كيف تمّت صناعة الأديان الأرضية الخبيثة وما الهدف منها؟

 

كيف تمّت صناعة الأديان الأرضية الخبيثة وما الهدف منها؟

 

* سُوۡرَةُ إبراهیم
وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (٢٦) يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِى ٱلۡأَخِرَةِ‌ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّـٰلِمِينَ‌ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ (٢٧).

السلام على من أخلص دينه لله الواحد الأحد.

* سُوۡرَةُ الإخلاص
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ

قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (١) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (٢) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ (٣) وَلَمۡ يَكُن لَّهُ ڪُفُوًا أَحَدٌ (٤).

 

(١): إنَّ الهدف الرئيسي من تغيير دين الله الواحد هو التكبر والأنانية والغيرة والحسد والبغي والظلم والفساد والتفرقة بين الأمم بغاية السيطرة في الأرض والتملُّك وحب المال والسلطة والعز والجاه. ولقد تمَّ ذلك من خلال ابتداع أديان (قوانين) أخرى باطلة، وبيعهم للناس من خلالها صكوك غفران احتيالاً وكذبًا عليهم، بظنهم أنهم سوف يدخلون الجنة مهما فعلوا من ظلم وفساد في هذه الأرض، لكي يهربوا بواسطة تلك الأديان من عذاب جهنم.

ونحن إذا نظرنا في كل دين أرضي من بوذي إلى هندوسي (باختلاف طوائِفِهِ) إلى يهودي (باختلاف طوائِفِهِ) إلى مسيحي (باختلاف طوائفه) إلى "مسلم" (باختلاف طوائفه) إلى علماني (باختلاف طوائفه)، نجد أنَّ كل دين من تلك الأديان الباطلة تدعو ظاهريًّا للإصلاح، ولكن إذا تأمَّلنا جيّدًا ونظرنا في صلب وأساس وباطن هذا الدين، نجد فيه قوانين وشرائِع وسُنن باطلة تدعوا إلى الكفر والإشراك وتحُثّْ الناس على فعل الشر والظلم والفساد والتكبر والطغيان والتفرقة والعنصرية والكره والبغضاء والضغينة والبغي وحب المال والجاه والسلطة.

 

(٢): إنَّ كل أمَّة جاءها رسول بكتاب أي بقانون من عند الله، رفضت اتّباع كتاب الله وصنعت كُتُبًا أخرى مُختلفة غيره، ولقد أعطانا الله عزّ وجلّ مثالاً لذلك بدءًا من قوم نوح وصولاً إلى قوم محمد، وكلّما جاء أمّة رسولها كذّبوه ورفضوا أن يتّبعوا كتاب الله وصنعوا أديانًا وطوائف ومذاهب وأحزاب بغيًا بغير حق بينهم، وتكبرًا بينهم أن تكون أمَّةٌ هي أفضل من أُمَّة، وفي كل مرَّة كان يبعث الله عزّ وجلّ برسول إلى قوم ما وكانت رسالته تُحرَّف كان الله تعالى يبعثُ بعدهُ برسول آخر لكي يُعيد تنزيل الكتاب السابق فيضعه في كتابٍ لاحِق، فيكون هذا الكتاب اللاحق مُصدِّقًا للكتاب السابق وحافظًا له، وكما فعلت جميع الأقوام برُسُلِها، فعل أيضًا قوم المسيح برسولهم عيسى ابن مريم عليه السلام، والدليل على ذلك نجده في الآيات التالية:

* سُوۡرَةُ المؤمنون
ثُمَّ أَنشَأۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِمۡ قُرُونًا ءَاخَرِينَ (٤٢) مَا تَسۡبِقُ مِنۡ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ (٤٣) ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا تَتۡرَا‌ كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ‌ فَأَتۡبَعۡنَا بَعۡضَہُم بَعۡضًا وَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَحَادِيثَ‌ فَبُعۡدًا لِّقَوۡمٍ لَّا يُؤۡمِنُونَ (٤٤) ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَـٰرُونَ بِـَٔايَـٰتِنَا وَسُلۡطَـٰنٍ مُّبِينٍ (٤٥) إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ وَكَانُواْ قَوۡمًا عَالِينَ (٤٦) فَقَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ لِبَشَرَيۡنِ مِثۡلِنَا وَقَوۡمُهُمَا لَنَا عَـٰبِدُونَ (٤٧) فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡلَكِينَ (٤٨) وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ لَعَلَّهُمۡ يَہۡتَدُونَ (٤٩) وَجَعَلۡنَا ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَأُمَّهُ ءَايَةً وَءَاوَيۡنَـٰهُمَآ إِلَىٰ رَبۡوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (٥٠) يَـٰٓأَيُّہَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَـٰتِ وَٱعۡمَلُواْ صَـٰلِحًا‌ إِنِّى بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١) وَإِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا۟ رَبُّڪُمۡ فَٱتَّقُونِ (٥٢) فَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَہُمۡ زُبُرًا‌ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡہِمۡ فَرِحُونَ (٥٣).

