وحي سنّة أم وحي قرءان في القرءان العظيم؟ الجزء الأول

 

وحي سنّة أم وحي قرءان في القرءان العظيم؟
الجزء الأولّ

 

نسْخ القرءان الحكيم للسنّة النبوية الباطلة.

السلام على من اتّبع سنّة الله (القرءان العظيم)، واللعنة على من اتّبع سنّة الشيطان (رضاع الكبير، ونكاح الصغير، وشرب بول البعير، وأكل لحم الحمير، وووووو... إلخ...).

(١): جهلاء الأمّة الإسلامية يقولون من خلال كتب السنّة النبوية الباطلة، أنّ ربّ العالمين أوحى للرسول محمد عليه السلام وحْييْن، وحي القرءان ووحي السنّة، وأنّ وحي السنّة هو الذي يفسرّ القرءان، لأنّ القرءان ناقص، هذا يعني أنّ بدون وحي السنّة القرءان ليس له لا قيمة ولا معنى، (لعنهم الله وأصمّ آذانهم)، لكن الغريب أنّهم حين يستشهدون بآيات من القرءان يقولون قال الله، وعندما يستشهدون بالسنّة يقولون قال محمد.

كيف يقولون محمد قال إن كان وحي السنّة هو أيضًا من عند الله؟
من المفروض أن يقولوا قال الله، عِلْمًا أنّ السنّة التي أوحاها ربّ العالمين للرسول الأمين محمد عليه السلام هي فقط آيات الله.
 

(٢): ما هو السبب الذي جعلهم يقولون بأنّ وحي السنة يفسرّ وحي القرءان؟
لقد قالواهذا ليفتروا على الله عزّ وجلّ الكذب، بأنّ السنّة هي البيان والقرءان هو المُبينّ، والمُبينّ من دون البيان نقص، (لعنهم الله وأعمى أبصارهم)، يعني القرءان من دون السنّة ناقص لأنّه غير مفصلّ وبحاجة للسنّة البذيئة لتبيّنه.

أخواتي وإخواني الكرام، أيها المؤمنين والمؤمنات، تعالوا معًا نقرأ ما قاله الله تعالى في القرءان العظيم.
(٣): سوف أبدأ بآيات البيان:

* سورة البقرة
وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ءَايَٰتٍۭ بَيِّنَٰتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلَّا ٱلْفَٰسِقُونَ (٩٩).

* سورة البقرة
وَلَا تَنكِحُوا۟ ٱلْمُشْرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا۟ ٱلْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا۟ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُو۟لَٰٓئِكَ يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَٱللَّهُ يَدْعُوٓا۟ إِلَى ٱلْجَنَّةِ وَٱلْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِۦ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٢١).

* سورة آل عمران
هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (١٣٨).

* سورة النساء
يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُم بُرْهَٰنٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (١٧٤).

* سورة المائدة
يَٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَيَعْفُوا۟ عَن كَثِيرٍ قَدْ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَكِتَٰبٌ مُّبِينٌ (١٥).

* سورة يوسف
الٓر تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱلْكِتَٰبِ ٱلْمُبِينِ (١).

* سورة الحجر
الٓر تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱلْكِتَٰبِ وَقُرْءَانٍ مُّبِينٍ (١).

* سورة النحل
وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِىٓ إِلَيْهِمْ فَسْـَٔلُوٓا۟ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِٱلْبَيِّنَٰتِ وَٱلزُّبُرِ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤).

* سورة النحل
تَٱللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰٓ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ أَعْمَٰلَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِى ٱخْتَلَفُوا۟ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(٦٤).

* سورة النحل
وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِى كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ تِبْيَٰنًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩).

* سورة الحجّ
وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَٰهُ ءَايَٰتٍۭ بَيِّنَٰتٍ وَأَنَّ ٱللَّهَ يَهْدِى مَن يُرِيدُ (١٦).

* سورة النور
وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ ءَايَٰتٍ مُّبَيِّنَٰتٍ وَمَثَلًا مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (٣٤).

* سورة النور
لَّقَدْ أَنزَلْنَآ ءَايَٰتٍ مُّبَيِّنَٰتٍ وَٱللَّهُ يَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ (٤٦).

