ما هو مفهوم الطعام والفوم والعدس والبصل في آية (٦١) من سورة البقرة

 

 ما هو مفهوم الطعام والفوم والعدس والبصل في آية (٦١) من سورة البقرة

 

السلام على من أكل من الطعام الواحد

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَـٰمُوسَىٰ لَن نَّصۡبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُخۡرِجۡ لَنَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۢ بَقۡلِهَا وَقِثَّآٮِٕهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِہَا وَبَصَلِهَا‌ قَالَ أَتَسۡتَبۡدِلُونَ ٱلَّذِى هُوَ أَدۡنَىٰ بِٱلَّذِى هُوَ خَيۡرٌ ٱهۡبِطُواْ مِصۡرًا فَإِنَّ لَڪُم مَّا سَأَلۡتُمۡ‌ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلۡمَسۡڪَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ‌ ذَالِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ‌ ذَالِكَ بِمَا عَصَواْ وَّڪَانُواْ يَعۡتَدُونَ (٦١).

(١): لقد قال بنو إسرآئيل لموسى: "لَن نَّصۡبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ".
أي لن نصبِرَ على دينٍ واحد وعلى كتابٍ واحد وعلى قانون واحد.

(٢): وقالوا له: "فَٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُخۡرِجۡ لَنَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۢ بَقۡلِهَا وَقِثَّآٮِٕهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِہَا وَبَصَلِهَا‌".
أي فاْدعُ لنا ربَّكَ يأتِ لنا بأديان وأحزاب وطوائِف ومذاهب مُتفرِّقة ومُختلِفة ومُتنوِّعة الطعم والرائِحة، أي مُتنوِّعة ومُختلفة في قوانينها وفي عاداتها وتقاليدها وشرائعها وسُنَنِها كالأديان الموجودة في هذه الأرض، كالدين السِنّي والشيعي والدرزي، والكاثوليكي والبروتستانتي والأورثوذوكسي، واليهودي والبوذي والهندوسي والزردشتي والعلماني المُلحد بمُختلف طوائِفهم وأحزابهم، وغيرِها من الأديان والمذاهب الّتي زرعها الإنسان في هذه الأرض وأخرجها منها، وأصبحت جزءًا لا يتجزّأ منها.

(٣): ولذلك أجابهم موسى عليه السلام بوحيٍ من الله تعالى بقوله لهم: "أَتَسۡتَبۡدِلُونَ ٱلَّذِى هُوَ أَدۡنَىٰ بِٱلَّذِى هُوَ خَيۡرٌ‌".
أي أتستبدلون دين البشر الأدنى الّذي هو دين الحيواة الدنيا السافِل والهابط والفاسِد والمؤقَّت والزائِل، بدين الله الّذي هو دين الآخرة الدائِم والأحسن تقويم والعظيم والصالح؟

(٤): ولذلك أكمل موسى بقولِهِ لهم بوحي من الله تعالى: "ٱهۡبِطُواْ مِصۡرًا فَإِنَّ لَڪُم مَّا سَأَلۡتُمۡ‌ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلۡمَسۡڪَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ‌ ذَالِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ‌ ذَالِكَ بِمَا عَصَواْ وَّڪَانُواْ يَعۡتَدُونَ".

لأنَّ الله تعالى أعطاهم ما أرادوا، وغضِبَ عليهم وعيَّشهُم في مِصر في الظلمات والضلالة، وفي الذُلَّة والمسكنة، ورَدَّهُم أسفل سافلين (بعد أن كانوا في أحسن تقويم)، ذلك لأنَّهم استبدلوا الّذي هو أدنى بالَّذي هو خير، فرفضوا دين الله واتبعوا الأديان الأرضية الباطلة الّتي هي أديان ءابآءهم الأوَّلين الّتي اعتادوا أن يأكُلوا ويشربوا منها (كالبقل والقِثّآء والفوم والعدس والبصل وغيرها مِمّا تُخرِجُ لهم الأرض)، وكفروا بآياتِ الله وقتلوا النبيين بغير حق، أي قتلوا رسالات الأنبياء وكُتُبِهِم بالباطل بتحريفهم لرسالات الله الّتي أنزلها عليهم وبصناعتهم لأديان باطلة كدين البقل والقِثّآء والفوم والعدس والبصل وغيرها مِمّا تُعطيهِم الأرض (الحيواة الدنيا) من أديان باطلة.

وكل هذا أدّى بِهِم إلى العيش بالعداوة والكره والبغضاء والتفرقة والظلم والفساد بين بعضهم البعض، مِمّا أدّى بهم إلى العيش بالذُّل والمَسكنة وبِغضبٍ من الله.

(٥): أدعوا الله تعالى أن يهدينا إلى طعامه الواحد (القرءان الكريم) وأن يُبعدنا عن الفوم والعدس والبصل (الآديان والمذاهب الباطلة).

57 November 02, 2016