من هم الّذين ءامنوا والّذين هادوا والنصارى والصّابئين في القرءان الكريم؟

 

من هم الّذين ءامنوا والّذين هادوا والنصارى والصّابئين في القرءان الكريم؟

 

تفسير آية (٦٢) في سورة البقرة من خلال أحسن التفسير (القرءان العظيم).

السلام على الذين آمنوا بالله واليوم الآخر (أي آمنوا بالقرءان والآخرة المذكورة من خلال القرءان وليس من خلال كتب الأديان والأحاديث الباطلة).

* سورة البقرة
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾.

(١): إنّ اكثر الناس يظنون ويؤمنون بأنَّ هناك أديان سماوية مُختلفة أنزلها الله تعالى وسمح بها كالدين المسيحي والدين اليهودي والدين السنّي والشيعي والدرزي الّذين سُمّوا بالدين الإسلامي وما هم من الإسلام في شيء، ويظنّون أنَّ جميع تلك الأديان هي من الأديان الإبراهمية المُوحِّدة، وهُم بذلك يُلقون التهمة على الله عزّ وجلّ في وجود تلك الأديان بحجّة أنّها من عنده وأنَّه تعالى أمرنا بها لأنّ وجودها يدلّنا على معنى "الديمقراطية".

وإنَّ دليلهم على قولهم هذا هو فهمهم وتفسيرهم الخاطئ لقول الله تعالى لآية (٦٢) من سورة البقرة، فهم يعتقدون أنَّ "ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ" هم المسلمون، وأنَّ "ٱلَّذِينَ هَادُواْ" هم اليهود، وَأنَّ "ٱلنَّصَـٰرَىٰ" هم المسيحييون، وأنَّ "ٱلصَّـٰبِـِٔينَ" هم أتباع يحي المعمداني، وأنَّ جميع هؤلاء سوف يدخلون الجنة لأنَّ دينهم الّذي ينتمون إليه هو من الأديان الإبراهمية المُوحّدة لأنهم جميعًا يؤمنون بالله واليوم الآخر، وهم يعملون أيضًا صالحًا.

إذًا إنَّ آية (٦٢) من سورة البقرة هي دليلهم على إعتراف الله تعالى بجميع تلك الأديان، وعلى أنّ جميع تلك الأديان مُوحِّدَة، وعلى أنَّ وجود جميع تلك الأديان هو من الديمقراطية.

 

(٢): أمّا نحن، إذا نظرنا بتدبرّ في آية (٦٢) من سورة البقرة وضربناها بآيات أخرى من سُور أخرى لوجدنا في ما يقولون ويفهمون ويُفسِّرون تناقضًا كبيرًا يقع بين قولهم وفهمهم وتفسيرهم الخاطئ هذا، وبين قول وتفسير الله عزّ وجلّ والمفهوم الحقيقي الّذي أراد تعالى أن يدُلّنا عليه ويُرشدنا إليه. فمثلاً:

* كيف يسمح الله تعالى من جهة بوجود جميع تلك الأديان ويضع لنا الإثبات على هذا في آية، ويأتي بعد ذلك من جهة أخرى فيقول بأنَّ الدين عند الله الإسلام ومن يبتغي غير الإسلام دينًا فلن يُقبَلَ منه وهو في الآخرة من الخاسرين، ويضع لنا الإثبات على هذا في آيات أخرى؟

* وكيف يُسمّي الله حاشاه جميع تلك الأديان بالأديان المُوحِّدة، وهو سُبحانه الّذي أخبرنا في كل آية من آيات القرءان الكريم بأنَّ كل دين من تلك الديانات لا يُوحِّده، بل على العكس تمامًا يُشرِك ويكفر به لأنه يعبد إلآهًا خاصًا به غيره، ولأنه يؤمن بآخرة خاصَّة به مُختلفة تمامًا عن الآخرة الّتي أعلمنا تعالى عنها ومتناقضة معها؟

