تفسير آية (١١) و(١٢) و(١٣) من سورة الجنّ من خلال أحسن التفسير

 

تفسير آية (١١) و(١٢) و(١٣) من سورة الجنّ من خلال أحسن التفسير

 

* سورة الجنّ
وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴿١١﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا ﴿١٢﴾ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ﴿١٣﴾.

السلام على أُولي النُهى، من الذين لا يؤمنون بالأشباح والأرواح الشريرة والديناصورات الطائرة، والخزعبلات والتفاهات والسخافات.

 

لقد أجمع جهلاء الأمَّة الإسلامية، وبعض من الذين يُسمّون أنفسهم بالقرءانيِّين التنوريّين ومن اتَّبعهم بإجرام إلى يوم الدين على أنَّ الجنّ هم مخلوقات غير مرئيَّة ويستطيعون أن يدخلوا في نفس الإنسان وفي جسده تمامًا كأفلام هوليوود، إلخ... سبحانه وتعالى عمَّا يُشركون، ونحن إذا تدبَّرنا آيات الذكر الحكيم في سورة الجنّ نجد أنَّ الجنّ هم أصحاب العقول والقوة والسلطة (القدرة الخلَّاقة) من البشر.

من أين جاءوا بهذه التفاسير السخيفة السطحيَّة؟
وما هذا الإنحطاط الفكري الذي وصلوا إليه؟

سبحانه وتعالى عمَّا يقولون بُهتانًا وزورًا.

إذا تدبَّرنا آيات الذكر الحكيم في سورة الجنّ، نجد أنَّ نفر الجنّ الذين ذهبوا إلى الرسول العربيّ الأمين لكي يتعلَّموا القرءان العظيم هم أصحاب العقول والقوة والسلطة (القدرة الخلَّاقة) من البشر الذين آمنوا وصدَّقو بالصِدْق بعد إذ جاءهم.

 

** آية (١١): "وَأَنَّا منَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا": أي منهم مؤمن ومنهم كافر، وسبب كُفْر قومهم هو اختلافهم وتفرّقهم وإعراضهم عن دين الله، أي عن كتاب الله، لذلك كانوا طرائق قددًا، أي أحزاب ومذاهب مختلفة ومتفرِّقة، والبرهان المُبين نجده في آية (٣٢) من سورة الروم:

* سورة الروم
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾.

** آية (١٢): "وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا": لقد عَلِموا من بعد ما آمنوا أنَّهم ليسوا أقوى من الله بسلطتهم ونفوذهم وعلومهم، ولن يستطيعوا الهرب من عذاب الله في الدنيا والآخرة.

** آية (١٣): "وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا": عندما سمعوا القرءان العظيم، أي عندما تدبَّروا آياته آمنوا به، والذي يؤمن بكتاب الله ويعمل صالحًا لا يخاف من عذاب جهنَّم، والدليل نجده في آية (١١٢) من سورة طه:

* سورة طه
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴿١١٢﴾.

يتبع... تفسير آية (١٤) و(١٥).

والسلام على من اتَّبع الهُدى والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

 

545 Jan 18 2019