ما هي حقيقة التواصل بين البشر والملآئِكة؟

 

ما هي حقيقة التواصل بين البشر والملآئِكة؟

وهل رأى الرسول محمد جبريل على هيئته الحقيقية كما يقولون في كتب التراث الخبيثة؟

 

* سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخۡرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦ‌ وَٱلَّذِى خَبُثَ لَا يَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدًا‌ ڪَذَالِكَ نُصَرِّفُ ٱلۡأَيَـٰتِ لِقَوۡمٍ يَشۡكُرُونَ (٥٨).
 

السلام على من كفر بقصّة المعراج الباطلة

(١): يقول جهلاء الدين في أحاديثهم الباطلة أنّ محمدًا عرج مع جبريل ورأى الملائكة في السماوات في رحلة المعراج الكاذبة، وإنَّ قولهم هذا هو أكبر كذب وإفتراء على الله ومحمد والملائكة وجبريل.

لماذا لا يستطيع محمد أن يرى جبريل في الأرض على هيئته الحقيقية؟
ولماذا لا يستطيع أيضًا أن يصعد في السماء بِجسَدِهِ لِكي يراه على هيئته الحقيقية؟

الجواب هو وبِعِلمِ الله سُبحانه وتعالى لا يستطيع أيِّ إنسان ولا حتّى الأنبياء والرُسُلْ كبشر أن يتواصلوا مع الملآئِكة بسبب قوة خلق الملائكة، لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى بِعِلمِهِ وقَدَّرَ كُلَّ شيء.

لقد خُلِق البشر لِكي يَعيشوا في الأرض ولذلك لا يستطيعون التواصل إلاَّ مع مخلوقات بشرية أرضية أمثالهم، أمّا الملآئِكة فقد خُلِقوا في السماوات لذلك فهم يستطيعون أن يتنقَّلوا في السماوات والأرض وما بينهما، ولا يستطيع البشر أن يروهم أو يتواصلوا معهم بِسبب طبيعة وضعف خلق الإنسان وطبيعة وقوة خلق الملآئكة، ولذلك هم من الغَيبِيّات ولا يستطيع البشر التواصل معهم إلاّ إذا كان بينهم قاسم مُشترك في طبيعة الخَلْقْ، حينها إمّا أن تتمثل الملآئِكة بشكل بشر بِإذن الله لِكي يستطيع الإنسان أن يتكلم ويتواصل معها، وإمّا أن يتحول الإنسان من مخلوق بشري إلى مخلوق ملائكي لكي يستطيع أن يرى الملائكة في السماوات وأن يتواصل معها، وهذا أمر مستحيل، لأنّ طبيعة خلقنا كبشر، والعِلْم الّذي بواسطته خلقنا الله، لا يُخوّلانا أن نتحولّ إلى مخلوقات أخرى.

الله عزّ وجلّ لم يُرنا أو يُخبرنا بأنّنا نستطيع أن نتحولّ من مخلوق بشري إلى مخلوق آخر في كتابه العزيز، أمّا بالنسبة للملائكة فلقد أرانا وأخبرنا أنّهم يستطيعون بطبيعة خلقهم أن يتمثّلوا على شكل بشر للإنسان وبالتالي على أي شكل آخر، تمامًا كما تمثّلوا في الأرض على شكل بشر لإبراهيم وللوط وقومه، ولمريم لكي تكون هناك صلة مباشرة بين المخلوق البشري والمخلوق الملائكي لكي نستطيع كبشر أن نقترب منهم.

 

(٢): الدليل على تمثُّلِ الملائكة بشكل بشر نجده في الآيات التالية:

* سُوۡرَةُ الاٴنعَام
وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ مَلَكٌ۬ وَلَوۡ أَنزَلۡنَا مَلَكًا لَّقُضِىَ ٱلۡأَمۡرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ (٨) وَلَوۡ جَعَلۡنَـٰهُ مَلَڪًا لَّجَعَلۡنَـٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسۡنَا عَلَيۡهِم مَّا يَلۡبِسُونَ (٩).

هذه الآية تخبرنا أنّه إذا أراد الله عزّ وجلّ أن يُنزِّل ملكًا إلى الأرض، فإنه يجعله رجلاً أي يعطيه شكل بشر فيصبح لدى الكفار لَبْسْ، فلا يستطيعوا أن يعلموا أنّ هذا الرجل هو في الأصل مَلَكٌ تحوّل إلى بَشَر، ولذلك قال تعالى في آية (٩): "وَلَوۡ جَعَلۡنَـٰهُ مَلَڪًا لَّجَعَلۡنَـٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسۡنَا عَلَيۡهِم مَّا يَلۡبِسُونَ".

