المفهوم الحقيقي لصبر أيوب عليه السلام في القرءان الكريم

 

المفهوم الحقيقي لصبر أيوب عليه السلام في القرءان الكريم

 

السلام على من صبر على كتاب الله.

أهدي مقالتي هذه إلى جميع المؤمنات والمؤمنين

 

* سُوۡرَةُ صٓ
وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَآ أَيُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ ٱلشَّيۡطَـٰنُ بِنُصۡبٍ وَعَذَابٍ (٤١) ٱرۡكُضۡ بِرِجۡلِكَ‌ هَـٰذَا مُغۡتَسَلُۢ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (٤٢) وَوَهَبۡنَا لَهُ أَهۡلَهُ وَمِثۡلَهُم مَّعَهُمۡ رَحۡمَةً مِّنَّا وَذِكۡرَىٰ لِأُوْلِى ٱلۡأَلۡبَـٰبِ (٤٣) وَخُذۡ بِيَدِكَ ضِغۡثًا فَٱضۡرِب بِّهِۦ وَلَا تَحۡنَثۡ‌ إِنَّا وَجَدۡنَـٰهُ صَابِرًا‌ نِّعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ‌ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٤٤).

(١): في تلك الآيات البيّنات نجد الدليل والمعنى الحقيقي لكلّ إنسان أصابه المرض بسبب اتّباعه خطوات الشيطان، إذا لم يجد هذا الإنسان ماءً يُطهِّرَهُ فعليه أن يتيَمَّمَ صعيدًا طيبًا، أي عليه أن يقصد الأرض الطيّبة الّتي تُعطيه الماء لكي يتطهَّر بِهِ، ونجد أيضًا الدليل على أنَّ هذا الصعيد الطيبّ الّذي فيه الماء هو كتاب الله الّذي يحتوي على آيات الله.

إنَّ آية (٤١)، تدلّنا على أنَّ أيوب عليه السلام كان مريضًا بنفسه، أي بعقله وقلبه لأنه اتّبع خطوات الشيطان، أي اتّبع طريق الضلالة والشَّر، ولذلك قال: "إني مسنِيَ الشيطان بنُصْبٍ وعذاب"، النُصْب والعذاب هي الأعمال السَّيِّئة الّتي قام بها أيوب، فالإنسان الّذي يتَّبِعْ طريق الشر تُصابُ نفسهُ، أي عقله وقلبه بالنُصْبِ والعذاب.

هذه الآية هي أكبر دليل على أنَّ مرض أيوب عليه السلام لم يكن مَرَضًا جسديًا كما يقولون في كتب الأحاديث وفي كتب قصص الأنبياء الكاذبة، بل كان مَرَضًا نفسيًا، فهو كان يشعر بتعب وعذاب نفسي لأنّه كان يعيش في الظلمات بسبب إتّباعه خطوات الشيطان، لذلك حاول أن يلجأ إلى الله تعالى لأنّه لم يعد يحتمل ألمه النفسّي فأراد أن يخرج من مرضه لكي يُطهِّرَ نفسه، ولكنّه لم يجد الماء الّذي يُطهِّرَهُ، لذلك نادى ربّه لكي يستعين بِهِ في مرضه. فاستجاب الله تعالى له في آية (٤٢)، فأمره أن يركض بِرِجْلِهِ، أي أن يضرب الأرض بِرِجْلِهِ، أي أن يضرب صعيدًا طيّبًا بِرِجْلِهِ لِكَيْ يُخْرِجْ منها الماء الّذي يستطيع أن يغتسِلْ بِهِ فيُطهِّرَ نَفْسَهُ بِهِ من رِجْسِ الشيطان، لذلك أكمل الله تعالى هذه الآية بقولِهِ:
"هذا مُغتَسَلٌ بارِدٌ وشراب".