* سورة الشعراء
طسٓمٓ (١) تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱلْكِتَٰبِ ٱلْمُبِينِ (٢).

* سورة النمل
طسٓ‌ۚ تِلۡكَ ءَايَـٰتُ ٱلۡقُرۡءَانِ وَڪِتَابٍ مُّبِينٍ (١).

* سورة القصص
طسٓمٓ (١) تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱلْكِتَٰبِ ٱلْمُبِينِ (٢).

* سورة العنكبوت
وَمَا كُنتَ تَتْلُوا۟ مِن قَبْلِهِۦ مِن كِتَٰبٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّٱرْتَابَ ٱلْمُبْطِلُونَ (٤٨) بَلْ هُوَ ءَايَٰتٌۢ بَيِّنَٰتٌ فِى صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَّا ٱلظَّٰلِمُونَ (٤٩).

* سورة سبأ
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَا تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّى لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِى ٱلْأَرْضِ وَلَآ أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكْبَرُ إِلَّا فِى كِتَٰبٍ مُّبِينٍ (٣).

* سورة سبأ
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٍ قَالُوا۟ مَا هَٰذَآ إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَآؤُكُمْ وَقَالُوا۟ مَا هَٰذَآ إِلَّآ إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ إِنْ هَٰذَآ إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (٤٣).

* سورة الحديد
هُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِۦٓ ءَايَٰتٍۭ بَيِّنَٰتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (٩).

* سورة الطلاق
رَّسُولًا يَتْلُوا۟ عَلَيْكُمْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَٰتٍ لِّيُخْرِجَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَمَن يُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَٰلِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُۥ رِزْقًا (١١).

 

(٤): سانتقل إلى آيات التفصيل:

* سورة الأنعام
أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًا وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَٰبَ مُفَصَّلًا وَٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ (١١٤).

* سورة الأعراف
وَلَقَدْ جِئْنَٰهُم بِكِتَٰبٍ فَصَّلْنَٰهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢).

* سورة يونس
وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ ٱلْكِتَٰبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ (٣٧).

وتفصيل الكتاب، وليس تفصيل السنّة.

* سورة هود
الٓر كِتَٰبٌ أُحْكِمَتْ ءَايَٰتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١).

* سورة يوسف
لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُو۟لِى ٱلْأَلْبَٰبِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (١١١).

* سورة الإسراء
وَجَعَلْنَا ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ ءَايَةَ ٱلَّيْلِ وَجَعَلْنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا۟ فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا۟ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ وَكُلَّ شَىْءٍ فَصَّلْنَٰهُ تَفْصِيلًا (12).

* سورة فُصّلت
حمٓ (١) تَنزِيلٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ (2) كِتَٰبٌ فُصِّلَتْ ءَايَٰتُهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣).
 

(٥): إنّ أكثر أهل الحديث يقولون أنّ القرءان ليس فيه كلّ الأمثال، وأنّ السنّة فيها أمثال كثيرة تُكملّ أمثال القرءان، تعالوا معًا نقرأ كيف نسخ الله جلّ في علاه في كتابه العزيز حديث السلف الفاسق.

* سُوۡرَةُ الإسرَاء
وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِى هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمۡ إِلَّا نُفُورً۬ا (٤١).

* سورة الإسراء
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِى هَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰٓ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (٨٩).

* سورة الكهف
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِى هَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ ٱلْإِنسَٰنُ أَكْثَرَ شَىْءٍ جَدَلًا (٥٤).

* سُوۡرَةُ الفُرقان
وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَـٰهُ بَيۡنَہُمۡ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰٓ أَڪۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا ڪُفُورًا (٥٠).

* سورة الروم
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِى هَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِـَٔايَةٍ لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (٥٨).

* سورة الزمر
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِى هَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِى عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٢٨). 

 

(٦): لنقرأ تفسيرالقرطبي الدجّال في كتاب الجامع لأحكام القرءان، باب تبيين الكتاب بالسنّة:
روى سعيد بن منصور: حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن مكحول قال: القرءان أحوج إلى السنة من السنة إلى القرءان، وبه عن الأوزاعي قال: قال يحيى بن أبي كثير: السنة قاضية على الكتاب وليس الكتاب بقاضٍ على السنة. قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله -يعني أحمد بن حنبل- وسُئل عن هذا الحديث الذي روي أن السنة قاضية على الكتاب فقال: ما أجسرعلى هذا أن أقوله، ولكني أقول أن السنة تفسر الكتاب وتبيّنه.

