هل الأرض كُروية أم مُسطحة؟ الجزء الأول

 

هل الأرض كُروية أم مُسطحة؟ 
الجزء الأول

 

إخوتي وأخواتي الكرام، السلام عليكم.

* سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱلَّذِىٓ ءَاتَيۡنَـٰهُ ءَايَـٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنۡهَا فَأَتۡبَعَهُ ٱلشَّيۡطَـٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ (١٧٥) وَلَوۡ شِئۡنَا لَرَفَعۡنَـٰهُ بِہَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ وَٱتَّبَعَ هَوَٮٰهُ‌ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ ٱلۡڪَلۡبِ إِن تَحۡمِلۡ عَلَيۡهِ يَلۡهَثۡ أَوۡ تَتۡرُڪۡهُ يَلۡهَث‌ۚ ذَّالِكَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِنَا‌ۚ فَٱقۡصُصِ ٱلۡقَصَصَ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ (١٧٦) سَآءَ مَثَلاً ٱلۡقَوۡمُ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِنَا وَأَنفُسَہُمۡ كَانُواْ يَظۡلِمُونَ (١٧٧) مَن يَہۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِى‌ۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ (١٧٨) وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ ڪَثِيرًا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ‌ۖ لَهُمۡ قُلُوبٌ لَّا يَفۡقَهُونَ بِہَا وَلَهُمۡ أَعۡيُنٌ لَّا يُبۡصِرُونَ بِہَا وَلَهُمۡ ءَاذَانٌ لَّا يَسۡمَعُونَ بِہَآ‌ۚ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ كَٱلۡأَنۡعَـٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ‌ۚ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡغَـٰفِلُونَ (١٧٩).

* سُوۡرَةُ الجُمُعَة
مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَٮٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢا‌ۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ‌ۚ وَٱللَّهُ لَا يَہۡدِى ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ (٥).

* سُوۡرَةُ یسٓ
أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَـٰبَنِىٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَـٰنَ‌ۖ إِنَّهُ لَكُمۡ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (٦٠) وَأَنِ ٱعۡبُدُونِى‌ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسۡتَقِيمٌ (٦١) وَلَقَدۡ أَضَلَّ مِنكُمۡ جِبِلاًّ كَثِيرًا‌ۖ أَفَلَمۡ تَكُونُواْ تَعۡقِلُونَ (٦٢).

(١): يقول أصحاب الحديث أنَّ الأرض ليست كُروية ولكنها مُسطَّحة، وأنا في الحقيقة لم أفهم ماذا يقصد هؤلاء الجهلاء بقولهم هذا.
هل يقصدون أنَّ الأرض مُسطحة مُربّعة لها أربع زوايا كل زاوية هي ٩٠ درجة، ولها طول وعرض، وهي ثُنائية الأبعاد؟
أم أنها مُسطحة مُستطيلة لها أربع زوايا كل زاوية هي ٩٠ درجة، ولها طول وعرض، وهي ثنائية الأبعاد؟
أم أنَّها مُسطحة ب٤ زوايا؟
أم أنها مُسطحة مُثلَّثة لها ٣ زوايا ولها طول وعرض؟
أم أنها مُجسمة عل شكل مُكعب لها طول وعرض وارتفاع وعُمق، فهي ثُلاثية الأبعاد؟
أم أنَّها مُسطحة ب5 زوايا إلى آخره من الأشكال الهندسية أو المُجسمات المُختلفة الأبعاد؟
وهل نحن نعيش في أرض لها شكل هندسي ثنائي الأبعاد أم لها شكل مجسم ثلاثي الأبعاد؟
إذا كان الجواب أنَّ الأرض مُسطحة ومجسمة وثلاثية الأبعاد فهل هذا يعني أننا نعيش في داخل هذا المُجسم، أي في داخل الأرض، أم ماذا؟

والله أنا لم أفهم ما هو قصد هؤلاء من قولهم أنَّ الأرض مُسطحة وليست كُروية، أتمنّى حين يتكلمون أن يُحدّدوا الشكل الهندسي أو التجسيمي لهذه الأرض المُسطحة بدقّة أكثر لكي يستطيع الإنسان أن يستوعِب شكل الأرض في عقله فيرسم صورة معيّنة لها في خيالِهِ لكي يستطيع أن يرى شكلها الحقيقي بأكمله وكأنه يراها من فوق من الأعلى وهو غير موجود فيها.
 

(٢): هؤلآء لم يكتفوا فقط بعدم تحديد شكل الأرض، ولكنهم قالوا قولهم هذا عن عدم فهم وإدراك لآيات الله البّينات الّتي ذكرها الله عزّ وجلّ لنا في القرءان الكريم في هذا الخصوص وعن عدم فهم ومعرفة للعلم الظاهر أمامهم الّذي أثبته الله جلّ وعلا في خلقه الظاهر (خلق السماوات وما فيها من كواكب وأقمار ونجوم...)، والّذي أثبته القرءان قبل أن يُخلق الإنسان فأثبته فيما بعد الإنسان (بعد أن خُلِقَ) بعلم ووحي من الله عزّ وجلّ، وإنَّ تسمية الأرض "بالكرة الأرضية" لا يحتاج إلى فلسفة جاهلة وغير علمية على الإطلاق، وأنا أعجب كثيرًا كيف يكون هذا التسطيح في نظرهم وعقلهم وخيالهم؟
 

