حُكْم وشَرْع الطلاق من خلال كتاب الله العظيم

 

حُكْم وشَرْع الطلاق من خلال كتاب الله العظيم

 

تفسير آيات في سورة الطلاق والبقرة من خلال أحسن التفسير الذي ليس له مثيل في العالَم (القرءان العربيّ المُبين).

مقالتي هذه إلى المؤمنين والمؤمنات بكتاب الله جلَّ في علاه وإلى كل إنسان يريد أن يتوب إلى الله توبةً نصوحًا ويرجع إلى قرءانه العظيم.

السلام على من آمن بِشَرْع الله فقط (القرءان الحكيم).

 

(١): سأبدأ بذِكْر بعض من آيات الذِكْر الحكيم التي تُثبت أنَّ الله جلَّ في علاه أنْزَلَ أو نَزَّل شريعة واحدة لجميع الأُمم.

* سورة الجاثية
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿١٦﴾ وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿١٧﴾ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٨﴾ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ﴿١٩﴾ هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٢٠﴾.

آية (١٧) من سورة الجاثية: "وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ..." = آية (١٨) من نفس السورة: "ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ..." = كتاب الله العليم الخبير.

"البيِّنات من الأمر" = "الشريعة من الأمر" = القرءان العربيّ المُبين الذي هَيْمنَ، أي ائْتَمَنَ على جميع الرسالات السابقة والأحكام التي هي حُكْمٌ واحد أنزلها الله تعالى على جميع الناس من أوَّل خَلْق الإنسان إلى يوم القيامة.

* سورة المائدة
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾.

آية (٤٨): "... لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا..." = شريعة واحدة ومنهاج واحد، والبُرهان المُبين نجده في آية (١٣) من سورة الشورى:

* سورة الشورى
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ﴿١٣﴾.

آية (١٣): "شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ..... أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ..." = شريعة واحدة ودين واحد.

* سورة البيِّنة
بسم الله الرحمن الرحيم
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴿١﴾ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً ﴿٢﴾ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ﴿٣﴾.

* سورة الصافات
بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٧﴾.

* سورة فصلت
مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ﴿٤٣﴾.

* سورة النساء
يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦﴾.

آيات بيِّنات ما يُجادل فيها إلَّا الذين تكبَّروا.

 

(٢): سأبدأ الآن بتفسير شَرْع الطلاق من خلال شريعة الله عزَّ وجلّ (القرءان الحكيم).

(١): * سورة البقرة
الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٢٩﴾.

آية (٢٢٩): "... الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ..."هذه الآية الكريمة تنسخ أقوال العُلماء وكُتُب التفاسير الباطلة بأنَّ الطلاق يكون ثلاث مرات بالقول كالببغاء.

آيات بيِّنات ما يُجادل فيها إلَّا الذين أعرضوا عن ذِكْر الله .

 

(٣): * سورة الطلاق
بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا ﴿١﴾ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴿٢﴾.

آية (١) من سورة الطلاق: "... فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ..." = أوّل طَلْقة ثلاثة قروء، أي ثلاثة أشهر، ومُحرَّم عليهما الجماع، والبُرهان المُبين نجده في آية (٢٢٨) من سورة البقرة.

* سورة البقرة
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٢٢٨﴾.

آيات بيِّنات ما يُجادل فيها إلَّا الذين كفروا.

 

(٤): آية (١) من سورة الطلاق: "... لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ..." أي مُحرَّم على الزوج أن يخرج زوجته من البيت إلَّا إذا أتت بفاحشة مُبيّنة، أي إلَّا إذا خرجت عن حدود الله، على سبيل المِثال إذا اتَّخذت عشيقًا أو طلَّقت زوجها لكي تستغِّلّه بهدف أَخْذ البيت منه، إلخ...

في هذه الآية الكريمة نجد رأفة الله جلَّ في علاه على المرأة، لأنَّ الرجل يستطيع أن يتحَّملّ أعباء ومخاطر الحياة، ولكنَّ المرأة مُعرضَّة دائمًا للاستغلال والتحرشّ الجنسي والإغتصاب والمخاطر بشكل عامّ، ولكن للأسف عندما يُطلِّق الرجل إمرأته يطردها من بيتها إلى بيت أهلها، وهذا فقط يحصل في البلاد التي تدَّعي الإسلام، وما هم بمسلمين.

آيات بيِّنات ما يُجادل فيها إلَّا الذين أشركوا.

 

(٥): آية (٢) من سورة الطلاق: "فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ..." أي عندما تنتهي العِدَّة، أي الثلاثة أشهر، أي الطَلْقَة الأولى ولم تكن الزوجة حاملة، فإمّا أن يمسكوا بمعروف، أي إمَّا أن يتصالحو ويُكْمِلوا حياتهم الزوجيَّة، وإمَّا أن يفترقوا نهائيًّا، وهذه تكون الطلقة الثانية والأخيرة، أُكرِّر مرة ثانية هذا بحال إن لم تكن الزوجة حامل.

