بيان أسماء الله الحسنى من خلال أحسن البيان (٧)

 

بيان أسماء الله الحسنى من خلال أحسن البيان (٧)

 

السلام على من اتّبع أسماء الله الحسنى (القرءان العربيّ الحكيم).

 

تعالوا معًا إخوتي وأخواتي الأفاضل نتدبرّ المعنى الحقيقي لأسمآء الله الحُسنى في سورة الحشر من آية (٢٢) إلى (٢٤) ونتدبَّر كيفيَّة دُعاءنا لله بها:

* سورة الحشر
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ ﴿٢٢﴾ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٢٣﴾ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٤﴾.

** "هو الله": لأنَّه هو الخالق، لذلك عبادتنا لا تكون إلاّ له، نجد الدليل في آية (١٠٢) من سورة الأنعام:

* سورة الأنعام
ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾.

 

** "لا إله إلاّ هو": لأنَّه لا كتاب إلاّ كتاب الله، ولا دين إلاّ دينه، ولا قانون إلاّ قانونه، ولذلك علينا عبادته فقط من خلال القرءان، وإن لم نفعل نكون قد أشركنا وكفرنا به، نجد ما ذكرت في الآيات التالية:

* سورة الكهف
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿٢٧﴾.

* سورة الزمر
قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴿٦٤﴾ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٦٥﴾ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿٦٦﴾.

* سورة غافر
هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦٥﴾.

 

** "هو عالم الغيب والشهادة": لأنَّ الله وحده ومن خلال قرءانه العظيم يُعطينا عِلْم الغيب، أي يُعطينا عِلْم كُلُّ ما لا نراه ولا نعلمه، أي عِلْم الآخرة إلخ... وكذلك يُعطينا عِلْم الشهادة، أي يُعطينا عِلْم كُلُّ ما نراه ولا نعلمه، أي عِلْم وأحكام الحياة الدنيا لأنَّنا لا نستطيع أن نعلم أيّ عِلْم إلاّ من القرءان، نجد البرهان المُبين في الآيات التالية:

* سورة النمل
قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٦٥﴾.

* سورة الأنعام
قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْءانُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ﴿١٩﴾.

 

** "هو الرحمن الرحيم": لأنَّه هو الّذي لديه خزائن الرَّحمة وهو يُعطينا إيّاها من القرءان لأَّنه يفصل بين الحقّ والباطل، وبإتِّباعنا طريق الحقّ يرحمنا الله بإبعادنا عن جهنَّم وإدخالنا الجنَّة، ونحن لن نستطيع أن نكون رُحَماء إلاّ باتِّباعنا لكتابه، نجد الدليل في السُوَر التالية:

* سورة العنكبوت
وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴿٥٠﴾ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥١﴾.

* سورة آل عمران
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠٥﴾ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴿١٠٦﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿١٠٧﴾.

نجد في آية (١٠٧): "... ففي رحمةِ اللهِ هُمْ فيها خالِدونْ" إنَّ رحمةَ الله هي الجنة.

* سورة البقرة
وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ لا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٣﴾.

"وإلاهُكُمْ إلَهٌ واحِدْ...": أي وكتابُكُم كِتابٌ واحد.
"... لا إلَهَ إلاَّ هُو الرّحمن الرَّحيم": أي الله عزّ وجلّ وحده الّذي يرحم الإنسان ويُدْخِلُهُ الجنَّة، أي أن القرءان هو الكتاب الوحيد الّذي يرحمنا ويُدخِلُنا الجنَّة إذا اتَّبعناه.

 

** "هو الملك": لأنَّ لله مُلك السماوات والأرض وما بينهما وهو الّذي يُعطينا مُلكه في الأرض لأنَّ ملكه هو القرءان، والّذي يؤمن به ويعمل به يكون قد أوتِي مُلكًا عظيمًا، وهو الّذي سوف يشفع لنا ويؤدّي بنا إلى مُلك الجنَّة في الآخرة، نجد المفهوم الحقيقي لمعنى الْمُلْكْ الّذي هو كتاب الله في الآيات التالية:

* سورة آل عمران
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٢٦﴾.

* سورة البقرة
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿٢٤٨﴾.

نجد في تلك الآيات البيِّنات أنَّ "مُلكُ الله" هو كتابه الّذي أنزله لطالوت، أي لنبِيِّهِ داوود عليه السلام، والّذي يحتوي ويُهيمن، أي يأتمن على رسالة موسى وهارون عليهما السلام.

* سورة النساء
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ﴿٥١﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ﴿٥٢﴾ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا ﴿٥٣﴾ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴿٥٤﴾ فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ﴿٥٥﴾.

آية (٥٣): "أم لهُمْ نصيبٌ من المُلْكْ...": أي أمْ لَهُم نصيبٌ من الكِتاب، وإذا تابعنا آية (٥٤) و(٥٥) نجد في تلك الآيتين أنَّ مُلكُ الله تعالى في آية (٥٤) هو كتاب الله الّذي أنزله على آل إبراهيم بِدليل قوله تعالى في آية (٥٥).

* سورة الإنسان
وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴿١٢﴾ ..... وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴿٢٠﴾ ..... إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ﴿٢٢﴾.

إذا تابعنا تلك الآيات البيِّنات نجد بأنَّ المُلك الّذي ذكرَهُ الله تعالى في آية (٢٠) هو جنَّة الخُلْدْ، وإذا تابعنا جميع آيات سورة الإنسان في القرءان الكريم نجد أنَّ ملكُ الله في الأرض هو اتِّباع القرءان وتطبيقه هو الّذي يُعطينا مُلكُهُ في الآخرة.

يتبع...

560 Mar 21 2019