* سُوۡرَةُ یسٓ
وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلاً أَصۡحَـٰبَ ٱلۡقَرۡيَةِ إِذۡ جَآءَهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ (١٣) إِذۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡہِمُ ٱثۡنَيۡنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزۡنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوٓاْ إِنَّآ إِلَيۡكُم مُّرۡسَلُونَ (١٤) قَالُواْ مَآ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرٌ مِّثۡلُنَا وَمَآ أَنزَلَ ٱلرَّحۡمَـٰنُ مِن شَىۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا تَكۡذِبُونَ (١٥) قَالُواْ رَبُّنَا يَعۡلَمُ إِنَّآ إِلَيۡكُمۡ لَمُرۡسَلُونَ (١٦) وَمَا عَلَيۡنَآ إِلَّا ٱلۡبَلَـٰغُ ٱلۡمُبِينُ (١٧) قَالُوٓاْ إِنَّا تَطَيَّرۡنَا بِكُمۡۖ لَٮِٕن لَّمۡ تَنتَهُواْ لَنَرۡجُمَنَّكُمۡ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٨) قَالُواْ طَـٰٓٮِٕرُكُم مَّعَكُمۡۚ أَٮِٕن ذُڪِّرۡتُمۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٌ مُّسۡرِفُونَ (١٩) وَجَآءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسۡعَىٰ قَالَ يَـٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ (٢٠) ٱتَّبِعُواْ مَن لَّا يَسۡـَٔلُكُمۡ أَجۡرًا وَهُم مُّهۡتَدُونَ (٢١) وَمَا لِىَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِى فَطَرَنِى وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ (٢٢) ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِۦۤ ءَالِهَةً إِن يُرِدۡنِ ٱلرَّحۡمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغۡنِ عَنِّى شَفَـٰعَتُهُمۡ شَيۡـًٔا وَلَا يُنقِذُونِ (٢٣) إِنِّىٓ إِذًا لَّفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ (٢٤) إِنِّىٓ ءَامَنتُ بِرَبِّكُمۡ فَٱسۡمَعُونِ (٢٥) قِيلَ ٱدۡخُلِ ٱلۡجَنَّةَۖ قَالَ يَـٰلَيۡتَ قَوۡمِى يَعۡلَمُونَ (٢٦) بِمَا غَفَرَ لِى رَبِّى وَجَعَلَنِى مِنَ ٱلۡمُكۡرَمِينَ (٢٧).

* سُوۡرَةُ سَبَأ
وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِى قَرۡيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَـٰفِرُونَ (٣٤).

* سُوۡرَةُ الزّخرُف
وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَـٰدُ ٱلرَّحۡمَـٰنِ إِنَـٰثًا‌ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡ‌ سَتُكۡتَبُ شَهَـٰدَتُہُمۡ وَيُسۡـَٔلُونَ (١٩) وَقَالُواْ لَوۡ شَآءَ ٱلرَّحۡمَـٰنُ مَا عَبَدۡنَـٰهُم‌ مَّا لَهُم بِذَالِكَ مِنۡ عِلۡمٍ‌ إِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ (٢٠) أَمۡ ءَاتَيۡنَـٰهُمۡ ڪِتَـٰبًا مِّن قَبۡلِهِۦ فَهُم بِهِۦ مُسۡتَمۡسِكُونَ (٢١) بَلۡ قَالُوٓاْ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَـٰرِهِم مُّهۡتَدُونَ (٢٢) وَكَذَالِكَ مَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِى قَرۡيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَـٰرِهِم مُّقۡتَدُونَ (٢٣) قَـٰلَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكُم بِأَهۡدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمۡ عَلَيۡهِ ءَابَآءَكُمۡ‌ قَالُوٓاْ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَـٰفِرُونَ (٢٤).

* سُوۡرَةُ النّحل
وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَـٰهَدتُّمۡ وَلَا تَنقُضُواْ ٱلۡأَيۡمَـٰنَ بَعۡدَ تَوۡڪِيدِهَا وَقَدۡ جَعَلۡتُمُ ٱللَّهَ عَلَيۡڪُمۡ كَفِيلاً‌ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ (٩١) وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِى نَقَضَتۡ غَزۡلَهَا مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٍ أَنڪَـٰثًا تَتَّخِذُونَ أَيۡمَـٰنَكُمۡ دَخَلاَۢ بَيۡنَكُمۡ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِىَ أَرۡبَىٰ مِنۡ أُمَّةٍ‌ إِنَّمَا يَبۡلُوڪُمُ ٱللَّهُ بِهِ ۦ‌وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ مَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ (٩٢) وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَڪُمۡ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِى مَن يَشَآءُ‌ وَلَتُسۡـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (٩٣) وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ أَيۡمَـٰنَكُمۡ دَخَلاَۢ بَيۡنَڪُمۡ فَتَزِلَّ قَدَمُۢ بَعۡدَ ثُبُوتِہَا وَتَذُوقُواْ ٱلسُّوٓءَ بِمَا صَدَدتُّمۡ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ‌ وَلَكُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٩٤) وَلَا تَشۡتَرُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً‌ إِنَّمَا عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٌ لَّكُمۡ إِن ڪُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (٩٥) مَا عِندَكُمۡ يَنفَدُ‌ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجۡزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُوٓاْ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا ڪَانُواْ يَعۡمَلُونَ (٩٦).

