بيان أسماء الله الحسنى من خلال أحسن البيان (٥)

 

بيان أسماء الله الحسنى من خلال أحسن البيان (٥)

 

السلام على من اتّبع أسماء الله الحسنى (القرءان العربيّ الحكيم).

 

(١): * سورة النمل
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ﴿٢٩﴾ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿٣١﴾.

يُخبرنا الله تعالى في آية (٢٩) و(٣٠) من سورة النمل أنَّ "كتابه الكريم" الّذي أنزله إلى سليمان عليه السلام، والّذي أرسله سليمان لملكة قوم سبأ هو "بسم الله" أي بِعِلْمِهِ، تمامًا كما أنزل لمحمد عليه السلام القرءان الكريم بإسم الله، أي بِعِلْمِهِ، وبما أنَّ إسم الله هو واحد يُصبِح بذلك عِلْمُهُ، أي قانونُهُ هو أيضًا واحد، فالله تعالى ليس له أسمآءً مُختلفة عن بعضها البعض، وبالتالي لا يُعطي لكل نبِيّْ ورسول عِلْمًا مُختلفًا عن غيرِهِ.

إنَّ آية (٢٩) و(٣٠) هُما أكبر دليل على أنَّ جميع السُّوَرْ في كتاب سُليمان بدأت ب"بسم الله الرحمن الرحيم" تمامًا كالقرءان، وأيضًا أكبر دليل على أنَّ جميع الكُتُب السابقة الّتي أنزلها الله تعالى على أنبياءِهِ ورُّسُلِهِ كانت كُتُب كريمة، وكانت باسمِهِ، أي بِعِلْمِهِ تمامًا كالقرءان، مِمّأ يُثبِتْ لنا أنَّ الله تعالى قد وضع أيضًا آية "بسم الله الرحمن الرحيم" في بداية كُل سورة من سُوَرِ التوراة والإنجيل وجميع كُتُبِهِ الّتي أنزلها في السابق دليلاً وإثباتًا وإمضاءً وتذكرةً على أنّ التوراة والإنجيل وجميع كُتُبِهِ الّتي أنزلها هي مِنه وأنَّه أُنزلها بِعِلْمِهِ وليس بعِلْم الإنسان.

إذًا فإنَّ كلّ كتاب وُجِدَ في السابق وكلّ كتاب موجود الآن وسوف يوجد في المُستقبل لا تبدأ سُوَرُهُ بآية "بسم الله الرحمن الرحيم" هو كتابٌ مُزَوَّر ومُحرَّف من الإنسان بحجّة أنَّه من عندِ الله، كالتوراة المُحرَّفة والإنجيل المُحرّف وكُتُب وحي السُّنة وكتب السيرة والأحاديث الكاذبة وكُتُب الشيعة الباطلة وكِتاب الحكمة السفسطائي للطائِفة الدرزِيَّة، إلخ...

 

(٢): إذا عُدنا لآية (٣١) نجد فيها مبدآن أساسِيان في معنى الكتاب الّذي أرسله الله جلَّ في علاه لقوم سبأ.

المبدأ الأول: هو عَدَم التكبر على الله، أي الصلاة له، أي العبادة له، أي الإيمان به، أي الركوع له، أي السجود له، أي الخضوع لكتابه.

والمبدأ الثاني: هو الإسلام لَهُ، أي إقامة الصلاة، أي تطبيق ما أمرهم الله تعالى به في كتابه، ألا وهو نشر الخير والإصلاح في الأرض ومحاربة الظلم والفساد تمامًا كما أخبرنا في آيات كثيرة من القرءان الكريم بعدم التكبرّ عليهِ وإسلامنا لَهُ، نجد الدليل على ما ذكرت في السُوَر التالية:

* سورة الأعراف
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴿١١﴾ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾.

* سورة الدخان
وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ﴿١٧﴾ أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴿١٨﴾ وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴿١٩﴾.

* سورة القصص
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٨٣﴾.

* سورة الحج
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٧٧﴾.

وآيات أُخرى كثيرة.

يتبع...

558 Mar 19 2019