آيات بيِّنات ما يُجادل فيها إلَّا الذين أجرموا.

 

(٦): آية (٢) من سورة الطلاق: "... وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ..." أي يجب أن يكون شاهدين مؤمنين فقط بكتاب الله لكي يشهدوا الطلاق.

آيات بيِّنات ما يُجادل فيها إلَّا الذين فسقوا.

 

(٧): * سورة الطلاق
وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴿٤﴾.

آية (٤): "... وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ..." أي إذا كانت الزوجة حاملة تكون الطلقة الثانية إلى أن تضع حَمْلها وليس بعد ثلاثة أشهر، أي ينبغي على الزوج والزوجة أن ينتظرا حتى تضع الزوجة حَمْلها لكي تتمّ الطَلْقة الثانية والأخيرة، وواجب على الزوج أن يُعامل زوجته الطليقة بإنسانيَّة وإحترام، وأن ينفق عليها وعلى أولاده حَسَب قدرته الماديَّة، لَا تُضَارَّ والدَة بولَدها وَلَا مَولودٌ لَهُ بولَدِه، والدليل نجده في آية (٦) و(٧) من سورة الطلاق وآية (٢٣٣) من سورة البقرة.

* سورة الطلاق
أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ ﴿٦﴾ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴿٧﴾.

آية (٧) من سورة الطلاق: "لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا...".

* سورة البقرة
وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٢٣٣﴾.

آية (٢٣٣) من سورة البقرة: "... وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ...".

آيات بيِّنات ما يُجادل فيها إلَّا الذين أسرفوا.

 

(٨): * سورة البقرة
لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٢٢٦﴾ وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٢٧﴾.

آية (٢٢٦): "لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ..." = هذه مدَّة الإنفصال (SEPERATION)، إذا انفصل الزوج عن زوجته وتجاوز الأربعة أشهر ولم يعزم الطلاق فهي بشَرْع الله تُعْتَبَر مُطلقَّة، والعكس صحيح، لذلك أكمل العليم الخبير هذه الآية الكريمة بقوله في آية (٢٢٧): "وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".

بمعنى آخر إذا لم يعزم الزوج أو الزوجة الطلاق بعد مدَّة الإنفصال، أي بعد أربعة أشهر، يُصبحوا من المُطلَّقين، والدليل على أنَّ الزوجة تستطيع أن تُطلِّق زوجها نجده في آية (١٠) من سورة المُمتحنة:

* سورة الممتحنة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَٰلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١٠﴾.

آية (١٠): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ..... فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ...".

آيات بيِّنات ما يُجادل فيها إلَّا الذين أمروا بالمُنْكر ونهوا عن المعروف.

 

(٩): ملاحظة هامَّة: إذا تمَّت الطلقة الثانية مُحرّم على الزوج والزوجة الرجوع لبعضهما البعض، والبُرهان المُبين نجده في آية (٢٣٠) من سورة البقرة.

* سورة البقرة
فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٢٣٠﴾.

آية (٢٣٠) من سورة البقرة: "فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ..." أي إن طلَّقها لا تُحِلَّ له كل مُدَّة الطلاق إلى أن تتزوج، أي لا تُحِلَّ له أبدًا لأنّها تزوجت، بمعنى آخر إذا حرَّم الله تعالى أن يكونا مع بعضهما البعض قبل أن تتزوَّج برجل آخر فما بالكم إذا تزوَّجت، يريد الله أن يُعْلِمنا من خلال هذه الآية الكريمة أنَّ المرأة لا تحِلُّ لزوجها نهائيَّا بعد الطلقتين.

هذه الآية لا تعني كما فسَّرها السلف الطالح وجهلاء الدين الإسلامي (أئمَّة الفسوق والعصيان) أنَّ الزوجة ينبغي عليها أن تتزوج رجلاً غير زوجها ثمَّ تُطلِّقه لكي ترجع إلى زوجها الأوَّل، إذا كان الأمر كذلك فهذا يكون تشجيعًا على الفاحشة واستغلال المرأة لإرتكاب الدعارة، حاش لله سبحانه وتعالى أن يُشرِّع هذا الأمر الفاحش.

لعنهم الله وأصمَّ آذانهم وأدخلهم الدَرْك الأسفل من النار.

آيات بيِّنات ما يُجادل فيها إلَّا الذين ظلموا.

 

(١٠): كما وَضَع الله تعالى حُكْم الطلاق في القرءان العظيم وَضَعه أيضًا في كُتُب الأنبياء والرسل السابقة، ولكن بعد أن حرَّفوها أعاد تنزيلها في القرءان الكريم، لذلك قال تعالى في في آية (٨) من سورة الطلاق:

* سورة الطلاق
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا ﴿٨﴾ فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا ﴿٩﴾ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ﴿١٠﴾ رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا ﴿١١﴾.

