تفسير آية (٤) و(٥) و(٦) و(٧) من سورة الجنّ من خلال أحسن التفسير

 

تفسير آية (٤) و(٥) و(٦) و(٧) من سورة الجنّ من خلال أحسن التفسير 

 

* سورة الجنّ
وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ﴿٤﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴿٥﴾ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦﴾ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا ﴿٧﴾.

السلام على أُولي النُهى، من الذين لا يؤمنون بالأشباح والأرواح الشريرة والديناصورات الطائرة والخزعبلات والتفاهات والسخافات.

 

لقد زعم جهلاء الأمَّة الإسلامية، وبعض من الذين يُسمّون أنفسهم بالقرءانيِّين التنوريّين من خلال تفاسير قراطيس سلفهم الطالح الباطلة والخبيثة على أنَّ الجنّ هم مخلوقات غير مرئيَّة ويستطيعون أن يدخلوا في نفس الإنسان وفي جسده تمامًا كأفلام هوليوود، إلخ... وأنَّهم (أي الجنّ) كانوا يتنصَّتون على أسرار الملائكة في السماوات، وكانت الملائكة يقذفونهم بالشهب، إلخ...

من أين جاءوا بهذه التفاسير السخيفة والتافهة والسطحيَّة؟
وما هذا الإنحطاط الفكري الذي وصلوا إليه؟

سبحانه وتعالى عمَّا يقولون بُهتانًا وزورًا وكفرًا وإشراكَا.

إذا تدبَّرنا آيات الذكر الحكيم في سورة الجنّ، نجد أنَّ نفر الجنّ الذين ذهبوا إلى الرسول العربيّ الأمين لكي يتعلَّموا القرءان العظيم هم أصحاب العقول والقوة والسلطة (القدرة الخلَّاقة) من البشر الذين آمنوا وصدَّقو بالصِدْق بعد إذ جاءهم.

 

** آية (٤): "وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا": لقد كان يقول كبيرهم على كتاب الله كذبًا (العهد الجديد الخبيث) تمامَا كالبخاري الدجَّال، ومسلم الكذاب، وأبو الربع مفتي الأزهر الخبيث أحمد الطيب، وغيرهم من الأبالسة والشياطين والجنّ القاسط.

 

** آية (٥): "وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا": لقد كانوا يعتقدون من خلال دينهم المسيحي الخبيث أنَّهم على حقّ، أي أنَّ دينهم الوثني دين الصليب هو دين الحقّ.

 

** آية (٦): "وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا": لقد كان الضعفاء من أتباع الدين المسيحي الباطل يلجؤون إلى ساداتهم وكبراءهم وعلمائهم بهدف تعلمّ علوم الدين وغيرها من العلوم كعِلْم الفلك والفيزياء، إلخ... فزادوهم ظُلْمًا وضلالاً.

لاحظوا إخوتي الكِرام قول الله تعالى: "... يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ...".
إذا كانت الجنّ مخلوقات غير مرئيَّة ومخلوقة من دخان أو نار بالمعنى المادّي فلماذا قال الله تعالى: "... برجال من الجنّ...
بما أنَّ الجنّ من الرجال كما بيَّن تعالى لنا فَمِنَ السَهل رؤيتهم، وسيبقى القرءان العظيم حسرةً على الذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم.

مرة ثانية البُرهان المُبين على أنَّ الجنّ هم من البشر نجده في قوله تعالى: "... برجال من الجنّ...".

 

** آية (٧): "وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا": أي عندما سمع هؤلاء العلماء القرءان العظيم آمنوا بالبعث الجسدي، لذلك قالوا: "وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا" لكي يؤكِّدوا لقومهم الضعفاء والكبراء وجود البعث الجسدي.

 

وختامًا.

* سورة محمد
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿٢٤﴾.

يتبع... تفسير آية (٨) و(٩) و(١٠).

والسلام على من اتَّبع الهُدى والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

 

543 Jan 16 2019