(٣): لقد حدث جدلٌ سفسطائي كبير على صفحتنا (حقيقة الإسلام من القرءان) في هذا الموضوع جعل البعض يُصدِّق أنَّ الأرض مُسطَّحة، ولقد عجبت كيف أدّى هذا الجدل البيزنطي إلى حيرة عند البعض، مِمّا دفعني لأن أكتب هذا الموضوع الّذي هو معلوم (Obvious) وليس بحاجة إلى شرح أو نقاش، لِكي أوضحّ للجميع من خلال إثباتات كثيرة من آيات الله البيّنات أنَّ الأرض كُروية وليست مُسطَّحة، على الرغم من أنَّ هذا الموضوع لا يوجد فيه جدال على الإطلاق، وعلى الرغم من أنَّ آيات الله عزّ وجلّ واضحة كوضوح الشمس، وعلى الرغم من أنَّ خلق الله عزّ وجلّ الظاهر لنا واضح كوضوح الشمس أيضًا.
 

أعذروني إخواني الكرام إذا قُلتُ لكم أنه أسخف موضوع ناقشته في حياتي، خاصة أنَّ شكل الأرض واضح وجليّ أمامنا وليس بحاجة إلى نقاش أو إلى إعادة نظر في دراسته مرة أخرى، وأنا أعتقد بأنَّ كل إنسان يُناقش في هذا الأمر بهدف أن يُثبت أنَّ الأرض مُسطحة وليست كُروية هو إنسان جاهل وضعيف المنطق والعقل والبصر والنظر، لم أتوقعّ في حياتي أن أُناقش في هذا الموضوع، لأنّي ظننتُ أن لا نِقاش فيه لأنه عِلمٌ واضح مرئي جليّ أمامنا لا حاجة لإثباته، ولقد كانت مُفاجئة كبيرة لي عندما رأيت أنَّ هناك من يعتقد بأنَّ الأرض مُسطحة على الرغم من أنه يرى الإثباتات على كُروِيَّتها في كل لحظة يعيش فيها، لكن معليش، سوف آخذ كل إنسان على "أد عقله" كما نقول باللغة العامية اللبنانية.
 

(٤): قبل أن أبدا بتدبرّ الآيات المُختصّة في هذا الشأن، أريد أن أُعطي صورة عن شكل الأرض، لكي يُفهم تمامًا قول الله عزّ وجلّ في آية (٢٠) من سورة الغاشية: "وإلى الأرضِ كيفَ سُطِحَتْ"

هناك فرقٌ كبير في أنَّ الله عزّ وجلّ سطح الأرض وفي أن تكون الأرض مُسطحة وغير كروية، وهذه نقطة مُهمة جدًا، وعلينا أن نفرق بين هذين الأمرين أو هذين المعنيين، إنَّ معنى "سَطَحَ الأرض" الّذي أراد الله عزّ وجلّ أن يُعطيه لنا في آية (٢٠) من سورة الغاشية هو ليس أنَّ الأرض غير كُروية وهذا لا ينفي كُروية الأرض على الإطلاق، لقد سطح الله عزّ وجلّ الأرض، أي سطح الكُرة الأرضية، أي جعل لهذه الكرة سطح وجعل هذا السطح سطحًا لكي نستطيع أن نعيش عليه.
 

(٥): إذا نظرنا في شكل الكرة أو الدائرة نجد أنّ لها سطح، وهذا السطح هو الّذي نُسمّيه في علم الرياضيات بالمحور (Periphery)، نستطيع أن نقول باختصار شديد وبشكل بسيط جدًا يعلمه ويفهمه "تلميذ صغير في الصف الإعدادي" أنَّ هذا السطح هو المكان الّذي نعيش عليه، وكما علّمونا في المدرسة "في الصف الإبتدائي"، نحن نعيش فوق سطح الأرض وعليها وليس تحت سطح الأرض وفي داخِلِها.

فهل هذه الآية في سورة الغاشية آية (20) هي آية صعبة الفهم؟
وهل هذا الأمر يحتاج إلى هذه الفلسفة السفسطائية وإلى هذا النقاش والجدل الكبيرين وإلى هذه الصعوبة في الفهم وفي تحديد شكل الأرض؟
 

(٦): الأرض لها شكل كروي أقرب إلى البيضاوي، والجسم الكروي هو جسم صلب محدد بسطح واحد وليس لهذا السطح أي أطراف أو حدود، وإنَّ محيط هذه الكرة أو الدائرة (Periphery) هو سطح هذه الأرض الّتي نعيش عليها، وإنَّ وجود مُحيط أو سطح هو أكبر دليل على إستدارة الأرض وكرويتها، إذًا كلمة سطح فيها دلالة كبيرة على أنّنا نعيش على سطح الأرض وأنها كُروية، وبما أن الأرض كبيرة الحجم ومسافاتها شاسعة، فظهور كرويتها لا يكون في المسافات القريبة، ولذلك نحن إذا نظرنا إليها على مدّ بصرنا نراها مسطحة سطحًا وهذا لا ينفي كرويتها لأن جسمها كبير جدًا ومساحتها كبيرة جدًا، ولكنّنا عندما ننظر إليها على مدّ بصرنا وعلى بعد لا نستطيع أن نرى نهايتها فنرى ما يُسمى (بالHorizon) كدليل على كُرويتها وعلى مُحيطها الدائري المُنحني، فلو كانت الأرض مُسطحة وغير كُروية لاستطعنا أن نرى نهايتها في الجهة الأخرى، وإذا نظرنا من السماء، نجد أنَّ الأرض ليست كروية متساوية الأطراف فهي منبعجة نحو الشمال والجنوب ولها شكل بيضاوي في انبعاجها شمالاً وجنوبًا، وإذا نظرنا في ما يوجد على سطح الأرض، نجد أنَّ الأرض الكروية لها سطح طبوغرافي فعلي مع ما يتضمنه من مناطق مائية وأشكال أرضية متنوعة، كما أخبرنا الله تعالى في الآيات التالية:

