النفقة من رزق الله في سورة الأنفال

 

النفقة من رزق الله في سورة الأنفال

 

* سُوۡرَةُ الاٴنفَال
إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُہُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡہِمۡ ءَايَـٰتُهُ زَادَتۡہُمۡ إِيمَـٰنًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ (٢) ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ يُنفِقُونَ (٣) أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقًّا لَّهُمۡ دَرَجَـٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٌ وَرِزۡقٌ ڪَرِيمٌ (٤).

السلام على من أنفق من رزق الله جلّ في علاه (القرءان الكريم).َ

إنَّ المعنى الباطن للنفقة من رِزْقِ الله هو النفقة من كتابِ الله، لأنّ القرءان الكريم وجميع كتب الله هي الرِّزْقْ الّذي أنزَلَهُ الله عزّ وجلّْ إلى جميع أنبيائه ورُسُلِهِ وإلى جميع الناس، وإنَّ كل آية من آياتِهِ هي رزق لنا، لأنَّها ترزقنا الخير والإصلاح وتدخلنا الجنة في الآخرة، ولذلك وصف الله تعالى القرءان (وجميع كتبه الّتي أنزلها في السابق على أنبيائِهِ ورُسُلِهِ) بالرزق لأنه يجعل الإنسان الّذي ينفق منه يقيم الخير والعدل والإحسان للفقراء والمحتاجين (ظاهرًا وباطنًا)، وبالتالي يرزق هذا الإنسان الّذي يُنفق مِنهُ (في سبيل الخير) الجنة في الآخرة.

إذًا، فعندما يرزقنا الله تعالى القرءان الكريم فهذا يعني أنَّهُ سُبحانه يرزقنا الجنة بغير حساب. لذلك علينا أن ننفق من هذا الكتاب لا من غيرِهِ، أي علينا أن نُقيمه ونُطبِّقه في حياتنا وننفق من كل آية من آياتِهِ في سبيل الله لأنفسنا وللآخرين، وإنَّ الهدف من النفقة من رزق الله، أي من كتاب الله (بتطبيق المعنى الظاهر والباطن للآيات) هو نشر الخير والعدل والإحسان، أي نشر الإصلاح في الأرض، الدليل على أنَّ المعنى الباطن من النفقة من رزق الله هو النفقة من كتاب الله نجده في عدة سُوَرْ، سوف أذكر بعضًا منها:

* سُوۡرَةُ یُونس
قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡقٍ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامًا وَحَلَـٰلاً قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡ‌ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ (٥٩) وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡڪَذِبَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ‌ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ (٦٠).

"قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡقٍ۬...": لاحظوا قول الله عزّ وجلّ: "مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ". ما هو الرزق الّذي أنزل الله عزّ وجلّ لنا؟

هو بالتأكيد تنزيل وحي القرءان الكريم، ولذلك أكمل تعالى بقوله: "... فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامًا وَحَلَـٰلاً قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡ‌ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ. وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡڪَذِبَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ‌، إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ".

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
ذَالِكَ ٱلۡڪِتَـٰبُ لَا رَيۡبَ‌ فِيهِ‌ هُدًى لِّلۡمُتَّقِينَ (٢) ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ يُنفِقُونَ (٣).

"... وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ يُنفِقُونَ": ما هو الرزق الّذي رزق الله عزّ وجلّ المُتَّقين إيّاهُ والّذي عليهم أن يُنفقوا منه؟

نجد الجواب في آية (٢): هو "ذَالِكَ ٱلۡڪِتَـٰبُ..." الّذي "... لَا رَيۡبَ‌ فِيهِ‌..." والّذي هو "... هُدًى لِّلۡمُتَّقِينَ"، إذًا الرزق الّذي يجب على المؤمن التَّقي أن يُنفق منه هو "ذَالِكَ ٱلۡڪِتَـٰبُ" أي هو القرءان الكريم.

