لماذا أغرى الله تعالى العداوة والبغضاء بين اليهود والنصارى؟

 

لماذا أغرى الله تعالى العداوة والبغضاء بين اليهود والنصارى؟

 

السلام على الذين آمنوا واطمأنّت قلوبهم بذكر الله (القرءان الكريم).

 

* سُوۡرَةُ المَائدة
وَلَقَدۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَـٰقَ بَنِىٓ إِسۡرَاءِيلَ وَبَعَثۡنَا مِنۡهُمُ ٱثۡنَىۡ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ ٱللَّهُ إِنِّى مَعَڪُمۡ‌ لَٮِٕنۡ أَقَمۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَيۡتُمُ ٱلزَّڪَوٰةَ وَءَامَنتُم بِرُسُلِى وَعَزَّرۡتُمُوهُمۡ وَأَقۡرَضۡتُمُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنًا لَّأُڪَفِّرَنَّ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَلَأُدۡخِلَنَّڪُمۡ جَنَّـٰتٍ تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ‌ فَمَن ڪَفَرَ بَعۡدَ ذَالِكَ مِنڪُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ (١٢) فَبِمَا نَقۡضِہِم مِّيثَـٰقَهُمۡ لَعَنَّـٰهُمۡ وَجَعَلۡنَا قُلُوبَهُمۡ قَـٰسِيَةً يُحَرِّفُونَ ٱلۡڪَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ‌ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِۦ‌ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَآٮِٕنَةٍ مِّنۡہُمۡ إِلَّا قَلِيلاً مِّنۡہُمۡ‌ فَٱعۡفُ عَنۡہُمۡ وَٱصۡفَحۡ‌ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (١٣) وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَـٰرَىٰٓ أَخَذۡنَا مِيثَـٰقَهُمۡ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُڪِّرُواْ بِهِۦ فَأَغۡرَيۡنَا بَيۡنَهُمُ ٱلۡعَدَاوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَـٰمَةِ‌ وَسَوۡفَ يُنَبِّئُهُمُ ٱللَّهُ بِمَا ڪَانُواْ يَصۡنَعُونَ (١٤).

(١): لماذا أغرى الله تعالى بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة؟

لقد أنبأهم الله تعالى من خلال آياتِهِ أنَّهم سوف يعيشون بالعداوة والبغضآء إلى يوم القيامة إذا اختلفوا في كتابه وحرّفوه، ولقد أغرى الله تعالى بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، أي تركهم يعيشون بينهم بالعداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، لأنهم اختاروا وبكامل إرادتهم أن يختلفوا في دين الله ويُحرّفوا كتابه فأصبحوا بذلك أعداء يُبغضون بعضهم بعضًا في هذه الأرض، ولذلك فلن يغفر الله لهم في هذه الدنيا ولا في الآخرة، ولن يَهديهِم للخير والإصلاح والسلام وبالتالي للجنة، لأنّهُ حتّى ولو هداهُم إلى طريق الحق فلن يتّبعوا سبيله ولن يهتدوا، وسوف يبقون بكامل حريتهم وإرادتهم يعيشون بالخلافات والتفرقة والعداوة لأنّهم تكبّروا على بعضهم البعض، والدليل نجده في:

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ لَيۡسَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ عَلَىٰ شَىۡءٍ وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ لَيۡسَتِ ٱلۡيَهُودُ عَلَىٰ شَىۡءٍ وَهُمۡ يَتۡلُونَ ٱلۡكِتَـٰبَ‌ كَذَالِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡ‌ فٱللَّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ (١١٣).