كيف يتجرّأ هؤلاء الأبالسة ويتكبّرون على الله عزّ وجلّ، ويقولون بأنّ السنّة قاضية على القرءان؟
وكيف يتجرّأون ويقولون أنّ القرءان بحاجة للسنّة؟

 

(٧): أتمنّى من إخواني الكرام التركيز على هذا الحديث.
تفسيرالدجّال القرطبي في كتاب الجامع لأحكام القرءان، باب تبيين الكتاب بالسنّة:
قال الخطابي: قوله: أوتيت الكتاب ومثله معه، يحتمل وجهين من التأويل:
أحدهما: أن معناه أنه أُوتي من الوحي الباطن غير المتلو مثلما أُعطي من الظاهر المتلو.
والثاني: أنه أُوتي الكتاب وحيًا يُتلى، وأُوتي من البيان مثله، أي أُذن له أن يبين ما في الكتاب فيعم ويخص ويزيد عليه ويشرح ما في الكتاب فيكون في وجوب العمل به ولزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرءان.
قال الخطابي في كتاب الجامع لأحكام القرءان، تفسير القرطبي: أن الرسول محمد عليه السلام قال: أوتيت الكتاب ومثله معه، وهذا الحديث له وجهين من التأويل أن معناه أنه أُوتي من الوحي الباطن غير المتلو مثلما أُعطي من الظاهر المتلو، يعني رب العالمين أعطى الرسول محمد عليه السلام الوحي الظاهر والذي هو القرءان الذي تلاه له مثلما أعطاه الوحي الباطن والذي هو السنّة النبوية التي لم يتلوها عليه.

نرى من خلال هذا الحديث أنّ: 
أولًا: يوازاون القرءان بالسنّة.
ثانيًا: أنّ الرسول محمد عليه السلام أتى بالسنّة من عنده بحجّة أنّها إلهام باطني من عند رب العالمين، وبمجردّ أن قالوا بأنّ ربّ العالمين أعطى للرسول محمد عليه السلام وحيًا دون أن يتلوه عليه، فضحوا أنفسهم وبان كذبهم ونفاقهم على ربّ العالمين وعلى رسوله الأمين.

ثاني تفسير لقول الرسول أوتيت الكتاب ومثله معه هو: أنه أُوتي الكتاب وحيًا يُتلى، وأُوتي من البيان مثله، أي أُذن له أن يبين ما في الكتاب فيعمّ ويخصّ ويزيد عليه ويشرح ما في الكتاب فيكون في وجوب العمل به ولزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرءان

هذا الحديث يعني، أنّ سنّة الرسول ليست وحيًا من عند ربّ العالمين، ولكن ربّ العالمين سمح للرسول أن يعممّ ويخصّص ويزيد على القرءان مثلما يريد، وأيضًا أن يشرح القرءان على هواه، ويجب أن نقبل بالسنّة مثلما نقبل بالقرءان.
 

(٨): كيف يتجرّأون و يقولون أنّ الله سمح للرسول أن يزيد على القرءان وأن يشرحه كما يريد وأن يستخدم الآيات بالطريقة التي تناسبه؟
علمًا أنّ ربّ العالمين أمر الرسول بأن لا يزيد أو ينقص أو يشرح القرءان مثلما يريد، وإلاّ عذّبه الله. نرى الدليل من القرءان في:

* سورة طه
وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى (٧).

* سورة الإسراء
وَإِن كَادُوا۟ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتَفْتَرِىَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّٱتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (٧٣) وَلَوْلَآ أَن ثَبَّتْنَٰكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْـًٔا قَلِيلًا (٧٤) إِذًا لَّأَذَقْنَٰكَ ضِعْفَ ٱلْحَيَوٰةِ وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (٧٥).

* سورة الحاقة
فَلَآ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (٣٨) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (٣٩) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ (٤١) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ(٤٢) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ (٤٣) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلْأَقَاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ (٤٦) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَٰجِزِينَ (٤٧) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (٤٨) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ (٤٩) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ (٥٠) وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ (٥١) فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ (٥٢).