إنَّ قول الله تعالى لأيوب عليه السلام:
"أُرْكُضْ بِرِجْلِكَ...".
هو في الحقيقة عبارة تشبيهِيَّة لِدفْع أيوب عليه السلام في اتّجاه طريق النور، ودفعه لِقَصْدِ طريق الحق لكي يبتعد عن طريق الباطل، لكي يستطيع أن يخرج من الظلمات إلى النور فيُشفى بذلك من مرضه، ولذلك جعله الله تعالى يقصد الصعيد الطيبّ الّذي يُعطيهِ ماءً باردًا يُبّرِّدْ بِهِ ألَمَ وشرَّ نفْسِهِ، فيغتسل بِهِ ويشرب منه، فيُطهِّرَ نفسه بِهِ، تمامًا كما وَعَظ لُقمان عليه السلام إبنَهُ في آية (١٩) من سورة لقمان بِقولِهِ له:
"... واْقْصِدْ في مَشْيِكَ...".

وما هو الطريق أو الماء الّذي جعل الله تعالى أيوب عليه السلام يقصُدَهُ؟

إنَّهُ الوحي الّذي أوحاه الله تعالى إلَيْهِ، أي هو وحي الكتاب الّذي أنزله الله تعالى على أيوب عليه السلام، لذلك قال تعالى له في آية (42):
"... هذا مُغتسلٌ باردٌ وشراب".

لأنّ آيات الله تعالى هي وحدها الّتي تستطيع أن تُطهِّرْ أيوب عليه السلام، فتُبعِدَهُ عن اتّباع خطوات الشيطان وتجعله يشفى بها.

ولذلك قال الله تعالى له في آية (٤٤):
"وخُذ بِيَدِك ضِغثًا فاضرب بِهِ ولا تحنث...".

الضِّغث جمع أضغاث هو قبضة حشيش يختلط فيها الرطب باليابِس.
والضِّغث من الخبر والأمر هو ما كان مُختلطًا لا حقيقة لهُ.

في آية (٤٤)، يُعلِّم الله تعالى نبِيَّهُ أيوب عليه السلام من خلال وحي آياتِهِ كيفية طهارة نفسه، لقد أمره الله تعالى أن يأخذ بِيَدِهِ، أي بِقُوَّتِهِ ضِغثًا  فَيَضرِبْ بِهِ ولا يحنث، أي لا يميل إلى الباطل ولا يرتكب الذنوب والمعاصي، هذه الآية هي أيضًا عبارة تشبيهية أراد الله تعالى أن يَحُثّْ أيوب عليه السلام بها أن يستخدِم يده، أي قُوَّتِهِ في طريق الحق، فيُزيل عمله السيّء فلا يعودُ إلى طريق الباطل، ويتوقف عن ارتكاب الذنوب والمعاصي.

في هذه الآية يُعلِّم الله تعالى أيوب عليه السلام كيف يستخدم قوَّتَهَ في عمل الخير من خلال "المُغتَسَلْ البارِدْ والشراب"، وذلك بابتعادِهِ عن ارتكاب الذنوب والمعاصي بِأخْذِهِ بِقُوَّة لِآيات الله والعمَلِ بِكامِلِ قُوَّتِهِ بِها، لكي لا يقع مرة أخرى في طريق الضلالة ويتّبع خطوات الشيطان، لذلك أكمل الله تعالى هذه الآية بقولِهِ:
"إنّا وجدناهُ صابرًا نِعمَ العبدُ إنَّه أواب".

لأنَّ أيوب عليه السلام طهَّرَ وشفى نفسه بِصَبْرِهِ على رسالة الله تعالى باتّباعِهِ وتطبيقِهِ الدائم والمُستَمِرّ لآيات الله، أي بإيمانه بالله وإخلاصِهِ الدين لهُ والعمل الصالح.

فالإنسان لا يكفي أن يتوب في الوقت الّذي يشعر بحاجتِهِ إلى الله، ولكنّه عليه أن لا يَسمح للشيطان أن يَمُسُّهُ لكي لا يقع في الفتنة مرةً أخرى، وعليه أن يستمرّ في التوبة مدى حياتِهِ، ولذلك قال الله تعالى لأيّوب عليه السلام: "... ولا تَحنَث..." أي لا تميل أو تعود إلى الباطل وإلى ارتكاب الذنوب والمعاصي مرة أخرى، وختم تعالى هذه الآية بقوله:
"... نِعْمَ العبدُ إنَّهُ أوّاب".

