هل هناك عشر وصايا لموسى أو لعيسى أو لمحمد عليهم السلام أجمعين

 

هل هناك عشر وصايا لموسى أو لعيسى أو لمحمد عليهم السلام أجمعين

 

وما هو مفهوم الوصايا في القرءان الكريم، وما هي وصايا موسى؟

السلام عليكم يا أولي النهى.

إنّ اكثر الناس يظنّون بأنّ هناك عشر وصايا لموسى، وربّما يعتقد البعض بأنّ هناك عشر وصايا في القرءان من خلال سورة الأنعام.
إذا تدبّرنا آيات في سورة الأنعام، والإسراء، وفي سور أخرى، نجد ما هي تلك الوصايا.

إخوتي وأخواتي الكرام، أتمنّى منكم أن تتابعوا معي عدد ومفهوم الوصايا في سورة الأنعام والإسراء.
سوف ابدأ بتبيان عدد الوصايا في سورة الأنعام من آية: (١٥١) إلى (١٥٣).

(-١-): * سُوۡرَةُ الاٴنعَام
قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّڪُمۡ عَلَيۡڪُمۡ‌ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـًٔا وَبِٱلۡوَالِدَيۡنِ إِحۡسَـٰنًا وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَـٰدَڪُم مِّنۡ إِمۡلَـٰقٍ نَّحۡنُ نَرۡزُقُڪُمۡ وَإِيَّاهُمۡ‌ وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ‌ وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ‌ ذَالِكُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ (١٥١) وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِى هِىَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوۡفُواْ ٱلۡڪَيۡلَ وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِ‌ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَا‌ وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ ڪَانَ ذَا قُرۡبَىٰ‌ وَبِعَهۡدِ ٱللَّهِ أَوۡفُواْ‌ ذَالِڪُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ (١٥٢) وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِى مُسۡتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ‌ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦ‌ ذَالِكُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّڪُمۡ تَتَّقُونَ (١٥٣).

"قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّڪُمۡ عَلَيۡڪُمۡ‌":

(١): "أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـًٔا"
(٢): "وَبِٱلۡوَالِدَيۡنِ إِحۡسَـٰنًا"
(٣): "وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَـٰدَڪُم مِّنۡ إِمۡلَـٰقٍ۬ نَّحۡنُ نَرۡزُقُڪُمۡ وَإِيَّاهُمۡ‌"
(٤): "وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ‌"
(٥): "وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ‌"

"ذَالِكُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ (١٥١)"

نجد في آية (١٥١): خمس وصايا.

(٦): "وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِى هِىَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُ"
(٧): "وَأَوۡفُواْ ٱلۡڪَيۡلَ وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِ‌ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَا‌"
(٨): "وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ ڪَانَ ذَا قُرۡبَىٰ‌"
(٩): "وَبِعَهۡدِ ٱللَّهِ أَوۡفُواْ‌"

"ذَالِڪُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ(١٥٢)"

نجد في آية (١٥٢): أربع وصايا.

(١٠): "وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِى مُسۡتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ‌ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦ‌"

"ذَالِكُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّڪُمۡ تَتَّقُونَ (١٥٣)"
نجد في آية (١٥٣): وصيّة واحدة.

إذا جمعنا الوصايا في آية (١٥١)، و(١٥٢)، و(١٥٣) نجد انّ هناك عشر وصايا، فيها تحريم من الله عزّ وجلّ، حرّمها في السابق على الذين أشركوا، ووصّاهم بها من قبل كتاب موسى، ولقد أعاد الله تعالى تنزيلها في كتاب موسى، وعيسى، وبعدها في كتاب محمد، تذكرةً وموعظةً للناس، لذلك أكمل الله تعالى آياته في سورة الأنعام بآية (١٥٤) إلى (١٥٧):