* سُوۡرَةُ الرّعد
وَهُوَ ٱلَّذِى مَدَّ ٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ فِيہَا رَوَاسِىَ وَأَنۡہَـٰرًا‌ۖ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيہَا زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِ‌ۖ يُغۡشِى ٱلَّيۡلَ ٱلنَّہَارَ‌ۚ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَـٰتٍ لِّقَوۡمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٣) وَفِى ٱلۡأَرۡضِ قِطَعٌ مُّتَجَـٰوِرَاتٌ وَجَنَّـٰتٌ مِّنۡ أَعۡنَـٰبٍ وَزَرۡعٌ وَنَخِيلٌ صِنۡوَانٌ وَغَيۡرُ صِنۡوَانٍ يُسۡقَىٰ بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعۡضَہَا عَلَىٰ بَعۡضٍ فِى ٱلۡأُڪُلِ‌ۚ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَـٰتٍ لِّقَوۡمٍ يَعۡقِلُونَ (٤).

* سُوۡرَةُ النّحل
وَأَلۡقَىٰ فِى ٱلۡأَرۡضِ رَوَاسِىَ أَن تَمِيدَ بِڪُمۡ وَأَنۡہَـٰرًا وَسُبُلاً لَّعَلَّڪُمۡ تَہۡتَدُونَ (١٥) وَعَلَـٰمَـٰتٍ وَبِٱلنَّجۡمِ هُمۡ يَہۡتَدُونَ (١٦) أَفَمَن يَخۡلُقُ كَمَن لَّا يَخۡلُقُ‌ۗ أَفَلَا تَذَڪَّرُونَ (١٧).

نفسه أو حول الأجسام الكروية الأخرى، وتسْبَحْ بشكل دائري حول فَلَكٍ مُعيَّن، أي مدار مُعيَّن (Orbital) حدّده الله عزّ وجلّّ لها، فهل يُعقل أن يشُذّْ كوكب الأرض عن القاعدة ويكون جسم مُسطح وغير كُروي بخلاف الكواكب الأخرى، بالرغم من أنه جزءٌ لا يتجزّأ من هذه السماء، هذا ما بيّنه الله تعالى في آية (30) من سورة الأنبياء، وفي آية (12) في سورة الطلاق:

* سُوۡرَةُ الاٴنبیَاء
أَوَلَمۡ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ ڪَانَتَا رَتۡقًا فَفَتَقۡنَـٰهُمَا‌... (٣٠).

* سُوۡرَةُ الطّلاَق
ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ سَبۡعَ سَمَـٰوَاتٍ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنَہُنَّ... (١٢).

وإذا كان كوكب الأرض ليس كوكبًا دائريًا بل مُسطح فكيف يدور حول نفسه وحول الشمس؟ وفي أي طريقة أو قانون فيزيائي رياضي يدور القمر حوله؟
ألا يَرَى هؤلآء كروية الشمس والقمر والكواكب والنجوم واضحة أمامهم عندما ينظرون في السماء لكي يُصدّقوا أنَّ الأرض كُروية؟

* سُوۡرَةُ الاٴنعَام
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيۡهِ ٱلَّيۡلُ رَءَا كَوۡكَبًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّى‌ۖ فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَآ أُحِبُّ ٱلۡأَفِلِينَ (٧٦) فَلَمَّا رَءَا ٱلۡقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّى‌ۖ فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَٮِٕن لَّمۡ يَہۡدِنِى رَبِّى لَأَڪُونَنَّ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلضَّآلِّينَ (٧٧) فَلَمَّا رَءَا ٱلشَّمۡسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّى هَـٰذَآ أَڪۡبَرُ‌ۖ فَلَمَّآ أَفَلَتۡ قَالَ يَـٰقَوۡمِ إِنِّى بَرِىٓءٌ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ (٧٨) إِنِّى وَجَّهۡتُ وَجۡهِىَ لِلَّذِى فَطَرَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ حَنِيفًا وَمَآ أَنَا۟ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ (٧٩).

 

(٧): إذا نظرنا في مسألة الخلق، نجد أنَّ جميع ما خلق الله عزّ وجلّ لنا له شكلٌ مستدير، إن كان الشكل دائري أو بيضاوي أو أسطواني أو غيره من الأشكال المستديرة، فمثلاً إذا نظرنا في خلق الذرّة (Atom) نجد أنّها تتألفّ من نواة دائرية ومن إلكترونات تدور حولها، وإذا نظرنا في الخلايا (Cells) نجد بأنّ شكلها دائري، وإذا نظرنا في حركة الكهرباء، نجد أنَّ الإلكترونات الّتي تحمل الطاقة على ظهرها تدور من السالب (negative) إلى الموجب (positive) وبشكل دائري متواصل، لكي تعطينا الطاقة الكهربائية، ووو، إذا نظرنا إلخ.
 