آيات بيِّنات ما يُجادل فيها إلَّا الذين فسدوا.

 

(١١): للأسف الشديد كتاب الله العظيم وأحكامه، ومن ضمنها حُكْم الطلاق لا يُطبَّق في زمننا ولا حتى في الزمن القادم لأنّ الإنسان الظالم الفاسد (إبليس، الشيطان) هَجَرَ كتاب الله، أي قانون الله ووَضَعَ قوانينًا باطلة من خلال صناعة أديان ومذاهب أرضيَّة باطلة من خلال كُتُب خبيثة، لكي يُسيطر على عقول الضعفاء بهدف إبعادهم عن طريق الحقّ (القرءان الكريم) وعن سَبَق إصرار وترصدّ، والحمد لله على وجود الآخرة، ٫جهنَّم بانتظارهم.

* سورة الفرقان
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ﴿٢٥﴾ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴿٢٦﴾ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْءانَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾.

* سورة الأعراف
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴿١١﴾ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾.

* سورة الملك
وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٦﴾ إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ ﴿٧﴾ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩﴾ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١﴾.

* سورة ق
يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ﴿٣٠﴾.

 

(١٢): ملاحظة هامَّة: إنَّ الهداية بكتاب الله العظيم أصبحت على صعيد فردي، أي كل إنسان وليس كل مجتمع أو دولة، إذا أراد الهداية يستطيع أن يرجع إلى كتاب الله ويُطبِّق ما أمره تعالى به على قَدَر استطاعته ويُبلِّغه للناس المُقربَّة منه.

من المُستحيل أن يُطبقّ قانون الله على جميع الدُوَل وخصوصًا الدُوَل العربيَّة، ولكن لكي يحصل هذا الأمر يجب على جميع الدُوَل العربيَّة والإسلاميَّة المنافقة أن تُبْطِل وتلغي محاكمها الشرعيَّة الخبيثة، وأن تُبدِّل سياستها الإجراميَّة وقوانينها الظالمة والديكتاتوريَّة، ويجب على هذه الدُوَل أيضًا أن تُغلق كل مساجدها، مساجد الضِرار والكُفْر، وتتَّبع فقط القرءان العظيم، وهذا من المُستحيلات.

وكذلك الأمر أيضًا بالنسبة للدُوَل الغربيَّة يجب عليها أن تُبدِّل سياستها الإجراميَّة وقوانينها المُبطَّنة بإسم الديمقراطيَّة الزائفة والباطلة، وتُغلق كل كنائسها ومعابدها اليهوديَّة الماسونيَّة (كنائس ومعابد الضِرار والكُفر) ومعابد الأديان الأُخرى الخبيثة كالبوذيَّة والهندوسيَّة، إلخ... وتتَّبع فقط القرءان العربيّ المُبين، وهذا أيضًا من سابع المُستحيلات، لأنَّ الله عزَّ وجلَّ أخبرنا في كتابه العظيم أنَّ أكثر الناس لن تؤمن بالله ولا بكتابه الذي هو كتاب واحد أنزله على جميع أنبيائه ورسله، سلام على جميع المُرسلين، والبرهان المُبين نجده في السُوَر التالية.

* سورة غافر
لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٥٧﴾ وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٥٨﴾ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٥٩﴾ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠﴾ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴿٦١﴾.

* سورة الفرقان
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْءانَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾.

 

(١٣): في الختام: بإختصار شديد: القرءان العظيم يُدمِّر مصالح وقوانين الدُوَل في العالَم ومُؤسسّاتها الدينيَّة الخبيثة، كالأزهر والفاتيكان والمعابد اليهوديَّة والماسونيَّة، إلخ... لأنَّ هذا القرءان العربيّ المُبين يدعوا إلى اقتسام خيرات الله وإلى نشر الخير والإصلاح ومُحاربة الظُلْم والفساد، ولكن أكثر أهل الأرض مُفسِدين ولا يؤمنون ولا يُحبّون عَمَل الخير والإصلاح.

إخوتي وأخواتي الأفاضل، الحمد لله على رحمته التي كتبها على نفسه ألا وهي يوم القيامة الذي لا رَيْبَ فيه، لأنَّه إذا لم يكن هناك آخرة يُصبح خَلْقنا باطلاً، ومن دون معنى، والبُرهان المُبين على ما ذكرت في ختام مقالتي نجده في السُوَر التالية:

* سورة الأنعام
وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾.

* سورة الأنعام
قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾.

* سورة ص
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴿٢٦﴾ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ﴿٢٧﴾ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ﴿٢٨﴾ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾.

آية (٢٦) و(٢٧): "... بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ..... وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا...".

والسلام على من اتَّبع الهُدى والعذاب على من كذَّب وتولّى.

 

523 Dec 2 2018