُم كُلّْ الأديان الباطلة وأولَّها دين العرب قوم محمد عليه السلام الّذي هو بريءٌ منهم إلى يوم القيامة، لأنهم حرّفوا بكتاب الله من خلال كُتُب كاذبة افتروها على الله تعالى وعلى رسوله الأمين محمد عليه السلام، ككتاب الصحيحين النَّجِسين بُخاري ومُسلِم، وكُتُب أئِمة الكُفر والإشراك الأربعة وغيرهم، لأنَّهُمْ مردوا على النفاق، كما أخبرنا الله تعالى في سورة التوبة.

* سورة التوبة
وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿١٠١﴾.

* سورة التوبة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٢٨﴾.

وقال الله تعالى عنهم أيضًا في سورة المؤمنون، وسورة الروم، وسورة الزّمّر.

* سورة المؤمنون
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴿٥١﴾ وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴿٥٢﴾ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٥٣﴾.

آية (٥٣): "... كُلُّ حِزبٍ بما لديهِم فرِحون"، أي كُل دين أو حزب هو فرِحٌ، أي مُتكَبِّرٌ بدينِهِ على الأديان الأخرى، بِظنِّهِ أنَّ دينَهُ هذا الّذي يؤمنُ بِهِ هو دينُ الحق وأفضل من الأديان الأُخرى.

* سورة الروم
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾.

* سورة الزمر
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٩﴾.

آية (٢٩): "... شركاء مُتشاكسون.."، لأنهم مُشترِكون في الكُفر والإشراك والاختلافات والعداوة، ولذلك هُمْ "مُتشاكِسون" فهُمْ لا يتَّفقون في شيء، ولذلك لا يستطيع الرجل منهم أن يعيش بِسَلَمٍ مع رجُلٍ من غير دينِهِ.

 

(٣): إنّ سبب صناعة الأديان الأرضية الباطلة هو الهروب من عذاب جهنم، وإذا نظرنا في جميع الأديان الأرضية الباطلة لا نجد دينًا واحدًا يؤدّي بنا إلى الخلود في النار، ولكن بشرط أن نؤمن وندخل في هذا الدين: فمثلاً إذا آمنا بالدين المسيحي فسوف يكون لنا خلاص المسيح كي ندخل الجنة في الآخرة، أو إذا آمنا بالدين السُنِّي فسوف تكون لنا شفاعة محمد كي ندخل الجنة في الآخرة، أو إذا آمنا بالدين الشيعي فسوف تكون لنا شفاعة أهل البيت كي ندخل الجنة في الآخرة، وكذلك الأمر بالنسبة للدين اليهودي إذا آمنا به فسوف تكون لنا الجنة في الآخرة، وأيضًا بالنسبة للدين الدرزي أو البوذي إذا آمنا به فسوف تصل روحنا بزعمهم إلى الجنة الروحيَّة، إلخ...، لعنهم الله بكفرهم لا يفقهون إلاّ قليلاً.

لقد أعلمنا الله تعالى أمانِيّْ كُل دين باطل أنه هو فقط الدين الّذي يوصل للجنة في الآيات التالية:

* سورة البقرة
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿١١١﴾ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١١٢﴾ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿١١٣﴾.

* سورة آل عمران
لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿١٨١﴾ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴿١٨٢﴾.

آية (١٨١) و(١٨٢): لقد قالوا وما زالوا يقولون أنَّ "الله فقير وهُمْ أغنياء"، لأنهُمْ يُريدون أن يُثبِتوا أنَّ دينهم الباطل هو دينُ الحقّ، بِزعمِهِمْ أنَّ الله فقير، أي أنَّ الإيمان بالله وحدّهُ، أي بِكِتابِهِ وحدَهُ لا يستطيع أن يُعطينا الخير أو يُدخِلُنا الجنَّة، لأنَّ الله بِزعمِهِم ليس بِيَدِهِ الخير فهو فقير، لذلك لا يستطيع أن يُدخِلُنا الجنة، أمّا هُمْ "فهُمْ أغنياء" لأنَّ الخير والقُوَّةْ والحُكم بِيَدِهِمْ في الدُنيا والآخِرة، وهُمْ وحدهُمْ الّذين يَملِكون خزائن الرَّحمة، أي هُمْ وحدهُمْ الّذين يُعطون الرَّحمة، أي الجنة من خلال دينِهِم الباطِل، "ألا لعنةَ الله على الكافِرين"، من أجل ذلك قال الله عنهم في سورة الزُمر، وسورة المائدة، وسورة العنكبوت.

