سيبقى القرءان العظيم حسرة في قلوب الكفار والمشركين إلى يوم القيامة

 

سيبقى القرءان العظيم حسرة في قلوب الكفار والمشركين إلى يوم القيامة

 

* سورة الحاقة
وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ﴿٤٩﴾ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠﴾.

إنّ أعدآء القرءان من الكفار والمشركين يُسيئوون إلى الله العليم الحكيم، وإلى رسولِهِ الأمين محمد عليه السلام، ويقولون بأنَّ القرءان الكريم مليئ ومكدسّ بالأخطاء المتراكمة والمتراكبة والمتداخلة، فهو مكتظّ بالأخطاء الإملائية واللغوية والتاريخية والجغرافية والعلمية والمنطقية.

هؤلاء الأبالسة والشياطين يُحرِّفون بالقرءان على هواهم ويفترون الكذِب على الله وعلى كتابه ورسوله لكَيْ يُثبِتوا أنَّ القرءان هو ليس من عند الله، بظنِّهِم أنَّهُم يعلمون عِلم القرءان، ولذلكَ فهم يستطيعون أن يجِدْوا فيه أخطاء لا تُعدُّ ولا تُحصى، لأنّهُم يظُنون أنَّهُم أعلم من الله، ولكنَّهُم لا يَعلمون أنَّهُم بعيدون كل البُعدِ عن هذا العلم العظيم، عِلم القرءان الكريم، الّذي من أجلِهِ أقسم الله جلَّّ وعلا قَسَمًا عظيمًا بأن "لا يَمسّهُ إلاَّ المُطهَّرون".

هذا ما بيَّنهُ الله تعالى لنا عن جهل هؤلاء الأبالسة لِعِلم القرءان وعن عدم طهارة أنفسِهِم، في سورتَيْ سبأ والواقعة، وفي سُوَرْ أُخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى.

* سورة سبأ
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى ۚ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿٤٣﴾ وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ۖ وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ ﴿٤٤﴾ وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي ۖ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴿٤٥﴾.

آية (٤٥): "وَمَا بَلَغُواْ مِعۡشَارَ مَآ ءَاتَيۡنَـٰهُم": أي لم يتوصَّلوا إلى جزء من عَشَرَة مِمّا ءاتاهُم الله عزّ وجلّ من عِلم في القرءان الكريم، تمامًا كهؤلاء الأبالسة، فهؤلاء الشياطين قد كذَّبَوا بالقرءان ونكِرَوهُ وهم لم يصِلْوا إلى جزء من عشرة أو إلى ذرَّة من عشرة من عِلم القرءان.

* سورة الواقعة
فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾ إِنَّهُ لَقُرْءان كَرِيمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ﴿٧٨﴾ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿٧٩﴾ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨٠﴾.

"لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ": لذلك لم يستطيعوا ولن يستطيعوا هؤلاء الأبالسة أن يعلموا أو يتوصَّلْوا إلى معشآر ما ءاتاهُم الله من عِلم القرءان، لأنَّهم غير مطهّرين النفس والعقل والقلب، فهم لم يبلُغوا فقط مِعشآر ما ءاتاهم الله من علم القرءان، بل هم لا يَفقَهوا ولا حتّى آية واحدة مِنهُ لأنَّهُم بعيدون كل البُعد عن الطهارة بجميع أنواعها، ولأنَّهُم تكبَّرَوا في الأرض بغير حقّ، فكذَّبَوا بآيات الله وبالآخرة (أي الحساب والجنة وجهنم) وكانوا عنها من الغافلين، فاتَّّخذوا بذلك سبيل الغَيّ (سبيل الشيطان)، ومن يتَّخِذ سبيل الغيّ ويتكبَّر ويُكذِّبّ بآيات الله ولِقآءِ الآخرة ويَغفَل عنها، فلن يرى سبيل النور (الرُّشد) وسوف يبقى في الضلآلة، وسوف تكون خصائصه مثل القرد، والخنزير، والكلب، والأنعام، والحمار، كما أخبرنا تعالى في:

* سورة الأعراف
سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴿١٤٦﴾ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٤٧﴾.

* سورة المائدة
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ ﴿٥٩﴾ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ ۚ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴿٦٠﴾.

* سورة الأعراف
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٧٦﴾.

* سورة الفرقان
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ﴿٤٣﴾ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤﴾.

* سورة الجمعة
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥﴾.

 

لعنكم الله يا أبالسة وأدخلكم جهنّم وبئس المِهاد.

49 November 02, 2016