* سُوۡرَةُ هُود
وَلَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُنَآ إِبۡرَاهِيمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ قَالُواْ سَلَـٰمًا قَالَ سَلَـٰمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجۡلٍ حَنِيذٍ (٦٩) فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَہُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ نَڪِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡہُمۡ خِيفَةً قَالُواْ لَا تَخَفۡ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمِ لُوطٍ (٧٠) وَٱمۡرَأَتُهُ قَآٮِٕمَةٌ فَضَحِكَتۡ فَبَشَّرۡنَـٰهَا بِإِسۡحَـٰقَ وَمِن وَرَآءِ إِسۡحَـٰقَ يَعۡقُوبَ (٧١).

في تلك الآيات البيّنات نجد أنّ رسل الله الملائكة ولو تمثّلت لإبراهيم على شكل بشر فهم ليسوا ببشر، والدليل قول الله تعالى في آية (٧٠): "فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَہُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ..." أي لما رأى إبراهيم عليه السلام أيدي هؤلاء البشر لا تستطيع أن تمسك بالطعام "بالعجل الحنيذ" الّذي قدّمه إليهم، وكأنّ أيديهم غير حقيقية (كالشبح)، عَلِم على الفور أنّهم ليسوا ببشر حتى ولو كانوا على هيئة البشر، ولذلك "نَڪِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡہُمۡ خِيفَةً" في آية (٧٠).

* سُوۡرَةُ مَریَم
وَٱذۡكُرۡ فِى ٱلۡكِتَـٰبِ مَرۡيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتۡ مِنۡ أَهۡلِهَا مَكَانًا شَرۡقِيًّا (١٦) فَٱتَّخَذَتۡ مِن دُونِهِمۡ حِجَابًا فَأَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (١٧) قَالَتۡ إِنِّىٓ أَعُوذُ بِٱلرَّحۡمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (١٨) قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۟ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَـٰمًا زَڪِيًّا (١٩).

نجد في آية (١٧) كيف تمثَل جبريل روح الله ورسوله لمريم "بشرًا سويًا" ونجد في آية (١٨) كيف خافت مريم عليها السلام منه عندما رأته، لقولها له: "إِنِّىٓ أَعُوذُ بِٱلرَّحۡمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا"، وهذا أكبر دليل على أنَّ جبريل عليه السلام لم يكن بشرًا حقيقيًا حتى لو تمثل على شكل بشر.

 

(٣): وإذا كنا نحن كبشر لا نستطيع أن نتمثّل بأي شكل أو صورة مثل الملآئكة بسبب طبيعة ومحدودية وضعف خلقنا، فكيف استطاع الرسول محمد أن يرى جبريل على هيئته الحقيقية، وكيف استطاع أن يعرج في السماء؟

هل هو مخلوق بشري خارق دونًا عن سائر البشر ومختلف عنهم؟

ومن أين أتت قصة المعراج الكاذبة؟ الجواب: من الدين الزردشتي.

سبحان الله كيف نسخت ودمّرت آية (٩٣) قصّة المعراج الكاذبة.

* سُوۡرَةُ الإسرَاء
وَقَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ يَنۢبُوعًا (٩٠) أَوۡ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ٱلۡأَنۡهَـٰرَ خِلَـٰلَهَا تَفۡجِيرًا (٩١) أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِىَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓٮِٕڪَةِ قَبِيلاً (٩٢) أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٌ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِى ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَـٰبًا نَّقۡرَؤُهُ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّى هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولاً (٩٣).

 

(٤): سأختم مقالتي يآيات عظيمات من سورة الإسراء.

* سُوۡرَةُ الإسرَاء
وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَـٰطِلُ‌ إِنَّ ٱلۡبَـٰطِلَ كَانَ زَهُوقًا (٨١) وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحۡمَةٌ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ‌ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (٨٢).

السلام على من آمن بالحقّ (القرءان الكريم) وكفر بالباطل (الأحاديث الخبيثة).

 

https://www.youtube.com/watch?v=RJztkdEBWIg
https://www.youtube.com/watch?v=vKKH6vAGQpo
https://www.youtube.com/watch?v=2yehsC0heLg

2 Oct 29, 2016