من هو شفيعنا في الآخرة؟

 

من هو شفيعنا في الآخرة؟

 

السلام عليكم والشفاعة لمن اتّبع فقط القرءان العظيم.

إخوتي وأخواتي الكرام، القرءان العظيم هو شفيعنا الوحيد الذي سوف يشفع لنا في الآخرة، إذا ما آمنّا به وطبّقنا آياته العظيمة في حياتنا الدنيا.

(١): * سُوۡرَةُ الاٴنعَام
وَأَنذِرۡ بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحۡشَرُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ‌ۙ لَيۡسَ لَهُم مِّن دُونِهِۦ وَلِىٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ (٥١).

* سُوۡرَةُ مَریَم
يَوۡمَ نَحۡشُرُ ٱلۡمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحۡمَـٰنِ وَفۡدًا (٨٥) وَنَسُوقُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرۡدًا (٨٦) لَّا يَمۡلِكُونَ ٱلشَّفَـٰعَةَ إِلَّا مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ عَهۡدًا (٨٧).

آية (٨٧): "لَّا يَمۡلِكُونَ ٱلشَّفَـٰعَةَ إِلَّا مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ عَهۡدًا":

إنّ الله الرحمن لا يُملّك أو يُعطي الإنسان (ذكرًا كان أم أنثى) الشفاعة (أي الجنة) في الآخرة إلاَّ بشرط واحد لا غير، أن يتَّخِذ هذا الإنسان عندهُ عهدًا خلال حياته في هذه الدنيا وقبل مماته.

وما هو هذا العهد الّذي يجب على الإنسان الذكر وعلى الإنسانة الأنثى أن يُعاهد الله عليه ويتَّخِذه في حياتِهِ لكي يستطيع أن يملك شفاعة الله ودخوله الجنة في الآخرة؟

هذا العهد هو أن يتّبع هذا الذكر أو هذه الأنثى كتابًا واحدًا فقط، ألا وهو كتاب الله عزّ وجلّ، بهدف أن يعمل/ تعمل به ويُطبّقه/ تُطبِّقُهُ في حياته/ حياتها وقبل موته/ موتها.

إنَّ هذا الشرط هو الشرط الوحيد الّذي وضعه الرحمن لنا ذكورًا وإناثًا لكي يُعطينا رحمته وشفاعته، أي لكي نستطيع أن ندخل الجنة في الآخرة.

* سُوۡرَةُ الزّخرُف
وَلَا يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَـٰعَةَ إِلَّا مَن شَہِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ (٨٦).

آية (٨٦): "إلّا من شهد بالحقّ" = إلاَّ من شهِد بالقرءان.

وهذا يعني أنَّ فقط الإنسان الّذي شهِد بالقرءان الكريم (ذكرًا كان أم أنثى)، أي ءامن به وأقامه وعمِل به وطبَّقه في حياته الدنيا، ونبذ كتب الأديان والتراث الباطلة، يُمَلِّكهُ الله عزّ وجلّ الشفاعة مُسبقًا في هذه الأرض، وبالتالي الشفاعة لاحِقا في الآخرة، وبالتالي دخوله الجنة في الآخرة.
 

(٢): نصيحة لوجه الله تعالى ذكورًا كنتم أم إناثًا، إذا آمنتم وعملتم بآيات الله تعالى فسوف تكونوا من الّذين اتَّخذوا عند الرَّحمَنِ عهدًا، وبالتالي من الّذين يملكون الشفاعة، أي الجنة في الآخرة.

* سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦۤ أَوۡلِيَآءَ‌ۗ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (٣).

* سُوۡرَةُ سَبَأ
قُلۡ إِنَّمَآ أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍۖ أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثۡنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَڪَّرُواْۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيۡنَ يَدَىۡ عَذَابٍ شَدِيدٍ (٤٦).

آية (46): "قُلۡ إِنَّمَآ أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ" = القرءان.

* سُوۡرَةُ یُونس
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَتۡكُم مَّوۡعِظَةٌ مِّن رَّبِّڪُمۡ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحۡمَةٌ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ (٥٧) قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَالِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٌ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ (٥٨).