 

(٣): سأنتقل إلى سورة مريم والزخرف.

* سُوۡرَةُ مَریَم
قَالَ إِنِّى عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَٮٰنِىَ ٱلۡكِتَـٰبَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا (٣٠) وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا ڪُنتُ وَأَوۡصَـٰنِى بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّڪَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيًّا (٣١) وَبَرَّۢا بِوَالِدَتِى وَلَمۡ يَجۡعَلۡنِى جَبَّارًا شَقِيًّا (٣٢) وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَىَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيًّا (٣٣) ذَالِكَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ‌ قَوۡلَ ٱلۡحَقِّ ٱلَّذِى فِيهِ يَمۡتَرُونَ (٣٤) مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبۡحَـٰنَهُ إِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (٣٥) وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُ‌ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسۡتَقِيمٌ (٣٦) فَٱخۡتَلَفَ ٱلۡأَحۡزَابُ مِنۢ بَيۡنِہِمۡ‌ فَوَيۡلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشۡہَدِ يَوۡمٍ عَظِيمٍ (٣٧).

* سُوۡرَةُ الزّخرُف
وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَـٰتِ قَالَ قَدۡ جِئۡتُكُم بِٱلۡحِكۡمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِى تَخۡتَلِفُونَ فِيهِ‌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ (٦٣) إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبِّى وَرَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُ‌ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسۡتَقِيمٌ (٦٤) فَٱخۡتَلَفَ ٱلۡأَحۡزَابُ مِنۢ بَيۡنِہِمۡ‌ فَوَيۡلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡ عَذَابِ يَوۡمٍ أَلِيمٍ (٦٥).

لقد جاء عيسى ابن مريم قومه بالبيِّنات، وجاءَ رسولاً إلى بني إسرآئيل بدين موسى الإسلام السابق لأنه حُرِّفَ فأصبح دينًا يهوديًا غير مُسلِم، وكان عيسى عليه السلام هو كلمة الله، أي كان هو الإنجيل، ولقد أرسله الله عزّ وجلّ لكي يُصدِّق بتوراة موسى من بعدِ أن حُرفت وحافِظًا لها، ولكنَّ قومه من بني إسرآئيل رفضوا أن يُصدِّقوا بِهِ أو بالتوراة المحفوظة عنده، فمنهم من آمن بِهِ ومنهم من صدَّ عنهُ في زمنه قبل موتِهِ، وبعد موتِهِ تقطَّعوا أمرهم أي إنجيلهم (التوراة والإنجيل) بينهم إلى كُتُب وفرق وأحزاب وطوائف مختلفة (أرثوذكس، بروتستانت، كاثوليك، شهود يهوا وغيرهم، كُلُّ حزبِ بما لديهم فرحون، تمامًا كما فعلت كل أمة سبقتهم كأمة نوح وهود وصالح وإبراهيم وشعيب ولوط ويعقوب ويوسف وداوود وسليمان وموسى وهارون وغيرهم)، وتمامًا كما فعلت الأمة الّتي لحقتهم (كأمة محمد). سلام على جميع الأنبياء والمرسلين.

 

(٤): والآن أعزائي الكرام، تخيَّلوا الصورة أمامكم وانظروا إليها جيِّدًا، لقد أخبرنا الله عزّ وجلّ في القرءان الكريم بما ذكرتُ لكم أعلاه لكي يُبيِّن لنا أمرًا في غاية الأهمية، وهو أنَّ النفس البشرية واحدة، وأنَّ العقلية البشرية واحدة، وأنَّ الأهداف البشرية واحدة، وأنَّ الطبائع البشرية واحدة، وأنَّ المصالح البشرية واحدة، وأنَّ حب السلطة والمال والتملك والجاه والعز والتكبر والأنانية والحسد واحد، وأنَّ جميع تلك الصفات والأهوآء موجودة في أكثر الناس منذ بدأ الله عزّ وجلّ خلق الإنسان إلى انتهاء خلقِهِ وانتهاء الحياة في هذه الأرض.

إذًا فالدين المسيحي هو تمامًا كالدين اليهودي وهو تمامًا كالدين السني أو الشيعي أو غيرهم من الأديان الباطلة الموجودة في هذه الأرض، وإنَّ جميع تلك الأديان هي أديان لم يأمرنا الله عزّ وجلّ بها، وفيها أكاذيب كثيرة واعتقادات باطلة وتحريف كبير وكفر وإشراك بجميع كتب الله الّتي أنزلها تعالى في السابق على جميع أنبيائه ورُسُلِهِ وحفظها لاحِقًا في القرءان الكريم.

 

(٥): في الختام إنّ الدين عند الله الإسلام.

* سُوۡرَةُ آل عِمرَان
إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَـٰمُ‌ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡ‌ وَمَن يَكۡفُرۡ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ (١٩).

* سُوۡرَةُ آل عِمرَان
وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِى ٱلۡأَخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِينَ (٨٥).

 

اللهمّ ربّنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وارشدنا إلى دينك القيّم (القرءان العظيم).

24 oct 31, 2016