لأنَّ أيوب عليه السلام لجأ إلى الله واتّبع طريق الحق وابتعد عن طريق الباطل وصبر على توبَتِهِ وعلى رسالة الله.

 

(٢): إذا قارنّا تلك الآيات في سورة ص مع آيات في سورة الأعراف نجد الدليل الواضح على معنى قول الله تعالى في آية (٤٢): "أركُض بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وشراب"، ومعنى قوله في آية (٤٤): "وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فاْضْرِبْ بِهِ ولا تَحنَث...".

سورة الأعراف آية (١٤٤) و(١٤٥)، وآية (١٦٠).

* سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
قَالَ يَـٰمُوسَىٰٓ إِنِّى ٱصۡطَفَيۡتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَـٰلَـٰتِى وَبِكَلَـٰمِى فَخُذۡ مَآ ءَاتَيۡتُكَ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ (١٤٤) وَڪَتَبۡنَا لَهُ فِى ٱلۡأَلۡوَاحِ مِن ڪُلِّ شَىۡءٍ مَّوۡعِظَةً وَتَفۡصِيلاً لِّكُلِّ شَىۡءٍ فَخُذۡهَا بِقُوَّةٍ وَأۡمُرۡ قَوۡمَكَ يَأۡخُذُواْ بِأَحۡسَنِہَا‌ۚ سَأُوْرِيكُمۡ دَارَ ٱلۡفَـٰسِقِينَ (١٤٥) ..... وَقَطَّعۡنَـٰهُمُ ٱثۡنَتَىۡ عَشۡرَةَ أَسۡبَاطًا أُمَمًا وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ إِذِ ٱسۡتَسۡقَٮٰهُ قَوۡمُهُ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَ‌ فَٱنۢبَجَسَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَيۡنًا قَدۡ عَلِمَ ڪُلُّ أُنَاسٍ مَّشۡرَبَهُمۡ‌ وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلۡغَمَـٰمَ وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰ‌ ڪُلُواْ مِن طَيِّبَـٰتِ مَا رَزَقۡنَـٰڪُمۡ‌ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن ڪَانُوٓاْ أَنفُسَہُمۡ يَظۡلِمُونَ (١٦٠).

إنَّ المُغتسل البارد والشَّراب في آية (٤٢) في سورة ص هو رسالاتُ اللهِ وكلِماتُهُ، أي الكُتاب الّذي أنزله على موسى، أي الألواح الّتي كتب الله تعالى لموسى عليه السلام فيها من كلّ شيءٍ موعظةً وتفصيلاً لكُلِّ شيئٍ في آية (١٤٤) و(١٤٥) في سورة الأعراف، وهو أيضًا الإثنتا عشرةَ عينًا الّتي انبجست من الحجر بعد أن ضرب موسى عصاهُ بِهِ بِوحيٍ من الله في آية (١٦٠) في سورة الأعراف، وهو ايضًا المشرب الذي شرب منه بنو إسرائيل في آية (١٦٠) في سورة الأعراف.

وإنَّ قول الله تعالى: "ارْكُضْ بِرِجْلِكَ" في آية (٤٢) في سورة ص، هو تمامًا كقوله: "إضْرِبْ بِعصاك الحجر" في آية (١٦٠) في سورة الأعراف.

وإنَّ قول الله تعالى: "وَخُذۡ بِيَدِكَ ضِغۡثًا فَٱضۡرِب بِّهِۦ وَلَا تَحۡنَثۡ‌" في آية (٤٤) في سورة ص، هو تمامًا كقولُهُ: "فَخُذۡ مَآ ءَاتَيۡتُكَ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ" في آية (١٤٤) في سورة الأعراف، وهو تمامًا كقولُهُ: "فَخُذهَا بِقُوَّةٍ وَأۡمُرۡ قَوۡمَكَ يَأۡخُذُواْ بِأَحۡسَنِہَا‌" في آية (١٤٥) في سورة الأعراف.