(٨): هنالك أدلّة علمية ودراسات فلكية فيزيائية رياضية جيوغرافية لا تُعدّ ولا تُحصى حول كروية الأرض وسوف تجدونها على صفحات النتّ أو في كتب كثيرة، ولكن على الرغم من ذلك فسوف أُعطيكم أبسط وأسهل الأدلّة العلمية.

إذا نظرنا في الشمس، نرى أنَّ الشمس تشرق في النصف الاول من الكرة الارضية وتغرب في النصف الثاني من الكرة الأرضية، ونرى أنَّ الأرض تدور وتتحرك حول الشمس، فإذا كانت الأرض مُسطحة أي مستوية فكيف تستطيع الشمس أن تشرق وتغرب في نفس الوقت (هذه العمليه تحتاج الى تحرك ودوران الكرة الارضية).

إذا نظرنا في فصول السنة، نجد أنَّ الكرة الارضيه تمرّ على أربعة فصول: الشتاء والخريف والصيف والربيع، وهذه الفصول مرتبطة بالشمس ودوارن الارض، فيكون في النصف الأول من الكرة الأرضية شتاء وخريف، ويكون في النصف الثاني من الكرة الأرضية ربيع وصيف، وهذا الامر متعلقّ بدوران الأرض حول الشمس.

إذا نظرنا مثلاً للبحر وفيه السفن والبواخر، نرى على مدّ بصرنا أنّ هذه السُفُن والبواخربعيدة جدًا ولا يمكن أن نراها، هذا أكبر دليل على أنّ الكرة الأرضية ليست مستوية بل هي "كروية بيضاوية"، وهذا مفهومه ومعناه أنَّ السفن والبواخر تكون قد ذهبت إلى الجهه الأخرى من الكرة الارضية، ولذلك لا نستطيع أن نراها.
 

(٩): سوف ترون من خلال آيات الله البيّنات، معنى سطح ومدّ وفرش ومهد.

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ (٢١) ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِراَشًا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءً وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ رِزۡقًا لَّكُمۡ‌ۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (٢٢).

فرش تعني بَسَطَ، وبسط تعني مدَّ أو نشر.
فرَشَ فرشًا النبات تعني إنبَسَط على سطح الأرض، أي إمتدّ وانتشر على سطح الأرض.
تبسَّط وانبسط يعني انتشر وامتدَّ.

"ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَشًا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءً": الأرض هي الفراش أو البساط أو الكوكب الّذي نعيش فيه أو على سطحِهِ، أمّا السماء فهي البناء للأرض (Foundation) فلا تكون الأرض من دونها، أي لا وجود للأرض من دون وجود السماء.

* سُوۡرَةُ الذّاریَات
وَٱلسَّمَآءَ بَنَيۡنَـٰهَا بِأَيۡيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧) وَٱلۡأَرۡضَ فَرَشۡنَـٰهَا فَنِعۡمَ ٱلۡمَـٰهِدُونَ (٤٨).

نجد في آية (٤٨) أنَّ الفراش يعني المِهاد، لقوله تعالى : "وَٱلۡأَرۡضَ فَرَشۡنَـٰهَا فَنِعۡمَ ٱلۡمَـٰهِدُونَ".
إذًا، فراشًا = فرشناها = مهادًا = مهدًا، الفراش هو البساط هو المهاد هو سطح كوكب الأرض الكُروي الّذي نعيش عليه.

* سُوۡرَةُ الرّعد
ٱللَّهُ ٱلَّذِى رَفَعَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ بِغَيۡرِ عَمَدٍ تَرَوۡنَہَا‌ۖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ‌ۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ‌ۖ كُلٌّ يَجۡرِى لِأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ يُفَصِّلُ ٱلۡأَيَـٰتِ لَعَلَّكُم بِلِقَآءِ رَبِّكُمۡ تُوقِنُونَ (٢) وَهُوَ ٱلَّذِى مَدَّ ٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ فِيہَا رَوَاسِىَ وَأَنۡہَـٰرًا‌ۖ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيہَا زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِ‌ۖ يُغۡشِى ٱلَّيۡلَ ٱلنَّہَارَ‌ۚ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَـٰتٍ لِّقَوۡمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٣) وَفِى ٱلۡأَرۡضِ قِطَعٌ مُّتَجَـٰوِرَاتٌ وَجَنَّـٰتٌ مِّنۡ أَعۡنَـٰبٍ وَزَرۡعٌ وَنَخِيلٌ صِنۡوَانٌ وَغَيۡرُ صِنۡوَانٍ يُسۡقَىٰ بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعۡضَہَا عَلَىٰ بَعۡضٍ فِى ٱلۡأُڪُلِ‌ۚ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَـٰتٍ لِّقَوۡمٍ يَعۡقِلُونَ (٤).

مَدّ الشيء = بَسَطَه أو جذبه = جعله طويلاً وبعيد المَدى = جعله بِقدر مدّ البصر.

