تفسير آية (١٠١) إلى آية (١٠٥) من سورة المائدة من خلال أعظم وأحسن التفسير

 

تفسير آية (١٠١) إلى آية (١٠٥) من سورة المائدة من خلال أعظم وأحسن التفسير

 

السلام على من كفر ببحيرة (البخاري)، وسائبة (مسلم)، ووصيلة (الكافي)، وحام (النووي)، والأئمّة الأربعة أئمّة الكفر والإشراك، والأحبار والرهبان، إلخ...

* سُوۡرَةُ المَائدة
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسۡـَٔلُواْ عَنۡ أَشۡيَآءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ وَإِن تَسۡـَٔلُواْ عَنۡہَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡہَا‌ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٠١) قَدۡ سَأَلَهَا قَوۡمٌ مِّن قَبۡلِڪُمۡ ثُمَّ أَصۡبَحُواْ بِہَا كَـٰفِرِينَ (١٠٢) مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِنۢ بَحِيرَةٍ وَلَا سَآٮِٕبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ۬ ولَـٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ‌ وَأَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ (١٠٣) وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ قَالُواْ حَسۡبُنَا مَا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآ‌ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡـًٔا  وَلَا يَہۡتَدُونَ (١٠٤) يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡ‌ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡ‌ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (١٠٥).

(١): آية (١٠١): "لَا تَسۡـَٔلُواْ عَنۡ أَشۡيَآءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ وَإِن تَسۡـَٔلُواْ عَنۡہَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ".
هذه الآية تدلّنا على أننا إذا أردنا أن نعلم أي علم أو أمر (قولاً وعملاً)، علينا أن نسأل عنه فقط القرءان، أي علينا أن نبحث عنه فقط في القرءان، أي علينا أن نأخذ علمه فقط من القرءان، أي علينا أن نأخذ جوابه فقط من القرءان، أي علينا أن نتَّبع فقط ما أنزل الله تعالى إلينا من سُنَّة في القرءان قولاً وعملاً، وأن لا نتبع ما وجدنا عليه آبآءَنا من سنة قولية وسنة فعلية، لأنهم كما قال تعالى عنهم في آية (١٠٤): "أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡـًٔا وَلَا يَہۡتَدُونَ".

بمعنى أوضح:
آية (١٠١): "يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسۡـَٔلُواْ عَنۡ أَشۡيَآءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ":
أي لا تسألوا السلف الطالح والأئمة والمفتين والّذين يُسمون أنفسهم بعلماء وشيوخ الأمة الإسلامية عن أي شيء تريدون معرفته في دين الله، لأنهم إذا أعطوكم الجواب من خلال السنَّة القولية الكاذبة والسُنَّة العملية المزعومة فسوف يكون هذا الجواب باطلاً، لأنهم لن يُعطوكم إيّاهُ من القرءان الكريم، بل سوف يُعطوكم إيّاهُ من كتب الأحاديث والتفاسير أي من كتب وحي السنة الكاذبة الّتي لم يُنزلّ الله تعالى بها من سلطان، وبالتالي سوف يُسِئكم، أي سوف يؤدّي بكم إلى الهلاك أي إلى الخلود في جهنم.

(٢): آية (١٠١): "وَإِن تَسۡـَٔلُواْ عَنۡہَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ":
أي اسألوا فقط القرءان الكريم، لأنَّهُ الكتاب الوحيد الّذي يَستطيع أن يُعطينا العلم الصحيح الحق أي السُنَّة الصحيحة وبالتالي الأجوبة الصحيحة على كل شيء نريد معرفته لأنَّها من عند الله العلي العليم، ولأنَّ الله تعالى عندما أنزل كتابَهُ علينا وضع لنا في آياتِهِ جميع العلوم والأمثال والعِبر، ووضع لنا الأسئلة وأجوبتها، وفصَّل وبيَّنَ وفسَّرَ وأحكم لنا كل شيء وأمر نريد معرفته عن كيفية وسبب وماهية وجوديتنا والهدف منها، وعن سعيِنا وعملنا وجميع ما يتوجَّب علينا قوله وفِعلُهُ عملِيًّا في حياتنا في هذه الأرض والهدف منهُ، وعن كيفية وسبب وماهية موتنا والهدف منهُ، وعن كيفية وسبب وماهية بعثنا في أرض الآخرة والهدف منها.

(٣): آية (١٠٢): "قَدۡ سَأَلَهَا قَوۡمٌ مِّن قَبۡلِڪُمۡ ثُمَّ أَصۡبَحُواْ بِہَا كَـٰفِرِينَ":
لأنَّ القوم الّذين من قبل كانوا قد سألوا عن تلك الأشياء من خلال دينهم الباطل، أي من خلال السنَّة القولية والسنَّة العملية، أي من خلال كتب ءابآئهم الأولين وسلفهم الطالح وأئِمتهم وعلماء دينهم الباطل المُحرَّف الّذي يتبعونه، ولذلك فهم بدلاً من أن يأخذوا الأجوبة الصحيحة أي العلم الصحيح والحق عن تلك الأشياء الّتي سألوا عنها فيُصبحوا بها مؤمنين، أخذوا الأجوبة الباطلة أي العلم الخاطئ والباطل من دين ءابآئهم وعشيرتهم وقومهم الباطل، ثُمَّ أصبحوا بهذا العلم الباطل كافرين قولاً وفعلاً.