لقد استسقى أيوب عليه السلام رَبَّهُ عندما ناداهُ في آية (٤١) في سورة ص، تمامًا كما استسقى موسى عليه السلام قومُهُ في آية (١٦٠) في سورة الأعراف.

لقد علِم أيوب عليه السلام من الله تعالى مشرَبَهُ، أي المكان الّذي سوف يسقيه الماء البارد فيغتسل به ويشرب مِنه، إذًا فإنَّ "الضِّغث الّذي أخذه أيوب عليه السلام بِيَدِهِ أي بِقُوَّتِهِ وضرب بِهِ" أخذه من مكان "المُغْتسَلْ الباردْ والشراب" الّذي قَصَدَهُ بِتوجيهٍ من الله، وهو ما طهَّرَ أيوب نفسه بِهِ، وبَقِيَ قاصدًا هذا المكان وثابَرَ على اغتِسالِهِ وشُرْبِهِ مِنْهُ طِوالَ حياتِهِ، ولذلك قال الله تعالى في آية (٤٤):
"إِنَّا وَجَدۡنَـٰهُ صَابِرًا‌ نِّعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ‌ إِنَّهُ أَوَّابٌ".

هذه الآيات في سورة ص وسورة الأعراف تدُلُّنا على أنَّ الاغتِسال والشُّرْبْ يكون فقط بالقرءان، وعلى أنَّ تيَمُّمْ الصعيد الطيِّب يكون فقط بِقَصْد القرءان.

إنَّ الفرق ما بين موسى عليه السلام وأيوب عليه السلام هو فرقٌ شَكْلِيٌ لا أكثر ولا أقلّ، لأنَّ المبدأ واحِدْ، إنَّ موسى عليه السلام قام إلى الصلواة واغتَسَلَ بِها بِأمرٍ من الله تعالى عندما اصطفاهُ الله، أي أنزل إليه الصُّحُف لِكي يُطهِّرَهُ بِها.

أمّا أيوب عليه السلام فقد تتيَمَّمْ صعيدًا طَّيِّبًا عندما أراد أن يَخْرُج بِإرادَتِهِ من مَرَضِهِ، أي من ضلالَتِهِ الّتي أرهَقَتْه لأنّه نسيَ الله فلجأ إليه بِإرادتِهِ فاستجاب له الله وأعطاه هذا الصَّعيد الطَّيِّب، أي آياتِهِ، واصطفاهُ بِها لِكي يغتسِل بِها ويشرب مِنْها فيُطهِّرَ نفسَهُ.

هذه الآيات تدلّنا أيضًا على أنَّ صبر أيوب هو قُوَّة أيوب عليه السلام بِمثابرتِهِ الدائمة وحفاظه الدائم وتطبيقه المُسْتمِرْ لكل آية من آيات الله عزَّ وجلْ، وكذلِكَ تدُلُّنا على أنَّ أيوب عليه السلام لم يأخُذْ هو وحده كِتابُ اللهِ بِقُوَّةٍ، أي لم يَكُنْ هو وحدَهُ ذا الأيدي، أي ذو القوّة بِأخْذِهِ لِرسالة الله عزَّ وجلّْ، لقد أخذ أيضًا موسى عليه السلام كتاب الله بِقُوّةْ، ولقد أخذ أيضًا جميع الأنبياء والرُّسُلْ رسالات الله بِقُوَّة، ولذلك ذكر الله تعالى لنا داوود في آية (١٧) من سورة ص بِقولِهِ:

* سُوۡرَةُ صٓ
ٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَا دَاوُ ۥدَ ذَا ٱلۡأيۡدِ‌ إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧).