* سُوۡرَةُ الکهف
وَٱتۡلُ مَآ أُوحِىَ إِلَيۡكَ مِن ڪِتَابِ رَبِّكَ‌ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِهِۦ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدًا (٢٧).
 

(٣): * سُوۡرَةُ المَائدة
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسۡـَٔلُواْ عَنۡ أَشۡيَآءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ وَإِن تَسۡـَٔلُواْ عَنۡہَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡہَا‌ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٠١) قَدۡ سَأَلَهَا قَوۡمٌ مِّن قَبۡلِڪُمۡ ثُمَّ أَصۡبَحُواْ بِہَا كَـٰفِرِينَ (١٠٢) مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِنۢ بَحِيرَةٍ وَلَا سَآٮِٕبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَـٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ‌ۖ وَأَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ (١٠٣) وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ قَالُواْ حَسۡبُنَا مَا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآ‌ۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡـًٔا وَلَا يَہۡتَدُونَ (١٠٤) يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡ‌ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡ‌ۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (١٠٥).

آية (١٠١): "يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسۡـَٔلُواْ عَنۡ أَشۡيَآءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ":
أي لا تسألوا السلف الطالح والأئمّة والمفتين والّذين يُسمّون أنفسهم بعلماء وشيوخ الأمّة الإسلامية عن أيّ شيء تريدون معرفته في دين الله، لأنّهم إذا أعطوكم الجواب فسوف يكون هذا الجواب باطلاً، لأنهم لن يُعطوكم إيّاهُ من القرءان الكريم، بل سوف يُعطوكم إيّاهُ من كتب الأحاديث والتفاسير، أي من كتب وحي السنّة الكاذبة الّتي لم يُنزلّ الله تعالى بها من سلطان، وبالتالي سوف يُسِئْكم، أي سوف يُؤدّي بكم جوابهم إلى الهلاك، أي إلى الخلود في جهنم.

آية (١٠١): "وَإِن تَسۡـَٔلُواْ عَنۡہَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ":
أي إسألوا فقط القرءان الكريم، لأنَّهُ الكتاب الوحيد الّذي يَستطيع أن يُعطينا العلم الصحيح الحق، أي الأجوبة الصحيحة على كل شيء نريد معرفته لأنَّهُ من عند الله العلي العليم، ولأنَّ الله عزّ وجلّ عندما أنزله علينا، وضع لنا في آياتِهِ جميع العلوم والأمثال والعِبر، ووضع لنا الأسئلة وأجوبتها، وفصَّل وبيَّنَ وفسَّرَ وأحكم لنا كل شيء وأمْر نريد معرفته عن كيفية وسبب وماهيّة وجوديتنا والهدف منها، وعن سعيِنا وعملِنا وجميع ما يتوجَّب علينا قوله وفِعلُهُ عملِيًّا في حياتنا في هذه الأرض والهدف منهُ، وعن كيفية وسبب وماهيّة موتنا والهدف منهُ، وعن كيفية وسبب وماهيّة بعثنا في أرض الآخرة والهدف منها.

آية (١٠٢): "قَدۡ سَأَلَهَا قَوۡمٌ مِّن قَبۡلِڪُمۡ ثُمَّ أَصۡبَحُواْ بِہَا كَـٰفِرِينَ":
لأنَّ القوم الّذين من قبل كانوا قد سألوا عن تلك الأشياء من دينهم الباطل، أي من كتب ءابآئهم الأولّين وسلفهم الطالح وأئِمّتهم وعلماء دينهم الباطل المُحرَّف الّذي يتّبعونه، ولذلك فهم بدلاً من أن يأخذوا الأجوبة الصحيحة، أي العلم الصحيح والحق عن تلك الأشياء الّتي سألوا عنها من القرءان، أخذوا الأجوبة الباطلة أي العلم الخاطئ والباطل من دين ءابآئهم وعشيرتهم وقومهم، ثُمَّ أصبحوا بهذا العلم الباطل كافرين.

