لماذا قال الله تعالى من كان عدوًّا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال ولم يقل من كان عدوًّا لله وملائكته ورسله جبريل وميكال؟

 

لماذا قال الله تعالى من كان عدوًّا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال 
ولم يقل من كان عدوًّا لله وملائكته ورسله جبريل وميكال؟

 

بمعنى آخر، لماذا فَصَلَ الله تعالى بين الملائكة وبين جبريل وميكال؟
هل لأنَّ جبريل وميكال عليهما السلام ليسوا من جنس الملائكة كما يزعم المُشركين الذين يُسمّون أنفسهم بالقرءانيِّين التنوريِّيين؟

* سورة البقرة
قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٩٧﴾ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴿٩٨﴾.

مقالة خفيفة تنسخ وتنسف قول الزور الذي يفتريه من يُسمّون أنفسهم بالقرءانيِّين التنوريِّين بأنَّ جبريل وميكال عليهما السلام ليسوا من جنس الملائكة.

السلام على من سجد لآيات الله، واللعنة على من تكبَّر عليها.

إن كل إنسان سيُجادل ويتفلسف على هذه الآيات البيِّنات من بعد ما تبيَّن له الحقّ، هو كافر ومُشرك بنظر الله جلَّ في علاه، أرجوا أن تكون الفكرة قد وصلت إلى الأبالسة والشياطين.

وهذه المقالة الصغيرة مُوجَّهة لِمََن كان له قَلْب أَو أَلقى السَّمع وهو شهيد.

(١): لقد زعم بعض الجهلاء من المشركين الذين يُسمّون أنفسهم بالقرءانيِّين التنوريِّين أنَّ جبريل وميكال عليهما السلام ليسوا من الملائكة، وقولهم الخبيث والباطل والكاذب سببه: لأنَّ الله تعالى قال: "من كان عدوًّا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال" ولم يقل: من كان عدوًّا لله وملائكته ورسله جبريل وميكال، أي لأنَّ الله جلَّ في علاه لم يفصل بين الملائكة وبين جبريل وميكال عليهما السلام.

(٢): إخوتي وأخواتي الكِرام، لماذا قال تعالى: "من كان عدوًّا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال" في آية (٩٨) من سورة البقرة، ولم يقل: من كان عدوًّا لله وملائكته ورسله جبريل وميكال؟

الجواب البسيط والسهل والهيِّن كالتالى:
لم يذكر الله جلَّ في علاه كل أسماء رسل الملائكة، كذلك لم يذكر تعالى كل أسماء رسل الناس، نجد البرهان المُبين في السُوَر التالية:

* سورة غافر
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ ﴿٧٨﴾.

* سورة النساء
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿١٦٣﴾ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ﴿١٦٤﴾.

* سورة المؤمنون
ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٤٤﴾ ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴿٤٥﴾.

لاحظ عزيزي القارئ، الله جلَّ في علاه لم يذكر كل أسماء الرسل: "ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ...".

وكذلك الأمر بالنسبة لآية (٣٠) من سورة يس:

* سورة يس
يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾.

لاحظ أيضًا عزيزي القارئ، الله جلَّ في علاه لم يذكر كل أسماء الرسل: "يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ...".

* سورة إبراهيم
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾.

لاحظ أخي القارئ قول الله تعالى: "... قوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ...": لقد قال تعالى أنَّه يوجد رسل من الناس بعد قوم نوح وعاد وثمود، ولكنَّه لم يُعْلِمُنا بأسماءهم كلّهم، تمامًا كما لم يُعْلِمُنا بكلّ أسماء رسل الملائكة.

ملاحظة هامَّة: إنَّ قَوْل الله تعالى: "... وملائكته ورسله وجبريل وميكال..." هو أكبر دليل على أنَّ جبريل وميكال عليهما السلام هم رسل من الملائكة.

آية (٩٨) من سورة البقرة بيِّنة ومُفصَّلة لا تحتاج إلى عمليَّة جراحيَّة في الدماغ.

والسلام على من اتَّبع الهُدى والعذاب على من كذَّب وتولَّى.

530 Dec 11 2018