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
سَلۡ بَنِىٓ إِسۡرَاءِيلَ كَمۡ ءَاتَيۡنَـٰهُم مِّنۡ ءَايَةِۭ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلۡ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ (٢١١) زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَيَسۡخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ‌ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ‌ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ۬ (٢١٢).

نجد في آية (٢١١) أنَّ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ هي الآيات البيّنات الّتي ءاتاها الله لبني إسرآئيل، ولكنَّ بني إسرآئيل بدّلوها من بعد ما جآءتهم من أجل الحيواة الدنيا فكفروا بالله.

ونجد في آية (٢١٢) أنَّ الّذين اتقوا، أي الّذين لم يُبدّلوا نعمة الله، أي آياته البّينات من بعد ما جآءتهم فسوف يرزقهم الله منها في الآخرة بغير حساب، إذًا فإنَّ نعمة الله هي رزقه في الدنيا والآخرة.

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَـٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِىَ يَوۡمٌ لَّا بَيۡعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَـٰعَةٌ وَٱلۡكَـٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ (٢٥٤).

"يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَـٰكُم...": النفقة من الرزق هي النفقة من كتاب الله، ولذلك أكمل تعالى بقوله: "... وَٱلۡكَـٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ".

* سُوۡرَةُ آل عِمرَان
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا‌ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقًا قَالَ يَـٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا‌ قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ‌ إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ (٣٧).

إنَّ رزق مريم عليها السلام الّذي وجده زكريا عندها كلما دخل عليها المحراب هو النبات الحسَن الّذي أنبتها الله عزّ وجلّ إيّاه بتقبله واصطفائِه لها وبتطهيرها من الذنوب وبجعلها نبيّة ورسولة، وهذا الرزق والنبات الحسن هو وحي آياته بواسطة الملآئكة.

* سُوۡرَةُ النّحل
ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبۡدًا مَّمۡلُوكًا لَّا يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَىۡءٍ وَمَن رَّزَقۡنَـٰهُ مِنَّا رِزۡقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنۡهُ سِرًّا وَجَهۡرًا‌ هَلۡ يَسۡتَوُ ۥنَ‌ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ‌ بَلۡ أَڪۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ (٧٥).

"العبد المملوك" هو الإنسان المملوك من دينه وعاداته وتقاليده ومجتمعه وأوليائه، ولذلك فهو "... لَّا يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَىۡءٍ..."، أي لا يقدر على فِعْل الخير والإصلاح أو على اتّخاذ أي قرار لأنّه مملوك، أي مُستعبَد وخائِف ومحكوم من غيرِهِ وليس بيده القرار، فهو ليس حُرًّا طليقًا لأنّه مملوك من دينه وعاداته وتقاليده ومجتمعه وأسيادِهِ.

"ومن رزقه الله منه رزقًا حسنًا" هو الإنسان المرزوق من دين الله وكتابه، ولذلك "فَهُوَ يُنفِقُ مِنۡهُ سِرًّا وَجَهۡرًا‌" أي يُقيمه بحرية مُطلقة ومن دون أي خوف من أحد، لأنه ليس مملوكًا أو محكوم من أحد، ولذلك فهو يستطيع أن يتخذ القرار الصائب ويُنفق من رزق الله، أي من دين الله وكتابه "سِرًّا وَجَهۡرًا‌" أي بثقة وحرية ومن دون أي خوف.

* سُوۡرَةُ غَافر
هُوَ ٱلَّذِى يُرِيكُمۡ ءَايَـٰتِهِۦ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزۡقًا وَمَا يَتَذَڪَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ (١٣) فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ (١٤) رَفِيعُ ٱلدَّرَجَـٰتِ ذُو ٱلۡعَرۡشِ يُلۡقِى ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ لِيُنذِرَ يَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ (١٥).

"هُوَ ٱلَّذِى يُرِيكُمۡ ءَايَـٰتِهِۦ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزۡقًا...": الرزق الّذي يُنزّله الله عزّ وجلّ لنا من السماء هو آياتِهِ، ولذلك قال تعالى: "هُوَ ٱلَّذِى يُرِيكُمۡ ءَايَـٰتِهِ"، وأكمل بقوله: "... وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزۡقًا..."، وأكمل بعد ذلك بقوله في آخر آية (١٣) وفي آية (١٤): "... وَمَا يَتَذَڪَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ، فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ".