* وكيف يُسمّي الله تعالى جميع تلك الأديان بالأديان السماوية الإبراهيمية ويقبل بها ويرضى عنها، وهو سُبحانه وتعالى الّذي أخبرنا في أكثر آيات القرءان أنها أديان أرضية مُحرَّفة من بشر وأنَّهُ تعالى لم يُنزِّل بها من سُلطان؟

* وكيف سوف يدخل مُعتقِدي تلك الأديان الجنة باختلاف أديانهم وعقائدهم ومذاهبهم، على الرُّغم من أنّ كل دين منهم مُختلف في صُلبٍه ولُبّه وعقيدته عن الدين الآخر؟

* وهل يُعقَل أن يأمرنا الله عزّ وجلّ بجميع تلك الأديان "السماوية الإبراهيمية المُوحِّدة" ويقبل بها ويرضى عنها بمذاهبها وبطوائفها وباختلافاتها وبتناقضاتها وبتشاكساتها وباختلاف عقائدها ومذاهبها وشرائعها ومناهجها وسننها ووحيها وكُتُبها وعباداتها ومناسكها وإيمانها وآلهتها، وهو سُبحانه الّذي أخبرنا بأنَّ دينه وشريعته وسُنّته ووحيه وكتابه وقانونه وحُكمه وأمره واحد لجميع الأنبياء والرُسُل والأمم والناس؟

* وهل هذا هو مفهوم الديمقراطية عند الناس؟

* وهل التفرقة والإختلافات، وتعددّ الأديان والمذاهب والطوائف، واتّباع الناس لقوانين وشرائع وسُنن مُختلفة، والّتي كانت السبب الأساسي والرئيسي لوجود الحروب والفحشاء والعنصرية والكره وبالغضاء والعداوة والظلم والفساد وسفك الدماء هو من الديمقراطية في شيء؟

* أوليست الديمقراطية حُرِّيّة؟
* أوليست الحروب حرية؟
* أوليست العنصرية حرية؟
* أوليس الظلم والفساد وسفك الدماء حُرّيّة؟
* أوليست الفحشاء حرية؟
* أوليس المنكر حرية؟ إلخ...

 

(٣): أجل، لقد أعطانا الله عزّ وجلّ الحرية والخيار لما نريد أن نؤمن به، أيًّا كان ومهما كان هذا الإيمان أو هذا الدين، وأعطانا تعالى الحرية والخيار في الكفر أو الإيمان بِدينه، وهذه الديمقراطية الّتي أرادها الإنسان وألّفَ لها هذا الإسم هي أولاً وأخيرًا حُرِّيته، سمح الله تعالى لنا بممارستها بمشيئته، ولكن هذه الديمقراطية إمّا أنها سوف تؤدّي بنا إلى الخلاص، وإمّا أنها سوف تؤدّي بنا إلى الهلاك، إمّا أن تكون ديمقراطية صائبة، وإمّا أن تكون ديمقراطية خاطئة كاذبة، ونحن علينا فقط أن نقررّ ونختار أيّة ديمقراطية نُريد أن نؤمن بها ونمارسها ونطبّقها في حياتنا، وهذا هو عين الديمقراطية، والدليل نجده في:

* سورة الكهف
وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴿٢٩﴾.

* سورة الانسان
بسم الله الرحمن الرحيم

هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴿١﴾ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴿٢﴾ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴿٣﴾.

وآيات أُخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى.

إخواني الكرام، الديمقراطية في لغة الأكثرية من الناس تحتوي نوعان: النوع الأول هو الديمقراطية المتعلّقة بحرية الإنسان فيما يختار، والنوع الثاني متدرّج من النوع الأول وهو الديمقراطية المتعلّقة بخيار الأكثرية، كلا النوعين ليسا دليلاً لنا على حُسن معيشة الجنس البشري (الإنسان) في هذه الأرض، فكم من الديمقراطية قتلت وظلمت وفسدت وهدّمت وأهلكت وما زالت تفعل ذلك بإسم الحرية وبحكم خيار الأكثرية!!!