آية (٣): "وَهُوَ ٱلَّذِى مَدَّ ٱلۡأَرۡضَ" = وَهُوَ ٱلَّذِى بسط ٱلۡأَرۡضَ = وَهُوَ ٱلَّذِى سَطَحَ ٱلۡأَرۡضَ.
ولقد مدَّ الله عزّ وجلّ الأرض فجعل فيها أراضي ومساحات شاسعة، وجَعَلَ فِيہَا رَوَاسِىَ وَأَنۡہَـٰرً۬ا‌ۖ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ، وجعل فيها قِطَعٌ۬ مُّتَجَـٰوِرَاتٌ۬ وَجَنَّـٰتٌ۬ مِّنۡ أَعۡنَـٰبٍ۬ وَزَرۡعٌ۬ وَنَخِيلٌ۬، ووووو، إلخ.
كيف مدَّ وسطح وبسط الله عزّ وجلّ الأرض؟ مدَّها بواسطة الجاذبية، فمن دون الجاذبية لا نستطيع أن نعيش في كوكب الأرض أوعلى سطح هذه الأرض.

"وَجَعَلَ فِيہَا رَوَاسِىَ": لقد أرسى، أي ثبَّتَ الله عزّ وجلّ الجبال في الأرض لكي لا تميل الأرض فتتحرك باضطراب وتدور وتهتزّ بنا في مدارها، وهذا أكبر دليل على كروية الأرض، فالجبال تُثبِّت الكرة الأرضية لكي لا تحيد بشكل عشوائي عن مدارها المُعتاد الّذي سيَّرَهُ الله عزّ وجلّ لها، إذًا الجبال تعطي التوازن للأرض في دورانها حول نفسها وحول الشمس، ولقد مدَّ الله عزّ وجلّ الأرض وجعل جميع ما خلق فيها مستويًا على سطحها بواسطة الجاذبية، فالجاذبية هي الّتي تجعل الماء وكل شئ خٌلِق في هذه الأرض ثابت على سطحها، ولذلك نحن نستطيع أن نقِف ونمشي ونستوي ونعيش على سطح هذه الأرض، ونجد هذه الصلة بين الأرض والرواسي في الآيات التالية:

* سُوۡرَةُ لقمَان
خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ بِغَيۡرِ عَمَدٍ تَرَوۡنَہَا‌ۖ وَأَلۡقَىٰ فِى ٱلۡأَرۡضِ رَوَاسِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمۡ وَبَثَّ فِيہَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنۢبَتۡنَا فِيہَا مِن ڪُلِّ زَوۡجٍ كَرِيمٍ (١٠) هَـٰذَا خَلۡقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِى مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦ‌ۚ بَلِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ (١١).

"وَأَلۡقَىٰ فِى ٱلۡأَرۡضِ رَوَاسِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمۡ": دليل على كروية الأرض كما بيّنت لكم سابقًا.
"وَبَثَّ فِيہَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ": دليل على وجودية الحيواة في كوكب الأرض.

* سُوۡرَةُ الغَاشِیَة
أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ ڪَيۡفَ خُلِقَتۡ (١٧) وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ ڪَيۡفَ رُفِعَتۡ (١٨) وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَيۡفَ نُصِبَتۡ (١٩) وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ (٢٠).

وجودية الحيواة على سطح "الكرة" الأرضية (كوكب الأرض) هو من وجودية الجبال، فلا تميد أو تميل بنا الأرض.

* سُوۡرَةُ الحِجر
وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَـٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيہَا مِن كُلِّ شَىۡءٍ مَّوۡزُونٍ (١٩) وَجَعَلۡنَا لَكُمۡ فِيہَا مَعَـٰيِشَ وَمَن لَّسۡتُمۡ لَهُ بِرَازِقِينَ (٢٠).

"وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَـٰهَا" = بسطناها = فرشناها، لكي يستطيع الإنسان أن يعيش على سطح هذا الكوكب أو هذه الأرض. هذه الآية هي أكبر دليل على كروية الأرض.
"وَجَعَلۡنَا لَكُمۡ فِيہَا مَعَـٰيِشَ": جميع ما خلق الله عزّ وجلّ لنا من خيرات فيها وعلى سطحها.

* سُوۡرَةُ قٓ
أَفَلَمۡ يَنظُرُوٓاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوۡقَهُمۡ كَيۡفَ بَنَيۡنَـٰهَا وَزَيَّنَّـٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ (٦) وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَـٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيہَا رَوَاسِىَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيہَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٍ (٧) تَبۡصِرَةً وَذِكۡرَىٰ لِكُلِّ عَبۡدٍ مُّنِيبٍ (٨) وَنَزَّلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً مُّبَـٰرَكًا فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ جَنَّـٰتٍ وَحَبَّ ٱلۡحَصِيدِ (٩) وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَـٰتٍ لَّهَا طَلۡعٌ نَّضِيدٌ (١٠) رِّزۡقًا لِّلۡعِبَادِ‌ۖ وَأَحۡيَيۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةً مَّيۡتًا كَذَالِكَ ٱلۡخُرُوجُ (١١).

"وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَـٰهَا" = بسطناها = فرشناها، لكي يستطيع الإنسان أن يعيش على سطح هذا الكوكب، هذه الآية هي أكبر دليل على كروية الأرض.

* سُوۡرَةُ الانشقاق
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ

إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ (١) وَأَذِنَتۡ لِرَبِّہَا وَحُقَّتۡ (٢) وَإِذَا ٱلۡأَرۡضُ مُدَّتۡ (٣) وَأَلۡقَتۡ مَا فِيہَا وَتَخَلَّتۡ (٤) وَأَذِنَتۡ لِرَبِّہَا وَحُقَّتۡ (٥).