وأكمل آية (٤٤) في سورة ص بالآيات الّتي تليها من آية (٤٥) إلى (٥٠) بِقولِهِ فيها:

* سُوۡرَةُ صٓ
وَخُذۡ بِيَدِكَ ضِغۡثًا فَٱضۡرِب بِّهِۦ وَلَا تَحۡنَثۡ‌ إِنَّا وَجَدۡنَـٰهُ صَابِرًا‌ نِّعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ‌ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٤٤) وَٱذۡكُرۡ عِبَـٰدَنَآ إِبۡرَاهِيمَ وَإِسۡحَـٰقَ وَيَعۡقُوبَ أُوْلِى ٱلۡأَيۡدِى وَٱلۡأَبۡصَـٰرِ (٤٥) إِنَّآ أَخۡلَصۡنَـٰهُم بِخَالِصَةٍ ذِڪۡرَى ٱلدَّارِ (٤٦) وَإِنَّہُمۡ عِندَنَا لَمِنَ ٱلۡمُصۡطَفَيۡنَ ٱلۡأَخۡيَارِ (٤٧) وَٱذۡكُرۡ إِسۡمَـٰعِيلَ وَٱلۡيَسَعَ وَذَا ٱلۡكِفۡلِ‌ وَكُلٌّ مِّنَ ٱلۡأَخۡيَارِ (٤٨) هَـٰذَا ذِكۡرٌ وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ لَحُسۡنَ مَـَٔابٍ (٤٩) جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَابُ (٥٠).

وقال تعالى أيضًا في آية (١٤٤) و(١٤٥) من سورة الأعراف:

* سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
قَالَ يَـٰمُوسَىٰٓ إِنِّى ٱصۡطَفَيۡتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَـٰلَـٰتِى وَبِكَلَـٰمِى فَخُذۡ مَآ ءَاتَيۡتُكَ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ (١٤٤) وَڪَتَبۡنَا لَهُ فِى ٱلۡأَلۡوَاحِ مِن ڪُلِّ شَىۡءٍ مَّوۡعِظَةً وَتَفۡصِيلاً لِّكُلِّ شَىۡءٍ فَخُذۡهَا بِقُوَّةٍ وَأۡمُرۡ قَوۡمَكَ يَأۡخُذُواْ بِأَحۡسَنِہَا‌ سَأُوْرِيكُمۡ دَارَ ٱلۡفَـٰسِقِينَ (١٤٥).

وقال تعالى أيضًا في آية (١٢) من سورة مريم:

* سُوۡرَةُ مَریَم
يَـٰيَحۡيَىٰ خُذِ ٱلۡڪِتَـٰبَ بِقُوَّةٍ وَءَاتَيۡنَـٰهُ ٱلۡحُكۡمَ صَبِيًّا (١٢).

إنَّ الله تعالى لم يُذهِب الرِّجس فقط عن أيوب عليه السلام، ولكنّه سبحانه وتعالى أذهب أيضًا الرِّجس عن أهل بيت أيوب ومِثْلَهُمْ من الّذين آمنوا معهُم وطهَّرَهُم تطهيرًا، هذا ما أخبرنا الله تعالى بِهِ في آية (٤٣):

* سُوۡرَةُ صٓ
وَوَهَبۡنَا لَهُ أَهۡلَهُ وَمِثۡلَهُم مَّعَهُمۡ رَحۡمَةً مِّنَّا وَذِكۡرَىٰ لِأُوْلِى ٱلۡأَلۡبَـٰبِ (٤٣).

إنَّ صبر أيوب هو تمامًا كصبر جميع الأنبياء والرُّسُل، لأنَّ جميعهُم قد صبروا على رسالة الله وليس فقط أيوب، سلامٌ على جميع المُرسلين.

 

(٣): هناك آيات كثيرة في القرءان الكريم تدلّنا على أنَّ الصبر الّذي ذكره الله تعالى في كثيرٍ من آياتِهِ هو صبرٌ على رسالة الله، أي صبرٌ على آيات الله ودوام العمل بها، وعلى أنَّ صبر أيوب كان تمامًا كصبر جميع الأنبياء والرُّسُلْ والمؤمنين، سوف أذكُر لكم بعضًا منها:

* سُوۡرَةُ الاٴحقاف
فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡ‌ كَأَنَّہُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَ مَا يُوعَدُونَ لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّہَارِۭ‌ بَلَـٰغٌ فَهَلۡ يُهۡلَكُ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ (٣٥).

* سُوۡرَةُ آل عِمرَان
وَإِنَّ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡڪِتَـٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡہِمۡ خَـٰشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشۡتَرُونَ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً‌ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ‌ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ (١٩٩) يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ (٢٠٠).

