بيان أسماء الله الحسنى من خلال أحسن البيان (٨)

 

بيان أسماء الله الحسنى من خلال أحسن البيان (٨)

 

السلام على من اتّبع أسماء الله الحسنى (القرءان العربيّ الحكيم).

 

تعالوا معًا إخوتي وأخواتي الأفاضل نتدبرّ المعنى الحقيقي لأسمآء الله الحُسنى في سورة الحشر من آية (٢٢) إلى (٢٤) ونتدبَّر كيفيَّة دُعاءنا لله بها:

** "هو القُدّوس": لأنَّه هو المُنزَّه والطاهر وهو الّذي أنزل علينا القرءان لكي نُطهِّر أنفسنا ونُزكّيها، فنحن لا نستطيع أن نبتعد عن خطايانا ونُطهِّر أنفسنا إلاّ إذا آمنّا بالقرءان واتّخذناهُ منهجًا في حياتنا لأنَّ "الله هو الّذي يحول بين المرء وقلبِهِ" أي القرءان هو الّذي يمنع الإنسان من اتِّباع الهوى والشهوات الماديَّة والمعنويَّة، كحب المال والجاه والسلطة والأنانيَّة والتكبرّ والحسد، إلخ... نجد ما ذكرت في السُوَر التالية:

* سورة الجمعة
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿١﴾ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿٢﴾.

* سورة النور
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢١﴾.

"... ولولا فضل الله..... من يَشآء...": ما هو فضل الله علينا؟ هو تنزيل القرءان الكريم.

إذًا لولا القرءان ما كان صَلُحَ أحدٌ منّا لأنَّ القرءان هو الّذي يُطهِّرُنا بإبعادنا عن طريق الشَّرّْ واتِّباع طريق الخير، أي بالتوبة والعمل الصالح، لذلك أكمل الله تعالى هذه الآية الكريمة بقوله: "... ولكِنَّ الله يُزكّي مَنْ يشآء..." تأكيدًا لنا أنَّ كِتابه هو الّذي يُزكّي، أي يُطهِّرْ من أراد اتِّباعه.

* سورة الأنفال
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾.

"... وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِ...": أي إنَّ القرءان هو الّذي يمنع الإنسان من اتِّباع أهوائه وشَهواته.

 

** "هو السلام": لأنَّه هو الّذي يدعونا إلى نشر السلام في الأرض لكي يُعطينا دار السلام في الآخرة، نجد ذلك في كُل آية من آياته الكريمة، إنّ القرءان يدعونا للعدل والخير والعطاء ومساعدة البائس الفقير، أي نشر الإصلاح ومحاربة الظلم والفساد، أي أن نُقيم الصلاة لكي يَعُمّ السلام في الأرض، لأنَّه بِإقامتنا للصلاة، أي بفعلنا للإصلاح (فِعْل الحسنات) نُذْهِبْ، أي نَقْضي على الفساد (نُذْهِبْ السَّيِّئات) ونحن مهما حاولنا لن نستطيع أن ننشر السلام في الأرض إلاّ إذا اتَّبعنا حكم الله وتعاليمه الّتي علَّمنا إيّاها في القرءان، والدليل هو ما يحدث الآن في زمننا من تفرقة وقَتْل وفساد وخوف إلخ... وما حدث في الأجيال السابقة.

نجد معنى السلام وكيفيَّة نشره في الأرض، أي المعنى الحقيقي للصلاة وإقامتها الّتي هي ذِكْر الله في السُوَر التالية:

* سورة هود
فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿١١٢﴾ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴿١١٣﴾ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ ﴿١١٤﴾ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿١١٥﴾ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿١١٦﴾ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴿١١٧﴾.

* سورة العنكبوت
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴿٤٥﴾.

* سورة يونس
وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿٢٥﴾.

* سورة الأنعام
وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٥٤﴾.

* سورة الأنعام
فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٢٥﴾ وَهَٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴿١٢٦﴾ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢٧﴾.

 

** "هو المؤمن": لأنَّه هو الحقّ والصدق والثقة، إنَّ كل آية من آياته الكريمة هي حقّ وصدق، نعم لقد خلقنا الله بالحقّ وسيُعيدنا إليه بالحقّ، إنَّ سبب خَلْق السماوات والأرض وما بينهما وسبب خَلْقنا ومحيانا ومماتنا وبَعْثنا أعلمنا الله به في القرءان وهو حقّْ، ونحن لا نستطيع أن نؤمن أو نعلم سبب وجوديَّتنا إلاّ من خلال القرءان.

لقد خلقنا الله لكي نؤمن بِهِ، أي نُصَدِّق ونَثِق بكتابِهِ، أي بِأمرِهِ، أي بالآخرة لكي نُطهِّرْ أنفسنا بأن نكون صالحين وننشر الإصلاح في الأرض بإيماننا بالآخرة لأنَّ الجنّة حقّْ، ونحن لا نستطيع أن نكون مؤمنين وصالحين إلاّ من خلال إيماننا بِالله وحدَهُ، أي من خلال القرءان، أي من خلال إيماننا بقانونه وتطبيقنا له، نجد ما ذكرته في الآيات التالية:

* سورة النحل
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩٧﴾.

* سورة يونس
إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ۚ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٤﴾.

* سورة الأحقاف
بسم الله الرحمن الرحيم
حم ﴿١﴾ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿٢﴾ مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ﴿٣﴾.

 

** "هو المُهيمن": لأنَّه هو المؤتمن والشهيد والقائِم على جميع خلقه، بيَدِهِ (بقوّتِهِ) كل شيء، وهو الّذي حفظ جميع كُتُبِهِ الّتي أنزلها على جميع أنبيآئِهِ ورُسُلِهِ وذلك بتنزيل القرءان لأنَّ القرءان هو الكتاب الذي هيمَنَ، أي إئتمن على جميع رسالات الله، ونحن لا نستطيع أن نعلم أيّ عِلْم إلاّ بواسطة اتِّباعنا للقرءان فقط، وليس باتِّباعنا لكتب أديان أرضيَّة باطلة وأحاديث خبيثة مصنوعة من بشر، نجد الدليل في الآيات التالية:

* سورة البقرة
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴿٢٥٥﴾.

* سورة الرعد
أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٣﴾.

* سورة العنكبوت
قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٥٢﴾.

* سورة المائدة
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾.

يتبع...

561 Mar 22 2019