ردّي من خلال آيات الله البيّنات على زعم الأستاذ أحمد آدم وجود الوصايا العشر  (الجزء الثالث والأخير)

 

 

 

ردّي من خلال آيات الله البيّنات على زعم الأستاذ أحمد آدم وجود الوصايا العشر  
(الجزء الثالث والأخير)

 

نَسْخ القرءان العظيم للوصايا العشر.

السلام على من آمن بوصيَّة الله (الدين الخالص = القرءان العظيم).

(٢): سأبدأ بالجزء الثالث والأخير.

هل هناك عشر وصايا لموسى أو لعيسى أو لمحمد عليهم السلام أجمعين؟
وما هو مفهوم الوصايا في القرءان الكريم٫وما هي وصايا موسى؟

إنّ اكثر الناس يظنّون بأنّ هناك عشر وصايا لموسى، وربّما يعتقد البعض بأنّ هناك عشر وصايا في القرءان من خلال سورة الأنعام.

إذا تدبّرنا آية (٣٩) من سورة الإسراء التي ختم الله تعالى الوصايا بها، نجد قوله تعالى:

"ذلك ممّا أوحى إليك ربك من الحكمة".
وهذا يُبيّن لنا أنّ الإثنا عشر وصيّة التي ذكرها الله في الآيات السابقة هي من الحكمة، ونحن إذا نظرنا في القرءان الكريم نجد أنّ الله عزّ وجلّ قد وصف كتبه بالحكمة كالتوراة والإنجيل والقرءان، وهذا برهان على أنّ كلّ آية من آيات القرءان هي وصيّة من الله وحكمة منه، ونحن إذا طبّقنا جميع الوصايا التي ذكرتها لكم في سورة الأنعام، أو في سورة الإسراء، نكون قد طبّقنا كلّ آية من آيات القرءان الكريم، وإذا أردنا أن نُطبقّ تلك الوصايا في سورة الأنعام، أو في سورة الإسراء، لا نستطيع أن نُطبّقها من دون تطبيق جميع الآيات الأخرى في القرءان الكريم.

الدليل على أنّ الحكمة التي وصّانا الله بها هي كتبه نجده في الآيات التالية:

* سُوۡرَةُ آل عِمرَان
إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَـٰٓٮِٕكَةُ يَـٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ وَجِيهًا فِى ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأَخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ (٤٥) وَيُڪَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِى ٱلۡمَهۡدِ وَڪَهۡلاً وَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ (٤٦) قَالَتۡ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِى وَلَدٌ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِى بَشَرٌ قَالَ ڪَذَالِكِ ٱللَّهُ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ‌ إِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (٤٧) وَيُعَلِّمُهُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِڪۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَٮٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ (٤٨).

* سُوۡرَةُ لقمَان
وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا لُقۡمَـٰنَ ٱلۡحِكۡمَةَ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِلَّهِ‌ وَمَن يَشۡڪُرۡ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦ‌ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ حَمِيدٌ (١٢).

* سُوۡرَةُ الزّخرُف
وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَـٰتِ قَالَ قَدۡ جِئۡتُكُم بِٱلۡحِكۡمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِى تَخۡتَلِفُونَ فِيهِ‌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ (٦٣)

* سُوۡرَةُ الجُمُعَة
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِى ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡمَلِكِ ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ (١) هُوَ ٱلَّذِى بَعَثَ فِى ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ رَسُولاً مِّنۡہُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡہِمۡ ءَايَـٰتِهِۦ وَيُزَكِّيہِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ (٢).

* سُوۡرَةُ النّحل
ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِ‌ وَجَـٰدِلۡهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحۡسَنُ‌ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ‌ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ (١٢٥).

* سُوۡرَةُ النِّسَاء
أَمۡ يَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَٮٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ‌ فَقَدۡ ءَاتَيۡنَآ ءَالَ إِبۡرَاهِيمَ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَءَاتَيۡنَـٰهُم مُّلۡكًا عَظِيمًا (٥٤).