* سورة الشوري
أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَٰطِلَ وَيُحِقُّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦٓ إِنَّهُ عَلِيمٌۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ (٢٤).

* سورة يونس
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ٱئْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَٰذَآ أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِىٓ أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآئِ نَفْسِىٓ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ إِنِّىٓ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّى عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥).

* سورة يونس
فَإِن كُنتَ فِى شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَسْـَٔلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ (٩٤) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ (٩٥).

* سورة يونس
قُلْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى شَكٍّ مِّن دِينِى فَلَآ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِى يَتَوَفَّىٰكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ (١٠٤) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ (١٠٥) وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ ٱلظَّٰلِمِينَ (١٠٦).

* سورة الرعد
وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَٰهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُم بَعْدَمَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِىٍّ وَلَا وَاقٍ (٣٧).

* سورة الزمر
قُلْ أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُوٓنِّىٓ أَعْبُدُ أَيُّهَا ٱلْجَٰهِلُونَ (٦٤) وَلَقَدْ أُوحِىَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ (٦٥) بَلِ ٱللَّهَ فَٱعْبُدْ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ (٦٦).
 

(٩): لنقرا معاً هذا الحديث: تفسير القرطبي في كتاب الجامع لأحكام القرءان، باب تبيين الكتاب بالسنة:
روى الأوزاعي عن حسان بن عطيه قال: كان الوحي يُنزلّ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويحضره جبريل بالسنة التي تفسر ذلك.

عِلْمًا بأنّ القرءان ليس بحاجة لهذه السنّة الخبيثة لكي تفسّره، ويا للعجب من أحاديثهم الخبيثة، مرة يقولون أنّ السنّة النبوية هي وحي مباشر من عند الله، ومرة يقولون لم يوحِي الله له السنّة، جبريل هو الذي أوحاها له، ومرة يقولون أنّ السنة ليست وحيًا من عند الله ولكن الله أعطاه الضوء الأخضر أن يفسرّ القرءان بالطريقة التي تناسبه، ومرة يقولون أن الله لم يوحي له السنّة بوحي مباشر مثل القرءان ولكن أوحاها له بوحي غير مباشر والذي سموه الوحي الباطن.

نرى بالدليل القاطع من خلال كل هذه التناقضات أنّ جهلاء الأمّة الإسلامية، ليسوا قادرين حتى الآن أن يحدّدوا بالضبط كيف جاءت السنّة النبوية، وتناقضهم هو أكبر دليل على أنه ليس هناك شيئ اسمه سنّة نبوية، والقرءان هو البرهان على هذا.

ولو أنّ فعلاً هناك سنّة خاصّة لمحمد غير القرءان:
أولًا: لكان الله ذكرها بالقرءان، وفي كلّ القرءان ليس هناك اتّبعوا سنّة محمد.
ثانيًا: لم يكن فيها اختلافات وتناقضات مع مفهوم القرءان.
ثالثًا: كان الله جمعها وحفظها في القرءان.
رابعًا: ما كان الله فصّل وبيّن القرءان وأمرنا فقط باتّباعه.
خامسًا: كانت توافقت مع سنن جميع الأنبياء والرسل.
سادسًا: لو كانت السنّة وحيًا من عند الله ستكون بنفس أسلوب ولغة القرءان وبنفس علم القرءان، ولا تكون لغة ركيكة ومعاني سخيفة وساقطة ووسخة.

 

(١١): لنقرأ ما قاله الله تعالى في كتابه العزيز:

* سورة النساء
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا۟ فِيهِ ٱخْتِلَٰفًا كَثِيرًا (٨٢).

* سُوۡرَةُ العَنکبوت
أَوَلَمۡ يَكۡفِهِمۡ أَنَّآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡڪِتَـٰبَ يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ‌ۚ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَرَحۡمَةً وَذِڪۡرَىٰ لِقَوۡمٍ يُؤۡمِنُونَ (٥١).