 

(٤): والآن أدعوكم معي إلى متابعة مفهوم الله تعالى وتفسيره البيِّن: للّذين ءامنوا وللّذين هادوا وللنصارى وللصابئين في آية (٦٢) من سورة البقرة، وأيضًا في آيات أخرى من سُور أخرى:

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔينَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأَخِرِ وَعَمِلَ صَـٰلِحً۬ا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡہِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ (٦٢).

"إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ": هُم من قوم وأمّة محمد الّذين كانوا في زمن محمد من الّذين آمنوا بالله وبمحمد وبالقرءان ودخلوا في دين الإسلام.

"وَٱلَّذِينَ هَادُواْ": هُم من قوم وأمّة موسى الّذين كانوا في زمن موسى من الّذين هادوا إلى الله أي اهتدوا إلى الله، أي آمنوا بالله وبموسى وبالتوراة ودخلوا في دين الإسلام.

"وَٱلنَّصَـٰرَىٰ": هُم من قوم وأمّة عيسى الّذين كانوا في زمن عيسى من الّذين نصروا الله وعيسى والإنجيل، أي آمنوا بالله وبعيسى كرسول لا كإلآه، وآمنوا بالإنجيل ودخلوا في دين الإسلام.

"وَٱلصَّـٰبِـِٔينَ": هُم كل إنسان من أي قوم أو أمَّة أو مِلَّة كان، وفي أي زمنٍ كان، قد خرج من دينه الباطل وملَّتِهِ ودخل في دين الله الواحد الأحد، و"الصائبين" هم من قوم وأمّة يحي ابن زكريا عليهما السلام الّذين كانوا في زمن يحي من الّذين تركوا دينهم الباطل واتّجهوا لدين الله، أي آمنوا بالله وبيحي الّذي صدّق بكلمة الله الإنجيل المسيح عيسى ابن مريم، وآمنوا بعيسى وبالإنجيل ودخلوا في دين الإسلام.

وإنَّ كل إنسان يُبدّل دينه الباطل بدين الله يُصبِح من الّذين آمنوا ومن الّذين هادوا ومن النصارى من الّذين هجروا دينهم وهاجروا إلى دين الله، وهُم الّذين آمنوا بالله وبجميع أنبيآئه ورُسُلِهِ وكُتُبِهِ، ومعنى الصابئة في اللغة العربية هو كل إنسان يخرج من دين إلى دين آخر.

إذًا، فالّذين آمنوا هم الّذين هادوا وهم النصارى وهم الصّابئين وهُم الّذين دخلوا في دين الإسلام من أوّل خلق البشرية إلى آخرها، وكل إنسان منهم آمن بالله وباليوم الآخر وعمل صالحًا في هذه الأرض، فسوف يدخل الجنة في الآخرة، هنا يريد الله عزّ وجلّ أن يقول لنا، بأنَّ كل إنسان من أي أمّة أو شعب أو قبيلة أو قوم كان، ومهما كانت لغته الّتي يتحدثّ بها، من أول خلق الإنسان إلى آخره، إذا كان قد آمن بالله وباليوم الآخر وعمل صالحًا، أي إذا اتّبع دين الله الواحد الأحد الإسلام في هذه الأرض، فسوف تكون له الجنة في الآخرة، هذا يدلّنا بل يؤكدّ لنا بأنَّهُ لا وجود لأديان ولا لمذاهب ولا لطوائف ولا لأحزاب، لا وجود إلاَّ لدين واحد ألا وهو دين الإسلام الّذي أنزله الله تعالى على جميع أنبيائه ورُسُلِهِ وعلى الّذين آمنوا والّذين هادوا والنصارى والصّابئين، وحفظه وجميع كتبه ورسالاته وشريعته وسنّته في آخر كتاب أنزله في هذه الأرض، في القرءان الكريم، لذلك قال الله تعالى في الآيات التالية:

* سورة آل عمران
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٣﴾ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴿٥٤﴾.