* سُوۡرَةُ الاٴنعَام
ثُمَّ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ تَمَامًا عَلَى ٱلَّذِىٓ أَحۡسَنَ وَتَفۡصِيلاً لِّكُلِّ شَىۡءٍ وَهُدًى وَرَحۡمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ يُؤۡمِنُونَ (١٥٤) وَهَـٰذَا كِتَـٰبٌ أَنزَلۡنَـٰهُ مُبَارَكٌ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ (١٥٥) أَن تَقُولُوٓاْ إِنَّمَآ أُنزِلَ ٱلۡكِتَـٰبُ عَلَىٰ طَآٮِٕفَتَيۡنِ مِن قَبۡلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِہِمۡ لَغَـٰفِلِينَ (١٥٦) أَوۡ تَقُولُواْ لَوۡ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا ٱلۡكِتَـٰبُ لَكُنَّآ أَهۡدَىٰ مِنۡہُمۡ‌ فَقَدۡ جَآءَڪُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّڪُمۡ وَهُدًى وَرَحۡمَةٌ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ وَصَدَفَ عَنۡہَا‌ سَنَجۡزِى ٱلَّذِينَ يَصۡدِفُونَ عَنۡ ءَايَـٰتِنَا سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصۡدِفُونَ (١٥٧).

إذا تدبّرنا آية (١٥٣):
وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِى مُسۡتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ‌ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦ‌ ذَالِكُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّڪُمۡ تَتَّقُونَ (١٥٣).

نجد أنّ الله تعالى وضع وصيّة واحدة فيها.
السؤال: لماذا؟

الجواب: لأنّ الصراط المستقيم هو القرآن الكريم، وهو السبيل الوحيد ودين الله الواحد، ونحن إذا عملنا بهذه الوصيّة واتّبعنا هذا الصراط المستقيم نكون اتّبعنا جميع آيات الله من دون استثناء، ومن ضمنها الخمس وصايا في آية (١٥١)، والأربع وصايا في آية (١٥٢)، لأنّ تلك الوصايا التسع هي جزء لا يتجزأّ من الوصيّة العاشرة في آية (١٥٣)، وهذا يدلّنا، بل يُثبت لنا أنّه لا وجود لوصايا عشر محدّدة بالعدد الرقميّ عشرة، لأنّ كلّ آية وصّانا الله بها، وحرّمها علينا، وأحلّها لنا، وذكّرنا بها، وأمرنا بها، وبيّنها لنا، هي صراط من صراطه المستقيم الذي وصّانا أن نتّبعه لعلّنا نتّقي، هذا يعني أنّ القرآن الكريم هو وصيّة الله لجميع الناس.

 

(-٢-): سوف أنتقل إلى سورة الإسراء، وأبينّ عدد الوصايا من آية: (٢٣) إلى (٣٩).

* سُوۡرَةُ الإسرَاء
وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَالِدَيۡنِ إِحۡسَـٰنًا‌ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡڪِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنۡہَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلاً ڪَرِيمًا (٢٣) وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا (٢٤) رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِى نُفُوسِكُمۡ‌ إِن تَكُونُواْ صَـٰلِحِينَ فَإِنَّهُ ڪَانَ لِلۡأَوَّابِينَ غَفُورًا (٢٥) وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا (٢٦) إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَانَ ٱلشَّيَـٰطِينِ‌ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَـٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورًا (٢٧) وَإِمَّا تُعۡرِضَنَّ عَنۡہُمُ ٱبۡتِغَآءَ رَحۡمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرۡجُوهَا فَقُل لَّهُمۡ قَوۡلاً مَّيۡسُورًا (٢٨) وَلَا تَجۡعَلۡ يَدَكَ مَغۡلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبۡسُطۡهَا كُلَّ ٱلۡبَسۡطِ فَتَقۡعُدَ مَلُومًا مَّحۡسُورًا (٢٩) إِنَّ رَبَّكَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ‌ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرًا (٣٠) وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَـٰدَكُمۡ خَشۡيَةَ إِمۡلَـٰقٍ نَّحۡنُ نَرۡزُقُهُمۡ وَإِيَّاكُمۡ‌ إِنَّ قَتۡلَهُمۡ ڪَانَ خِطۡـًٔا كَبِيرًا (٣١) وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓ‌ إِنَّهُ كَانَ فَـٰحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً (٣٢) وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ‌ وَمَن قُتِلَ مَظۡلُومًا فَقَدۡ جَعَلۡنَا لِوَلِيِّهِۦ سُلۡطَـٰنًا فَلَا يُسۡرِف فِّى ٱلۡقَتۡلِ‌ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا (٣٣) وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِى هِىَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوۡفُواْ بِٱلۡعَهۡدِ‌ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسۡـُٔولاً (٣٤) وَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ إِذَا كِلۡتُمۡ وَزِنُواْ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِيمِ‌ ذَالِكَ خَيۡرٌ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلاً (٣٥) وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌ‌ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ كَانَ عَنۡهُ مَسۡـُٔولاً (٣٦) وَلَا تَمۡشِ فِى ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًا‌ إِنَّكَ لَن تَخۡرِقَ ٱلۡأَرۡضَ وَلَن تَبۡلُغَ ٱلۡجِبَالَ طُولاً (٣٧) كُلُّ ذَالِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكۡرُوهًا  (٣٨) ذَالِكَ مِمَّآ أَوۡحَىٰٓ إِلَيۡكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلۡحِكۡمَةِ‌ وَلَا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ فَتُلۡقَىٰ فِى جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدۡحُورًا (٣٩).