"أولم يكفهم أنّا أنزلنا عليك الكتاب يُتلى عليهم...".
ألا يكفيهم القرءان؟
 

(١٢): أؤكدّ لكم، من خلال الوحي الواحد الأحد، الذي هو القرءان العظيم، أنّه ليس هناك شيء اسمه سنّة محمد، ولا تفسير محمد، ولا قول محمد، ولا حديث محمد، ولا شريعة محمد، ليس هناك إلاّ سنّة الله، وتفسير الله، وقول الله، وحديث الله، وشريعة الله التي أنزلها على محمد وعلى جميع الأنبياء السابقين عليهم السلام أجمعين.
 

(١٣): سوف ابدأ بآيات السنّة.

* سورة النساء
يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢٦).

* سورة الإسراء
سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (٧٧).

(الله أكبر، سنّة الله التي هي الكتب، والشريعة، والحديث والقول والتفسير)

* سورة الأحزاب
مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِى ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا (٣٨).

الله أكبر

* سورة الأحزاب
لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ٱلْمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَٱلْمُرْجِفُونَ فِى ٱلْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلَّا قَلِيلًا (٦٠) مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوٓا۟ أُخِذُوا۟ وَقُتِّلُوا۟ تَقْتِيلًا (٦١) سُنَّةَ ٱللَّهِ فِى ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلًا (٦٢).

* سورة فاطر
وَأَقْسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَٰنِهِمْ لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلْأُمَمِ فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (٤٢) ٱسْتِكْبَارًا فِى ٱلْأَرْضِ وَمَكْرَ ٱلسَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِۦ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ ٱلْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحْوِيلًا (٤٣).

* سورة الفتح
وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَٰذِهِۦ وَكَفَّ أَيْدِىَ ٱلنَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ ءَايَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَٰطًا مُّسْتَقِيمًا (20) وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُوا۟ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرًا (21) وَلَوْ قَٰتَلَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَوَلَّوُا۟ ٱلْأَدْبَٰرَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (22) سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلًا (23).
 

(١٤): سوف انتقل إلى آيات القول.

* سورة النساء
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا وَعْدَ ٱللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلًا (١٢٢).

* سورة الأنبياء
ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ (١) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا ٱسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا۟ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ هَلْ هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ (٣) قَالَ رَبِّى يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِى ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ (٤).

وهو السميع العليم وليس البخاري المشرك.

* سورة الزمر
وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُوا۟ ٱلطَّٰغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ (١٧) ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمْ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ (١٨).

* سورة فصلت
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِٱلذِّكْرِ لَمَّا جَآءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٌ (٤١) لَّا يَأْتِيهِ ٱلْبَٰطِلُ مِنۢ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِۦ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢) مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (٤٣).
 

(١٥): آيات أحسن الحديث.

* سورة الأعراف
وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِۦ يَعْدِلُونَ (٨١) وَٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (١٨٢) وَأُمْلِى لَهُمْ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ (١٨٣) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا۟ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (١٨٤) أَوَلَمْ يَنظُرُوا۟ فِى مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَىْءٍ وَأَنْ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَىِّ حَدِيثٍۭ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (١٨٥).

الله أكبر، "فبأيّ حديث بعده يؤمنون

* سورة الزمر
ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَٰبًا مُّتَشَٰبِهًا مَّثَانِىَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِى بِهِۦ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٢٣).

* سورة الجاثية
تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ فَبِأَىِّ حَدِيثٍۭ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ يُؤْمِنُونَ (٦).

الله أكبر، "فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون

* سورة الطور
أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ (٣٣) فَلْيَأْتُوا۟ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِۦٓ إِن كَانُوا۟ صَٰدِقِينَ (٣٤).

* سورة المرسلات
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (٤٩) فَبِأَىِّ حَدِيثٍۭ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (٥٠).

"فبأي حديث بعده يؤمنون
 

(١٦): لنقرأ ما هو أحسن التفسير

* سورة الفرقان
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَٰحِدَةً كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَٰهُ تَرْتِيلًا(٣٢) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَٰكَ بِٱلْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (٣٣).

الله أكبر، أحسن التفسير هو القرءان العظيم.
 

(١٧): لننتقل إلى آيات الشريعة.

* سورة المائدة
وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَآ ءَاتَىٰكُمْ فَٱسْتَبِقُوا۟ ٱلْخَيْرَٰتِ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٤٨).

"لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا"، شريعة واحدة ومنهاج واحد، نجد البرهان الواضح على أنها شريعة واحدة في:

* سورة الشورى
شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحًا وَٱلَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِۦٓ إِبْرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓ أَنْ أَقِيمُوا۟ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا۟ فِيهِ كَبُرَ عَلَى ٱلْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ٱللَّهُ يَجْتَبِىٓ إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِىٓ إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (١٣).

"شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين"، إذًا دين واحد، شريعة واحدة شرعها لكل الناس وأعطاها لكل أنبياءه ورسله.

* سورة الجاثية
وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلْنَٰهُمْ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ (١٦) وَءَاتَيْنَٰهُم بَيِّنَٰتٍ مِّنَ ٱلْأَمْرِ فَمَا ٱخْتَلَفُوٓا۟ إِلَّا مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْيًۢا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُوا۟ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٧) ثُمَّ جَعَلْنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلْأَمْرِ فَٱتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (١٨).

"ثم جعلناك على شريعة من الأمر"، ما هو أمر الله؟
الجواب: كتاب الله، الله أكبر.
 

(١٧): أجمع علماء وفقهاء الأمة الإسلامية على أنّ الله جلّ في علاه ذكر لنا وحي السنّة في القرءان، وأكثر آيات يستشهدون بها هما آيتان في سورة النجم، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، والدليل على كذبهم نجده في:

* سورة الجمعة
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥﴾.

كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا. 
كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا.
كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا.
كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا.
كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا.

 

(١٨): إذا قرأنا وتابعنا وتدبّرنا سورة النجم من آية (١) إلى آية (١٢) سنرى الدليل القاطع على أنّ قول وحديث الرسول محمد عليه السلام الذي نطق به، هو وحي القرءان فقط وليس وحي السنّة.

* سورة النجم
وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (٢) وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰٓ (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَىٰ (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ (٥) ذُو مِرَّةٍ فَٱسْتَوَىٰ (٦) وَهُوَ بِٱلْأُفُقِ ٱلْأَعْلَىٰ (٧) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ (٩) فَأَوْحَىٰٓ إِلَىٰ عَبْدِهِۦ مَآ أَوْحَىٰ (١٠) مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ (١١) أَفَتُمَٰرُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (١٢).

آية (١): "والنجم إذا هوى"، هنا يُعْلِمنا رب العالمين أنّ نجمًا قد سقط من السماء.
آية (٢): "ما ضل صاحبكم وما غوى"، يخبرنا الله تعالى أنّ محمدًا عليه السلام ما ضلّ وما غوى لمّا رأى النجم قد هوى من السماء.
آية (٣) و(٤): "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى"، يُعْلِمنا الله تعالى أنّ الرسول محمد عليه السلام لا ينطق عن الهوى، يعني قول وكلام وحديث الرسول محمد عليه السلام ما جاء به الرسول حسب هواه، يعني لم يؤلّفه من عنده، يعني ما هو بقول شاعر، ولا بقول كاهن، ولا بقول شيطان، لأنّ الذي نطق به محمد عليه السلام هو وحيٌ يُوحى، أي كتاب يوحى من عند الله عزّ وجلّ، لأنّ الوحي هو الكتاب، والدليل القاطع نجده في:

* سورة الأنبياء
قُلْ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِٱلْوَحْىِ وَلَا يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ (٤٥).

أُعيد، "قل إنما أنذركم بالوحي"، أي بالكتاب، بماذا الرسول ينذرهم؟ بالوحي، أكررّ، بالكتاب.

* سورة الأنعام
وَمَا نُرْسِلُ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ ءَامَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٤٨) وَٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا يَمَسُّهُمُ ٱلْعَذَابُ بِمَا كَانُوا۟ يَفْسُقُونَ (٤٩) قُل لَّآ أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلَآ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّى مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلْأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (٥٠) وَأَنذِرْ بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوٓا۟ إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِۦ وَلِىٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٥١).

* سورة التكوير
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠) مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (٢١) وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (٢٢) وَلَقَدْ رَءَاهُ بِٱلْأُفُقِ ٱلْمُبِينِ (٢٣) وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَٰنٍ رَّجِيمٍ (٢٥) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَٰلَمِينَ (٢٧).