تعريف الله عزّ وجلّ لكلمة نصارى نجدها في هذه الآية الكريمة: بقوله: "قَالَ مَنۡ أَنصَارِىٓ إِلَى ٱللَّهِ‌ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ"، إذًا "النصارى" هُم الّذين طلب منهم عيسى أن يكونوا أنصارهُ إلى الله، أي أن يكونوا أنصار الله ويكونوا مُسلمين، إذًا فالنصارى هُم أنصار الله وهُم مُسلمون ينصرون الله ورُسُلهُ وكتبه ورسالاته، كما قال تعالى لنا في آية (٢٥) من سورة الحديد:

* سورة الحديد
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٢٥﴾.

 

(٥): إذا انتقلنا إلى آية (١٤) من سورة الصف:

* سورة الصف
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴿١٤﴾.

وهنا أيضًا نجد أنَّ النصارى هم أنصار عيسى إلى الله، أي هم أنصار الله، أي هم الّذين نصروا الله ورسوله وكتابه، لقوله تعالى: "كُونُوٓاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ لِلۡحَوَارِيِّـۧنَ مَنۡ أَنصَارِىٓ إِلَى ٱللَّهِ‌ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ".

لقد قال الله تعالى: "يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوٓاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ لِلۡحَوَارِيِّـۧنَ مَنۡ أَنصَارِىٓ إِلَى ٱللَّهِ‌"، في هذه الآية نجد بأنَّ الله تعالى يطلب من الّذين آمنوا من قوم محمد أن يكونوا أنصار الله، أي أن يكونوا من النصارى، أي أن ينصروا الله وينصروا الرسول محمد عليه السلام في رسالة القرءان، تمامًا كما طلب عيسى في السابق من الحورايين أن ينصروا الله وينصروه في رسالة الإنجيل، إذًا فالّذين ءامنوا من قوم محمد هُم أيضًا نصارى، والنصارى من قوم عيسى هُم الّذين ءامنوا.

 

(٦): في الختام:

إنَّ الدين عند الله الإسلام. ودين الإسلام هو دين موسى وعيسى ومحمد ودين جميع أنبياء الله ورسله، ولقد أنزله الله تعالى إلى جميع الأمم من أول خلق الإنسان إلى آخر خلقه، وأمر جميع الناس باتّباعه، وإنَّ دين الإسلام هو دين الإيمان بالله (أي دين التوجُه إلى قانون الله الّذي هو العدل والإحسان وإحقاق الحق)، ودين العمل الصالح (أي دين تطبيق هذا الإيمان على أرض الواقع)، ومن يبتغِ غير الإسلام (غير الإصلاح) دينًا (قانونًا وحُكمًا) فلن يُقبل منه وهو في الآخرة لمن الخاسرين.

وصدق الله العلي العظيم في قوله:

* سورة آل عمران
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٩﴾ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿٢٠﴾.

"إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَـٰمُ‌" = إنَّ الحُكمَ عند الله الإصلاح.

* سورة آل عمران
أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿٨٤﴾ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾.

"وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ" = وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ الإصلاح حُكمًا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ.

* سورة النساء
لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿١٢٣﴾ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴿١٢٤﴾ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴿١٢٥﴾.

* سورة البقرة
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿١١١﴾ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١١٢﴾.

* سورة فصلت
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٣٠﴾ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴿٣١﴾ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴿٣٢﴾ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾.

* سورة الشورى
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ﴿١٣﴾ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴿١٤﴾ فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿١٥﴾.

* سورة النساء
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿١٦٣﴾ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ﴿١٦٤﴾ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾.

* سورة المؤمنون
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴿٥١﴾ وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴿٥٢﴾ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٥٣﴾.

"وَإِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا۟ رَبُّڪُمۡ فَٱتَّقُونِ" = لا تُفرّقوا بين الأمم ولا تصنعوا أديانًا مُختلفة وآلهة مختلفة من أجل السيطرة والتملكّ والتكبرّ في الأرض.

* سورة الحجرات
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴿١٣﴾.

وآيات آُخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى.

 

(٧): وفي نهاية الأمر:

* سورة الحج
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١٧﴾.

 

وأدعوا الله تعالى أن يجعلنا من الذين آمنوا ومن الذين هادوا ومن النصارى والصابئين الذين يتّبعون فقط القرآن الكريم، صلوات الله وملائكته عليكم وأثابكم الفوز العظيم.

51 November 02, 2016