(١): "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ"

(٢): "وَبِٱلۡوَالِدَيۡنِ إِحۡسَـٰنًا‌ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡڪِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنۡہَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلاً ڪَرِيمًا (٢٣) وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا (٢٤) رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِى نُفُوسِكُمۡ‌ إِن تَكُونُواْ صَـٰلِحِينَ فَإِنَّهُ ڪَانَ لِلۡأَوَّابِينَ غَفُورًا"

(٣): "وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا (٢٦) إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَانَ ٱلشَّيَـٰطِينِ‌ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَـٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورًا (٢٧) وَإِمَّا تُعۡرِضَنَّ عَنۡہُمُ ٱبۡتِغَآءَ رَحۡمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرۡجُوهَا فَقُل لَّهُمۡ قَوۡلاً مَّيۡسُورًا"

(٤): "وَلَا تَجۡعَلۡ يَدَكَ مَغۡلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبۡسُطۡهَا كُلَّ ٱلۡبَسۡطِ فَتَقۡعُدَ مَلُومًا مَّحۡسُورًا (٢٩) إِنَّ رَبَّكَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ‌ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرًا"

(٥): "وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَـٰدَكُمۡ خَشۡيَةَ إِمۡلَـٰقٍ نَّحۡنُ نَرۡزُقُهُمۡ وَإِيَّاكُمۡ‌ إِنَّ قَتۡلَهُمۡ ڪَانَ خِطۡـًٔا كَبِيرًا"

(٦): "وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓ‌ إِنَّهُ كَانَ فَـٰحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً"

(٧): "وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ‌ وَمَن قُتِلَ مَظۡلُومًا فَقَدۡ جَعَلۡنَا لِوَلِيِّهِۦ سُلۡطَـٰنًا فَلَا يُسۡرِف فِّى ٱلۡقَتۡلِ‌ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا"

(٨): "وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِى هِىَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُ"

(٩): "وَأَوۡفُواْ بِٱلۡعَهۡدِ‌ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسۡـُٔولاً"

(١٠): "وَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ إِذَا كِلۡتُمۡ وَزِنُواْ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِيمِ‌ ذَالِكَ خَيۡرٌ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلاً"

(١١): "وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌ‌ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ كَانَ عَنۡهُ مَسۡـُٔولاً"

(١٢): "وَلَا تَمۡشِ فِى ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًا‌ إِنَّكَ لَن تَخۡرِقَ ٱلۡأَرۡضَ وَلَن تَبۡلُغَ ٱلۡجِبَالَ طُولاً"

نجد في تلك الآيات من سورة الإسراء تشابهًا بينها وبين الوصايا في آيات سورة الأنعام، وإذا جمعنا الوصايا في سورة الإسراء نجد فيها اثنا عشر وصيّة، وهذا أكبر دليل على انّه لا يوجد فقط عشر وصايا أنزلها الله تعالى على موسى، أو على عيسى، أو على محمد.

وإذا تدبّرنا آية (٣٩) من سورة الإسراء التي ختم الله تعالى الوصايا بها، نجد قوله تعالى:
"ذلك ممّا أوحى إليك ربك من الحكمة".

