المفهوم الحقيقي لعذاب نار جهنمّ في القرءان الكريم

 

المفهوم الحقيقي باختصار شديد لعذاب نار جهنمّ في القرءان الكريم

 

السلام على أوْلي الأمْر (المؤمنون والمؤمنات بكتاب الله فقط) الذين يخشون ربّهم بالغيب وهم من الساعة مُشفقون

 

* سورة الفرقان
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ﴿٦٥﴾.

* سورة المدثر
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ﴿٢٦﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ﴿٢٧﴾ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ﴿٢٨﴾ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ﴿٢٩﴾.

سقر = شدّة حرارة الشمس.

موضوع عذاب نار جهنمّ موضوعٌ طويل جدًّا سوف آتي إن شاء الله تعالى في المستقبل إلى ذكرِهِ في مقالة طويلة على الموقع التالي:
 www.trueislamfromquran.com

 

(١): إخوتي وأخواتي الكرام سوف أعطيكَم فكرة بسيطة ومختصرة جدًا عن عذاب نار جهنمّ من خلال آيات الله البيّنات.

النار في القرءان هي كناية عن العذاب، عذاب للجسد وعذاب للنفس، ولذلك سوف يبعثنا الله تعالى جسدًا ونفسًا، تمامًا كما خلقنا أوّل مرّة في هذه الأرض (أرض الحياة الدنيا)، وجهنم هي ليست نارًا فعلية يحترق بها الإنسان، ولكنها أرض شديدة الحرارة تمامًا كالصحراء أو أكثر، وهي أيضًا  العذاب جسديًا ونفسيًا بجميع أنواعه في هذه الأرض الغير صالحة لِسَكنْ الإنسان فيها.

وأنتَم إخواني الكرام إذا تأمّلتَم في هذه الأرض الّتي نعيش فيها الآن وفي الأماكن الّتي فيها الحياة المعيشية صعبة مادّيًا ومعنويًا، من جوع إلى عطش إلى أمراض إلى شدّة حرارة إلى شدّة برودة إلى شرّ وفساد إلى قتل إلى كره وبغضاء، إلخ... لأخذتم صورة مُصغَّرة عمّا سوف تكون عليه أرض جهنم.

جهنم هي أرض الشقاء والعذاب وهي أرض لا يوجد فيها خير ودرجة حرارتها كالصحراء وباردة كبلاد أقصى الشمال، بسبب مسافتها الّتي قدّرها الله تعالى من الشمس وبسبب عدم وجود سقفًا محفوظًا (طبقات أوزون) كحماية للناس، نجد الدليل في سورة النبأ وسورة الإنسان:

* سورة النبأ
إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا ﴿٢١﴾ لِلطَّاغِينَ مَآبًا ﴿٢٢﴾ لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا ﴿٢٣﴾ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا ﴿٢٤﴾ إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ﴿٢٥﴾.

"... حميمًا وغسّاقًا..." = حارًّا وباردًا.

* سورة الانسان
مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ﴿١٣﴾.

"... شمسًا ولا زمهريرًا..." = "... حميمًا وغسّاقًا...".

وإنَّ وقودها الناس لأنّ الناس سوف يكرهون بعضهم البعض ويلعنون بعضهم البعض ولذلك فسوف يكونوا سببًا لعذاب أنفسهم في حياتهم وإقامتهم مع بعضهم البعض في أرض واحدة ومكانٍ واحد، ألا وهي أرض جهنم، وإنَّ وقودها الحجارة بسبب قساوة الحياة في هذه الأرض ووجود طرقات جبلية عالية وقاسية ووعِرة.

