ردٌّ على زعم الأستاذ أحمد آدم وإيمانه بكتب التوراة والإنجيل والزبور الموجودة في زمننا (الجزء الأوَّل)

 

ردٌّ على زعم الأستاذ أحمد آدم وإيمانه بكتب التوراة والإنجيل والزبور الموجودة في زمننا
(الجزء الأوَّل)

 

نَسْخ الله تعالى للأديان الأرضيَّة وكتبها الباطلة.

بداية وبكل صدق وأمانة أقول: لا يوجد عندي مشكلة شخصية مع الأستاذ أحمد آدم، ولا مع غيره، ولكن فقط أكتب لتبيان الحقيقة، وكذلك أطلب من كل إنسان عالم بكتاب الله أن يُصحِّحني إذا أخطأت، ولكن فقط من خلال آيات الله البيّنات وسأكون شاكرًا لله وله.

السلام على من آمن بكتاب واحد (القرءان العظيم الحافظ لجميع كتب الأنبياء والرسل، سلام الله عليهم أجمعين).

(١): لقد زعم الأستاذ أحمد آدم بإحدى مقالاته بأنَّه يؤمن بالتوراة والإنجيل والزبور المُحرَّفة، وأنا بدوري سأُثبت من خلال آيات الله البيِّنات أنَّ هذه الكتب مُحرَّفة ولا يجوز الإيمان بها، وأنَّ الله تعالى حَفَظ جميع رسالاته في القرءان العظيم بعد أن حُرِّفت، لذلك نصيحتي له خالصة لوجه الله تعالى أن يحذف مقالته، وإلَّا تكون فتنة وضلالة كبيرة، ولكن بالنهاية هذا خياره.

هذا جزء من مقالة الأستاذ أحمد آدم التي كتبها على "مجموعة القرآن الحكيم وقضايا العصر" منذ فترة وجيزة.
"أنا من أهل القرآن، و لكي أكون أهلا له، علي أن أؤمن بالتوراة و الإنجيل و الزبور بأن أدرسها و أعي ما فيها و أطبق ما فيها، الوصايا العشرة على سبيل المثال.

ردّي الأوَّل على الأستاذ أحمد آدم.
هل كتاب التوراة والإنجيل الموجود الآن، هو كتاب مُنزَّل من عند الله جلَّ في علاه؟

(٢): إنَّ جميع الكتب السماوية من بينهم التوراة والإنجيل قد حُرِّفت عبر الزمن، وأصبحت كتب أحاديث باطلة (كلام بشر) خِلافًا للقرءان العظيم.

لقد بعث الله تعالى الرُّسُل بِرِسالاتِهِ لكي يُقيموا الصلاة أي لكي يُبلِّغوا كتب ورسالات الله إلى الأمم الأُخرى بهدف نشر الخير والإصلاح في الأرض فيكون الدين كُلُّهُ لله، فوحَّدَ الله تعالى بذلك الأمم ليكونوا أمَّةً واحدة، ولكن للأسف الشديد جعلت كُلُّ أمَّة نَبِيُّها أفضل من الأنبياء السابقين، أي فرَّقت بين رُسُلِ الله وكُتُبِهِ على الرغم من أنَّه تعالى أخبرهم في الكتب الَّتي أنزلها إليهِم بأنَّ رِسالته وشريعَته وسُنَّته واحدة حتى ولو اختلفت الرُّسُل والأنبياء بِلُغتها وأُمَّتِها، وهذا كان سببًا في تحريف كُتُبِه تعالى، أي تبديل كلامه جلّ في علاه بكلام وقصص وأحاديث مكتوبة من بشر.

والدليل على أنّ سنّة الله تعالى واحدة وشريعته واحدة ودينه واحد تجده في:

* سورة الإسرَاء
سُنَّةَ مَن قَدۡ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ مِن رُّسُلِنَا‌ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحۡوِيلاً (٧٧).

* سُوۡرَةُ الشّوریٰ
شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحًا وَٱلَّذِىٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦۤ إِبۡرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓ‌ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ‌ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِ‌ ٱللَّهُ يَجۡتَبِىٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَہۡدِىٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ (١٣).

* سُوۡرَةُ الجَاثیَة
وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا بَنِىٓ إِسۡرَاءِيلَ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقۡنَـٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَـٰتِ وَفَضَّلۡنَـٰهُمۡ عَلَى ٱلۡعَـٰلَمِينَ (١٦) وَءَاتَيۡنَـٰهُم بَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ‌ فَمَا ٱخۡتَلَفُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡ‌ إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِى بَيۡنَہُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ (١٧) ثُمَّ جَعَلۡنَـٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ (١٨) إِنَّہُمۡ لَن يُغۡنُواْ عَنكَ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ بَعۡضُہُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٍ وَٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلۡمُتَّقِينَ (١٩).

لقد اتّخذت كُلّ أمَّة رَسولها كإلاه من خلال أقاويل أو أحاديث نُسِبت إليه بالباطل، إمّا بِجعلِهِ إبن الإلَه، وإمّا بِإعطائِهِ الحق في التَّصَرُّف في الكون، وإمّا بإعطائِهِ الحق في الشفاعة أو الخلاص لأمَّتِهِ من النار.

(٣): إنَّ الرسالة التي أنزلها الله تعالى على نوح عليه السلام، أنزلها إلى قومه وإلى الناس أجمعين، وعندما كفروا وحرَّفوا وظلموا وطغوا وتكبَّروا بها أرسل الله تعالى عليهم العذاب (الطوفان) وأغرقهم ونجَّى المؤمنين.

بعد قرون طويلة وبعد أن حُرِّفت رسالات نوح أرسل الله تعالى رسالات هود عليه السلام إلى قوم عاد، ففعلوا كما فعل أشياعهم الَّذين من قبلِهِم، فأهلكهم الله بالأحقاف (الريح الصَّرصر) ونجَّى المؤمنين.

بعدها أرسل تعالى صالحًا عليه السلام إلى قوم ثمود فحرّفوا أيضًا بالرسالة، وبعده أرسل تعالى رُسُلاً لا نعلمهم فحُرّفت أيضًا كتبهم، وبعدهم أرسل تعالى إبراهيم عليه السلام (صحف إبراهيم المكرمّة) وإسماعيل ولوط وشُعَيْب وإسحاق ويعقوب ويوسف والأسباط وموسى (التوراة الكريمة) وداوود وسليمان وأيوب وزكريا ويحي ومريم وعيسى (الإنجيل العظيم) كذلك الأمر أيضًا حُرّفت كتبهم، إنتهاءً بكتاب محمد عليه السلام القرءان الحكيم الذي حفظه تعالى وحفظ رسالاته السابقة فيه إلى يوم القيامة "سلام على جميع المرسلين".

536 Dec 20 2018