* سُوۡرَةُ یُونس
قُلۡ يَـٰٓأَيُّہَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَڪُمُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡ‌ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَہۡتَدِى لِنَفۡسِهِۦ‌ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡہَا‌ وَمَآ أَنَا۟ عَلَيۡكُم بِوَڪِيلٍ (١٠٨) وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَٱصۡبِرۡ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُ‌ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَـٰكِمِينَ (١٠٩).

* سُوۡرَةُ الرّعد
أَفَمَن يَعۡلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ كَمَنۡ هُوَ أَعۡمَىٰٓ‌ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ (١٩) ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ ٱلۡمِيثَـٰقَ (٢٠) وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦۤ أَن يُوصَلَ وَيَخۡشَوۡنَ رَبَّہُمۡ وَيَخَافُونَ سُوٓءَ ٱلۡحِسَابِ (٢١) وَٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّہِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ (٢٢).

* سُوۡرَةُ طٰه
فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ غُرُوبِہَا‌ وَمِنۡ ءَانَآىِٕ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡ وَأَطۡرَافَ ٱلنَّہَارِ لَعَلَّكَ تَرۡضَىٰ (١٣٠) وَلَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦۤ أَزۡوَاجًا مِّنۡہُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا لِنَفۡتِنَہُمۡ فِيهِ‌ وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَيۡرٌ وَأَبۡقَىٰ (١٣١) وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡہَا‌ لَا نَسۡـَٔلُكَ رِزۡقًا نَّحۡنُ نَرۡزُقُكَ‌ وَٱلۡعَـٰقِبَةُ لِلتَّقۡوَىٰ (١٣٢).

* سُوۡرَةُ الاٴنبیَاء
وَإِسۡمَـٰعِيلَ وَإِدۡرِيسَ وَذَا ٱلۡكِفۡلِ‌ ڪُلٌّ مِّنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ (٨٥) وَأَدۡخَلۡنَـٰهُمۡ فِى رَحۡمَتِنَآ‌ إِنَّهُم مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ (٨٦).

* سُوۡرَةُ الفُرقان
وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَـٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَـٰمًا (٦٣) ...... وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَاجِنَا وَذُرِّيَّـٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٍ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا (٧٤) أُوْلَـٰٓٮِٕكَ يُجۡزَوۡنَ ٱلۡغُرۡفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوۡنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَـٰمًا (٧٥).

* سُوۡرَةُ القَصَص
وَلَقَدۡ وَصَّلۡنَا لَهُمُ ٱلۡقَوۡلَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ (٥١) ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَـٰهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِهِۦ هُم بِهِۦ يُؤۡمِنُونَ (٥٢) وَإِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡہِمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦۤ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلِهِۦ مُسۡلِمِينَ (٥٣) أُوْلَـٰٓٮِٕكَ يُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَيۡنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ يُنفِقُونَ (٥٤) وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعۡمَـٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَـٰلُكُمۡ سَلَـٰمٌ عَلَيۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِى ٱلۡجَـٰهِلِينَ (٥٥) إِنَّكَ لَا تَہۡدِى مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَہۡدِى مَن يَشَآءُ‌ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ (٥٦).

* سُوۡرَةُ العَنکبوت
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ غُرَفًا تَجۡرِى مِن تَحۡتِہَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيہَا‌ نِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَـٰمِلِينَ (٥٨) ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّہِمۡ يَتَوَكَّلُونَ (٥٩).

* سُوۡرَةُ الزُّمَر
قُلۡ يَـٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡ‌ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ فِى هَـٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٌ وَأَرۡضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ‌ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٍ (١٠).

* سُوۡرَةُ الطُّور
وَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَا‌ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (٤٨) وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَـٰرَ ٱلنُّجُومِ (٤٩).