"وَإِذَا ٱلۡأَرۡضُ مُدَّتۡ، وَأَلۡقَتۡ مَا فِيہَا وَتَخَلَّتۡ": لقد مدَّ الله تعالى الأرض بالمفهوم الظاهر لنا، وهذه الآية لها مفهوم مُختلف عن الآيات السابقة، لقد مدَّ الله عزّ وجلّ الأرض بأن منع عنها الجاذبية فلم تعد كُروية كما كانت، ولذلك "أَلۡقَتۡ مَا فِيہَا وَتَخَلَّتۡ"، وهذا سوف يحدث عندما ينتهي عمر الأرض، ونحن نفهم معنى كلمة "مُدَّت" أو "مددناها" من خلال سياق الآية نفسها، إذًا فالآية هي الّتي تُفسِّرُ لنا المعنى المُراد بِهِ لكلمة مُعيّنة وردت فيها، هذه الآية هي أيضًا أكبر دليل على أنَّ الأرض كُروية بيضاوية، وأنَّ الجاذبية هي الأساس في كُرويتها وصلابتها.

* سُوۡرَةُ نُوح
أَلَمۡ تَرَوۡاْ كَيۡفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبۡعَ سَمَـٰوَاتٍ طِبَاقًا (١٥) وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ فِيہِنَّ نُورًا وَجَعَلَ ٱلشَّمۡسَ سِرَاجًا (١٦) وَٱللَّهُ أَنۢبَتَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ نَبَاتًا (١٧) ثُمَّ يُعِيدُكُمۡ فِيہَا وَيُخۡرِجُڪُمۡ إِخۡرَاجًا (١٨) وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ بِسَاطًا (١٩) لِّتَسۡلُكُواْ مِنۡہَا سُبُلاً فِجَاجًا (٢٠).

"بساطًا" = مِهادًا = فِراشًا = سطحًا.
نجد في هذه الآية الدليل والبرهان لجعل الله عزّ وجلّّ لنا الأرض أي الكُرَة "بِساطًا"، وذلك بهدف أن "نسلُك منها سُبُلاً فجاجًا"، أي لكي نستطيع أن نمشي في مناكبها وفي طرقاتها الواسعة المفتوحة المنفرجة.
الفجاج، يعني الشِقّْ أو الطريق الواسع الواضح أو البعيد بين جبلين، أو الشِقّْ المُنفرج والمُتَّسِع بين الجبال.

"سُبُلاً فِجَاجًا"، تعني طرقاتها ومساحاتها واسعة وشاسعة ومفتوحة وبعيدة وواضحة ومعلومة، إذًا لقد مَهَدَ الله عزّ وجلّ لنا الأرض وبسطها وفرشها وسطحها بسُبُلِها وطرقاتها الواسعة الكبيرة ومساحاتها الشاسعة لكي نستطيع أن نمشي في مناكبها.

* سُوۡرَةُ النّبَأ
أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَـٰدًا (٦) وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادًا (٧) وَخَلَقۡنَـٰكُمۡ أَزۡوَاجًا (٨) وَجَعَلۡنَا نَوۡمَكُمۡ سُبَاتًا (٩) وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ لِبَاسًا (١٠) وَجَعَلۡنَا ٱلنَّہَارَ مَعَاشًا (١١) وَبَنَيۡنَا فَوۡقَكُمۡ سَبۡعًا شِدَادًا (١٢) وَجَعَلۡنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (١٣) وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡمُعۡصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجًا (١٤) لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبًّا وَنَبَاتًا (١٥) وَجَنَّـٰتٍ أَلۡفَافًا (١٦).

مهد يعني بسط، سهَّلَ، أصلَحَ.
والمِهاد هو الفراش أو الأرض المُنخفضة.
لقد جعل الله عزّ وجلّ الأرض "مِهادًا"، أي بسطها وسهَّلها لنا بواسطة السُبُل والطرقات والمسافات الشاسعة الواسعة المُبسّطة وسهولها المُنبسِطة والمُسطَّحة.
إذًا، "مِهادًا" = فِراشًا = بِساطًا = سطحًا.
"أوتادًا" = رواسِيَ = مُثبَّتة في قاع وعُمق الأرض لكي لا تميد الكرة الأرضية بنا في مدارها.

* سُوۡرَةُ الزّخرُف
وَلَٮِٕن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ (٩) ٱلَّذِى جَعَلَ لَڪُمُ ٱلۡأَرۡضَ مَهۡدًا وَجَعَلَ لَكُمۡ فِيہَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ (١٠) وَٱلَّذِى نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءَۢ بِقَدَرٍ فَأَنشَرۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةً مَّيۡتًا كَذَالِكَ تُخۡرَجُونَ (١١).

"مهدًا" = مِهادًا = فِراشًا = بِساطًا = سطحًا = الأرض المُنخفضة المُنبسطة = السَهل، ولذلك أكمل تعالى بقولِهِ: "وَجَعَلَ لَكُمۡ فِيہَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ".