وهذا يُبيّن لنا أنّ الإثنا عشر وصيّة التي ذكرها الله في الآيات السابقة هي من الحكمة، ونحن إذا نظرنا في القرءان الكريم، نجد أنّ الله عزّ وجلّ قد وصف كتبه بالحكمة كالتوراة والإنجيل والقرءان، وهذا برهان على أنّ كلّ آية من آيات القرءان هي وصيّة من الله وحكمة منه، ونحن إذا طبّقنا جميع الوصايا التي ذكرتها لكم في سورة الأنعام، أو في سورة الإسراء، نكون قد طبّقنا كلّ آية من آيات القرءان الكريم، وإذا أردنا أن نُطبقّ تلك الوصايا في سورة الأنعام، أو في سورة الإسراء، لا نستطيع أن نُطبّقها من دون تطبيق جميع الآيات الأخرى في القرءان الكريم.

 

(-٣-): الدليل على أنّ الحكمة التي وصّانا الله بها هي كتبه نجده في الآيات التالية:

* سُوۡرَةُ آل عِمرَان
إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةُ يَـٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ وَجِيهًا فِى ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأَخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ (٤٥) وَيُڪَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِى ٱلۡمَهۡدِ وَڪَهۡلاً وَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ (٤٦) قَالَتۡ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِى وَلَدٌ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِى بَشَرٌ قَالَ ڪَذَالِكِ ٱللَّهُ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ‌ إِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (٤٧) وَيُعَلِّمُهُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِڪۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَٮٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ (٤٨).

* سُوۡرَةُ لقمَان
وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا لُقۡمَـٰنَ ٱلۡحِكۡمَةَ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِلَّهِ‌ وَمَن يَشۡڪُرۡ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦ‌ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ حَمِيدٌ (١٢).

* سُوۡرَةُ الزّخرُف
وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَـٰتِ قَالَ قَدۡ جِئۡتُكُم بِٱلۡحِكۡمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِى تَخۡتَلِفُونَ فِيهِ‌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ (٦٣).

* سُوۡرَةُ الجُمُعَة
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ

يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِى ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡمَلِكِ ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ (١) هُوَ ٱلَّذِى بَعَثَ فِى ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ رَسُولاً مِّنۡہُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡہِمۡ ءَايَـٰتِهِۦ وَيُزَكِّيہِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ (٢).

* سُوۡرَةُ النّحل
ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِ‌ وَجَـٰدِلۡهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحۡسَنُ‌ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ‌ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ (١٢٥).

* سُوۡرَةُ النِّسَاء
أَمۡ يَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَٮٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ‌ فَقَدۡ ءَاتَيۡنَآ ءَالَ إِبۡرَاهِيمَ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَءَاتَيۡنَـٰهُم مُّلۡكًا عَظِيمًا (٥٤).

* سُوۡرَةُ صٓ
ٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَا دَاوُ ۥدَ ذَا ٱلۡأَيۡدِ‌ إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧) إِنَّا سَخَّرۡنَا ٱلۡجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحۡنَ بِٱلۡعَشِىِّ وَٱلۡإِشۡرَاقِ (١٨) وَٱلطَّيۡرَ مَحۡشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ (١٩) وَشَدَدۡنَا مُلۡكَهُ وَءَاتَيۡنَـٰهُ ٱلۡحِكۡمَةَ وَفَصۡلَ ٱلۡخِطَابِ (٢٠).

 

(-٤-): إنّ الوصايا التي وصّى الله تعالى بها محمد، ووصّانا بها، هي تمامًا كالوصايا التي وصّى بها جميع أنبيائه، ورسله، والأمم السابقة، وإنّ وصايا الله هي شريعته التي شرّعها، ووصّى بها جميع الأمم من أول الخلق إلى آخره، أي هي دينه الواحد الذي أنزله على جميع أنبيائه ورسله، ألا وهو دين الإسلام، ولكن للأسف، لقد اختلف الناس في دين الله، وفرّقوا شريعته التي وصّانا بها، ووضعوا وصايا وشرائع مختلفة بحجّة أنّ الله عزّ وجلّ (حاشاه) قد أنزل إلى كلّ رسول دينًا مختلف وشرائع ووصايا مختلفة عن الرسول الآخر أو مُكمّلة لدينه، وإذا قرأنا آيات في سورة الشورى، وفي سورة البقرة، نجد فيها أنّ دين الله الذي شرعه لنا هو ما وصّانا به، وما وصّانا به هو إقامة دينه الواحد الذي أنزله على جميع الأمم ووضعه لنا في كتابه الذي هو صراطه المستقيم. إذًا لا وجود لشرائع ووصايا وأديان مختلفة أو مُكمّلة كما يظنّ أكثر الناس.