ونحن إذا تدبّرنا آية (١٥)، نجد في قول الله عزّ وجلّ: "رَفِيعُ ٱلدَّرَجَـٰتِ ذُو ٱلۡعَرۡشِ يُلۡقِى ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ لِيُنذِرَ يَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ" دليلاً لنا على أنَّ الروح الّذي يُلقيه الله عزّ وجلّ من أمرِهِ على من يشآء من عباده هو آياته الّتي أرانا إيّاها وهو الرزق الّذي أنزله تعالى من السماء لنا، وهو أيضًا العِلْم الّذي وضعه تعالى لنا في آياتِهِ لقوله تعالى: "رَفِيعُ ٱلدَّرَجَـٰتِ ذُو ٱلۡعَرۡشِ يُلۡقِى ٱلرُّوحَ مِنۡ أَمۡرِهِ..."، مع الملاحظة: أنَّ عرش الله تبارك وتعالى هو علمه. "ذو العرش" = "ذو العلم"، وأنَّ الروح هو وحي آيات الكتاب.

الرزق = ءَايَـٰتِهِ = عرش الله = عِلْم الله = روح الله = كتاب الله = القرءان الكريم.

* سُوۡرَةُ هُود
قَالَ يَـٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّى وَرَزَقَنِى مِنۡهُ رِزۡقًا حَسَنًا وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أُخَالِفَكُمۡ إِلَىٰ مَآ أَنۡهَٮٰڪُمۡ عَنۡهُ‌ إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَـٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُ‌ وَمَا تَوۡفِيقِىٓ إِلَّا بِٱللَّهِ‌ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ (٨٨).

"... إن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّى..." = "... رَزَقَنِى مِنۡهُ رِزۡقًا حَسَنًا..."، الرزق الحسن هو البّينة، أي هو كتاب الله، والدليل على ذلك نجده في سورة البيّنة.

* سُوۡرَةُ البَیّنَة
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ

لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأۡتِيَہُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (٢) فِيہَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣) وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡہُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ (٤) وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ‌ وَذَالِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ (٥) إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِينَ فِيہَآ‌ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ (٦) إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ (٧) جَزَآؤُهُمۡ عِندَ رَبِّہِمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنٍ تَجۡرِى مِن تَحۡتِہَا ٱلۡأَنۡہَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيہَآ أَبَدًا‌ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنۡہُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ‌ ذَالِكَ لِمَنۡ خَشِىَ رَبَّهُ  (٨).

* سُوۡرَةُ الاٴنفَال
يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِ‌ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ‌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِڪُمۡ‌ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (١) إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُہُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡہِمۡ ءَايَـٰتُهُ زَادَتۡہُمۡ إِيمَـٰنًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ (٢) ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ يُنفِقُونَ (٣) أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقًّا لَّهُمۡ دَرَجَـٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٌ وَرِزۡقٌ ڪَرِيمٌ (٤).

إنَّ النفقة من رزق الله تكون بإقامة الصلواة، أي بإقامة كتاب الله، أي بتطبيق قانونه في الأرض، إذًا فإنَّ إقامة الصلواة لا تكون إلاَّ بالنفقة من رِزْقِ الله الّتي هي أيضًا النفقة في سبيل الله، ولذلك نجد في آية (٣) من سورة الأنفال أنَّ الله عزّ وجلّ قد رَبَطَ لنا إقامة الصلواة بالنفقة من رِزْقِهِ بِقَوْلِهِ فيها: "الّذين يُقيمون الصلواة ومِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقون" ونجد هذا الرّابِط أيضًا في عدّة آيات في القرءان الكريم.

أدعوا الله تعالى أن يجعلنا من الذين يُنفقون من رزقه (من كتابه).

9 Oct 30, 2016