* سُوۡرَةُ النَّازعَات
ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُ‌ۚ بَنَٮٰهَا (٢٧) رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّٮٰهَا (٢٨) وَأَغۡطَشَ لَيۡلَهَا وَأَخۡرَجَ ضُحَٮٰهَا (٢٩) وَٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ ذَالِكَ دَحَٮٰهَآ (٣٠) أَخۡرَجَ مِنۡہَا مَآءَهَا وَمَرۡعَٮٰهَا (٣١) وَٱلۡجِبَالَ أَرۡسَٮٰهَا (٣٢) مَتَـٰعًا لَّكُمۡ وَلِأَنۡعَـٰمِكُمۡ (٣٣).

دحا الشيء يعني عظُمَ واسترسَلَ إلى أسفل.
ودحا يعني بَسَطَ.
ودحى الشيء يعني بَسَطهُ.
ودحَّ دحًّا الشيء في الأرض يعني دسَّهُ وواراهُ، جعله يسترسِل إلى أسفل.
واندحَّ يعني إتّسَعَ.
ودحا الله الأرض يعني بَسَطها.

لقد دحا الله تعالى الأرض أي بسطها وفرشها بقوله: "أَخۡرَجَ مِنۡہَا مَآءَهَا وَمَرۡعَٮٰهَا".

كيف بسطها؟ جعلها تسترسِل إلى الأسفل، هذه الكلمة "دحاها" هي أيضًا دليل على سبب إنبساط الأرض بسبب وجود الجاذبية الّتي تجذب كل ما على سطحها وفي سمائها إلى الأسفل، ولقد جعل الله عزّ وجلّ الجسم الكروي للأرض صلبًا لِكي نستطيع أن نعيش ونبقى على سطح هذا الكوكب.

* سُوۡرَةُ الشّمس
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ

وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَٮٰهَا (١) وَٱلۡقَمَرِ إِذَا تَلَٮٰهَا (٢) وَٱلنَّہَارِ إِذَا جَلَّٮٰهَا (٣) وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَٮٰهَا (٤) وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَٮٰهَا (٥) وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا طَحَٮٰهَا (٦).

طحا تعني بَسَطَ ومدَّ.
والطحا هو المُنبسِط من الأرض.
"والأرض وما طحاحا"، أي والأرض وما بسطَ ومدَّ فيها، أي ما جعل فيها.

* سُوۡرَةُ المُرسَلات
أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا (٢٥) أَحۡيَآءً وَأَمۡوَاتًا (٢٦) وَجَعَلۡنَا فِيہَا رَوَاسِىَ شَـٰمِخَـٰتٍ وَأَسۡقَيۡنَـٰكُم مَّآءً فُرَاتًا (٢٧).

كَفَتَ الشيء تقلَّبَ ظهرًا لِبطن.
الكِفات هو الموضِع فيه الشئ، أي الشئ الّذي يُضمّ ويُجمع فيه، ما يُضمّ ويُجمع.
وكفات الأرض: ظهرها للأحيآء وبطنها للأموات.

"أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا": أي ألم يجعل الله عزّ وجلّ الأرض مكانًا لنا (للإنسان) يضُمُّنا ويجمعُنا فيها، فنحيا فيها ونموت فيها؟ لذلك أكمل تعالى بقولِهِ في آية (٢٦): "أَحۡيَآءً وَأَمۡوَاتًا"، وهذه إشارة لنا إلى أنَّ الأرض هي كِفاتًا أي مكان يجمع فيه الأحياء والأموات.

* سُوۡرَةُ غَافر
ٱللَّهُ ٱلَّذِى جَعَلَ لَڪُمُ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارًا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءً وَصَوَّرَڪُمۡ فَأَحۡسَنَ صُوَرَڪُمۡ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَـٰتِۚ ذَالِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّڪُمۡۖ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٦٤).

قرَّ قرارًا في المكان أو على الأمر يعني ثبُتَ وسَكَنَ.
وقرَّرَهُ في المكان أو على العمل يعني ثبَّتَهُ فيه.
وأقرَّ إقرارًا فلانًا في المكان يعني ثبَّتَهُ وسكَّنَهُ فيه.
والقُرّْ هو القرار في المكان، وهو المُستقر.
والقرار هو المُستقر والثابت المُطمئن من الأرض، وهو ما قرَّ فيه أي حصل فيه السَكَن أوالسُكون.
دار القرار هى الآخرة وما قرَّ فيها أي حصَلَ فيه السكَن والسُكون.

"جعل لكم الأرض قرارًا": أي جعل لنا الأرض مكانًا ثابتًا للسكَنَ فيه وهذا المكان يُعطينا السكينة والسكون أي الراحة والطُمأنينة.
وكما قال تعالى في آية (٩٨) من سورة الأنعام:

* سُوۡرَةُ الاٴنعَام
وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنشَأَكُم مِّن نَّفۡسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسۡتَقَرٌّ وَمُسۡتَوۡدَعٌ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأَيَـٰتِ لِقَوۡمٍ يَفۡقَهُونَ (٩٨).

"فمُستقر": تعني الحياة والإستقرار في الأرض، كما قال تعالى في الآية السابقة آية (٦٤) من سورة غافر: "ٱللَّهُ ٱلَّذِى جَعَلَ لَڪُمُ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارًا"، وكما قال تعالى في الآية السابقة آية (٢٥) من سورة المرسلات: "أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا (٢٥) أَحۡيَآءً وَأَمۡوَاتًا (٢٦)"

"ومُستودَع": تعني الموت والرجوع في الأرض، كما قال تعالى في الآية السابقة (آية ٢٥) من سورة المرسلات: "أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا (٢٥) أَحۡيَآءً وَأَمۡوَاتًا (٢٦)".