* سُوۡرَةُ الشّوریٰ
شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحًا وَٱلَّذِىٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦۤ إِبۡرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓ‌ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ‌ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِ‌ ٱللَّهُ يَجۡتَبِىٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَہۡدِىٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ (١٣) وَمَا تَفَرَّقُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَہُمۡ‌ وَلَوۡلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِىَ بَيۡنَہُمۡ‌ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَفِى شَكٍّ مِّنۡهُ مُرِيبٍ (١٤) فَلِذَالِكَ فَٱدۡعُ‌ وَٱسۡتَقِمۡ ڪَمَآ أُمِرۡتَ‌ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ‌ وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن ڪِتَـٰبٍ وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَيۡنَكُمُ‌ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ‌ لَنَآ أَعۡمَـٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَـٰلُڪُمۡ‌ لَا حُجَّةَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ‌ ٱللَّهُ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَا‌ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ (١٥).

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَمَن يَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَاهِـۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَيۡنَـٰهُ فِى ٱلدُّنۡيَا‌ وَإِنَّهُ فِى ٱلۡأَخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ (١٣٠) إِذۡ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسۡلِمۡ‌ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (١٣١) وَوَصَّىٰ بِہَآ إِبۡرَاهِـۧمُ بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ يَـٰبَنِىَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ (١٣٢) أَمۡ كُنتُمۡ شُہَدَآءَ إِذۡ حَضَرَ يَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِى قَالُواْ نَعۡبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ ءَابَآٮِٕكَ إِبۡرَاهِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِيلَ وَإِسۡحَـٰقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحۡنُ لَهُ مُسۡلِمُونَ (١٣٣).

 

(-٥-): في الختام، سؤال لكل إنسان يؤمن بالوصايا العشر، أين عرّف الله تعالى، وذكر تلك الوصايا في كتابه العزيز؟
وهل أعلمنا الرحمن بأنّ الوصايا هي فقط عشرة؟
وعلى سبيل المثال، إن كانت الوصايا ثمانية، أو عشرة، أو تسعة، أو مئة، أو ألف، فما الفائدة والعبرة من ذلك؟

كفاك أيها الإنسان الكافر والجاهل فلسفة سفسطائية، وجدل، وخوض في آيات الله البيّنات.

* سُوۡرَةُ الانفِطار
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلۡإِنسَـٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلۡڪَرِيمِ (٦) ٱلَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّٮٰكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِىٓ أَىِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ (٨).

* سُوۡرَةُ عَبَسَ
قُتِلَ ٱلۡإِنسَـٰنُ مَآ أَكۡفَرَهُ (١٧) مِنۡ أَىِّ شَىۡءٍ خَلَقَهُ (١٨) مِن نُّطۡفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (١٩) ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ (٢٠) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقۡبَرَهُ (٢١) ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ  (٢٢) كَلَّا لَمَّا يَقۡضِ مَآ أَمَرَهُ (٢٣).

* سُوۡرَةُ الاٴحزَاب
إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَہَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡہَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَـٰنُۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً (٧٢).

* سُوۡرَةُ الکهف
وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِى هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ مِن ڪُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ ٱلۡإِنسَـٰنُ أَڪۡثَرَ شَىۡءٍ جَدَلاً (٥٤).

* سُوۡرَةُ یُونس
وَمَا تَكُونُ فِى شَأۡنٍ وَمَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ مِن قُرۡءَانٍ وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا ڪُنَّا عَلَيۡكُمۡ شُہُودًا إِذۡ تُفِيضُونَ فِيهِ‌ وَمَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّةٍ فِى ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِى ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصۡغَرَ مِن ذَالِكَ وَلَآ أَكۡبَرَ إِلَّا فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ (٦١).

ودمتم على الإيمان والعمل بوصيّة الله، (القرءان الكريم).

27 oct 31 2016