فأرض جهنم سوف تكون أرض وعِرة وقاسية، ويكون طعامها وماءها رديء ومرّ وحامي وصعب المنال، والحياة فيها قاسية وصعبة، ولذلك سوف يُحاول سكانها أن يستكشفوا علومًا تساعدهم في درء العذاب عنهم، من ملبس إلى مأكل إلى مشرب إلى بيوت تحميهم من هذا العذاب، وكلما أرادوا أن يخرجوا من هذا العذاب بِعلْم، ذهب الله تعالى بعلْمهم هذا وأعادهم في العذاب من جديد، تمامًا كالفيروسات، كلما وجدوا لقاح ضد فيروس ما، بدّل الله تعالى لهم هذا الفيروس بفيروس آخر يحتاج إلى لقاح آخر وهكذا...

وكلما نضجت جلودهم أي لم تعد تستطيع الاحتراق أكثر من ذلك بدّلها الله تعالى لهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب من جديد وهذا العذاب هو مجازي وكناية عن عذابٌ جسدي ونفسي بسبب قساوة الحياة المعيشية في هذه الأرض.

وأرض جهنم سوف يكون فيها أمكنة وبلدان ومناطق ضيّقة يعيش فيها الإنسان، وهذه الأمكنة الضيّقة والبلدان سوف تكون مُغلقة على بعضها البعض بحيث لا يستطيع سكانها الهجرة والتنقلّ والإنفتاح إلى أماكن وبلدان ومناطق أخرى لكي يهربوا من العذاب. إلخ... والدليل على كلّ ما ذكرت نجده في الآيات التالية:

 

(٢): إخوتي وأخواتي الكرام أرجوا منكم أن تفرأوا هذه الآيات على مُكثْ:

* سورة الغاشية
بسم الله الرحمن الرحيم

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ﴿١﴾ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ﴿٢﴾ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ﴿٣﴾ تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً ﴿٤﴾ تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ﴿٥﴾ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ﴿٦﴾ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ﴿٧﴾.

* سورة الحج
هَٰذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴿١٩﴾ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴿٢٠﴾ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴿٢١﴾ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴿٢٢﴾.

* سورة المدثر
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ﴿٢٦﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ﴿٢٧﴾ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ﴿٢٨﴾ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ﴿٢٩﴾.

سقر = شدّة حرارة الشمس.

* سورة فصلت
وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿١٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢٠﴾ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٢٢﴾ وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٢٣﴾ فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ﴿٢٤﴾.

* سورة البقرة
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴿٢٤﴾.

* سورة فاطر
وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴿٣٦﴾ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴿٣٧﴾.

* سورة إبراهيم
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ﴿١٣﴾ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴿١٤﴾ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴿١٥﴾ مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ ﴿١٦﴾ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴿١٧﴾.

* سورة النساء
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿٥٦﴾.

* سورة الفرقان
بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا ﴿١١﴾ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴿١٢﴾ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴿١٣﴾.

* سورة السجدة
وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴿٢٠﴾.

* سورة طه
إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ﴿٧٤﴾.

* سورة الأعلى
وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ﴿١١﴾ الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ ﴿١٢﴾ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ﴿١٣﴾.

* سورة إبراهيم
فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ﴿٤٧﴾ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿٤٨﴾ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ﴿٤٩﴾ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ﴿٥٠﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٥١﴾ هَٰذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٥٢﴾.

وآيات أُخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى.

 

(٣): سوف أختم مقالتى بسورة الهُمزة والتكاثر، وأقول لكلّ إنسان جمع مالاً وعدّده أن يرى نُزُله في الجحيم في الآخرة.

* سورة الهمزة
بسم الله الرحمن الرحيم

وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴿١﴾ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ﴿٢﴾ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴿٣﴾ كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ﴿٤﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ﴿٥﴾ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ﴿٦﴾ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ﴿٧﴾ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ﴿٨﴾ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ﴿٩﴾.

* سورة التكاثر
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿٥﴾ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨﴾.

 

أرجوا أن أكون قد أفدتكم بشكل عام وأعطيتكم ولو فكرة بسيطة عن عِلْم الله العليم الحكيم في كتابه العزيز.

https://www.youtube.com/watch?v=vKKH6vAGQpo

https://www.youtube.com/watch?v=ODESWpTLsGM

35 oct 31, 2016