بيان أسماء الله الحسنى من خلال أحسن البيان (١١)

 

بيان أسماء الله الحسنى من خلال أحسن البيان (١١)

 

السلام على من اتّبع أسماء الله الحسنى (القرءان العربيّ الحكيم).

 

(١): سوف أنتقل الآن إلى سورة الّيْلْ من آية (١) إلى (١٠).

* سورة الليل
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ﴿١﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴿٢﴾ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَىٰ ﴿٣﴾ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ ﴿٤﴾ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ ﴿٥﴾ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ ﴿٦﴾ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ ﴿٧﴾ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ ﴿٨﴾ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ ﴿٩﴾ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ ﴿١٠﴾.

نجد في هذه السورة أنَّ الّذي يُعطي القرءان ويتّقي الله ويُصدِّق بالحُسنى، أي بآيات القرءان، أي يفعل الخير والعدل والإحسان فسوف تكون له اليسرى، أي الجنَّة، وأمّا الّذي يَبْخَل بالقرءان ويَسْتَغني عنه ويُكَذِّب بالحُسنى، أي بآيات القرءان، أي لا يفعل الخير والعدل والإحسان فسوف تكون له العُسْرى، أي جهنَّم.

إنّ الله تعالى وَصَف أسمائه "بالحُسْنى" لأنَّه هو الخير المُطلق، لذلك فإنَّ آياته هي خير مُطلق لأنَّها تحثُّنا على نشر الخير والإصلاح في الأرض وتُبعدنا عن الظلم والفساد ولأنها تُعطينا الحسنى، أي الجنَّة في الآخرة.

إذا تدبَّرنا القرءان الكريم نجد أنَّ جميع آياتِهِ تدعونا وتأمرنا لعمل الخير والعدل والإحسان والابتعاد عن الفحشاء والمنكر كي نبتعد عن جهنَّم ونفوز بالجنَّة، نجد الدليل في آية (٩٠) في سورة النحل وفي آيات أُخرى كثيرة.

* سورة النحل
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾.

 

(٢): إنّ كيفيَّة صلاتنا لله وإقامتها هي بذكر اسمه، أي عِلْمِهِ الذي هو القرءان العظيم، نجد الدليل على أنَّ اسْم الله هو القرءان في السُوَر التالية:

* سورة المزمل
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ﴿٨﴾ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ﴿٩﴾.

* سورة الإنسان
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءانَ تَنْزِيلًا ﴿٢٣﴾ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ﴿٢٤﴾ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿٢٥﴾ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ﴿٢٦﴾.

* سورة الأعلى
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴿١﴾ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ ﴿٢﴾ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ ﴿٣﴾ ..... قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّىٰ ﴿١٤﴾ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ ﴿١٥﴾.

 

(٣): إذا قرأنا القرءان الكريم لا نجد فيه آيَّة واحدة تُخبرنا أنّ لله (٩٩) اسمًا وأنّهم أسماءه الحسنى بمفهوم علماء الدين، لذلك أتساءل وأعجب من أين جاء هؤلاء الأبالسة والشياطين بِعِلْمٍ لم يُخْبِرُنا الله به في كتابه العزيز؟

* سورة الحجرات
قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٦﴾.

* سورة محمد
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿٢٤﴾.

* سورة الجاثية
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾.

 

(٤): إخوتي وأخواتي الكِرام القرءان له مفهوم واحد لأنَّ جميع آياته مُتشابهة ومُفصّلة، لذلك لا يُفسَّرْ القرءان إلاّ من القرءان نفسِه، أي آياته تُفَسِّرُ بعضها البعض، وإذا أردنا ان نتدبَّر القرءان فعلينا بربط آياته ببعضها، نجد الدليل في الآيات التالية:

* سورة الأنعام
أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾.

* سورة الأعراف
وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾.

* سورة الفرقان
وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿٣٣﴾.

* سورة الزمر
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣﴾.

 

(٥): إنّ كل إنسان يؤمن ويُصدِّق ويعمل "بأسماء الله الحسنى" هو إنسان يؤمن ويُصدِّق ويعمل فقط بما يأمره الله تعالى به في "القرءان العظيم" فعسى الله أن يجعلني وإيّاكُم من المؤمنين الصالحين المُصدِّقين لأسماءِهِ وعسى أن يُبعدني وإيّاكُم عن الإشراك والإلحاد والتكذيب بأسماءه، نجد ما ذكرت في آية (٣٢) إلى (٣٤) من سورة الزُّمَّر:

* سورة الزمر
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ﴿٣٢﴾ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿٣٣﴾ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٣٤﴾.

 

(٦): سأختم مقالتي هذه بِإسْم من أسماء الله الحسنى أتَّخذه مبدءًا لإيماني بالله وحده لا شريك له ومنهجًا في حياتي.

* سورة الكهف
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿٢٧﴾.

والسلام على من اتَّبع الهُدى والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

564 Mar 25 2019