* سُوۡرَةُ القَلَم
فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلۡحُوتِ إِذۡ نَادَىٰ وَهُوَ مَكۡظُومٌ (٤٨) لَّوۡلَآ أَن تَدَارَكَهُ نِعۡمَةٌ مِّن رَّبِّهِۦ لَنُبِذَ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ مَذۡمُومٌ (٤٩) فَٱجۡتَبَـٰهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ (٥٠).

* سُوۡرَةُ الإنسَان
فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعۡ مِنۡہُمۡ ءَاثِمًا أَوۡ كَفُورًا (٢٤) وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ بُكۡرَةً وَأَصِيلاً (٢٥) وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَٱسۡجُدۡ لَهُ وَسَبِّحۡهُ لَيۡلاً طَوِيلاً (٢٦) إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ يُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمۡ يَوۡمًا ثَقِيلاً (٢٧).

 

(٤): في الخِتام، لقد قال الله تعالى لنا في آية (١٠٨) من سورة التوبة:

* سُوۡرَةُ التّوبَة
... لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ‌ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ‌ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ (١٠٨).

هذه الآية تَدلّنا على أنَّ الهدف من الصلواة في المساجِد هو طهارة أنفسنا، وتدلّنا على أنَّ طهارة الإنسان تكون خلال الصلواة في المساجد وليس بالوضوء المزعوم قبل الصلوات الخمس المزعومة، وعلى أنَّ الهدف من قيام الّذين آمنوا إلى الصلواة في آية (٦) من سورة المائِدة هو لِيغتسلوا بِها، وعلى أنَّ الصلواة الّتي كانوا يُقيمونها في المساجد هي القرءان الكريم.

* سُوۡرَةُ المَائدة
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَڪُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِ‌ وَإِن كُنتُمۡ جُنُبًا فَٱطَّهَّرُواْ‌ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَد مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآٮِٕطِ أَوۡ لَـٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا  فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِڪُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُ‌ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجۡعَلَ عَلَيۡڪُم مِّنۡ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ وَلِيُتِمَّ نِعۡمَتَهُ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّڪُمۡ تَشۡكُرُونَ (٦).

لقد قال الله تعالى أيضًا في سورة الواقعة من آية (٧٥) إلى (٨٠):

* سُوۡرَةُ الواقِعَة
فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرۡءَانٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِى كِتَـٰبٍ مَّكۡنُونٍ (٧٨) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنزِيلٌ  رَّبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٨٠).

إنَّ قَسَمَ الله تعالى العظيم الّذي قَسَمَهُ في تلك الآيات هو أكبر دليل على أنَّ الاغتسال، أي طهارتنا لا تكون إلاَّ بالقرءان، وهو أيضًا  تأكيد لنا على أنَّ القرءان هو الصلواة الّتي علينا أن نٌقيمها في المساجد إذا أردنا أن نُطهِّر أنفسنا، وعلى أنَّ الغُسْلَ هو طهارة للنفس وليس للجسد.

وهذا القسم هو أيضًا تأكيد لآية (٤٣) من سورة النساء:

* سُوۡرَةُ النِّسَاء
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِى سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغۡتَسِلُواْ‌ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآٮِٕطِ أَوۡ لَـٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُمۡ‌ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (٤٣).

إنَّ الإنسان الّذي لا يُريد أن يُطهِّرَ نفسه بالقرءان فمن المحظورِ عليه أن يقربَهُ، لأنَّ الله تعالى لا ولن يُعطيهِ عِلْمَهُ بقولِهِ في سورة الواقعة آية (٧٩):
"لا يَمَسَّهُ إلاَّ المُطهَّرون".

 

إخوتي وإخواني الكرام، القرءان العظيم هو الصلواة الّتي علينا أن نٌقيمها في المساجد ونعمل بها بهدف نشر الخير والاصلاح إذا أردنا أن نُطهِّر أنفسنا، ومعنى الغُسْلَ الحقيقي في كتاب الله هو طهارة النفس.

أدعوا الله تعالى أن يجعلنا من الذين يغتسلون بماءه، ويشربون من مشربه، (القرءان الكريم).

 

https://www.youtube.com/watch?v=PLp_b9mzZXQ
 

32 oct 31, 2016