رد على مزاعم الدكتور رشيد الجراح بعدم وجود مجاز في القرءان العظيم

 

رد على مزاعم الدكتور رشيد الجراح بعدم وجود مجاز في القرءان العظيم

 

سأُعلِّمك يا دكتور رشيد ممَّا علَّمني الله تعالى في كتابه العظيم، الأسلوب المجازي الإلاهي الذي ليس له مثيل في العالَم، لذلك أرجوا منك أن تفتح عينيك لترى.

لقد زعم الدكتور رشيد الجراح أنَّه لا مجاز في القرءان العظيم، فهل زعمه صحيح؟ سنرى.

هذا ما كتبه الدكتور باختصار على موقعه:
جدلية الحقيقة والمجاز في القران الكريم.

لقد كانت قضية المجاز من أهم المؤثرات في التفسيرات القرآنية، وكانت من أبرز نقاط الخلاف بين الفرق والمدارس الفكرية القرآنية، فانقسم المشتغلون بالتفسير القرآني بين من يؤيد القراءة الحرفية للنص القرآني ومن يحلق في سماء الاستعارات والمجازات، فاختلفت التفسيرات ومن ثم التأويلات للنص القرآني.

ومحرك البحث لنا هنا سؤال واحد رئيس وهو: هل يمكن قراءة النص القرآني على المجاز؟ إن الجواب الذي نحاول الدفاع عنه في هذا البحث هو النفي قطعا، فنحن نزعم أن ليس في القران الكريم مجاز واحد.

لقد انشغل الناس بالمجاز-حسب ظننا- لسببين اثنين هما:
الاعتقاد بجمال المجاز اللغوي
الاعتقاد بصعوبة التفسير الحرفي لبعض النصوص القرآنية
وسنحاول في هذا البحث إثبات أن الحقيقة هي عكس ادعاءاتهم هذه الخ...

منقول عن موقع الدكتور رشيد الجراح.

إخوتي وأخواتي الكِرام سأردّ على سؤال الدكتور: "إن كان بالإمكان قراءة النصّ القرءاني على المجاز"؟

نعم يا دكتور رشيد من الممكن، أو بالأحرى من السهل جدًا أن نقرأ بعض من الآيات القرءانيَّة على المجاز، وليس كلَّها، لأنَّنا إذا قرأنا بعض من الآيات حرفيًّا ضاع المعنى السّامي للكتاب وأصبح كتابًا سطحيًا، وكتاب سحر وأساطير.

البُرهان المُبين على أنَّ بعض من الآيات القرءانيَّة فيها معنى مجازي تجده في آية (٩) من سورة القارعة وفي آيات أُخرى كثيرة، ولكنَّني سأكتفي هنا بهذه الآية الكريمة.

تمعنّ جيدًا يا دكتور رشيد في آية (٩) وبإذن الله ستجد عظمة المجاز في كتاب الله العظيم.

* سورة القارعة
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴿٨﴾ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴿٩﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ﴿١٠﴾ نَارٌ حَامِيَةٌ ﴿١١﴾.

إذا قرأنا هذه الآية حرفيًّا يا دكتور نتساءل:
هل من الممكن أيُّها الباحث البروفيسور أن تكون الأمّ الهاوية هي النار الحامية بالمعنى الحرفي (الظاهر)؟

إفتح عينيك جيدًا يا دكتور واتلوا الكتاب حقَّ تلاوته بعيدًا عن فلسفتك السفسطائيَّة ورأيك ومنطقك السقيم.

إذا تابعت سياق الآية ستجد أنَّ الله جلَّ في علاه قال في آية (١٠) و(١١): "وما أدراك ما هيه..... نار حامية".
من هي الأمّ الهاوية أو النار الحامية يا دكتور رشيد؟

الأمّ الهاوية هي النار الحامية، أي جهنَّم، وجهنَّم سوف تهوي بِالإنسان الظالم في نارها الحامية، وسوف تلازمه، أي ستكون معه دائمًا، تمامًا كما تلازم الأمّ ولدها دائمًا، هذه الأية هي أكبر برهان على وجود المجاز (الباطن) في القرءان الحكيم أيُّها الباحث البروفسيور.

بمعنى آخر: الأمّ الهاوية هي: "جهنَّم" لأنَّ جهنَّم ستكون أمّ الإنسان الظالم، والّتي سوف تُحيط بِهِ وتُلازِمُهُ بعذابها، وستكون كالأمّ المُحبَّة المُلازِمة الدائمة لولدها إلى أبد الآبدين.

وللتذكرة مرة ثانية وثالثة ورابعة..........: الأمّ الهاوية = النار الحامية.
ما رأيك يا دكتور أيّ معنى هو الأصحّ لهذه الآية الكريمة، المعنى الحرفي أم المعنى المجازي؟

بعد هذا البرهان المُبين على وجود المجاز في كتاب الله العظيم، هل تستطيع أيُّها البروفيسور أن تتجرَّأ على الله جلَّ في علاه أنت وتلاميذك (أتباعك) وتنفوا المجاز؟

آية بيِّنة وساطعة أكثر من نور الشمس.

والسلام على من اتَّبع الهُدى والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

532 Dec 14 2018