تفسير معنى المائدة من خلال أحسن التفسير

 

تفسير معنى المائدة من خلال أحسن التفسير

 

السلام على من أكل من مائدة الله (الإنجيل الكريم) من قبل أن تُحرفّ، ومن بعد أن حُفِظت في القرءان العظيم

 

* سُوۡرَةُ البَیّنَة
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ

لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأۡتِيَہُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (٢) فِيہَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣) وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡہُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ (٤) وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ‌ وَذَالِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ (٥) إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِينَ فِيہَآ‌ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ (٦) إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ (٧) جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّہِمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنٍ تَجۡرِى مِن تَحۡتِہَا ٱلۡأَنۡہَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيہَآ أَبَدًا‌ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنۡہُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ‌ ذَالِكَ لِمَنۡ خَشِىَ رَبَّهُ (٨).

 

(١): لقد سأل أخ كريم ما هي المائدة، وأنا يُسعدني أن أُلبّي طلبه لكي أُظهر الحقّ من خلال الحقّ نفسه (القرءان العظيم) وأمحوا الباطل (السنّة القولية والعملية والأحاديث الخبيثة).

قال تعالى:
إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين (١١٢) قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين (١١٣).
ما هى المائدة؟

 

(٢): جوابي للأخ الكريم كالتالي:
أخي الكريم، إخوتي وأخواتي الكرام تعالوا معًا نتدبّر المعنى الحقيقي لكلمة المائدة من آيات سورة المآئِدة نفسها، من آية (١١١) إلى (١١٥).

* سُوۡرَةُ المَائدة
وَإِذۡ أَوۡحَيۡتُ إِلَى ٱلۡحَوَارِيِّـۧنَ أَنۡ ءَامِنُواْ بِى وَبِرَسُولِى قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَٱشۡہَدۡ بِأَنَّنَا مُسۡلِمُونَ (١١١) إِذۡ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ يَـٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ هَلۡ يَسۡتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيۡنَا مَآٮِٕدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ‌ قَالَ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن ڪُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (١١٢) قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأۡڪُلَ مِنۡہَا وَتَطۡمَٮِٕنَّ قُلُوبُنَا وَنَعۡلَمَ أَن قَدۡ صَدَقۡتَنَا وَنَكُونَ عَلَيۡہَا مِنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ (١١٣) قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ ٱللَّهُمَّ رَبَّنَآ أَنزِلۡ عَلَيۡنَا مَآٮِٕدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا وَءَايَةً مِّنكَ‌ وَٱرۡزُقۡنَا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّازِقِينَ (١١٤) قَالَ ٱللَّهُ إِنِّى مُنَزِّلُهَا عَلَيۡكُمۡ‌ فَمَن يَكۡفُرۡ بَعۡدُ مِنكُمۡ فَإِنِّىٓ أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّآ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (١١٥).

سورة المآئِدة = سورة الإنجيل العظبم.
المآئِدة = الإنجيل الكريم.
تنزيل المآئِدة من السمآء = تنزيل الإنجيل العظيم وحيًا من السمآء.
العيد = الذكر

في آية (١١٢) طلب الحواريّون من عيسى عليه السلام أن يُنزلّ عليهم مائدة من السماء، لماذا؟
لأنّ عيسى عليه السلام كان كلمة الله وروحه أي كتابه، وعندما بدأ عيسى عليه السلام بتبليغ الإنجيل الكريم للحواريّين لم يُصدقّوه، لذلك طلبوا منه أن يُنزّل عليهم مائدة من السماء، أي كتاب، ولذلك أجابهم عيسى عليه السلام بقولِهِ لهم: "اتّقوا الله إن كنتم مؤمنين".

البرهان على أنَّ المآئِدة هي الإنجيل نجده في الآيات التالية، آية (١١٣) و (١١٤).
آية (١١٣): "قالوا نريد أن نأكل منها" أي يريدوا أن يتعلموا وأن يُطهّروا أنفسهم من خلال الإنجيل الكريم بهدف فعل الصالحات.

والبرهان على أنّ الأكل هو تعلمّ الرسالة والعمل الصالح نجده في آية (٥١) من سورة المؤمنون:

* سُوۡرَةُ المؤمنون
وَجَعَلۡنَا ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَأُمَّهُ ءَايَةً وَءَاوَيۡنَـٰهُمَآ إِلَىٰ رَبۡوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (٥٠) يَـٰٓأَيُّہَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَـٰتِ وَٱعۡمَلُواْ صَـٰلِحًا‌ إِنِّى بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١) وَإِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا۟ رَبُّڪُمۡ فَٱتَّقُونِ (٥٢) فَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَہُمۡ زُبُرًا‌ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡہِمۡ فَرِحُونَ (٥٣).

آية (٥١): "كلوا من الطيّبات واعملوا صالحًا" أي تعلّموا من كُتُبِ الله لأنَّ كُتُبِ الله تعالى هي الطيِّبات.
"واعملوا صالحًا"، أي آمنوا برسالات الله واعملوا صالحًا.