آية (١٠٣): "مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِنۢ بَحِيرَةٍ وَلَا سَآٮِٕبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَـٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ‌ۖ وَأَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ":
أي ما جعل الله من كتب أحاديث، ككتب الأحاديث والسنّة والتفاسير والفقه الباطلة، ككتابَي بخاري ومُسلم وكتب الأئمَّة الأربعة، أي ما جعل الله من بخاري ولا مُسلِم ولا مالكي ولا شافعي ولا نووي ولا حنبلي ولا ولا ولا، أي ما نزَّل الله عزّ وجلّ بتلك الكُتُب من سلطان، ولكنَّ الّذين كفروا يفترون على الله الكذبَ وأكثرهم لا يعقلون.

آية (١٠٤): "وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ قَالُواْ حَسۡبُنَا مَا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآ‌ۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡـًٔا وَلَا يَہۡتَدُونَ":
أي إذا قيل لهم ءامنوا بدين الله، أي بما أنزل الله عزّ وجلّ إليكم في القرءان، وءامنوا بالرسول لأنَّهُ حامل لرسالة القرءان ولأنَّهُ عنده فقط علم القرءان، رفضوا اتّباع دين الله وتولّوا عنهُ مُعرضين، و"قالوا حسبنا ما وجدنا عليه ءابآءنا"، أي حسبنا ما وجدنا عليه دين ءابآئنا، ولذلك أجابهم الله جلّ في علاه بقوله لهم:

"أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡـًٔا وَلَا يَہۡتَدُونَ"، لأنَّ دين ءابآءهم هو ليس من عند الله، وبالتالي هو دينٌ باطل وكاذب لا يوجد فيه أيّ عِلم صحيح أو حق، ولا يوجد فيه هداية، ولذلك فلن يستطيع ءابآءهم أن يُعطونهم الأجوبة الصحيحة على أيّ شيء يسألونهم عنه، ولا أن يهدوهم إلى طريق الجنة، فهم أنفسهم "لا يعلمون شيئًا ولا يهتدون"، فكيف يستطيعون إذًا أن يهدوا أزواجهم أو أبنائهم أو أهليهم أو جيرانهم أو أصحابهم أو عشيرتهم أو الآخرين إذا لم يكونوا هُم أصلاً يعلمون شيئا، وإذا لم يكونوا هُم أصلاً مُهتدون؟
وهم بدلاً من أن يُعطوهم دين الحق (القرءان الكريم)، فسوف يلبسون عليهم دينهم وسوف يُردوهم في نار جهنم خالدين فيها أبدًا.

في هذه الآية الكريمة آية (١٠٤)، يُريد الله تعالى أن يَحُثَّنا على أن نسأل القرءان عن أيّ شيء نريد معرفته، وأن نتّبع فقط ما أمرنا به وما قاله الرسول لنا في القرءان، لا في وحي السنّة المزعومة، لأنَّ الرسول محمد الأمين صلوات الله عليه لم يقُل إلاَّ من القرءان، لأنَّهُ كان أمينًا على رسالة الله (القرءان الكريم) الّتي أنزلها وحيًا عليه، ومن ضمنها جميع رسالات الله عزّ وجلّ الّتي أنزلها على جميع أنبيائه ورُسُلِهِ وحفظها في القرءان.

في هذه الآية الكريمة، يُريدنا الله تعالى أن لا نتّبع الدين الّذي ورثناهُ منذ الصِغَر عن ءابآئنا، مثالاً لذلك الدين السنّي والدين الشيعي والدين الدرزي وغيره من الأديان والأحزاب والمذاهب والطوائف المُتوارثة، ولذلك ختم الله تعالى تلك الآيات البيّنات بنصيحة منه وضعها سُبحانه وتعالى لنا في آية (١٠٥)، لكي يُعطينا بها القوة والصبر والثبات على دين الحق، بهدف التمسُّك بالقرءان وإقامته.

آية (١٠٥): "يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡ‌ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡ‌ۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ".

في الختام، أدعوا الله تعالى أن يجعلنا ممن يتمسكّ فقط بكتابه العزيز ويقيم الصلاة (القرءان) لكي نكون من المصلحين ولكي يكون شفيعنا في الآخرة.

* سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلۡكِتَـٰبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُصۡلِحِينَ (١٧٠).

122 November 13, 2016