سأكمل سورة النجم آية (٥): "علّمه شديد القوى"، أي علّمه جبريل عليه السلام.
وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ (١) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (٢) وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰٓ (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَىٰ (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ (٥) ذُو مِرَّةٍ فَٱسْتَوَىٰ (٦) وَهُوَ بِٱلْأُفُق ٱلْأَعْلَىٰ (٧) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ (٩) فَأَوْحَىٰٓ إِلَىٰ عَبْدِهِۦ مَآ أَوْحَىٰ (١٠) مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ (١١) أَفَتُمَٰرُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (١٢).

آية (٦) و(٧) و(٨): "ذو مِرّة فاستوى، وهو بالأفق الأعلى، ثم دنا فتدلّى": في هذه الآيات، يصف لنا ربّ العرش العظيم بوضوح تام كيف نزل جبريل عليه السلام بالكتاب، وكيف أوحاه لمحمد عليه السلام، ونرى في هذا الوصف أنّ جبريلًا عليه السلام هو النجم الذي هوى، هذا أكبر دليل على أنّ الرسول محمد عليه السلام لم يرَ جبريل عليه السلام كما وصفوه في كتب وحي السنّة الباطلة على أنّه كبير وعنده أجنحة، وكل جانح يغطّي المشرق والمغرب.

آية (٩): "فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ"، لقد رأى الرسول محمد عليه السلام نورًا يقترب منه، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ.
آية (١٠): "فأوحى إلى عبده ما أوحى"، يعني بعد أن أرسل ربّ العالمين جبريل عليه السلام بالكتاب، أوحى الله إلى عبده، أي محمد، ما أوحى، أي الكتاب.
آية (١١) و(١٢): "ما كذب الفؤاد ما رأى، أفتمارونه على ما يرى" فيها برهان واضح على أنّ جبريل عليه السلام أوحى له القرءان في قلبه، إذًا الرسول لم يرَ جبريل عليه السلام على حقيقته، وسنرى البرهان في سورة الشعراء:

* سورة الشعراء
وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلْأَمِينُ(١٩٣) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِىٍّ مُّبِينٍ (١٩٥) وَإِنَّهُ لَفِى زُبُرِ ٱلْأَوَّلِينَ (١٩٦).

آية (١٩٣) و(١٩٤): "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين".
إذا عدنا إلى آية (١١): "ما كذب الفؤاد ما رأى"، هذه الآية هي أكبر دليل على أنّ الرسول محمد عليه السلام صدَّق مباشرةً بالوحي، الذي هو القرءان الكريم أنّه من عند الله تعالى، وما خاف وارتعش وركض عند خديجة وقال لها زمّليني زمّليني، كما يقولون في أحاديثهم الباطلة.
 

(١٩): جبريل عليه السلام هو روح القدس، أي روح الله، أي كتاب الله، أي علم الله، يعني الوحي الذي أوحي إلى محمد هو جبريل حامل كتاب الله، وهذه الآيات من سورة النجم تنفي نفيًا قاطعًا وحي السنّة المزيفّ.

* سورة النحل
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٠١) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (١٠٢).

يُعْلِمنا الله تعالى من خلال آيات سورة النجم، كيف أنزل وحي القرءان على الرسول محمد عليه السلام عندما ناداه على الجبل في الليل من دون إرادته، يعني من دون أن يشعر، وهذه الليلة هي ليلة القدر، أي ليلة الإسراء، يعني الرسول لم يكن بالغار كما يقولون في أحاديثهم الباطلة، والدليل نجده في:

* سورة القصص
وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَٰبَ مِنۢ بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ ٱلْأُولَىٰ بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٣) وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِىِّ إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ ٱلشَّٰهِدِينَ (٤٤) وَلَٰكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِىٓ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتِنَا وَلَٰكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٤٥) وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٦).

من خلال آيات سورة القصص نجد أنّ نفس الكتاب الذي أرسله الله تعالى لمحمد على الجبل أرسله لموسى أيضًا على الجبل.
سورة النجم هي برهان واضح على أنّ الله تعالى أوحى لرسوله الأمين فقط القرءان الكريم.

يتبع.

https://www.youtube.com/watch?v=XNgBcz7gPHE

 

 

105 November 13, 2016