* سُوۡرَةُ الرَّحمٰن
وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلۡمِيزَانَ (٧) أَلَّا تَطۡغَوۡاْ فِى ٱلۡمِيزَانِ (٨) وَأَقِيمُواْ ٱلۡوَزۡنَ بِٱلۡقِسۡطِ وَلَا تُخۡسِرُواْ ٱلۡمِيزَانَ (٩) وَٱلۡأَرۡضَ وَضَعَهَا لِلۡأَنَامِ (١٠) فِيہَا فَـٰكِهَةٌ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ (١١) وَٱلۡحَبُّ ذُو ٱلۡعَصۡفِ وَٱلرَّيۡحَانُ (١٢).

"وَٱلۡأَرۡضَ وَضَعَهَا لِلۡأَنَامِ": هذه الآية هي أكبر دليل على جميع الآيات السابقة، والّتي تبّين لنا أنَّ الأرض خلقها الله عزّ وجلّ ووضعها للأنام، أي جعلها مكانًا للخلق لكي يعيشوا فيها على بِساطها وفراشها ومهدها وسطحها ولكي ينعموا بخيراتها، ولذلك أكمل تعالى بقوله في الآيات التالية:
"فِيہَا فَـٰكِهَةٌ وَٱلنَّخۡلُ ذَاتُ ٱلۡأَكۡمَامِ، وَٱلۡحَبُّ ذُو ٱلۡعَصۡفِ وَٱلرَّيۡحَانُ".
 

(١٠): إنَّ جميع تلك الكلمات "سُطِحَتْ" و"دحاها" و"مددناها" و"مُدَّتْ" و"بساطًا" و"فراشًا" و"مهادًا" و"مهدًا" و"طحاها" و"قرارًا" و"كِفاتًا" الّتي وردت في جميع السُور السابقة ليس لها أيّ علاقة بشكل الأرض أو بكرويّتها، فهي تتعلقّ بطريقة تشكُّل وتوسع اليابسة فوق "سطح الماء" والتي أصبحت "مهدًا" و"فراشًا" يصلح لنشأة الحياة البريّة، وهكذا جعلها الله جلّ في علاه مِهادًا وفراشًا وبساطًا وقرارًا وكِفاتًا للعباد.
 

(١١): هناك ملاحظة وهي، أنَّ الأرض عندما تُذكر من دون ذكر السماوات في القرءان الكريم فإنّ المعنى المقصود به هو الأرض اليابسة المُسطحة والمُنبسطة التي نعيش ونسير عليها. أمّا إذا إقترن ذكرها بذكر السموات مثلاً كقوله تعالى: "السموات والأرض"، فإنَّ المقصود بالأرض هو كوكب الأرض الّذي نعيش فيه والّذي هو جزءٌ لا يتجزّأ من السماوات السبع.

أنظروا لقول الله تعالى في الآيات التالية:

* سُوۡرَةُ سَبَأ
وَجَعَلۡنَا بَيۡنَہُمۡ وَبَيۡنَ ٱلۡقُرَى ٱلَّتِى بَـٰرَڪۡنَا فِيہَا قُرًى ظَـٰهِرَةً وَقَدَّرۡنَا فِيہَا ٱلسَّيۡرَۖ سِيرُواْ فِيہَا لَيَالِىَ وَأَيَّامًا ءَامِنِينَ (١٨) فَقَالُواْ رَبَّنَا بَـٰعِدۡ بَيۡنَ أَسۡفَارِنَا وَظَلَمُوٓاْ أَنفُسَہُمۡ فَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَحَادِيثَ وَمَزَّقۡنَـٰهُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍۚ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَـٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (١٩).

إذًا نحنُ نستطيع أن نسير في الأرض حتى ولو كانت كُروية، والله عزّ وجلّ هو الّذي يُقدِّرُ السّير فيها، أي المسافات الّتي يسير فيها الإنسان.

* سُوۡرَةُ العَنکبوت
قُلۡ سِيرُواْ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ ڪَيۡفَ بَدَأَ ٱلۡخَلۡقَ‌ۚ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِئُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡأَخِرَةَ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ ڪُلِّ شَىۡءٍ قَدِيرٌ (٢٠).

إذًا نحنُ نسير في الأرض.

* سُوۡرَةُ الحَجّ
فَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَـٰهَا وَهِىَ ظَالِمَةٌ فَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئۡرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصۡرٍ مَّشِيدٍ (٤٥) أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٌ يَعۡقِلُونَ بِہَآ أَوۡ ءَاذَانٌ يَسۡمَعُونَ بِہَا‌ۖ فَإِنَّہَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَلَـٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ (٤٦).

* سُوۡرَةُ الرُّوم
قُلۡ سِيرُواْ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلُ‌ۚ كَانَ أَڪۡثَرُهُم مُّشۡرِكِينَ (٤٢).

* سُوۡرَةُ غَافر
أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوٓاْ أَڪۡثَرَ مِنۡہُمۡ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَءَاثَارًا فِى ٱلۡأَرۡضِ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡہُم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ (٨٢).

88 November 08, 2016