تفسير آية (٢٧) من سورة الحِجْر وآية (١٥) من سورة الرحمن من خلال أحسن التفسير

 

تفسير آية (٢٧) من سورة الحِجْر وآية (١٥) من سورة الرحمن من خلال أحسن التفسير

 

* سورة الحِجْر
وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ﴿٢٧﴾.

* سورة الرحمن
وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ﴿١٥﴾.

السلام على أُولي النُهى، من الذين لا يؤمنون بالأشباح والأرواح الشريرة والديناصورات الطائرة والخزعبلات والتفاهات والسخافات.

 

لقد زعم جهلاء الأمَّة الإسلامية، وبعض من الذين يُسمّون أنفسهم بالقرءانيِّين التنوريّين من خلال تفاسير قراطيس سلفهم الطالح الباطلة والخبيثة وفلسفاتهم السفسطائيَّة أنَّ الجنّ هم مخلوقات غير مرئيَّة ويستطيعون أن يدخلوا في نفس الإنسان وفي جسده تمامًا كأفلام هوليوود، إلخ... وأنَّهم (أي الجنّ) كانوا يتنصَّتون على أسرار الملائكة في السماوات، وكانت الملائكة يقذفونهم بالشهب، إلخ...

سبحانه وتعالى عمَّا يقولون بُهتانًا وزورًا.

* سورة الحِجْر
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ﴿٢٦﴾ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ﴿٢٧﴾ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ﴿٢٨﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾.

لقد قال الله تعالى لنا في آية (٢٦) و(٢٧) أنَّه خَلَقَ الإنسان من صلصالٍ من حَمَإٍ مسنون، والجانّ من قبل من نار السَّموم، لكي يُعلِمنا أنَّ الإنسان مخلوق من مادَّة وطاقة، أي أنَّ الإنسان مخلوق من جسد ونفس.

لماذا قال الله تعالى في آية (٢٧) أنَّ الجانّ خلقه من قبل؟
الجواب كالتالي: أوَّلاً لكي يُعلِمنا تعالى أنَّ النفس خُلِقَتْ قبل الجسد، وثانيًا لكي يُعلِمنا أنّه تعالى منذ بداية خَلْق الإنسان خَلَقَهُ في أحسن تقويم ونَفَخَ فيه من روحه، أي أعطاه العِلْم، وهذا ينفي فكرة أنَّ أصل الإنسان كان من مملكة البهائم ثمَّ تطورَّ حتى أصبح إنسانًا بدائيًّا، إلخ... كما يقول بعض الذين يُسمّون أنفسهم بالقرءانيِّين التنوريّين.

وإذا تابعنا آية (٢٨) نجد أنَّ الله تعالى قال للملائكة أنَّه سيخلق فقط بشرًا، وهذه الآية هي أكبر برهان أنَّ الإنس والجنّ هم من البشر، كذلك الأمر بالنسبة لسورة الرحمن.

 

* سورة الرحمن
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْءانَ ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾ ..... وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ ..... خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ﴿١٤﴾ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ﴿١٥﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٦﴾.

لقد بدأ الله تعالى آية (٣) بقوله: "خَلَقَ الإنسان" ولم يَقُل خَلَقَ الإنسان والجانّ، ثمَّ أكمل آية (١٤) و(١٥) لكي يُعلِمنا أنَّ الإنسان مخلوق من مادَّة وطاقة، أي أنَّ الإنسان مخلوق من جسد ونفس.

أمَّا بالنسبة لآية (١٠) نجد البرهان الذي لا ريْب فيه أنَّ الأرض وضعها للأنام، أي للخَلْق، أرض واحدة فقط للإنسان.

 

الدليل على أنَّ الجنّ هم من الناس نجده أيضًا في سورة الناس.

* سورة الناس
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿١﴾ مَلِكِ النَّاسِ ﴿٢﴾ إِلَٰهِ النَّاسِ ﴿٣﴾ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿٤﴾ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ﴿٥﴾ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴿٦﴾.

"مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ" = من الكبراء والضعفاء.

سورة الناس، سورة واضحة مثل نور الشمس لا تحتاج إلى ضرب أخماس بأسداس وكتب تفاسير السلف الطالح وفلسفة الذين يُسمّون أنفسهم بالقرءانيِّين التنوريِّين السفسطائيَّة.

والسلام على من اتَّبع الهُدى والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

 

548 Feb 5 2019