* سورة الزمر
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٧﴾.

* سورة المائدة
وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ۖ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿١٨﴾.

* سورة العنكبوت
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿١٢﴾ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿١٣﴾.

آية (١٢): "... إتّبِعوا سبيلنا، ولنحمِلْ خطاياكُمْ..."، هنا نجد وبوضوح تام كيف حاول الكُفّار أن يضحكوا على المؤمنين بِحجَّةْ أنَّهُمْ يستطيعون أن يأخُذوا عنهُمْ أوزارهُمْ إذا إتَّبّعوا سبيلَهُمْ أي،  دينَهُم الباطلْ، فيضعوا تلك الأوزار عنهُمْ فيُدخِلونهُمْ بذلك الجنَّة.

 

(٤): إنَّ هدفُ هؤلاءِ الكُفّار الشياطين أن يُضِلّوا المؤمِنين لِكَيْ يُردوهُمْ في جهنَّمْ ويلبِسوا عليهِمْ دينَهُمْ الحق، ولذلكَ أخبرنا الله تعالى عن هؤلاءِ الأبالسة والشياطين (كبُخاري، ومُسلِمْ، وجميع السَلف الطالح، وأئِمَّةْ الكُفر والإشراك من اليهود، والنصارى، والدروز، إلخ... الّذين لا أيْمان لَهُمْ)، ولقد حذّرنا الله تعالى منهُمْ، وبيَّنَ لنا خُطَّتَهُم، وأعطانا الوسيلة الوحيدة لِلجهاد ضِدَّهُمْ ولِعَدَم الوقوع في شركِهِمْ في سورة الفرقان، وسورة النحل.

* سورة الفرقان
فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢﴾.

* سورة النحل
فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿٩٨﴾ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٩٩﴾ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ﴿١٠٠﴾.

 

(٥): كُلُّ هذه الأديان صنعوها تكبُّراً على الله عزّ وجلّ لأن الإنسان يُريد أن تكون له الحرية المُطلقة في الأرض، ومهما فعل من أعمال سيِّئة فهُو يرفُض أن يُعاقب عليها، وفي نفس الوقت يتمَنّى ويظُّنّ أنَّ الجنة سوف تكون له في الآخرة.

نجد ما ذكرت في:

* سورة الكهف
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ﴿٣٢﴾ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا ﴿٣٣﴾ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴿٣٤﴾ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا ﴿٣٥﴾ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا ﴿٣٦﴾.

* سورة سبأ
وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ﴿٣٤﴾ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴿٣٥﴾ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٦﴾ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَىٰ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴿٣٧﴾ وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴿٣٨﴾.

* سورة فصلت
لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ﴿٤٩﴾ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَىٰ ۚ فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴿٥٠﴾.

* سورة النحل
لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ ۖ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦٠﴾ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴿٦١﴾ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَىٰ ۖ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ ﴿٦٢﴾.

* سورة البقرة
قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٩٤﴾ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٩٥﴾ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴿٩٦﴾.

* سورة الجمعة
قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٦﴾ وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٧﴾ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٨﴾.

* سورة النجم
إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَىٰ ﴿٢٣﴾ أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَىٰ ﴿٢٧﴾ وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ﴿٢٨﴾.

* سورة المعارج
فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ﴿٣٦﴾ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ﴿٣٧﴾ أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ﴿٣٨﴾.

* سورة القلم
أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ﴿٣٥﴾ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿٣٦﴾ أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ ﴿٣٧﴾ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ ﴿٣٨﴾ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۙ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ﴿٣٩﴾ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ ﴿٤٠﴾ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ﴿٤١﴾.

"أفنجعَلُ المُسلِمينَ كالمُجرمين، ما لكُم كيف تحكمون"، فالله تعالى أرادَ أن يُعلِمَهُمْ بأنَّهُ لن يُدخِلَهُمْ أبدًا جنَّتَهُ، لأنَّهُ تعالى يُدْخِلْ جنَّتَهُ فقط الإنسان المُسلِمْ، أي فقط الإنسان الصالح. ولذلك أكمَلَ آياتِهِ بإستهزاء بقولِهِ لَهُمْ: "أم لكُم كتابٌ فيه تدرسون".