(٤): آية (١٠٣): "مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِنۢ بَحِيرَةٍ وَلَا سَآٮِٕبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ۬ ولَـٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ‌ وَأَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ":
أي ما جعل الله من كتب أحاديث وشريعة وتفاسير وسنَّة قولية وعمليَّة، ككتب الأحاديث والسنة والتفاسير والفقه الباطلة، ككتابَي بخاري ومُسلم وكتب الأئمَّة الأربعة وغيرهم٫أي ما جعل الله من بخاري ولا مُسلِم ولا مالكي ولا شافعي ولا نووي ولا حنبلي ولا ولا ولا... أي ما نزَّل الله عزّ وجلّ لنا بها (أي بتلك الكُتُب) من سلطان، ولكنَّ الّذين كفروا يفترون على الله الكذبَ وأكثرهم لا يعقلون.

(٥): آية (١٠٤): "وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ قَالُواْ حَسۡبُنَا مَا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآ‌ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡـًٔا وَلَا يَہۡتَدُونَ":
أي إذا قيل لهم تعالوا إلى سُنَّةِ الله وإلى الرسول الحامل لِسُنَّةِ الله، أي إذا قيل لهم ءامنوا بدين الله وسُنَّتِهِ أي بما أنزل الله عزّ وجلّ في القرءان، وءامنوا بالرسول لأنَّهُ حامل لرسالة القرءان ولأنَّهُ عنده فقط علم القرءان، رفضوا اتّباع دين الله وتولّوا عنهُ مُعرضين، و"قالوا حسبنا ما وجدنا عليه ءابآءنا"، أي حسبنا ما وجدنا عليه دين ءابآئنا من سُنَّة قولية وعملِيَّة.

لذلك أجابهم الله عزّ وجلّ بقوله لهم: "أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ شَيۡـًٔا وَلَا يَہۡتَدُونَ"، لأنَّ دين ءابآءهم أي السُنَّة القولية والعملية ليس من عند الله، وبالتالي هو دينٌ باطل وكاذب لا يوجد فيه أي عِلم صحيح أو حق، ولا يوجد فيه هداية، ولذلك فلن يستطيع ءابآءهم أن يُعطونهم الأجوبة الصحيحة على أي شيء يسألونهم عنه، ولا أن يهدونهم إلى طريق الجنة، فهم أنفسهم "لا يعلمون شيئًا ولا يهتدون".

فكيف يستطيعون إذًا أن يَهدوا أزواجهم أو أبنائهم أو أهليهم أو أصحابهم أو عشيرتهم أو الآخرين إذا لم يكونوا هُم أصلاً يعلمون شيئًا، وإذا لم يكونوا هُم أصلاً مُهتدين؟

وهم بدلاً من أن يُعطوهم دين الحق، أي سُنَّة الله الّتي وضعها لنا في القرءان الكريم، فسوف يُعطونهم سُنَّة قولية وعملية ما نزَّل الله تعالى بها من سُلطان، وبالتالي سوف يلبسون عليهم دينهم فيُردوهم في نار جهنم خالدين فيها أبدًا.

في هذه الآية الكريمة آية (١٠٤)، يُريد الله تعالى أن يَحُثَّنا على أن نسأل القرءان عن أي شيء نريد معرفته، وأن نتّبع فقط ما أمرنا به وما قاله الرسول لنا من سُنَّة الله تعالى في القرءان، لا ما قالتهُ السنة القولية والعملية (وحي السنة المزعومة)، لأنَّ الرسول محمد الأمين صلوات الله عليه لم يقُل إلاَّ القرءان ولم يعمل إلاَّ بالقرءان ولم يتَّبع إلاَّ سنة الله في القرءان، لأنَّهُ كان أمينًا على رسالة وسُنَّة الله عزّ وجلّ (القرءان الكريم) الّتي أنزلها وحيًا عليه، ومن ضمنها جميع رسالات وسُنن الله تعالى الّتي أنزلها على جميع أنبيائه ورُسُلِهِ وحفظها في القرءان.

وكذلك يريدنا تعالى أن لا نتّبع الدين الّذي ورثناهُ منذ الصِغَر عن ءابآئنا، مثالاً لذلك الدين السني والدين الشيعي والدين الدرزي وغيره من الأديان والأحزاب والمذاهب والطوائف المُتوارثة، وبالتالي أن لا نتَّبع السنَّة القولية والسُنَّة العملية الّتي يُسمونَّها بالكذب سُنَّة مُحمد الّتي هو بريءٌ منها إلى يوم القيامة.

(٦): لقد ختم الله تعالى تلك الآيات البيّنات بنصيحة منه وضعها سُبحانه وتعالى لنا في آية (١٠٥)، لكي يُعطينا بها القوة والصبر والثبات على دين الحق، بهدف التمسُّك بسنَّة الله أي بالقرءان وإقامته٫"ومن يُعطي النصيحة الأفضل إلاَّ هوَ"؟ سُبحانه وتعالى عمّا يُشركون.

آية (١٠٥): "يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡ‌ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡ‌ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ".

أدعوا الله تعالى أن يهدينا إلى سنّته العظيمة (القرءان العظيم).

 

وحي السنة أم وحي القرءان؟ - 5

هذه الحلقة عن وحي السنة أم وحي القرءان، تعطينا الحقيقة كاملة عما فعله علماء الأمة الإسلامية بالتعاون مع السلف الصالح عبر الزمن. لقد جعلوا لمحمد عليه السلام...

45 November 02, 2016