 

(٢): وعندما يقول الله تعالى أنَّهُ ألقى بينهم العداوة والبغضاء، فهذا يعني أنَّهُ أعطاهم الخيار والحُرِّيَّة فسمح لهم وتركهم يعيشون بالعداوة والبغضاء في هذه الأرض، فهو لو شآء لأكرههم على الإيمان، ولكنه لم يفعل ذلك، ولذلك ألقى بينهم العداوة والبغضاء، وسوف يكونون أيضًا أعدآءً يوم القيامة في جهنم أرض الآخرة، لأنَّ الله تعالى سوف يجعلهم بالإكراه (شاءوا أم أبوا) يعيشون مع بعضهم البعض في أرض جهنم في الآخرة، وسوف يركمهم مع بعضهم البعض في جهنم، وسوف يستمرّون في العداوة والبغضاء في حياتهم الأبدية في أرض جهنم الآخرة، لأنَّ الّذي كانت أمنيّته ورغبته وخياره أن يعيش مع أخيه الإنسان بالعداوة والبغضاء في هذه الأرض، فسوف يُحققّ الله تعالى له هذه الأمنية والرغبة والخيار في هذه الأرض وفي أرض جهنم في الآخرة يوم القيامة، والدليل على ما ذكرت نجده في:

* سُوۡرَةُ یُونس
وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَأَمَنَ مَن فِى ٱلۡأَرۡضِ ڪُلُّهُمۡ جَمِيعًا‌ أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ (٩٩).

* سُوۡرَةُ العَنکبوت
وَإِبۡرَاهِيمَ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ‌ ذَالِڪُمۡ خَيۡرٌ لَّكُمۡ إِن ڪُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (١٦) ..... وَقَالَ إِنَّمَا ٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَـٰنًا مَّوَدَّةَ بَيۡنِكُمۡ فِى ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا‌ ثُمَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ يَكۡفُرُ بَعۡضُڪُم بِبَعۡضٍ وَيَلۡعَنُ بَعۡضُڪُم بَعۡضًا وَمَأۡوَٮٰكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَڪُم مِّن نَّـٰصِرِينَ (٢٥).

* سُوۡرَةُ الاٴنفَال
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمۡوَالَهُمۡ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ‌ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيۡهِمۡ حَسۡرَةً ثُمَّ يُغۡلَبُونَ‌ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحۡشَرُونَ (٣٦) لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجۡعَلَ ٱلۡخَبِيثَ بَعۡضَهُ عَلَىٰ بَعۡضٍ فَيَرۡڪُمَهُ جَمِيعًا فَيَجۡعَلَهُ فِى جَهَنَّمَ‌ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ (٣٧).

 

(٣): وبمجرَّد أن أعطاهم الله تعالى الحرية والخيار، ووضع لهم في آياتِهِ ما سوف تكون نتيجة هذه الحرية وهذا الخيار، فهذا يعني أنَّ مشيئته هي أن يتركهم يستخدمون حرِّيتهم وخيارهم هذا في التفرقة والكره والعداوة والبغضاء إذا أرادوا هُم ذلك، في النهاية فالخيار بيدهم، والدليل نجده في:

* سُوۡرَةُ الکهف
وَقُلِ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡ‌ فمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡ‌ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلظَّـٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِہِمۡ سُرَادِقُهَا‌ وَإِن يَسۡتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلۡمُهۡلِ يَشۡوِى ٱلۡوُجُوهَ‌ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتۡ مُرۡتَفَقًا (٢٩).

* سُوۡرَةُ الإنسَان
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ

هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَـٰنِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡـًٔا مَّذۡكُورًا (١) إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٍ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَـٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا (٢) إِنَّا هَدَيۡنَـٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (٣) إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلۡكَـٰفِرِينَ سَلَـٰسِلَاْ وَأَغۡلَـٰلاً وَسَعِيرًا (٤).

 

(٤): إخواني الكرام سوف أختم مقالتي بهذه الآية العظيمة:

* سُوۡرَةُ النّحل
وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِى نَقَضَتۡ غَزۡلَهَا مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٍ أَنڪَـٰثًا تَتَّخِذُونَ أَيۡمَـٰنَكُمۡ دَخَلاَۢ بَيۡنَكُمۡ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِىَ أَرۡبَىٰ مِنۡ أُمَّةٍ‌ إِنَّمَا يَبۡلُوڪُمُ ٱللَّهُ بِهِۦ‌ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ مَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ (٩٢).

أدعوا الله تعالى أن يجعل بيننا المودّة والرحمة وأن يهدينا صراطه المستقيم (القرءان العظيم) لكي نعيش في أحسن تقويم.

46 November 02, 2016