من خلال تِلكَ الآياتِ البيِّنات نرى أسلوب الله تعالى الرفيع الجميل في استِهزاءِهِ بالمُجرمين، أي بالكُفّار المُشرِكين، لأنَّهُمْ ظنّوا من خلال دينهم الباطل دين الإشراك، أنَّهُمْ سوف يدخلون الجنة مهما فعلوا من ذنوب.

 

(٦): لقد رفض الإنسان فكرة عذاب الدنيا والآخرة، وكفر وكذَّبَ بها إستنكارًا وتكبُّرًا على الله، وظنِّ أنَّ الله لن ينصُرَهُ في الدنيا والآخرة، أي ظنَّ أنَّ الله لن يُعطيهِ الخير في الدنيا ولن يُدخِلَه الجنة في الآخرة، واتَّخذ إلهه هواهُ، ووضع اللّومَ على الله في ما يَحدُث في الأرض من ظُلم وفساد، لذلك فهو يُفضلّ عدم الإيمان بقيمة وجوديته وقيمة خلوده كإنسان مخلوق من جسد ونفس، فيرفض بذلك حقيقة البعث الجسدي، ويتمنّى أن يكونَ الموتُ الجسدِيُّ فناءً لهُ.

نجد ما ذكرت في:

* سورة الحج
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿١١﴾ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ﴿١٢﴾ يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ ۚ لَبِئْسَ الْمَوْلَىٰ وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ﴿١٣﴾ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴿١٤﴾ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴿١٥﴾.

* سورة المؤمنون
ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴿٣١﴾ فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٣٢﴾ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ﴿٣٣﴾ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ ﴿٣٤﴾ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ﴿٣٥﴾ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ﴿٣٦﴾ إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴿٣٧﴾.

* سورة الجاثية
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٢٣﴾ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴿٢٤﴾.

* سورة النحل
إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ﴿٢٢﴾ لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ﴿٢٣﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ۙ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٤﴾ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴿٢٥﴾.

* سورة الرعد
وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٥﴾.

* سورة الإسراء
وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْءانِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ﴿٤٧﴾ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٤٨﴾ وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا ﴿٤٩﴾ قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ﴿٥٠﴾ أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ۚ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا ۖ قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا ﴿٥١﴾.

 

(٧): تلكَ المُقدِّمة الّتي ذكرتها لكم هي في الحقيقة موجودة على أرض الواقع، إنَّ أكثر الأمم كفرت، أي بدّلت قانون الله تعالى ودينُه في الحيواة والموت والبعث، وما زالت تكفر بسبب وجود آيات عذاب جهنم هربًا من هذا العذاب، وهُم بدلاً من أن يلوموا أنفُسهم على أعمالهم الّتي سوف تؤدّي بهم إلى عذاب جهنم، وبدلاً من أن يتوبوا ويُبدِّلوا سيِّئاتهم حسنات لكي يدخلوا الجنة، تكبَّروا على الله، ووضعوا الّلوم عليه في دينهم الباطل، وكفروا بِهِ، وبدّلوا دينَهُ، وعبدوا آلهةً من دونِهِ، والدليل على ما ذكرت نجده في:

* سورة النحل
وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿٣٥﴾ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿٣٦﴾ إِنْ تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ۖ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴿٣٧﴾ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٨﴾ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ﴿٣٩﴾.

نجد في تلكَ الآيات البيِّنات كيف يضع الكُفار والمُشركون الّلوم على الله تعالى في عبادتِهِمْ وعبادة آبآءِهِمْ لِدينِهِمْ الباطِل، بحِجَّةْ أنَّ دينَهُمْ هذا هو مشيئةُ الله، أي بِحجَّةْ أنَّ الله تعالى هو الّذي أراد لهُمْ هذا الدين وأنزلَهُ عليهِم.

* سورة النحل
وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿٣٥﴾ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿٣٦﴾ إِنْ تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ۖ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴿٣٧﴾ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٨﴾ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ﴿٣٩﴾.

آية (١٤٨): تدُلُّنا أيضًا على نفس معنى ومبدأ آيات سورة النحل من آية (٣٥) إلى آية (٣٩).

 

(٨): إخوتي وأخواتي الكِرام سأبيّن حقيقة الحيواة والموت والبعث في المقالات القادمة إن شآء الله.

ودمتم على التمسكّ بكتاب الله وحده لا شريك له.

 

https://www.youtube.com/watch?v=0Nwx7tHn09Y

https://www.youtube.com/watch?v=EkmK0zYdLzw

https://www.youtube.com/watch?v=RAgwU3tAK7E

https://www.youtube.com/watch?v=ODESWpTLsGM

 

92 November 13, 2016