إذا كان المقصود من الأكل من الطيّبات هو المعنى الظاهر وليس المعنى المجازي أو الباطن، فما هو الرابط إذًا بينه وبين العمل الصالح؟
ولماذا أكمل الله تعالى آية (٥١) بآية (٥٢) و(٥٣)؟

 

(٢): * سُوۡرَةُ المَائدة
وَإِذۡ أَوۡحَيۡتُ إِلَى ٱلۡحَوَارِيِّـۧنَ أَنۡ ءَامِنُواْ بِى وَبِرَسُولِى قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَٱشۡہَدۡ بِأَنَّنَا مُسۡلِمُونَ (١١١) إِذۡ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ يَـٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ هَلۡ يَسۡتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيۡنَا مَآٮِٕدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ‌ قَالَ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن ڪُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (١١٢) قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأۡڪُلَ مِنۡہَا وَتَطۡمَٮِٕنَّ قُلُوبُنَا وَنَعۡلَمَ أَن قَدۡ صَدَقۡتَنَا وَنَكُونَ عَلَيۡہَا مِنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ (١١٣) قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ ٱللَّهُمَّ رَبَّنَآ أَنزِلۡ عَلَيۡنَا مَآٮِٕدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا وَءَايَةً مِّنكَ‌ وَٱرۡزُقۡنَا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّازِقِينَ (١١٤) قَالَ ٱللَّهُ إِنِّى مُنَزِّلُهَا عَلَيۡكُمۡ‌ فَمَن يَكۡفُرۡ بَعۡدُ مِنكُمۡ فَإِنِّىٓ أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّآ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (١١٥).

آية (١١٣): "وتطمئنّ قلوبنا" أي لكي تطمئنّ قلوبهم ويتأكدوّا أنّ عيسى عليه السلام هو رسول الله وكتابه، وعندها تطمئن قلوبهم حقّا بذكر الله، كما أخبرنا الله تعالى في آية (٢٨) من سورة الرعد:

* سُوۡرَةُ الرّعد
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَٮِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِ‌ أَلَا بِذِڪۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَٮِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ (٢٨).

آية (١١٣): "ونعلم أن قد صدقتنا" لأنّهم لم يُصدّقوا عيسى عليه السلام بأنّه مُرسل من الله.

آية (١١٣): "ونكونَ عليها من الشاهدين" أي لكي يشهدوا أنّ الإنجيل العظيم حقّ بهدف تبليغه، والبرهان نجده في الآية التالية، آية (١١٤).

آية (١١٤): "ربّنا أنزل علينا مائدة من السماء" أي كتاب من السماء وليس لحم وفاكهة وبطيخ وطماطم وخضراوات وخبز وبطاطا وحلويات وتفاح وليمون وموز وخيار وعنب وسَمْن وزيت زيتون وزيت للقلي ومِلْح وبهار، إلخ.

آية (١١٤): "تكون لنا عيدًا لأوّلنا وآخرنا" أي ذكرى لأوّلنا وآخرنا، أي كتاب لنا لنذكّر به الأن ولتتذكّره الأجيال القادمة وتُذكّرّ به، إنَّ كلمة "عيد" تعني "ذِكرى أو تذكرة".

آية (١١٤): "وآية منك" أي كتاب منك.

آية (١١٤): "وارزقنا وأنت خير الرازقين" أي علّمنا من لدنك وأنت أعلم العالِمين.

 

(٣): والدليل على أنّ الرزق هو عِلْم الله الذي يُدخل الجنّة، أي آياته نجده في:

* سُوۡرَةُ آل عِمرَان
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا‌ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقًا قَالَ يَـٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا‌ قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ‌ إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ (٣٧).

آية (٣٧): "كلّما دخل عليها زكريّا المحراب وجد عندها رزقًا" أي عَلِم زكريّا بأنّ الله قد أوحى لمريم عليها السلام آياته، لأنَّ رزق مريم عليها السلام هو الوحي، أي رسالة الله تعالى الّتي أوحاها الله تعالى لها بواسطة ملآئِكَتِهِ.

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
سَلۡ بَنِىٓ إِسۡرَاءِيلَ كَمۡ ءَاتَيۡنَـٰهُم مِّنۡ ءَايَةِۭ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلۡ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ (٢١١) زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَيَسۡخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ‌ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ‌ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ (٢١٢).

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَـٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِىَ يَوۡمٌ لَّا بَيۡعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَـٰعَةٌ وَٱلۡكَـٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ (٢٥٤).

* سُوۡرَةُ یُونس
قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡقٍ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامًا وَحَلَـٰلاً قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡ‌ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ (٥٩) وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡڪَذِبَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ‌ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ (٦٠).

* سُوۡرَةُ هُود
قَالُواْ يَـٰشُعَيۡبُ أَصَلَوٰتُكَ تَأۡمُرُكَ أَن نَّتۡرُكَ مَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَآ أَوۡ أَن نَّفۡعَلَ فِىٓ أَمۡوَالِنَا مَا نَشَـٰٓؤُاْ‌ إِنَّكَ لَأَنتَ ٱلۡحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ (٨٧) قَالَ يَـٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّى وَرَزَقَنِى مِنۡهُ رِزۡقًا حَسَنًا وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أُخَالِفَكُمۡ إِلَىٰ مَآ أَنۡهَٮٰڪُمۡ عَنۡهُ‌ إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَـٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُ‌ وَمَا تَوۡفِيقِىٓ إِلَّا بِٱللَّهِ‌ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ (٨٨).

"... قَالَ يَـٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّى وَرَزَقَنِى مِنۡهُ رِزۡقًا حَسَنًا..."، سبحان الله بديع السماوات والأرض على عظمة معاني هذا القرءان العظيم.

أدعوا الله تعالى ان يُرزقنا من مائدته، القرءان العظيم.

26 oct 31, 2016