بيان أسماء الله الحسنى من خلال أحسن البيان (١٠)

 

بيان أسماء الله الحسنى من خلال أحسن البيان (١٠)

 

السلام على من اتّبع أسماء الله الحسنى (القرءان العربيّ الحكيم).

 

تعالوا معًا إخوتي وأخواتي الأفاضل نتدبرّ المعنى الحقيقي لأسمآء الله الحُسنى في سورة الحشر من آية (٢٢) إلى (٢٤) ونتدبَّر كيفيَّة دُعاءنا لله بها:

* سورة الحشر
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ ﴿٢٢﴾ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٢٣﴾ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٤﴾.

** "سبحان الله عمّا يُشركون": لقد أكمل الله تعالى آياته بتلك الآية لكي يُعرِّف لنا معنى الإشراك فيُنبِّهنا منه كي لا نقع فيه، إنّ البشر، أي الكُبَراء (الجنّ) يعتقدون بأّنَّهم يعلمون كلّ شيء وهم الّذين يُعطون الرّحمة، وهم المُلوك والقِدّيسين، وهم الّذين يصنعون السّلام، وهم المؤمنون الّذين يأمرون الناس باتِّباع دينهم الكاذب (زخرف القول) لكي تكون لهم السلطة والهيمنة في الأرض كما يشاؤون، وهم المُسيطرون في السماء والأرض بعلومهم في الكون والخَلْق بصناعتهم للدُوَل، بتقسيم الأرض، بتقسيم الأرزاق، بتَمَلُّكهم وظلمهم، بقراراتهم وقوانينهم الباطلة والظالمة الّتي يفرضونها على الناس بالقوَّة بحجّة الدين من جانب وبحجّة العِلمانيَّة والديمقراطية من جانب آخر، وهم الأعزّاء، وهم الجبّارون والمتكبّرون في الأرض ولا أحد في الكون يقدر عليهم، أمّا البشر "الضعفاء" فيعبدون هؤلاء "الكُبَراء" إمّا باتِّباعهم لهم بتصديقهم لدينهم الكاذب وكُتُبهم وأحاديثهم الباطلة أو بتكذيبهم لوجوديَّة الله من خلال عُلوم ناقصة أو كاذبة ليس لها ولن يكون لها أيّ بُرهان أو إثبات، وكل ذلك من أجل مصالحهم الشخصيَّة، وفي الحالتين يجعلون لله شُركاء، أي يُشركون بالله ويفترون على الله الكذب، أي يكفرون بالله، لذلك ذكر الله تعالى لنا في القرءان بأنَّ الكبراء والضعفاء سيكون لهم ضعف العذاب، فلولا الضعفاء لا وجود للكُبَراء ولولا الكُبراء لا وجود للضعفاء.

* سورة الحشر
لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْءانَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١﴾ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ ﴿٢٢﴾ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٢٣﴾ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٤﴾.

لقد ختم الله تعالى آيات سورة الحشر بآية (٢٤) لكي يُذكِّرنا بأنَّه:

** "هو الخالق البارىء المُصوِّر": وبما أنَّه هو الخالق فهو أعلم بِخلقِه، لذلك هو وحده الّذي يُعطينا العِلْم فلا يظنّ الإنسان أّنَّه يستطيع أن يخلق أو ينزلّ كتاب مُماثل لكتاب الله، ولذلك قال تعالى لنا أنَّ "له الأسمآء الحسنى" وعلينا اتِّباعها٫، وإذا اتَّبعنا أسماء بشر نكون بذلك نعبد شركاء فنقع في الشّرك والكفر والإلحاد، نجد الدليل في آية (٦) من سورة آل عمران وفي آية (٦) من سورة التغابن:

* سورة آل عمران
إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴿٥﴾ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦﴾.

* سورة التغابن
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١﴾ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٢﴾ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿٣﴾ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٤﴾.

** "وهو العزيز الحكيم": لأنَّه هو الّذي لديه الحكمة ألا وهي القرءان الحكيم، وهو الّذي يُعطيه لِمن يشآء فيُعِزُّ بِه من يشآء، نجد ما ذكرت في السُوَر التالية:

* سورة البقرة
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٦٩﴾.

* سورة البقرة
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٢٥١﴾.

* سورة المائدة
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴿١١٠﴾.

يتبع...

563 Mar 24 2019