* سُوۡرَةُ صٓ
ٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَا دَاوُ ۥدَ ذَا ٱلۡأَيۡدِ‌ إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧) إِنَّا سَخَّرۡنَا ٱلۡجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحۡنَ بِٱلۡعَشِىِّ وَٱلۡإِشۡرَاقِ (١٨) وَٱلطَّيۡرَ مَحۡشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ (١٩) وَشَدَدۡنَا مُلۡكَهُ وَءَاتَيۡنَـٰهُ ٱلۡحِكۡمَةَ وَفَصۡلَ ٱلۡخِطَابِ (٢٠).

 

(٣): إنّ الوصايا التي وصّى الله تعالى بها محمدًا، ووصّانا بها، هي تمامًا كالوصايا التي وصّى بها جميع أنبيائه ورسله والأمم السابقة، وإنّ وصايا الله هي شريعته التي شرّعها ووصّى بها جميع الأمم من أول الخلق إلى آخره، أي هي دينه الواحد الذي أنزله على جميع أنبيائه ورسله، ألا وهو دين الإسلام، ولكن للأسف٫لقد اختلف الناس في دين الله وفرّقوا شريعته التي وصّانا بها، ووضعوا وصايا وشرائع مختلفة بحجّة أنّ الله عزّ وجلّ (حاشاه) قد أنزل إلى كلّ رسول دينًا مختلفًا وشرائع ووصايا مختلفة عن الرسول الآخر أو مُكمّلة لدينه، وإذا قرأنا آيات في سورة الشورى، وفي سورة البقرة، وفي سورة النساء، نجد فيها أنّ دين الله الذي شرعه لنا هو ما وصّانا به، وهو أن نتَّقي الله، وما وصّانا به هو إقامة دينه الواحد الذي أنزله على جميع الأمم ووضعه لنا في كتابه الذي هو صراطه المستقيم، إذًا لا وجود لشرائع ووصايا وأديان مختلفة أو مُكمّلة كما يظنّ أكثر الناس، نجد البُرهان المُبين في السُوَر التالية.

* سُوۡرَةُ الشّوریٰ
شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحًا وَٱلَّذِىٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦۤ إِبۡرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓ‌ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ‌ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِ‌ ٱللَّهُ يَجۡتَبِىٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَہۡدِىٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ (١٣) وَمَا تَفَرَّقُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَہُمۡ‌ وَلَوۡلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِىَ بَيۡنَہُمۡ‌ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَفِى شَكٍّ مِّنۡهُ مُرِيبٍ (١٤) فَلِذَالِكَ فَٱدۡعُ‌ وَٱسۡتَقِمۡ ڪَمَآ أُمِرۡتَ‌ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ‌ وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن ڪِتَـٰبٍ وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَيۡنَكُمُ‌ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ‌ لَنَآ أَعۡمَـٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَـٰلُڪُمۡ‌ لَا حُجَّةَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ‌ ٱللَّهُ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَا‌ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ (١٥).

* سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَمَن يَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَاهِـۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَيۡنَـٰهُ فِى ٱلدُّنۡيَا‌ وَإِنَّهُ فِى ٱلۡأَخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ (١٣٠) إِذۡ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسۡلِمۡ‌ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (١٣١) وَوَصَّىٰ بِہَآ إِبۡرَاهِـۧمُ بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ يَـٰبَنِىَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ (١٣٢) أَمۡ كُنتُمۡ شُہَدَآءَ إِذۡ حَضَرَ يَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِى قَالُواْ نَعۡبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ ءَابَآٮِٕكَ إِبۡرَاهِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِيلَ وَإِسۡحَـٰقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحۡنُ لَهُ مُسۡلِمُونَ (١٣٣).

* سورة النساء
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴿١٣١﴾.

"... وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ...".

سبحانه وتعالى على عظمة كتابه العظيم والمُفصَّل.
 

(٤): في الختام، سؤالي للأستاذ أحمد، ولكل إنسان يؤمن بالوصايا العشر:

أين عرّف الله تعالى وذكر تلك الوصايا في كتابه العزيز؟
وهل أعلمنا الرحمن بأنّ الوصايا هي فقط عشرة؟
وعلى سبيل المثال، إن كانت الوصايا ثمانية أو عشرة أو تسعة أو مئة أو ألف، فما الفائدة والعبرة من ذلك؟
أرجوا الإجابة.

والسلام على من اتَّبع الهدى والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

 

535 Dec 17 2018